-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 34-2 - الأحد 17/11/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع والثلاثون

2

تم النشر يوم الأحد

17/11/2024 


تبسمت شقيقتها بتفهم، شاعرة بما يكتنفها، فتكلفت تقدمه اليها:

- دا رياض باشا يا جنات اللي حضر معانا افتتاح الكافيه ابن نجوان هانم وصاحب المصنع.....


- وجوزها 

صاح بها هذا الثائر خارجًا من غرفته، تفوح منه طاقة من التحفز غير مطمئنة على الإطلاق،  ليسقط قلب بهجة من القادم معه، فيُعاود الكرة نحو شيقيقاته يخاطبهم بتهكم:


- صحيح يا عائشة، سلمتي يا حبيبتي على انكل ولا لسة؟ ولا انتي يا جنات، مكسوفة طبعا انك خرجتي بالبيجاما وبشعرك مكشوف قدامه، شيلي عنك الحرج يا قلبي، دا في مقام اخوكي الكبير دلوقتي.


- ايه التخريف اللي انت بتقوله دا يا إيهاب؟ 

هنفت بها الاخيرة باستنكار، لتضيف عليها بهجة:

- سبيه يا جنات، انا عارفه ومقدرة اللي هو فيه، بس انا عايزاه يسمعني، ممكن يا إيهاب بدل التريقة تسمع مني ومتجريش وتسيبني زي ما عملت في المستشفى.


شددت نجوان من ضم عائشة المذهولة بما يحدث امامها، ولغة تواصل بالأعين لا يفهم عليها إلا كلتاهما امام جنات؛ التي اجبرها الترقب على الصمت ، فتدخل رياض في دعم لزوجته:


- أحنا مش بنطلب منك حاجة صعبة يا إيهاب، عايزينك بس تدى نفسك فرصة انك تفهمنا. 


- اها رياض باشا بنفسه بيكلم العبد الغلبان؟

تمتم بها بسخرية، ثم اقترب ناظرًا بعيناه يردف بتقريع مباشر:

- طب مش كان الأولى برضو يا باشا، القعدة والاحترام ده يبقى من البداية ، يعني تيجي كدة تقابلني راجل لراجل، تكلمني وتطلبها مني، بدل ما اتفاجأ زيي زي الاغراب، لما اسمعك تقول انها مراتك وانا معرفش.


اتجه نحو بهجة متابعًا:

- طب يرضيكي انتي الكلام دا يا اختي الغالية؟ اروح المستشفى انا واصحابي عشان نزور مدرس الرياضة اللي شال الزايدة، قوم بقى نتفاجأ بالمشهد الاكشن الرومانسي ده، دا ولا شغل السيما والله،


إلا هنا ولم تقوى على الصمود لتلقي بثقلها عليه، تلف ذراعيها حوله قائلة بانهيار:

- سامحيني يا حبيبي، ياريتني كنت موت ولا اعيشك اللحظة دي، بس والله ما كان بخاطري،  الظروف هي اللي اضطرتني لكدا. 


شعرت فجأة بتجمده، وخرج صوته بنبرة خطرة موجهًا ابصاره نحوه:

- معناه ايه اضطريتي لكدا؟ هو ضغط عليكي؟ ولا ابتزك؟


نفت على الفور بتحريك رأسها وبرعب جعلها تبرر بسجيتها:

- لا والله ما غصبني، دا كان كريم اوي، وهو اللي ساعدني كمان اجيب البيت ده والكافيه، وخلاني ابعد بيكم عن أذى مرات عمي اللي كانت....


قطعت فجأة مجفلة بنفض ذراعيها عنه بأعين تطلق شرر استدراك سربع؛

- هو انتي مش كنتي قايلة ان البيت والكافية من تعويض المحكمة في القضية اللي كسبتيها من المصلحة اللي كان شغال فيها بابا؟ ولا دا كمان كان كدبة؟!


ابتعلت بوجه شاحب تبحث عن رد مناسب، يعتلي تعابيرها التردد، تريد اخباره الحقيقة وفي نفس الوقت تخشى رد فعله، فجاء الرد الحازم من الاخر:


- في كل الحالات واحد يا إيهاب،  اختك مغلطتش، دا جواز على سنة الله ورسوله.


- في السر وعلى اخواتها؟ يبقى كدة الإجابة وصلت.

تمتم بها في حسم منه اثار الريبة في قلب شقيقته ، فتدخلت نجوان بهدوء تخاطبه :


- إيهاب من غير ما تتسرع في حكمك دلوقتي وزي ما قولنالك ادي فرصة لنفسك، وياريت لو تقبل بقعدة معايا اتفاهم معاك بطريقتي


- مش محتاجة تفاهم  يا نجوان هانم،  الحكاية بانت اهي وكل حاجة انكشفت ، اختي العزيزة، جابت البيت والكافيه من ورا جوازة في السر تمن ليها، لكن انا بقى لا يمكن اقبلها على نفسي. 


- يعني ايه؟

سألته بهجة بتوجس لتصلها الإجابة فورا:

- يعني انا  راجل اقدر اعتمد على نفسي، وميلزمنيش اي حاجة من ورا جوازتك اللي في السر 


قالها واتجه نحو غرفته مباشرةً، ليخرج سريعا حاملا حقيبة ممتلئة بالملابس والمتعلقات الخاصة يخبرها  امام الجميع:


- جهزتها اول ما وصلت، عشان مش انا اللي اقبلها على كرامتي يا بهجة. 


وما ان نطق بالاخيرة وهم بالتحرك امام تجمد الأخرى حتى تفاجأ بها تسقط مغشيًا عليها بين ذراعي زوجها التي تلقتها على الفور، هاتفًا بهلع:


- بهجة.

❈-❈-❈


اثناء سيرهم في طرقة المشفى، في طريق مغادرتهم المشفي، للذهاب الى منزلهم، حيث الحديث الدائر بين درية وابنتها للبحث عن وسيلة مواصلات تقلهم بعد تركهم من قبل زوجها وابنها الأكبر والذي لا تعلم ما مصير علاقتها به في الايام القادمة:


- اخواتك الاتنين قالبين عليا زي ما يكون قاتلالهم قتيل، ولاد الهبلة محدش فيهم قادر يفهم اني بعمل كل ده عشان مصلحتهم. 


تحدثت سامية في رد على حديثها بحقد يقطر من كلماتها:

- معذورين ياما، حكم المحروسة بسهوكتها اتمكنت منهم بالجامد، بت اللذينة طلعت قوية اوي، انا كل ما افتكر شكل الباشا اللي كان بيتخانق عليها النهاردة وبيقول انه جوزها، نار تقيد فيا، شكل، ولا حلاوة،  ولا هيئة ملوكي، ايه ده؟ عرفت توقعه ازاي ده بس؟ 


مصمصمت درية بشفتيها:

- عشان تعرفي انك صوت من غير فعل، والله ابوكي ما كدب لما قال عليكم خايبين انتو التلاتة، لا.وكمان انتي اللي هتتجنني، امال انا اعمل ايه؟


اعمل المستحيل عشان ابعدها عن خواتك، تروح هي مدياني القاضية بجوازة جامدة زي دي، اه يا بنت خليل ، دا انتي طلعتي مية من تحت تبن


- حظها ضارب في السما ياما،  مش زيي، من غلطة متستاهلش علقلتولي المشنقة وعايزين تدبسوني في شيكاغو 


قالتها بازدراء آثار غيظ والدتها حتى همت ان تذكرها بحجم مصيبتها التي اضطرتهم لذلك، ولكن تفاجأت بظهوره امامهم مترجلا من سيارته برفقة زوجها الذي قدم معه ليستقبلهم من نصف المسافة:


- ايه؟ انتو خارجين ليه دلوقتي؟

تحدث هو ايضًا:

- مساء الخير يا حماتي، عاملة ايه يا سامية؟


- كويسة 

تمتمت الرد بفتور كعادتها، وتكفلت درية بتلطيف الأجواء:

- هي بخير وسلامة يا حبيبي طول ما شافتك، احنا بس خرجنا نشوف تاكسي يوصلنا عشان نروح، الا انت روحت فين يا خميس؟


اجابها المذكور بمرواغة كعادته:

- يعني هكون روحت فين يعني،  ارجعي يالا انت وهي،  نقعد مع سامر قد ساعة كدة وبعدها اخدكم واروحكم معايا 


- لا انا عايزة امشي

قالتها سامية باعتراض لتجد الرد من خطيبها العزيز:

- خلاص يا سامية اروحك انا وسامر اجيله وقت تاني .


- وتعطل نفسك ليه؟ اي تاكسي يروحني مش حكاية هي

قالتها برفض واضح، فجاءها رده بحزم:

- تركبي تاكسي مع واحد غريب وانا موجود، طب انت ترضاها دي يا عمي؟

- لا طبعا مرضهاش 

خرجت من خميس على الفور، ليتوجه نحو ابنته بأمر:

- روحي يا بت مع خطيبك، مش كفاية الراجل مكلف نفسه يوصلني ويرجع تاني يوصلك، ياللا بقى بلاش دلع .


- معلش يا عمي تلاقيها مكسوفة بس مني .

تمتم بها طلال بسخرية مبطنة لتتلقي عدد من تعليقات المزاح من والدها ووالدتها، ضاعفت من حنقها لتضطر في الاخير ابداء موافقتها على مضض وتعالي:


- تمام يبقى بسرعة بقى عشان اخلص واروح.


❈-❈-❈


فتحت اخيرا عينيها للنور، بعد محاولات عدة بالوسائل الشائعة لم تؤتي بنتيجة إلا ضعيفا، حتى اتى الطبيب المختص وقام بالاسعافات اللازمة، ليعود اليها الوعي الآن داخل غرفتها وابرة المحلول المعلق مازالت تعمل لتغذي الوريد بما يجتاحه، حتى يستعيد نشاطه، هذا للجانب الجسدي 


اما الجانب النفسي، فمجرد رؤية اشقائها حولها وابهاب موجود ولم يغادر،  كان هذا كفيلا بأن يرجع اليها الروح،  لتفتح ذراعيها له، هاتفه اسمه بدموع:


- إيهاب. 

رغم غضبه ، رغم يأسه، رغم كل شيء، لم يقوى على رفض الدعوة ليسقط بجواره، يقبل رأسها بصوت مبحوح، مفعم بمشاعر ثائرة بداخله:


- حمد لله على السلامة،  انا خوفت عليكي اوي.

- وانا كنت هموت لو سيبتني؟

قالتها وقربت رأسه منها تقبله على جنته، مرددة بتوسل ورجاء:

- اوعدني ما تعملها تاني، اوعي تمشي وتسبينا يا إيهاب.


بصعوبة شديدة اضطر لمهادنتها بهزتين من رأسه، فما يحمله بداخله اكبر من قدرته على الصمت او التغاضي، ولكن صحتها ايضًا هي الأهم، وقد سمع من الطبيب ان ما حدث لها نتيجة ضغط شديد وتراكمات، وقد توشك على مضاعفات جمة ان استمر الوضع معها على نفس المنوال. 


الصفحة التالية