-->

رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 12 - 3 - الثلاثاء 19/11/2024

  

 قراءة رواية في قبضة فهد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية في قبضة فهد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هالة زين


الفصل الثاني عشر

3

تم النشر الثلاثاء

19/11/2024


نظرت له بعتاب وأوضحت 


داليدا :  مديره مكتبك  العبقرية، صورتكم الليله إياها وما إستكفيتش بكده جات لميلا  البيت تهددها انها تبعد عنك .. ولما ميلا قالتلها انك عرضت عليها الجواز .. بعتت صورك مع ميلا لإبن عمها باسل في الصعيد، والنتيجة؟ كانت  باسل دلوقتي بيهددها! يا تتجوزه وتقبل إنها تبقي زوجه تانيه يا يفضحها قدام كل الناس في العيله ..والباقي بقا إنت عارفه  !


وأردفت بتوضيح بنظره أخيره قبل أن تغادر وهي تقف خلف باب الخروج .


داليدا : علي فكره ميلا كانت إستحاله تيجي لحد عندك لأنها للأسف طلعت عرفاك أكتر مننا .بس أنا مني لله بقا أقنعتها أنها تيجي برجليها لهنا إزاي ما أعرفش .


خرجت داليدا للخارج وهي تتمتم بكلمات غاضبه وتسبه سباب لاذع الي ان كادت تبكي ، لولا أنها رأت أمامها يزن الذي ظهر للعلن فجأه وكادت أن تصطدم به وعلي ما يبدو أنهاستمع لكل ما دار بينهم ،وما إن وقعت عينه بعينها الا وقد إبتلع لعابه وأردف.


يزن :أنا كلمت ميلا وهي مستنيانا في الكافيه اللي علي أول الشارع .


إستمع يمان لصوتهم بالخارج  فخرج خلف داليدا وعندما  صادف  نظرات أخيه التي يحاول أن يخفيها  عنه علم أن يزن قد إستمع الي كل شئ هو الآخر وعلم بكل ما حدث 

فتناول معطفه وخرج مسرعا وهم يعلمان جيدا أين ستكون  وجهته.


                                 

❈-❈-❈


جلست ميلا تنتظر مجئ داليدا ويزن وهي تتطلع إلى الفراغ، شاردة الذهن، وعيناها مليئتان بالحزن والأسى. كانت تسترجع لحظات الذل والإهانة التي واجهتها من يمان، وتُراجع كيف سائت الأمور ووصلت إلى هذا الحد. كيف تحولت من تلك الفتاة المستقلة القوية إلى من تتلقى نظرات الاستعلاء والتحقير من زير نساء مثل يمان .


تساءلت في نفسها بمرارة 


ميلا : "هل حقًا استحق كل هذا العذاب ؟ ولماذا الحياه مصرة علي أن تعطيني صفعات أكبر من حجمي الضئيل ؟ وإلي متي سأتحمل هذا العذاب ؟


شعرت بقلبها يتألم وكرامتها مجروحة، لكنها بدأت تدريجيًا تستجمع شتات نفسها، وكأنها تعقد العزم على عدم السماح لأحد أن يُقلل منها مرة أخرى.


جففت عبراتها بأصابعها وكادت أن تتناول كأس الماء لترتشف بضع قطرات تبلل بها حلقها الا ووجدت بيد أحدهم تناولها إياه .


تفاجأت ميلا بدخول قاسم ذلك البلطجي الذي يسكن بالحاره معها ويتابع أخبارها عن قرب فهي لا تغفل عن نظراته العاشقه لها ، حيث ظهر فجأة أمامها من العدم ،وبدا واضحًا من نظراته الثقيلة أنه يتابعها منذ وقت ليس بقليل . تقدّم نحوها بخطوات ثقيلة، ونظر إليها بنظرة تحمل مزيجًا من الجرأة والاهتمام، محاولاً كسر الحاجز الذي وضعته بينهما منذ أن جاءت إلى الحارة.


ابتسم قاسم بسخرية خفيفة وأردف .


قاسم :فرصه سعيده يا أبله ميلا ..لو أعرف إني هشوفك النهارده هنا كنت جيت من بدري .إتفضلي الميه بلي ريقك وبلاش تعيطي علشان دموعك دي بتقطع في قلبي .


شعرت ميلا بالضيق، لكنها حافظت على تماسكها، ورفعت عينيها بنظرة حازمة، محاولة أن تخفي ارتباكها ورفضها الصريح لتواجده..فتناولت كأس الماء منه علي مضض 


ميلا : أهلا بيك يا معلم قاسم ..متشكره .


كان قاسم يحدق بميلا بنظرات عاشقة مليئة بالشغف، وكأنها مركز الكون بالنسبة له. عيناه لم تتركها لحظة، يتابع كل حركة وكل نظرة تصدر عنها بابتسامة خفية، وكأنه يحلم بلحظة يبوح فيها بمشاعره لها.


نظرت ميلا إلى قاسم بحزم وكادت أن تكون حازمه وصارمة لولا أن شعرت بسعادته الواضحه فأخذت نفسًا عميقًا وواجهت قاسم بابتسامة رقيقة، حاولت أن تكون لطيفة قدر الإمكان لتخفف وقع كلماتها عليه. نظرت إليه بجدية قائلة


ميلا : معلم قاسم، إنت عارف إني أنا بحترمك جدًا، وبيعزّ عليا مشاعرك ، لكن لازم أكون صريحة... أنا مش قادرة أبادلك نفس الشعور.


حرصت ميلا أن تكون كلماتها واضحة ولكن بدون أن تجرح مشاعره، وأملت أن يتفهم ويقبل الأمر دون أن يشعر بالرفض القاسي.


حاول قاسم أن يتمالك نفسه أمام رفض ميلا، واقترب منها بلطف وقال بنبرة دافئة.

قاسم : بصي يا أبله انا عارف إني مش أد المقام ، وإنتي بتعتبريني مجرد حد عابر في حياتك وبلطجي وكده ، لكن والله إنتِ بالنسبالي الحلم اللي بتمنّاه من زمان من يوم ما جيتي مع الست إيفلين الحارة من خمس سنين . يمكن أنتي مش حاسة باللي في قلبي ، بس والله وجودك في حياتي هو الأمل اللي أنا عايش عشانه .


تلعثمت ميلا قليلًا، متأثرة برقة كلماته، لكنه أكمل


قاسم : أنا عارف إن القرار ليكي، وأنا مش هضغط عليكي. بس حبيت أقولك إن القلب ده مفتوح ليكي، وقت ما تكوني جاهزة تسمحي لي إني قرب منك و أدخل حياتك هتلاقيني فاتحلك دراعاتي وهكونلك السند اللي طول عمرك بتتمنيه .


ابتسمت ميلا رغما عنها بتأثر فكأنه أخبرها ما تتمني أن تسمعه ولكن ليس منه هو .


فشلت أن تحافظ على أتزانها حيث شعرت بشيء غريب وهي تستمع لكلمات قاسم العذبة، كأنها لم تسمع أحدًا يتحدث معها بهذا العمق من قبل. رغم محاولتها أن تبقى صارمة وتحافظ على تماسكها، بدأت عينيها تلمعان وارتسمت على شفتيها ابتسامة خجولة. ترددت للحظة وهي تجمع كلماتها، وكأن شيئًا ما بداخلها يتنازع بين تقديرها لمشاعره وبين حرصها على ألا تتورط في علاقة لا تشعر فيها بالحب وتورط إنسان يكن لها الحب معها .


أخذت نفساً عميقاً وقالت بنبرة هادئة.


ميلا: معلم قاسم... كلامك جميل اوي وبيأثر فيا، بس... أنا مش عايزة أجرح مشاعرك. يمكن أنت تستحق حد يبادلك نفس الحب... صدقني أنا مش هقدر أوعدك بحاجة أكتر من الصداقة والاخوه اللي بينا .


شعر قاسم بثقل كلمات ميلا رغم هدوئها، وأدرك أنها لن تفتح قلبها له كما كان يتمنى. حاول أن يخفي خيبته بابتسامة صغيرة، وقال بصوت منخفض


قاسم : مفهوم يا أبله ميلا ... أنا إتأخرت على أي حال..ومعلش إن كنت عطلتك .


نهض وهو يحاول الحفاظ على رباطة جأشه، وألقى نظرة أخيرة عليها وكأنها تجسد الحلم الذي لن يتحقق.فأردف بإبتسامه باهته .


قاسم : أشوفك على خير يا أبله ميلا ." ثم استدار وغادر المكان، محاولاً أن يظهر أن الأمر عادي، رغم الألم الذي يحمله في داخله.


دخل يمان إلى المكان بقوة وثقة، عيونه تقدح شرراً، نظرته ثابتة تبحث عن ميلا بعينين لا تعرف الرحمة. لم يستطع تجاهل وجود قاسم الذي لم يُخفي اهتمامه بميلا، فاشتعلت الغيرة في داخله كالنار، وارتسمت على وجهه علامات التحدي والغضب.


تقدم يمان نحو ميلا بينما يغادر قاسم ، ثم رمقه نظرة حادة تكفي لترهيب أي شخص آخر، وقال بصوت صارم وهادئ يخفي بين طياته تهديداً.


يمان :يا تري خلصتي وصله الحب والغزل ولا لسه في جزء تاني 


عاد قاسم مجددًا، متجاهلاً نظرات التحدي السابقة، وسأل ميلا بنبرة فضول وحيرة


ميلا :في حاجه يا أبله ميلا .


شعرت ميلا بتوتر الأجواء وازدادت حدة النظرات حولهم، وقفت بسرعة بين يمان وقاسم، ورفعت يدها في محاولة لتهدئتهما قبل أن تتفاقم الأمور. نظرت إلى كل منهما بجدية، وقالت بصوت هادئ لكنه صارم


ميلا : وطوا صوتكم ، الناس بقت بتتفرج علينا .