رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 12 - 4 - الثلاثاء 19/11/2024
قراءة رواية في قبضة فهد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية في قبضة فهد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هالة زين
الفصل الثاني عشر
4
تم النشر الثلاثاء
19/11/2024
ثم وجهت كلامها لقاسم بلطف، محاولة تجنب المزيد من التصعيد
ميلا : إحنا في مكان عام، ومالوش لازمة الكلام ده هنا يا معلم قاسم ..اتفضل إنت لو سمحت
غادر قاسم علي مضض بينما ظلا يتناظرا بقوه وغضب لبعضهما بينما نظرت ميلا إلى يمان بنظرة ترجوه أن يلتزم الصمت، قبل أن تكمل
ميلا : وأنت إيه اللي جابك ولا لسه في إهانه تانيه حابب تسمعهالي علشان أنسي اللي حصل ما بينا .
غضب يمان وأمسكها من ذراعها جاررا إياها تجاه الطريق المؤدي الي خارج المطعم ومن ثم أخذها خلفه ودفعها تجاه الحائط .
يمان : مين الحيوان اللي كان معاكي جوه ده .وإزاي تقبلي إنه يقعد معاكي كده
دفعته بعيدا عنها وصرخت بوجهه
ميلا: وأنت مالك ؟؟..مين إنت علشان تسألني ؟
إبتلع لعابه بغضب ولكنه شعر بشعور لا يمكنه تجاهله وهو رؤيه رجل يقف بالقرب من ميلا. كان قلبه ينبض بسرعة، وكلما تبادل الاثنان الحديث، كلما ازدادت غيرته. كانت تلك الغيرة تأكل قلبه، وأصبح لا يستطيع إخفاءها. وعندما اقترب منها، وجد نفسه يسأل بشكل مباشر
يمان : يعني مش هتقولي مين ده؟ وليه كل الاهتمام ده منه لا تكوني مدياله امل هو كمان .
كان يمان يتحدث بنبرة تحمل الكثير من الغضب والقلق في الوقت نفسه. لم يكن يهتم بما إذا كان سلوكه سيزعجها أم لا، فكل ما كان يشغله هو تلك العلاقة الغريبة بين ميلا وقاسم.
أما ميلا، فشعرت بحرجٍ كبير وهي تواجه تلك الأسئلة. كانت تعلم تلك النظره التي تفسر أن يمان يغار، ولكنها كانت مترددة في تفسير علاقاتها معه هو مجرد عابر في حياتها، ولم تعطه حتي أي إهتمام لكنها لم ترد أن تؤجج نيران الغيرة أكثر مما هي عليه. لذا، حاولت أن تتجنب الإجابة على سؤاله
ميلا : إنت أكيد إتجنتت .. مفيش حاجة بيني وبينه، قاسم بيكون جاري في الحاره.ويا دوب إتقابلنا هنا بالصدفه .
لكن يمان لم يكن مقتنعًا. تلاحقته تلك الأسئلة ..لماذا قاسم يظهر فجأة؟ ما الذي يجعله يعطيها هذا الاهتمام؟ على الرغم من كلماتها، كان لا يزال يشعر بالقلق.فهو رجل ويفهم نظرات الرجال .
كانت ميلا تراقب تعبيراته، شعرت بشيء من الارتباك. لكنها لم ترغب في الحديث عن قاسم بشكل أكبر، خاصة في تلك اللحظة. حاولت تهدئة الموقف بتغيير الموضوع أو التلميح إلى أنها لا تستطيع التحدث عنه في هذه اللحظة.
ميلا : إيه اللي جابك يا يمان بيه . لتكون نسيت إهانه جديده وجاي تقولهالي قبل ما تنساها.
صرخ بها عندما لاحظ هروبها من أسئلته
يمان : خالك بلغني إنك رفضتي الجواز.
ميلا :وإيه الجديد ؟؟ إنت مش بلغتني أني أنسي اللي حصل ..أديني نسيت .
لا يعلم لما شعر بتأنيب ضمير قوي وندم كبير يتسلل إلى قلبه، فلم يكن يتوقع أن تصير الأمور إلى هذا الحد. لام نفسه على انفعاله عليها وتصرفاته التي زادت من ضغوطها. كان يعلم أن ميلا تتحمل الكثير بمفردها، ومع ذلك لم يخفف عنها بل زاد من حزنها بأفعاله المتهوره وتصرفاته العنيفة.
أخذ يمان نفسًا عميقًا وأغمض عينيه للحظة، يسترجع كلماته القاسية التي ألقاها في لحظة غضب، وهو يندم على عدم تعامله مع الأمور بصبر وهدوء. أدرك أنه بدلاً من أن يكون سندًا لها، زاد من أعبائها وجعلها تشعر بالوحدة أكثر. كان يمان يعرف في أعماقه أنها لم تخطئ، وأن كل ما يحدث حولها من ضغوط كان خارجًا عن إرادتها.
يمان :ليه ما قولتليش علي اللي عملته معاكي ليل ..وإزاي توافقي تكوني زوجه تانيه لابن عمك ؟
وقفت ميلا أمامه يملأ الغضب ملامحها، وعيناها الحمراوان تنطقان بما لا تستطيع شفاهها أن تقوله. تدور في المكان كأنها تحاول الهروب من نظراته المشفقه عليها التي يحاصرها بها بلا رحمة.
سهر : ما كانش فيه حاجه هتتغير حتي لو عرفت يا يمان بيه أنا عرفتك علي حقيقتك وبديك الحق في كده ..وعلي رأيك اللي حصل حصل من غير إرادتنا ، .فلو خلصت كلامك ياريت تمشي وتسيبني في حالي .
إتجه نحوها ببرود ، ينظر إلي وجهها الشاحب من الحزن بعدما كانت لا تختفي منه الابتسامه الساحره ، لايعلم لما يخفق قلبه لها بشده بعدما رأي دموعها التي شقت قلبه نصفين.
يعلم أنه يرى بها حبا حقيقياً، وأن ما يتحكم به الآن ماهو الا صوت الانتقام و عندما ينظر الي مقلتيها وكأن مشاعره تطغى على كل شيء آخر ، ولا شئ آخر غير مشاعره من يحركه ، صوت أنفاسه بدأ يثقل ، وهو يحاول استيعاب ما هو به الآن وخاصه بعد كلماتها المؤذيه لقلبه .
بصوت منخفض، يشوبه الأسى عيناه تمتلئان بالندم ، لكنه يحاول كبتها، ويمرر يده على صدره حيث يشعر بوجع داخلي عميق. يقف صامتاً للحظة، ثم يضرب بقبضته الحائط أمامه .
يمان : برده إزاي توافقي علي إبن عمك القذر ده ..وتسيبيه يعمل معاكي كده ؟
دون رد تركته وذهبت وعادت الي الداخل تحضر حقيبتها وما أن خرجت الا جذبها رغما عنها ودفعها لداخل السياره وإنطلق تجاه منزلها .
لم تقاومه لانها كانت تعرف أن المواجهة معه دائمًا ما تكون محسومة لصالحه، ليس فقط لقوته الجسدية، بل أيضًا لقدرته على التلاعب بمشاعرها وفرض سيطرته على كل موقف. رغم كل محاولاتها للحفاظ على كبريائها، كانت تشعر وكأنها عصفور صغير أمام عاصفة قدرته التي لا ترحم.
بينما في داخل السيارة، يسود الصمت المشحون بالتوتر بين يمان وميلا. يجلس يمان خلف المقود، بينما ميلا بجواره، يدها تتشبث بحقيبتها كأنها درع تحمي به كرامتها. ينظر كلاهما إلى الآخر، وكأن العيون تتحدث ما لا تستطيع الكلمات البوح به.
بينما تتصلب ملامح يمان عليها ، ولكن عينيه تفيض بالندم. يحاول أن يثبت نظره عليها، يبحث عن نقطة ضعف أو اعتراف يحزنها ليشفي إحتراقه بنيران الغيره ولكنه يرى صلابة لم يكن يتوقعها
عيناه تقول الكثير والكثير ويتمني لو ينتهي إنتقام قلبه و يبوح به يوما.
يمان : أنا لم أقصد أن أؤذيك يوما .. ولكنك عيناكي التي ينظر لها الجميع دوني أحيانا تدفعني للجنون.
بينما هي رغم كل ما حدث ما زالت ترفع رأسها بشموخ، تقابله بنظرات حادة، تتحدث عيناها وكأنها تصرخ من الداخل.
ميلا : هل ترى ما فعلته؟ هل ترى الانكسار الذي أحاول إخفاءه عن الجميع ؟ ولكن رغم ذلك لن تحصل على فرصة أخرى لإذلالي .
يتحول الصمت بينهما إلى ساحة معركة، حيث يحاول كل منهما إثبات قوته على الآخر. يمان يتشبث بالإنتقام ، لكنه يخفق في كبح الإحساس بالخسارة التي تتسلل إلى ملامحه. أما ميلا، فتبدو كأنها تعلن بعيونها أنها لن تترك كبريائها هي و زمام أمورها له مجددًا.
تتحرك يداه على عجلة القيادة، كأنه يريد كسر الصمت، ولكن عينيه ما زالتا موجهتين إليها. عيناه تقول
يمان : هل هذا هو القرار النهائي؟
تحول نظرتها إلى النافذة للحظة، وكأنها تحاول الفرار من وقع نظراته. ثم تعود لتنظر إليه بحدة أكبر، عيناها تقول
ميلا : انتهى الأمر، يمان. ما كان لن يعود بعد ما فعلته بي اليوم .
يهز يمان رأسه بخفة، يشيح بنظره إلى الأمام، ويبدو كأنه يستسلم، ولو مؤقتًا. يدير مفتاح السيارة ليشغل المحرك، وعيناه تهمسان
يمان :المعركة لم تنتهِ بعد.
ميلا تظل ثابتة، تحافظ على قناع القوة، ولكن قلبها يضج بما لا تريد الاعتراف به. تهمس عيناها
ميلا : حتى لو تألمت... لن أنحني.
ينطلقان في الطريق، حيث يُكمل الصمت حديثه الطويل بينهما، معركة عيون تعكس جروحًا لا تُرى وأسرارًا لن تُقال.
توقفت السيارة السوداء الأنيقة في وسط الحارة الضيقة، حيث يعلو الضجيج وتتناثر الأنظار الفضولية من كل زاوية. أطفأ يمان المحرك ونزل بهدوء يفيض بالثقة والهيبة. خطاه كانت ثابتة، وعيناه تتجولان بحدّة بين وجوه الناس الذين بدأوا يتهامسون فيما بينهم .
فتح باب السيارة بجانب ميلا، التي ظلت جالسة للحظة، مترددة بين الخروج والبقاء. لكن قبل أن تتخذ قرارها، مد يمان يده نحوها، نظراته تقول انه لا مجال للهرب الآن .
بنبرة هادئة لكنها تحمل في طياتها أمراً لا يقبل النقاش
يمان : انزلي....
ترددت أن تنزل في البدايه ولكن مع يده الممدوده تضطر أن تنزل ميلا ببطء، تحاول ألا تلتقي بنظرات الناس، بينما توشك أن تعترض على وجوده هنا. لكن قبل أن تنطق بحرف، أمسك يمان بيدها بقوة، كأنما يضع ختمه الخاص عليها أمام الجميع وخاصه عندما رمق قاسم بنظره واثقه تخبره الا يتجرأ ويقترب منها مره أخري .
التفتت ميلا نحوه بصدمة، تحاول سحب يدها، لكنه لم يتركها. بل رفع قبضتهما المشدودة قليلاً، وكأنه يعلن بصوت غير مسموع أنها تخصه وحده. بينما الهمسات في الحارة بدأت تتعالى، والعيون كلها تتسمر عليهما.
بصوت عالٍ وواضح، يخترق ضجيج الحارة
يمان : هستناكي هنا لحد ما تطلعي ..أبقي بصيلي من البلكونه اول ما تتدخلي علشان أطمن .
شعرت بالحرج والغضب يتصاعدان بداخلها. سحبت يدها أخيراً بقوة من قبضته، ونظرت إليه بنظرة حادة مليئة باللوم، لكنها لم تنطق بكلمة. وبدلاً من ذلك، استدارت لتدخل إلى منزلها بخطوات سريعة، محاولةً إنهاء هذا المشهد الذي زاد الأمور تعقيداً .
ظل يمان واقفاً في مكانه للحظات، يراقبها وهي تبتعد، قبل أن يلتفت بنظرات متحدية إلى الحاضرين في الحارة وخاصه هذا المدعوا قاسم الذي بادله نظرات التحدي ، وكأنه يثبت أنه قال كلمته ولن يتراجع عنها. ولأنه يعلم رأسها اليابس وأنها لن تتنازل ولن تنظر له من الشرفه لتودعه صعد إلى سيارته وانطلق، تاركاً خلفه الحارة تغلي بالحديث عما حدث.
❈-❈-❈
مر شهر كامل، حيث استقر الجو نسبيًا، لكن ذلك الهدوء كان يخفي خلفه عواصف مشتعلة.
يمان ظل محافظًا على مراقبة ميلا عن قرب ليل نهار . أوكل حراسه الشخصيين للتمركز أمام منزلها، متذرعًا بحمايتها، لكنه في الحقيقة كان يطارد خطواتها بعينيه دون أن يشعر أحد. لم يكن يحتمل فكرة أن يقترب قاسم أو أي رجل آخر منها، والغيرة كانت كالحمم تشتعل في صدره كلما لمح قاسم يتجول في الحارة، متظاهراً بالبراءة وهو بالأصل يحوم حولها.
أما ميلا، فقد اختارت التجاهل. حاولت استعادة حياتها الطبيعية وسط هذا الحصار غير المعلن من يمان. كانت تتصرف وكأن الحراسة غير موجودة، لكنها في أعماقها شعرت بثقل نظراتهم التي تراقبها في كل خطوة..رغم تحذيره المتكرر أن تهاتفه قبل الخروج .
على الجانب الآخر، يزن وداليدا وجدا نفسيهما يقتربان أكثر. كان يزن دائم المزاح معها، يحاول كسر حاجز الجدية الذي وضعته بينهما منذ البداية. داليدا، رغم تظاهرها بعدم الاهتمام، لم تستطع إنكار تأثير يزن عليها. حديثهما كان عفويًا، مليئًا بالكلمات المبطنة التي تحمل في طياتها مشاعر لم تُعلن بعد. غافله عن هذا المجنون آدم الذي أصبح لا يغفل عنها وهو يراقب كل تحركاتها وفقط يقبل بمكوث ميلا في هذه الحاره لتكون سببا مقنعا في رؤيتها كلما أراد ومعرفه أخبارها عن قرب.
في الوقت نفسه، جاءت أنباء مقلقة من الصعيد أن ابن عم ميلا، الذي كانت تُثار حوله الشائعات بخطبتها القسرية له، اختفى فجأة في ظروف غامضة. الأحاديث انتشرت كالنار في الهشيم: البعض قال إنه اختُطف، والبعض الآخر ألمح إلى انتقام عائلي قد يكون وراء اختفائه بسبب أفعاله الحقيره وأخلاقه الغير سويه .
عندما سمعت ميلا بهذه بالأخبار، لم تستطع منع نفسها من الإبتسام وهي تعلم تمام العلم من هو خلف إختفائه .
رغم كل شيء، لم تكن تتمنى لأحد السوء، حتى لو كان ابن عمها. أما يمان، فقد أثارت هذه الأنباء سخطه بشكل غير متوقع. كان يعلم أن هذه القضية قد تفتح أبوابًا جديدة من الفوضى، وربما تعرض ميلا لخطر أكبر. ولكنه لم يهتم الا أن هذا القذر نظر للمرأه التي أصبحت له الآن وستكتب علي اسمه عن قريب
في هذا الهدوء الظاهري، كان الجميع ينتظر لحظة الانفجار التالية، حيث تتشابك المشاعر، الأسرار، والخطط في مشهد معقد لا أحد يعرف نهايته.
علي الناحيه الاخري يزن وداليدا قررا أنهما يجب أن يتدخلا لإصلاح الأمور بين يمان وميلا لانهم يعلمون حقيقه ما حدث بينهم ، بعد أن شاهدا التوتر الدائم بينهما.
كان يزن معروفًا بأفكاره الجنونية، وداليدا بخططها العملية، فقررا التعاون معًا لتنفيذ خطة مميزة تجمع بين الإثارة والمكر .
كان يزن دائم الحديث بطريقة عابرة عن هذا المدعو قاسم أمام يمان لإثارة غيرته...غير أن ميلا حقا وبرغم أنه معروف بالبلطجي الا أنها تكن له إحترام متبادل . فقد حرص يزن على أن يبدو الأمر كأنه إشاعة وليس حقيقة مؤكدة، مما أشعل غيرة يمان ودفعه للتفكير بجدية في الخلاص من هذا القاسم المزعج له .
داليدا، في المقابل، كانت تشجع ميلا على التفكير في إعطاء يمان فرصة أخيرة، مشيرة إلى أن لديه جانبًا طيبًا لا يظهره إلا نادرًا.
خطط الثنائي لإجبار يمان وميلا على لقاء "صدفة". داليدا أقنعت ميلا بالخروج لتناول العشاء في مطعم صغير يحباه ويذهبان إليه كثيرا بينما يزن دعا يمان لتناول العشاء في نفس المكان بحجة الحديث عن أمور العمل.
تجلس ميلا في غرفتها، يملأ الغضب ملامحها، وعيناها الحمراوان تنطقان بما لا تستطيع شفاهها أن تقوله. تدور في المكان كأنها تحاول الهروب من أفكارها التي تحاصرها بلا رحمة. تمسك الهاتف ثم ترميه على السرير، مترددة بين الاتصال به أو ترك كل شيء وراءها.
بحديثٍ سريع ومتقطع كأنها تخاطب نفسها
ميلا : "إزاي أنا ضعيفه كده وسيباه يعمل اللي بيعمله معايا ده ..ده بيتحكم فيا..وبيعد عليا انفاسي .
تصمت لبرهة، ثم تضرب يدها بالحائط، غاضبة من نفسها بقدر غضبها منه