رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 28 - 3 - الإثنين 18/11/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثامن والعشرون
3
تم النشر الإثنين
18/11/2024
بعد دقائق خرجت من المطبخ بعد أن أعدت بالفعل العصير، وقد بدلت ملابسها لفستان بسيط من اللون الفيروزي، ظنًا منها أن والداها طلب منها تغيير ملابسها، لأنها متسخة بسبب عملها بالمطبخ، وبالطبع لا يصح أن تقابل بها ضيوفهم، أيًا كانوا من هم..... تقدمت للصالة دون أهتمام أو حماس، لكنها بلحظةٍ تجمدت بمكانها، تنظر أمامها بعيون مفتوحة علي آخرهم.... شهقت شهقة خفيفة، والداتها تُنجم... لا شك في ذالك... لقد... لقد أخبرتها أنه سيأتي وهي واثقة، لكن ليسَ بتلك السرعة الرهيبة، لم يمضي علي حديثهم دقائق معدودة... تقدمت بأقدام ثقيلة... شجعاها والداها بإبتسامة واسعة يقول:
_"مالك مكسوفة ليه يا رانيا؟ ده طارق مش حد غريب".
_"لا أبدًا... ".
نطقت بها بتوتر، من ثم وضعت العصير أمامهم، وكادت ترحل لكن والداها اوقفها يقول:
_" طارق عنده كلمتين عايز يقولهملك يا رانيا.... أنا هستناكم جوه ".
نهض دون أن يستمع لردها، تركها وسط المعركة ورحل ببساطة، توترت بشدة، وتصلبت مكانها دون حركة:
_" أقعدي يا رانيا من فضلك".
جلست بالكرسي المقابل له، وصمتت لا تدري ما تقول، الموقف جاء فجأة دون ترتيب، أبتسم هو يقول، بهيام:
_"وحشتيني أوي! ".
وجنتيها أصبحت تنافس حبات الطماطم حُمرةً، لكنها حمحمت بجدية تقول بثبات مزيف هش سينهدم بلحظات خصوصًا أمام وسامته الطاغية، بتلك الحُلة التي تبرز جسده الرياضي ببراعة:
_" بعد أذنك يا باش مهندس ميصحش كده ".
أجابها بسخرية:
_" باش مهندس.... أممم، عمومًا بعد اللي أتفقنا عليه أنا والحاج حمدي، مظنش أن هيبقي في داعي لباش مهندس، أنتِ مش بعيد تقوليلي يا طاروقتي"
مُصّر علي إحراجها، أجابته بغباء:
_"أتفقتوا علي أي؟ ".
_" أنا طلبت إيدك من عمي حمدي وهو وافق... ".
_" أي ده لا طبعاً أنا بقا مش موافقة".
_"عندنا الحريم ملهاش كلمة بعد كلمة الرجالة".
ناظرته بغيظ تقول:
_"لا والله.... ده في المشمش أن شاء الله ".
_" آسفة إني اتأخرت عليكِ كل المدة دي، أكيد كنتِ تعبانة بسببي، حقك عليا، أنا سكوتي ساعتها مكانش أعتراض ولا رفض، ولا نظرتي أتغيرت ليك ولا أي حاجة من الكلام اللي أنت أخترعتيه في خيالك.... انا بس كنت بستوعب مش أكتر، أنا زي مقولتلك، أنا لما حبيتك حبيتك بقلبي، وأنا مكنتش أعرف حاجة عنك غير أسمك وشوية معلومات بسيطة، أظن إنك تكوني مطلقة ولا حتي أرملة ده عمره ماهيغير أي حاجة....هو حاجه واحدة بس اللي مضيقاني بصراحه ".
_" أي هي دي؟ ".
أقتربَ منها وقد تغلغ عطره يغزو أنفها، يقول بوقاحة:
_" أن راجل غيري لمسك قبلي....كل ما أتخيلها أولع، أنتِ ملكية خاصة لطارق الجيّار وبس".
_"يا بابا تعالَ شوف ضيوفك بقا ".
نطقت بها وهي تهرول إلي الخارج سريعًا والخجل قد أغرقها، جاء والدها من الخارج يضحك بصوت عالي، أبتسم الأخر يقول:
_" عمي أنا زي مقولتلك، أنا جاهز تمامًا من كله... أنا عايز نعمل فرح وكتب كتاب في أسرع وقت، شقتي مش ناقصها غير رانيا تدخلها، وباقي كل حاجه هتخلص في ظرف أسبوع واحد، بكره في نفس المعاد ده هاجي أنا ووالدي وعمي ونقرأ الفاتحة وننزل نجيب الشبكه، وبعد أسبوع الفرح".
_"حيلك حيلك.... مالك مستعجل ليه كده ".
_" في أي يا عمي، أستنينا كتر العمر مش بعزقة أومال.... خليك فهيم بقا أحنا رجالة زي بعض... ".
ضربَ كفًا بكفً، يقول بضحك:
_" ده أنت طلعت داهية والله ".
❈-❈-❈
خرجت" نانسي"من شقة "مُراد" بعد أن أغلقت الباب خلفها بحذرٍ، تسير بخطوات حذرة متوترة، تنظر خلفها كل ثانية، حتى أصتدمت، بـ "نادر" الذي ظهر أمامها من العدم فجأة، شهقت تضع يدها علي فمها والأخري علي صدرها بخضة تقول:
_"يخربيتك يا زفت خضتني في أي... بتعمل أي هنا".
ختمت جملتها تلتفت حولها بحذر وتوتر، أجابها هو برفعة حاجب يقول:
_"أنتِ إللي بتعملي أي... ".
نظرَ ناحية شقة عمهِ يقول:
_" وفي شقة مراد.... مش كنتِ خارجة منها برضو؟. ".
_" هاا... لا،... أيوه، أحمم كنت قاعدة مع رضوي شويه أي هتحقق معايا؟ ".
حك فكهِ بحركة شعبية، يقول:
_" مش غريبة دي، أي اللي لم الشامي علي المغربي يعني؟... وأي اللي في إيدك ده؟ ".
قالها مُشيرًا للإبرة الممتلئة بالدماء، لكن دماء من لا يعلم، توترت هي أكثر وخباءتها خلف ظهرها تقول:
_" وأنتَ مالك... أوعي وسع من وشي خليني أنزل".
_"نهارك أسود، أنتِ قتلتي البت ولا أي، أنتقامك وصل للدرجة دي ".
_" يخربيتك، يخربيتك، أقفل بؤقك ده، هتفضحنا، أقتل أي بس ".
_" اومال أي الدم اللي فالحُقنة ده، بتاع أي".
زفرت بحُنق ونفاذ صبر:
_"عادي مش حاجة مُهمة يعني".
_"لا لا، عيب تبقي فالسن ده وتكدبي، مش معقول مجيتك هنا بالطريقة الغريبة دي بتتسحبي زي الحرمية، أكيد في حاجة وحاجة كبيرة أوي".
_"خد بالك أنا عمتك يا حيوان، أحترمني شويه ".
هزأ يقول:
_" وماله من عنينا هو أحنا عندنا كام نانسي؟.... رسيني عالحوار يمكن أعرف أساعدك".
ضربته علي كتفهِ بغيظ من فظاظته:
_"تساعديني في يا متخلف أنتَ.... وتساعدني بمناسبة أي أصلاً".
_"البيت كله كان عارف أن عينك من مراد، وهو اداكِ بومبة وطيرك وأتجوز رضوي... واحدة في جبروتك أكيد مش هتقدر تسيب حقها كده، وبصراحة أنا مستغرب أنتِ أزاي كنتِ ساكتة الفترة اللي فاتت دي كلها ومخدتيش حقك؟ اراهنك إنك دلوقتي بتخططي لحاجة،وحاجة كبيرة كمان،علشان تنتقمي "
كانت كلماته كالفتيل، تُشعل النار بداخلها أكثر، وتغزز رغبتها بالأنتقام، لكنها لازالت لا تثق بهِ، لذا قالت:
_"عايز أي من الآخر يا نادر".
_"أنا وأنتِ في مركب واحدة".
رفعت طرف شفتيها تقول بسخرية:
_"لا يراجل".
_"آه أسمعي مني بس، هدفنا واحد ".
_" اللي هو ".
نظرَ للأمام لثواني وعينيه بدأت تشتعل بها رغبة دفينة بالأخذ بالثار منها، ويُندمها علي مافعلته بهُ، أجابها يقول بخبث وغل:
_" رضوي.... هدفنا أحنا الأتنين ننتقم منها. ".
_"طيب أنا ومش طيقاها علشان أتجوزت مراد وأخذته مني، أنتَ بقا أي الدنيا؟ عملتلك أي؟".
_" لا دي محتاجة قعدة طويلة، تعالي نقعد في أي حتة لحسن حد ياخد باله مننا هنا، وأنا هرسيك علي الحوار.... دماغك سم وهتنفعني أنا عارف"
❈-❈-❈
توسعت عيناى "نانسي" الجالسة بجوار "نادر" بالحديقة الخلفية للمنزل، صدمتها كانت كبيرة، كلماته سقطت عليها كدلوٍ من الماء، هتفت تقول بعدم تصديق:
_"مش مصدقه، أنتَ بتتكلم بجد، يعني ده سبب جواز مراد الأساسي من رضوي، بسببك.... يخربيتك منحوس من يومك جيت تكحلها عميتها.... بس، بس باين عليهم مبسوطين جدا، وباين عليه بيحبها".
ضحكَ بسخرية، وعينيه أشتعلت بالغضب الدفين:
_"هي حرباية بتتلون علي كل لون وأكيد قدرت توقعه في حُبها زي ما عملت فيا قبل كده ".
_" أنتَ بتقول أنك ملحتقتش تعمل فيها حاجه صح؟ ".
_" للأسف الشديد أيوه كُنت شارب ساعتها لما معمي، وفجأة الحشيش علي عليا، لقيت نفسي بقع من طولي، ونمت، ولما فوقت بعدها لقيتها هي كمان مرمية، مفكرتش فأي حاجه ساعتها غير إني أهرب... وهربت فعلاً، وقعدت بعدها بفترة سايب البيت ومسافر... كنت خايف حد يعرف حاجه أو تقول حاجه، بس مقالتش... وسابت الكل وجات تحكي لمُراد... وهو علشان شهم أتجوزها... بس اللي أنا مستغربه أن مراد عمره ما بين لي خالص أنه عارف حاجه ".
اطرقت برأسها مفكرة قليلا تقول:
_"عندك حق ليه مثلاً مواجهكشِ وكده... الموضوع ده فيه إنَةْ أكيد، بس أنت طلعت معبي منها أوي".
منحها إبتسامة صفراء:
_" مش بقولك طريقنا واحد، قُوليلي بقا بتاعة أي الحقنة دي وكنت ناوية تعملي أي ".
_" هقولك! "..