قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 23 - 2 - السبت 30/11/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الثالث والعشرون
2
تم النشر يوم السبت
30/11/2024
كانت عائده من الغابة بعد جلوسها لبعض الوقت مع لينا تلك الفتاة الرقيقه...التى تختلف كليًا عن ليلى المفعمه بالطاقه...وأثناء عودتها قررت أن تطمئن على ضيفهم...وبالفعل دلفت لخيمته فوجدته لازال نائماً ولم يستيقظ بعد...فجلست بتكاسل جواره وهى تنظر له بهدوء فخرجت تنهيدة قوية منها...وهى تتحدث بصوت خافت خرج متشقق موجع:لا أعلم لما لازلت هنا؟!...أو ما هى الفائده من بقائى بهذا المكان؟!..أشعر أننى لست بمكانى أو أننى ذات قيمة لمن حولى... أشعر بألم شديد وأنا أحارب لأثبت وجودى ولكن لا شئ تغير....فأنا لازلت أنا فينسيا التى لا يفرق وجودها من عدمه شئ...أرغب بالرحيل ولكن لا علم إلى أين أذهب ولمن ألجأ فأنا لا أملك شخص أذهب إليه ليحمينى من بؤسى وألمى....
توقفت تشعر بغصة تؤلمها بشدة فحاولت التنفس فخرجت شهقة من بين ثنايا قلبها... ومعها سقطة دمعة من عينيها فوضعت يدها المرتعشه على فمها تحاول التسلح بالثبات...فتنفست بقوة تحاول التماسك ولكنها لم تستطع وزفت عينيها المزيد من الدموع...وهى تقول بينما تضع يدها المرتجفه موضع قلبها:لقد ظننت وجودى سيتسبب بإرباكه او محاولة فى التقرب منى...أولم يملأه الفضول ليتسأل كيف وصلت إلى هنا الا يثيره الفضول بأى شئ يخصنى؟!.. ألهذا الحد يمقتنى؟!...ألهذه الدرجة أنا شخص ليس مهمة بالنسبة إلي؟!...قالتها بخفوت أشد وألم حطم جدران قلبها فظلت تبكى لبعض الوقت حتى هدأت ثم نظرت للذى ينام بسلام على فراشه...
وابتسمت له برقة شديده وكأنه ينظر إليها قائلة بصوت بح بسبب كثرة بكائها:أشكرك على استماعك لحديثى وبكائى دون تذمر أو شفقه...وخرجت بهدوء من الخيمة بينما كان القابع على فراشه لا يزال فى سباته العميق لا يعلم شئ مما يدور حوله...
بعد خروجها من خيمته لم تكن تنظر حولها فقد كانت تتعمد النظر أرضاً حتى لا يلاحظ أحدهم إحمرار عينيها بسبب بكائها...ويتسأل عن السبب وراء ذلك فهى لا ترغب فى التحدث مع أحد...لهذا كانت تسرع بخطواتها لتصل لخيمتها لتختلى بذاتها المنبوذه... ولكن أمنتيها لم تتحقق فهناك من منعها من ذلك... فقد وجدت أحدهم يجذب يدها بعنف ويتحرك بالإتجاه المعاكس لخيمتها...فرفعت نظرها تنظر لمن يقوم بسحبها فوجدته زوجها...
هنا تصاعدت ضربات قلبها بقوة واصيبت بالقشعريه بجميع أنحاء جسدها فهو بمسك يدها...كما كان هناك رعب شديد تملك منها خاصة حين أدركت وجهتهم الأ وهى خيمته...لهذا بدأت تجذب يدها منه بعنف تحاول منعه من إكمال سيره...
بالفعل توقف آيدان واستدار لها بعنف وهو يقول بحده جذب إليهم أنظار الجنود:أقسم إن لم تسيرى معه بهدوء لأجعلن الجميع يتسأل عما سأفعله بك...
تنفست فينسيا بقوة وهى تقول بإنفعال:اللعنه على أوامرك اللعينه فأنا لست جاريتك حتى تقوم بسحبى بمثل هذه الطريقة...كما أننى لا أرغب بالتحدث إليك لهذا فالتترك يدى الآن...
