رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 12 - 1 - الثلاثاء 19/11/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الثاني عشر
1
تم النشر الثلاثاء
19/11/2024
شعرت ميلا بصدمة قوية، وكأن صخرة وقعت على قلبها. كانت تتوقع رداً مختلفاً تماماً، وربما حتى اعتذاراً، لكنها وجدت نفسها أمام رجل غريب، قاسٍ، يهينها كأنها لا تساوي شيئاً في نظره. نظرت إليه بعينين دامعتين، لكنها رفضت أن تُظهر ضعفها. ردّت بصوت متهدج، لكنها حاولت أن تحافظ علي ثباتها
ميلا :إنت بتقولي أنا الكلام ده ؟؟!
خرج من خلف مكتبه وهو يخرج قلمه الذهبي من جيبه ويضعه بجانب دفتر الشيكات خاصته وأردف بسخريه.
يمان :إنتي شايفه معانا حد تاني في المكتب علشان أوجه له كلامي .
وكأنه إستفز الوجه الآخر لغريزه المرأه المنتقمه بداخلها حيث نظرت له بعينين مشتعلة بالغضب والكرامة الجريحة، ولم تعد تستطيع كبح غضبها. اقتربت منه بخطوات ثابتة، وتكاد لا تصدق أنه الشخص الذي سمحت له بأن يكون قريبًا منها وأنها كانت ستخطئ بحق حالها وتخبره أنها توافق أنها تعتمد عليه بما هو قادم .
أمسكت بالقلم الذهبي بين أصابعها وأخذت تحركه وتتفقده بغضب في مشهد أثار ريبه يمان ..قالت بصوت مخنوق بالكبرياء المكسور.
ميلا : أنتَ فعلاً احقر إنسان قابلته في حياتي ..ضيف عليه إنك خسيس وندل ولا تعرف إزاي تحترم نفسك ولا تحترم غيرك . لكن خلّيك عارف إن كلوا كوم وكرامتي كوم تاني.. كرامتي فوق كل شيء، يا يمان يا فهد ولا أنت ولا غيرك يقدر يهيني ولا يقلل من إحترامي ولو كنت فاكر إنك بمركزك أو بمالك ممكن تدهسني وتحطني تحت رجلك باللي عملته فيا ، فأنتَ غلطان...لا إنت ولا غيرك يقدروا يعملوا كده مع ميلا العماري غير إني ما أسمحش لنفسي أكون لعبة بين إيدين حد واطي وما عندوش أصل زيّك!"
استدارت بحركة حازمة، تترنح من شدة الغضب، وقررت ألا تسمح لنفسها الرجوع من طريق لا عودة منه أو النظر خلفها، وأمسكت القلم بيدها بإحكام وكادت أن تغرزه برقبته لولا تحركه وفطنته وتوقعه رده فعلها العنيف تفادى هجومها بسرعة خاطفة، حيث تحرك جانبًا عندما رأى القلم يتجه نحو رقبته، وأمسك بيدها بإحكام قبل أن تصل إليه. كان وجهه جامدًا وعيناه مشتعلة، ولم يترك يدها إلا بعد أن ثبت قبضته بقوة تجعلها عاجزة عن التحرك.
قال بصوت حاد مليء بالتحذير
يمان : ما تلعبيش معايا بالنار علشان ما تندميش يا بنت العماريه ؟
أغمض عينيه عندما رأي الدماء تلطخ قميصه القطني الأبيض فقد نجحت هذه المره أيضا أن تجرحه وتصيبه في رقبته رغم أنه جرح بسيط ولكنه كان ردا بالغا أصاب عمق قلبه .
كانت ميلا تحاول الإفلات من قبضته، لكنه كان ممسكًا بها بحزم، وملامحه توحي بأنه لن يسمح بأي محاولة أخرى للمساس به .
شعر يمان بذهول حقيقي أمام قوتها، رغم كل ما فعله بها وكل محاولاته لإضعافها وإهانتها. كانت تتصدى له بشجاعة غير متوقعة، وعيناها مشتعلة بالإصرار والكبرياء، دون أن تبدي أدنى علامات الضعف أو الانكسار.
بدأ يشعر بتلك القوة الخفية التي تحملها ميلا في داخلها، وكأنها تتحدي بكل ما أوتيت من إرادة ما يحاول فرضه عليها. رأى في نظرتها شيئًا أعمق من مجرد رفضه أو كرهه؛ كانت تنظر له نظرة تعكس عدم الاستسلام، وكأنها تخبره بصمت أن كل محاولاته لن تكسرها وأنها لن تنحني له مهما فعل .
❈-❈-❈
كان يزن متجها الي مكتب أخيه عندما رأى داليدا وهي تقف خارج مكتب يمان، تنتظر ميلا بملامحها الجادة ، على الفور ابتسم ابتسامة واسعة ورفع يده محيّيًا إياها بطريقة مبالغ فيها، متجهًا نحوها بخطوات واثقة.
يزن: آهلاً وسهلاً بدوكش بيه اللي منور الشركه كلها ، إيه المفاجأة السعيدة دي؟ لو أعرف إنك هنا كنت خليتهم يخرجوا السجاد الاحمر اللي بنستقبل بيه صفوه رجال الأعمال المهمين ده ويرشولك عليه ورد .
نظرت داليدا ليزن بحدة ورفعت حاجبها، قائلة بلهجة مستنكرة مابين أسنانها.
داليدا : دوكش؟! إنت بتتريق عليّا يا يزن بيه ؟ حضرتك باين عليك فايق وعاوز تتسلي عليا وأنا بقا مش فايقه خالص النهارده . علي العموم شكرا يا أفندم علي الترحيب الملوكي بتاع السجاد والورد ده اللي مش لايق علي الموقف ولا عليا أنا شخصيا .
تصنع يزن العبوث ونظر إليها برفق مخففا عنها توترها بعد أم لاحظ نظرتها الي باب مكتب يمان .
يزن : خلاص يا ستي ..بلاش ورد وسجاد ..أدام هتصدريلي الوش الخشب كده ..وقوليلي إيه سبب الزياره السعيده دي ..في حاجه حصلت في الشغل أقدر أساعدك فيها .
أشارت له بنفي شاكرة إياه .
داليدا: لا أبدا الشغل تمام وعم محمد مظبطني من اليوم إياه وقالي أن حضرتك وصيت عليا كمان ..أنا بجد مش عارفه اشكر حضرتك إزاي .وقفتك معايا كانت أكتر ما توقعته ، حد غيرك كان زمانه إداني إستماره سته وخلاني ما أحطش رجلي في المركز تاني .
بإبتسامه عريضه خبيثه أجابها .
يزن : لا شكرا كده مش هتآكل معايا خالص وخصوصا إني جعان ومافطرتش ، فلو بجد عايزة تشكريني، يبقى تقبلي تعزميني على الغداء النهارده ، بس طبعا من غير مسمار ولا صاموله بتوعك دول ولا مجمع الحشرات اللي عندهم ، أنا اللي هختار المكان ..وأنتي اللي هتدفعي زي الشاطره من غير كلام . مفهوم ؟؟
ابتسمت داليدا وقد علي صوتها عندما تذكرت مظهره المشمئز من الطعام المرة السابقه .فأردفت
داليدا : هو مش حضرتك عجبك الاكل وقلتلي عليه مش بطال ، وبعدين حودا مسمار دا أشهر عربيه فول هنا وشركتك دي كلها بتآكل منها من المدير للغفير ..وبعدين ما إنت أكلت منها وواقف أدامي أهوه وصحتك زي الفل وماحصلكش حاجه .
اقولك إستني ميلا تخرج من عند يمان بيه ونتفق ونبقي نروح مكان هاي كلاس من اللي تعرفهم.
وافق يزن علي هذا الاقتراح علي الفور ثم نظر حوله بتوتر مستفهما .
يزن :هي ميلا هنا ...أمال مش معاكي ليه ؟؟
اجابته داليدا مؤكده وهي تشير الي مكتب يمان .
داليدا :إه هنا ..هي بس عند مستر يمان دخلت عنده من شويه .
بابتسامة ساخرة وغمزة خفيفة
يزن :بقا ميلا جوه وسيباها مع أخويا لوحدهم ..ربنا يستر
ظهرت نظرات الاستغراب على وجه داليدا طوال الحديث، وهي تحاول استيعاب ثقة يزن المبالغ فيها، بينما هو مستمر في مزاحه وكأنه لا شيء يثير الاستغراب.
يزن : بصراحة، كل مرة أخويا بيبقي مع ميلا بقيت ، بخاف عليه أكتر من خوفي على نفسي أنا شخصيا ... آخر مرة كانت هتولع فيه وفي الشركه ، صاحبتك دي مش صافيه لأخويا و مش هتهدي غير لما تعمله عاهه مستديمه .
بنظرة تحدي وابتسامة خبيثه متشفيه .
داليدا : بصراحه يا مستر يزن حضرتك غيره خالص ..وبصراحه أكتر أيوه هو يستاهل كل اللي ميلا بتعمله فيه وزيادة كمان .
بمداعبه خفيفه لوجنتيها اردف بمزح
يزن :هو انتي كمان واخده منه موقف .. طب خلي بالك من نفسك بقا علشان لو بتفكري يعني تدعميها في حربها عليه ...فأحب أقولك إن يمان مش هيسمي عليكي إنتي كمان وهيحطك في البلاك ليست .؟
أبتعدت داليدا عن مرمي لمساته الجريئه وصفعته علي أصابعه ورفعت حاجبها وقالت بثقة بطريق شعبيه .
داليدا : أكيد طبعا هدعمها ! وحتى لو إحتاجت مساعدتي هقف جنبها من غير أي تردد.. هو يستحق اللي بيحصله ده وزيادة، عشان يتعلم يتعامل مع الناس بأخلاق ولاد ناس شوية مش كل الطير اللي يتآكل لحمه يا يزن بيه .
ابتسم يزن بسعادة بالغه عندما لاحظ أن داليدا عادت للحديث معه بأسلوبها العفوي والمباشر، تماماً كما كانت تفعل قبل أن تعرف أنه مديرها. قال لها مازحًا وهو يحاول استفزازها
يزن : اهو كده أنا اطمنت، رجعتي داليدا القديمة أم لسان طويل كنت مستغربك وإنتي كيوته كده وبتقوليلي يا مستر يزن مش لايق عليكي الاحترام ده عليكي خالص .
داليدا رفعَت عينيها بتحدي وقالت بنبرة ساخرة
داليدا :قصدك إيه يا يزن بيه ...خلي بالك انا بعرف أفصل نفسي كويس وأعرف إمتي أكون كيوت وأمتي دبش .
ضحك يزن وقال وهو يهز رأسه بقله حيله .
يزن : دبش ..فعلا أسم علي مسمي ، هي دي ديدا اللي أعرفها. كان بايخ أوي عليكي دور البنت الكيوت اللي بتتكلم من طراطيف مناخيرها ٠
نظرت إليه داليدا باندهاش، ثم بسرعة أعادت نظرها الي ناحيه المكتب محاولة الهروب من عينيه الثابتتين عليها. شعرت بوجنتيها تحترقان، ولكنها تمالكت نفسها وردت بصوت متلعثم