رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 2 - 1 - الخميس 28/11/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
ما علاقة هذا الأمر بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
1
تم النشر يوم الخميس
28/11/2024
شكَّلت عزة بإصبعها دوائرًا متتالية على سطح الطاولة وهي تستمع إلى حديث تقي بوجه غير مقروءه بصمت، لتقول تقي بالمزيد من العبوس القلق الذي حل على تجاعيد وجهها مرددة
= ساكته ليه يا خالتي؟ ما تردي ايه رأيك؟
هزت عزه رأسها متفهمًة لترد بعدها مبتسمة ابتسامة باردة
= ساكته عشان متاكده مهما اتكلم مش هتسمعي وفي الاخر هتنفذي بس اللي انتٍ شايفه صح من وجهه نظرك وهتمشي وراه زي الحماره من غير تفكير، انا مش فاهمه اصلا بتحكيلي ليه مش خلاص بقيلك كام يوم بتتصرفي من دماغك
أخفضت رأسها خجلًا فهي تعلم جيدًا أنها تجاهلت الكثير من الإهانات والتصرفات غير اللائقة من عائلة زوجها فالتنازل لمرة واحدة يعني بدء رحلة المعاناة، لذا سألتها بإلحاحٍ خفيف
= لا المره دي بالذات عايزه اسمع رايك؟ و رأي ماما كمان واي حد عشان الاحساس بالذنب اللي بقى جوايا بسبب كلامه ده يروح او يمكن فعلا يكون معاه حق وانا مش واخده بالي انا ما بقتش عارفه حاجه.. هو انا فعلا يا خالتي كده حد ظالم وبرفض ثواب ربنا إللي بعته لي .
أخبرتها بتعابيرٍ مزعوجة وقد حل الضيق كذلك على نظراتها
= هو الواد عملك غسيل مخ يخرب بيت عقلك كمان شكاكك في نيتك؟ أولا دي مش مسؤوليتك يعني قلتي آه أو لا مش حاجه تعيبك عارفه امتى فعلا انا اطلب منك تخلي بالك من البنت دي لو ما لهاش اهل ولا اختين ولا أم ما شاء الله لسانها قد كده.. واخ المفروض أنه راجل كفايه يرعاها بس هو عمال يتشطر عليكي بس .
ردت تقي بقدرٍ من الحيطة
= ما هو فعلا كان هيطلب من اخواته ياخدوها بس الاتنين رفضوا انا سمعتهم بنفسي، كانوا قاسيين أوي عليها ومش طايقين وجودها عندهم، صعبت عليا اوي ساعتها وامها تحس لما صدقت حملها الكبير هيتزاح
نظرت لها شزرًا وردت هاتفة في تهكمٍ طفيف
= طب اديكي رديتي بنفسك أهو عشان هم متاكدين وعارفين ان البنت حملاها كبير رفضوا يشيلوا المسؤوليه اللي مفروض أهلها هم اللي يشيلوها... مش يجيبوا واحده غريبه عنهم ويشيلوها الليله ويا عالم هتكون كويسه ولا وحشه معاها؟ انا لحد دلوقتي مش مصدقه اصلا هم واثقين فيكي أوي كده ان انتٍ هتكوني قدها ولا لأ، شكلهم كده البنت مش فارقه معاهم الله يكون في عونها
تنحنحت تقي هاتفة في صوتٍ شبه قلق
= والله انا متردده ساعات بحس فعلا أن اخدها بثوابها بس خايفه بعد كده ما كانش قد المسؤوليه ومتاكده ساعتها مش هعرف ارجع في كلامي ولا حد هياخدها عني شويه، غير لما حسبتها قدام لقيت اي حاجه هعملها غلط معاها هتتحسب عليا وانا اللي هتحاسب وانا ما اعرفش اي حاجه عن معاملتها خالص .
ردت عليها عزة برضا معكوس على ملامحها
=طب الحمد لله ان عقلك رجعلك وبقيتي تفكري اهو صح، يا بنت فتحي مخك هم عاوزين يرموا الحمل عليكي لوحدك، يا ريت حتى مقسمين ايامها معاكي هقولك ماشي لكن ايه تشيلي حملها كله لوحدك وانتٍ مش تقربي لها.. لا والمعدول كمان من اولها بيخيرك لاما تسيبيه لاما تسمعي كلامه لا بدايه مبشره بصراحه
حولت نظرها نحو خالتها عينها تنظران بإمعان، ولم تعلق بشيء مما أوغر صدرها وجعله يمتلأ بالكمد والألم، ثم أجابت بألم وهذه النظرة الحزينة تطل من حدقتيها
= انا مش قادره اصدق لحد دلوقتي ازاي قدر ينطقها؟ ده في ثانيه نسي كل حاجه اتنازلت عنها وضحيت باستيكه وحسسني كأني ما عملتلوش اي حاجه حلوه في حياته وطلعني وحشه قد ايه في نظره وفي نظر نفسي
رمقتها بهذه النظرة الواثقة قبل أن تعلق بجدية
=لا يا حبيبتي هم اللي وحشين ما عندهمش دم ولا احساس بالمسؤوليه، انتٍ فاضلك اسبوعين على جوازك وما شاء الله ابتدوا في الآخر يظهروا على حقيقتهم كلهم.. و معنى ان جوزك يرمي مسؤوليه عليه هو عليكي فدي بدايه مش كويسه خالص لحياتكم قدام وان انتٍ هتشيلي كثير أوي.. اخر كلامي اختاري إللي انتٍ عاوزه وبراحتك في النهايه انتٍ اللي هتشيلي الليله، بس خليكي فاكره كويس مهما كان اختيارك ما فيش رجوع .