وعادت لمحاربته من جديد بقوة جديده عليها أجل هى تخاف قربه...تخاف نظراته المسلطه عليها...
تخشى الوقوع له أكثر وهى تعلم يقيناً أنه لم ولن يكون لها يوماً...لهذا يجب أن تحارب من أجل الحفاظ على ما تبقى من كبريائها....
شعر آيدان بالصدمه من طريقتها فى التحدث إليه فهى دائما ما كانت تحمر خجلاً حين كان يحدثها أو ينظر لها....أجل يعلم بحبها الخفى له ولن ينكر قسوة فى ما يفعله بقلبها...فهو مازال يبقيها جواره رغم أن قلبه ليس ملك لها...ولكنه لن ينكر رغبته فى تملكه لقلبها وأنه الوحيد القادر على جعل قلبها يصرخ بحبه....
لهذا شعر بغضب غريب عليه يحتل ثنايا قلبه وهو يجدها تهتم بهذا الرجل الغريب....وخرجها من خيمتة منذ لحظات... واشتد غضبه أكثر حين رفضت الذهاب معه...وشعر بالخطر وخوف غريب عليه من كرهها له أو الكف عن حبه.... هذا لم يفكر مرتين وقام بحملها على كتفه أمام الجميع الذين ينظرون إليهم بصدمه....
خاصة أن الملك آيدان معروف بهدوئه الشديد...
والذى سار بها إلى خيمته بينما هى تتخبط بين يديه وهى تصرخ به لينزلها وليبتعد عنها ولكنه لم يعبأ بصراخها...كما لم يحاول أحد التدخل بينهم...
وباللحظه التى دلف بها آيدان لخيمته أنزلها وأمسك بكلا يديها يقربه إليه وهو يقول بحده: فالتغلقى فمك اللعين الآن حتى لا اسكته بطريقتى الخاصه أفهمتى....
كان شعر فينسيا غير مرتب بسبب حمله له لهذا كانت خصلات شعرها ثائره وتتحرك بسبب تنفسها الغير منتظم...وهى تنظر له بقسوة ولكنها توقفت عن الحديث كما أمرها...فهى لازالت تخشاه لهذا ابتعدت عنه خطوة للخلف وهى تسحب يدها منه بقوة ألمتها...
وهذا ما لم يعجبه فقام بجذبها أقرب إليه وهو يقول بصوت خفيض ولكنه يحمل بين طياته الكثير من الغضب: ألم تتسائلين لماذا تركتك طوال هذه الأيام المنصرمه دون المحاوله فى التحدث إليك؟!...ها...لقد فعلت ذلك حتى تنفسين عن غضبك وعما عايشتيه طوال فترة غيابى عن المملكة...ولكنك واللعنه تماديتى بتصرفاتك الطفولية منذ أتينا إلى هنا.... لهذا ستكونين معى بخيمتى منذ اليوم... كما لا يسمح لك بالخروج دون طلب الإذن منى...وحين نعود لقصرنا حينها سأخبرك بما سأفعله بك بسبب رحيلك دون اخبارى...
كان الجميع يعلمون بهدوء الملك آيدان ولكن كان إغضابه أمر مفزع...فبالماضى كان يظن البعض أنه لا يستحق الحكم من بعد والده لطيبة قلبه وهدوئه الشديد ورقته بالحديث...وهذه صفات لا يجب أن يتصف بها ملك...لهذا قرر أحد الوزراء التلاعب به من خلال مخالفتة أمره....والذى كاد يقتل على أيدى الملك آيدان الذى كان كوحش كاسر تسبب بالكثير من الكسور والرضوض لهذا الرجل الذى كاد يموت بين يديه...ومنذ هذا الحدث وكان الجميع يتجنب إغضابه...وإذا حدث وغضب فكان الجميع يفضل تجنبه حتى لا يصاب بالأذى....ولكن الغريب أن فينسيا لم تشعر بالخوف منه ولو بمقدار قليل...
