رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 11 - 3 - الإثنين 11/11/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الحادي عشر
3
تم النشر الإثنين
11/11/2024
أبتسمت ليل ساخره واقتربت أكثر وهمست بخبث، ملوحة بهاتفها أمام ميلا
ليل : يبقى ما شوفتيش الصور دي لسه يا حلوه ؟
ارتعشت يد ميلا وهي تأخذ الهاتف من ليل، تحدق في الشاشة بعيون مليئة بالصدمة والخوف، الصوره كانت واضحة، توثق لحظاتٍ خاصة بينها وبين يمان، كانت لحظات لم تدرك حتى أنها كانت فيها مكشوفة إلى هذا الحد.
ليل : دلوقتي، هتفكري كويس قبل ما تفتحي بقك وتتحمسي، عشان لو ما بعدتيش عن يمان ، الصور دي هتكون بين الناس هنا في الحاره وصدقيني إنتي اللي هتكوني خسرانه لاني مش ههدي الا لما تكون الصور دي في كل بيت ومع كل راجل وست في الحارة الزباله اللي إنتي عايشه فيها دي. مش هخليكي تعرفي تمشي في الشارع ولا ترفعي عينك في وش حد منهم .
شعرت ميلا بشيء ثقيل يضغط على صدرها، وامتلأت عيونها بالدموع، رفعت نظرتها المرتعشة إلى ليل التي كانت تبتسم بخبث وتراقب رد فعلها، ثم قالت بصوت منكسر
ميلا : إنتي إزاي تعملي كده؟ إزاي يكون عندك الجرأة تستخدمي صوره زي دي في تهديدي .
ضحكت ليل ببرود وأجابت بنبرة متشفية
ليل : أنا أعمل أي شئ في الدنيا علشان يمان يكون ليا لوحدي وده جزاء اللي يوقف في طريقي. فلو عايزة تعيشي في سلام، تبعدي عن يمان وتنسيه خالص.
أعادت ميلا النظر إلى الصور، ثم مسحت دموعها وحاولت أن تتماسك، لتنظر إلى ليل بتحدٍ جديد يختلط بالألم، وقالت
ميلا : حتى لو هدتي حياتي كلها، مش هسمح لحد يتحكم فيا. ولو كنتي فاكرة إنك كده هتكسري قوتي، تبقي مش فاهمة حاجة وما تعرفيش مين هي ميليا العماري .
فاجأت داليدا الجميع باندفاعها إلى الداخل ، وعيناها تشتعلان غضبًا. دون تردد، تقدمت نحو ليل ووجهت لها صفعة قوية أربكتها وأسقطت الهاتف من يدها.
صاحت داليدا بغضب
داليدا : إنتي مين يا وس...خه إنتي علشان تهددينافي قلب بيتنا أبقي وريني بقا هتجيبي الصور منين.
ثم التقطت الهاتف وكسّرته على الفور، ليعجز أحد عن لملمه أشلائه .
نظرت ليل إلى داليدا بابتسامة خبيثة، وقالت بنبرة تهديد:
ليل : لو كنتي فاكرة إن كده الموضوع اتقفل بتكسير التليفون ، تبقي غلطانه. ..لاني كنت عامله حسابي وعندي نسخة تانيه وتالته من الصور، ومش هتوقفني التصرفات الهمجيه بتاعتكم دي.
اشتعلت عيون داليدا بالغضب، لكنها التفتت لميلا ووضعت يدها على كتفها لتهدئتها، وقالت بصوت واثق
داليدا : أعلي ما في خيلك إركبيه ونتقابل بقا عند يمان بيه لما يعرف باللي عملتيه في خطيبته يا بجحه يا عديمه الكرامه .
ابتسمت ليل بخبث بعد أن شعرت بإرتجافه جسد ميلا الهزيل وإزرقاق شفتيها حتي إنها إعتقدت إنها علي وشك فقدان الوعي فإقتربت الي الباب ونظرت إليها من أعلي لاسفل وقالت بإشمئزاز وهي تلوح بأصابع يديها
ليل :هنشوف يا حلوه .باي باي .
بعد خروج ليل، تقدمت داليدا نحو ميلا بخطوات هادئة واحتضنتها بحنان، وكأنها تحاول تضميد جراحها بكلماتها.
قالت داليدا بلطف وهي تمسح على ظهرها
داليدا : ليه ما قولتليش يا حبيبتي، إنتِ ليه شايلة كل دا في قلبك وساكته ؟ ليه سايبة واحده زي دي تتحكم فيكي وتخوفك بالطريقه دي؟
تشبثت بها ميلا بضعف
ميلا :أعمل إيه ..دي معاها صور لينا ..مش عارفه أعمل إيه.هددتني إنها هتفضحني في الحته .
اردفت داليدا بنصح .
داليدا : تقبلي عرض يمان طبعا ...أنا مش عاوزة أشوفك بتتعذبي كده."
إبتعدت عنها ميلا قليلا وسألت مستفهمه ولكنها قبل أن تتحدث أجابت داليدا
داليدا: بص بقا بصراحه أنا سمعت كلامكم ..كنت نازله أطمن عليكي لقيته طالع علي السلم ولما صوتكم علي سمعت كل حاجه وإحمدي ربنا إن أمي مش موجوده والا كانت هتبقي فضيحة بجلاجل .
نظرت ميلا إليها بعيون مليانة دموع وقالت بصوت مختنق
ميلا : "أنا مش قادرة يا داليدا، خايفة من كل اللي هيحصل بعدين.
داليدا بتنهيدة طويلة وكأنها بتحاول تهون عليها
داليدا : "بصي يا ميلا،اللي حصل حصل خلاص و لو فعلاً يمان جاد في عرضه، وافقي. أهو بكده تقفلي الباب بوش الزفته دي وتخلصي منها للأبد، وتهوني على نفسك. وبلاش تخافي من حاجة ما تستاهلش وتبقي بقا تروح تهدد بالصور دي يمان بيه .
قالت ميلا بتردد وقالت.
ميلا :بس... أنا خايفة يكون قرار غلط.
داليدا بابتسامة دافئة: "القرار الصح دايمًا هو اللي يحميكِ من الأذى ويخليكي مرتاحة. صدقيني، يمان هيقدر يساعدك تتخلصي من كل خوفك لو انتي قررتي تعتمدي عليه...أنا حسيت بندمه لما كان بيترجاكي توافقي علي الجواز .
حضنتها ميلا أكتر، وكأنها بتحاول تستمد منها قوة، وقالت
ميلا : "ربنا يريح قلبي زي ما انتي بتريحيه يا داليدا.
داليدا :طب قومي بقا أغسلي وشك علشان نتعشي وتحكيلي إيه اللي حصلك وبكرة الصبح يحلها ألف حلال .
❈-❈-❈
كان مطرقًا برأسه على المقعد، يحاول أن يستوعب الأحداث التي مرت به في الساعات الأخيرة، وكأنه يسابق الزمن ليستجمع شتات أفكاره. فجأة، قطع صوت رنين الهاتف خلجاته العميقة. رفع الهاتف ليجد أن المتصل هو الطبيب الذي أودع لديه عينات ميلا ويزيد لتحليل النسب.
تردد يمان للحظات قبل أن يجيب. كان هناك شعور غريب يتسلل إلى صدره، خليط من الخوف والتوتر، لكنه لم يكن يتوقع الصدمة التي تلقاها على الإطلاق.
"نتيجة التحليل… إيجابية، يا يمان بيه. العينتان متطابقتان تمامًا
يمان : إيه يزيد وميلا… إخوات .
سقط الهاتف من يده وتملكه الذهول، لم يعد يقوى حتى على التقاط أنفاسه. كأن الأرض تزلزلت تحت قدميه، وأدرك أن كل شيء تغير الآن وعليه أن يعيد حساباته
قاد يمان سيارته بمفرده وذهب الي الطبيب ليتأكد بنفسه وعندما تأكد من نتيجة التحاليل، شعر بنار تشتعل في صدره من الغضب والخذلان. لم يتوقع أن يصل به الأمر إلى اكتشاف خيانة زوجته السابقة بهذه الطريقة، والأكثر من ذلك أن هذا يربط يزيد بعائلة ميلا، ويثبت أن والدها وزوجته كانوا يخفوا أسرارًا فادحة.
وقف يمان يحدق في الأوراق بين يديه، كل سطر كان كخنجر يغرز في كرامته وغضبه يشتد مع كل كلمة، يشعر بصدمة مزدوجة بين خيانة أقرب الناس إليه وارتباطهم بعائلة ميلا التي عاشت على أسرار مغلفة بالخداع. تذكر كل لحظة قربه من ميلا، وكل حديث دار بينهما، وكأن كل شيء كان يشير إلى هذا السر الذي لا يُصدق...وكأن ما يشعر به تجاهها ماهو الا طرف خيط يجره الي متاهه مليئه بالاسرار وعليه فك ألغازها.
أطبق قبضته على الأوراق، غير قادر على احتواء انفعالاته، وقال بغضب مكتوم
يمان : كل ده كان تحت عيني وأنا مش شايف! إزاي قدرت تخدعني بالشكل ده؟
❈-❈-❈
في شركه الفهد موتورز
دخل يمان الشركه وما أن رأته نور وقفت بإستقباله بنظره خبيثه متردده
ليل : حمدالله علي السلامه يا يمان بيه
، جلس يمان أمامها واضعًا يده تحت ذقنه وهو ينظر إليها بابتسامة خبيثة، يراقب ردود فعلها بعد كل ما حدث مؤخرًا.
قال بلهجة هادئة، لكن مليئة بالمعاني
يمان : برافو يا ليل، ما كنتش متوقع منك كل الجرأة دي، عرفتِ تعملي شغل كويس.
ابتلعت ليل لعابها بخوف ووضعت يدها على الطاولة، وقالت بتلعثم
ليل : أنا تلميذتك يا يمان باشا .وأعمل أي حاجه علشانك.
ضحك يمان ضحكة خافتة، وأشار لها بإيماءة خفيفة
يمان : واضح إنك فاهمة اللعبة كويس، وبتلعبيها على أصولها."
أجابته بابتسامة خبيثه :
ليل : أنا مستعدة لأي لعبه تقربك مني، بس ترضي عليا يايمان ياباشا .
رد عليها بصوت منخفض ولكنه كاد أن يذيب عظامها
يمان : اللي بيلعب من ورا يمان الفهد نهايته وحشه علشان كده تلمي حاجتك وتخرجي بره الشركه وما أشوفش وشك هنا تاني .
❈-❈-❈
فتح رؤوف الباب ودخل ليجد المكتب في حالة فوضى تامة، والأوراق متناثرة على الأرض، كأن عاصفة مرت منه ، كان يمان جالسًا في كرسيه، رأسه مائلًا للخلف، وعيناه متسعتان بغضب وحسرة، وكأن ثقلًا كبيرًا يجثم على صدره.
تردد رؤوف قليلًا قبل أن يقترب، ثم قال بهدوء، محاولًا فهم ما يحدث
رؤوف : "يمان، في إيه؟ مالك، ليه المكتب كله متبهدل بالشكل ده وكأن كانت فيه حرب هنا ؟
نظر يمان له بعينين مثقلتين بالمرارة، ثم قال بصوتٍ منخفض يخنقه الغضب
يمان : عارف... لما تكتشف إن الناس اللي المفروض هما أقرب الناس ليك، هما أكتر ناس يكونوا برده خانوك؟"
جلس رؤوف أمامه علي إحدي مقاعد المكتب المقابل له .
رؤوف : هزعل أوي لو كنت بتقصد بكلامك ده ليل أنا سمعت انك طردتها ..هيا عملت إيه ممكن يخليك تطردها .
عاد لوضعه مرة أخري ونظر للسقف دون أي حديث
مسد رؤوف بهدوء علي كتف صديقه يؤازرة قراره و يبادله الهموم ويسمع شكواه وهو يكشّف على وجهه مزيج من ذكريات
الغضب المكبوت عله يستطيع ان يحمل معه ولو القليل وهو يشاركه همه ، ثم قال بصوتٍ هادئ لكنه مثقل بالحزن علي حال صديقه .