❈-❈-❈
مرت يومان دون أن يتحدث محمود مع تقى، كأنه يعاقبها بهذه الطريقة حتى تضطر للموافقة لكنها أيضًا تجاهلته بسبب تفكيرها المفرط وترددها الناتج عن آخر نقاش بينهما، حيث شعرت بالذنب تجاه أمر لا علاقة لها به وعبء ثقيل يثير قلقها بعد موافقتها..
وفي اليوم التالي فوجئت باتصال من حماتها تطلب منها زيارتها، فذهبت على الفور على أمل أن تحل الأمور بينهما.
لكنها تفاجأت بأن حماتها تفتح معها نفس الموضوع وتعاتبها بقسوة على رفضها أخذ ابنتها والاعتناء بها وهي لا تزال على قيد الحياة ولديها طفلان آخران، مصمصت نهلة شفتيها قائلة بغضب
=هو انتٍ يا اختي شايفه نفسك على ايه ده بيت ابني ويجيب ويقعد فيه اللي على مزاجه ودي اخته يا حبيبتي يعني ليها في اكتر منك، و انتٍ من أولها بتتامري مين يدخل بيت أبني ومين يمشي.
جزت علي أسنانها بنفاذ صبر وأجابت بصوت جاد
= انا ما قلتش كده اكيد مش همنعكم تيجيوا بيتكم بس محمود كلامه معايا كان انها هتقيم معانا وانا اللي اخلي بالي منها، وانا مش عاوزه اخدعمك وبتكلم بصراحه ان انا مش قد المسؤوليه فين الغلط في كده
صاحت حماتها بعصبية منفعله مهددة بذراعها
=بس مش عايزة أسمع منك حاجة أنا قولت أكلمك اعقلك كدة بس أنتِ مبتفهميش شكلك ولا حتى فى الأصول ولا الأدب وأنا غلطانة أنى قولت افهمك غلطك، بس ابني اللي غلبان وطيب، اللي زيك مايلقش عليه إلا الرخيص!
هدرت تقي معترضة بشجاعة لا تعرف من أين جائتها وهي تقف من على مقعدها لكن ربما من نفاذ صبرها
= ماسمحلكيش! احترمي نفسك وحسبي على كلامك وبلاش انتٍ بالذات تتكلمي عن الاصول والتربيه وانتم عمالين تبيعه في بنتكم لاي حد عشان تخلصوا منها
جاء على اصواتهم الفتيات وزوجها ايضا، لتقول الأخت الصغيرة بغضب شديد
= هو انتٍ يا بنت ما فيش حد مالي عينيك جايه تقلي ادبك علينا في بيتنا، ما تشوف يا محمود ما جايبك .
لوت الشقيقه الكبيره ثغرها وردت بنفس اللؤم الشيطاني التابع لشقيقتها الأخرى
= يشوف ايه ما هو لو كان فعلا راجل كان قدر عليها وسكتها، لكن هي كده عشان ما حدش قادر عليها ولا حتى المعدول اخويا جوزها... طب ايه رايك بقى يا تعتذري لأمي يا أخويا هيطلقك؟
التفتت تقي بأعينها المحتقنة غضبًا إلى زوجها الذي جاء علي الصوت مع إخواته متوقعة أنه سيدعمها ويرد اعتبارها ككل مرة كما اعتدت منه بثقة، ولكن كانت المفاجأة الصادمة لها كليًا أنه خذلها حينما رد قائلاً
=بس انتوا الاتنين مش عاوزه اسمع صوت، تقي اعتذري لأمي ولمي الدور أحسنلك
نظرت إليه بدهشة وصمت، فقد تجاهل تمامًا ما مرت به ولم ينطق بكلمة واحدة حتى ليوبخ عائلته كنوع من الاسترضاء. كانت مصدومة من بروده الذي جرحها بشدة، هل سئم حقًا من الدفاع عنها أم لأنها لم توافق على ما يريده؟ فهذا يعني أنه كان يفعل ذلك سابقًا مقابل ما يريده في المستقبل وليس بسبب حبه لها
= نعم انا اللي اعتذر وهي غلطت فيا وانت سامع؟ لأ يا محمود مش هاعتذر لأمك! ولو عاوز تطلقني أعمل كده!
هتف محمود بإصرار وهو يأمرها
= انتٍ سامعه نفسك بتقولي إيه؟ تقي انا بقولك لمي الدور