فحين انتهى من حديثه وابتعد عنها واستدار ليخرج من خيمته...ولكن فينيسا لم تسمح له بالخروج وأمسكت بيده ولنكن أكثر دقه أمسكت بثيابه لا بيده وهى تقول بصدمه وسخريه بالوقت ذاته:إلى أين سيد آيدان فأنت لم تخبرنى بعد هل من حقى التنفس أم أن هذا امتياز لا يستحقه أمثالى... لقد أخبرتك منذ لحظات أننى لست جاريتك اللعينه حتى تملى على ما أقوم به...كما أننى أتذكر جيداً أننى أخبرتك من قبل أننى أريد الإنفصال فأنا لم أعد أرغب بتواجدى معك بعد الآن...لهذا حديثك الذى تكرمت وأخبرتنى به منذ لحظات لا يهمنى...كما أنه سيكون من الأفضل ألا يكذب أحدنا على الأخر فرحيلى كل ما تمنيته أنت...لهذا لا تدعى الفضيلة أمام الجميع وأنك تهتم لهذه اللعينه التى اتخذتها زوجة لك...فأنت لا تمقت أحد كما تمقت وجودى قربك...لهذا أنا أحلك من قسمك بالبقاء معى...
كانت فينسيا تشعر بقلبها سينفجر بأى لحظة فهى لم تكن تتخيل أن يصل نقاشهم لمثل هذه النقطه وكم تمنت لو أنه تمسك بها كما يدعى الآن...فهو لم يفعلها من قبل حين قررت الرحيل فقد تركها ترحل دون أن يمنعها...هى تريد أن تعرف من هى بالنسبه لهذا الرجل الذى غرقت بعشقه حتى النخاع...فقلبها لم يعد يحتمل...
كانت حدقتى عينيها تهتز وهى تنظر له منتظره حكمه الحتمى بموت قلبها...والذى أتى بطريقة اصابتها بالذهول والصدمه التى لم تشعر بها من قبل...فقد كان جواب آيدان أن قام بجذبها إليه حتى أصبحت أنوفهم تتلامس ويتنفس كلاهما هواء الأخر...
كانت فينسيا تشعر أن قلبها سيقف بأى لحظة فهو لم يقترب منها بمثل هذه الدرجة الخطيره من قبل لهذا تسارع تنفسها وهى تنظر له بصدمة لم تستطع اخفائها وحين حاولت الإبتعاد احتضن خصرها حتى اصبحت ملاصقه له وهو يقول بصوت خطر أظن أنكِ لا تعلمين ذلك ولكن ها أنا أخبركى أننى لم ولن أفرط بممتلكتى يوماً...لهذا فرصة إبتعادك عنى معدومة بل مستحيلة...كما أنصحكى أن تهذبى لسانكِ حين تحدثينى حتى لا اقوم بتهذيبه بطريقتى الخاصه ملكة فينسيا كان يحدثها ونظراته مصوبه نحو شفتيها...وهذا أصابها بالقشعريه حين أدركت معنى حديثه...وهو علم أنها قد فهمت رسالته من ارتعاشها بين يده...مما جعل ابتسامة تذيب القلوب ترتسم على شفتيه وهو يقترب من أذنيها أكثر قائلاً بصوت هامس:كما لا تظنى أننى لن أحاسبكِ على هروبك من قصرى فإن حدث وسامحتك مرة فأنا لا أسامح بالثانية ملكة فينسيا...أنهى حديثه بقبلة رقيقه على مقدمة شعرها وتركها خارجاً بهدوء على عكس ما كان عليه قبل قليل...
بينما كانت فينيسا كانت لاتزال بمكانها تنظر لأثره وبعد مرور بعض الوقت رمشت عينيها وأخذت أنفاسها...وهى تضع يدها المرتعشه على قلبها وهى تتسأل داخلياً هل قام حقا بتقبيلها؟!...هل وصفها كأحد أملاكه الخاصه؟!...هل أخبرها أنه لن يتخلى عنها؟!...
سارت كالمغيبه وجلست على أول مقعد قابلها وظلت تنظر للامكان وهى تحاول معرفة السبب وراء فعلته هذه....ولكنها لم تصل لشئ إلا أن ما هى متيقنه منه انها لن تزعن لأمره وستخرج...ولكن بعدما تعود لرشدها وتعيد لملمة شتات قلبها الذى بعثرها هو باللحظات...
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية