-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 2 - 2 - الخميس 28/11/2024

   

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

ما علاقة هذا الأمر بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني

2

تم النشر يوم الخميس

28/11/2024



شعرت بقدرٍ من الغضب لإهانتها المتوارية، فردت عليه كطلقة سهم مصوبة في صدر أحدهم


= وانت مش سامع وشايف بتتكلم عني إزاي؟

اه صح ما انت اخذت على كده انت وامك و أخواتك اسكت وأحط الجزمة في بؤي عشان يعجب! حتى لو الهانم امك بتهين امي او بتهن فيا شخصية.. فلما اقول لا كفايه يبقى انا اللي غلطانه . 


أقسمت بانها لم تنسى نظراتهم الشامتة الموجهة لها من أخواته وحماتها التي رسمت تلك الابتسامة المستفزة على ثغرها، هاتفه بقسوة 


= ما في داهيه يا حبيبتي اللي زي دي ماتتعاشرش، طلقها فعلا زي ما هي عاوزه يا محمود وإنت الكسبان!


نظرت تقي إلى عينيها الماكرتين فوجدت خبثًا لا يضاهيه شيء فكيف لم تكتشف كل ذلك من البداية كم الكرة والحقد الذي بداخلهم جميعهم، فحينما يتخلى عنك السند تدرك أنك بالفعل وحيدًا في مهبِ الريح العاصف، صاحت بانكسار حقيقي 


= هي بتتكلم صح يا محمود انت اللي كسبان! طول ما انت بتمشي وراهم كسبان وانا لو مشيت وراك هخسر؟ عشان كده بقول لك طلقني طالما وصلت لكده.


حاول محمود تجاهل تلك الرعشه التي شعر بها، فيعلم جيد اذا تراجع عن ذلك سيتلقى اقوال وافعال سيئه للغايه من عائلته تجاهه، وفي النهايه هو اعتاد منها على ذلك التنازل والتضحيه لدرجه اصبح يتعامل مع ذلك كأنه حق مكتسب، لذلك هتف بحذر شديد 


=لمي الدور واعتذري لماما الحكاية ماتستهلش كل ده؟ بتكبريها ليه يا تقى! انا رغم أن قلتلك لو ما وقفتيش على اللي انا عاوزه هسيبك لكن اديني بحلها اهو يا بنت الناس.. وبعدين انتٍ غلطتي في امي بصلها حتى انها ست كبيره 


اغرقت حدقتاها سريعًا بالعبرات المريرة، لم تشعر بمثل ذلك الخذلان في حياتها ابدا مثلما شعرتُ تلك المرة، لذلك ردت عليه بنبرة قهر


= ولله! وامك لما اهانه أمي هناك في بيتنا و رفضت تعتذر ما كانتش ست كبيره وما تستاهلش كده برده؟ ولا انت امك احسن من امي يا محمود! كل ده عشان صريحه معاكم وبقول لكم ان انا مش قد الحمل اللي انتم عاوزين تشيلوهلي اللي انتم اصلا عمالين تشقطوا لبعض زي الكوره وانا سمعتكم لما كنا في المستشفى وسبت اخواتك وجاي تتشطر عليا عشان برفض حاجه مش من مسؤوليتي اصلا ؟!. 


صدمتهم بكلماتها الطاعنة في مقتل للجميع وأجبرتهم على الصمت مراقبين ردة فعلها، بينما توترت الاختين وغضبوا من حديثها، وحاولت ماجدة قلب الأوزان وهي تردد باستهزاء


= ده انتٍ كمان بتتصنتي علينا بقى؟!. قابل 

ما جايبك اللي فرحان بيها وبتربيتها.


نظرت تقي لها باحتقار شديد وهي تصيح قائلة بكرامةٍ وعزة نفسٍ عالية


= احترمي نفسك انا متربيه احسن منك على الأقل وقت المسؤوليه مش بغمض واعمل نفسي مش شايفه ذيك انتٍ واختك، ذي ما والدتك طلعت من المستشفى وعملتوا نفسكم تعبانين وسبتوها وانا اللي راعيتها اليوم ده لحد بالليل وفي الاخر ما شفتش شكر حتى منك يا محمود! وعلى الاقل ما رميتش اختي المريضه اللي محتاجه رعايه لوحده انا مش ضامنه هتكون كويسه معاها ولا لأ و كل ده عشان مش عاوزه اشيل همها.. وفي الاخر انا اللي وحشه انتوا ناس ما عندكوش دم .


كان الجميع متعجب من ردودها التي توحي الى هدم علاقتهم، فلم يعد هناك ما يستوجب البقاء فإن ضاع الحب وفقدت الكرامة تهاوت المشاعر تحت الأقدام، لذلك هي أصرت هذه المره فلم تعد تحتمل وغير عابئة بتبعات ما سيحدث نتيجة رفضها العنيد هذه المره! لكن اذا كان علي أحد التنازل فيجب عليه هذه المره يختار هو، وهي يكفي تنازلات الى هنا .


جفائه المفاجئ الذي فاق قسوتهم معها زاد من إحساسها بالانكسار و صنع شرخًا في علاقتهم بالانسحاب ليس من من المكان فقط بل أيضا من حياته كلها، حاولت كتم شهقاتها المتحسرة، وهي تردد بإصرار فولاذي


= ومش هعتذر علي دي كمان يا محمود سامعني، ولو كان أخر يوم ليا معاك مش هاعتذر لحد أبدًا عشان مش أنا الغلطانة! 


احتدم الشجار بينهما وقد زاد اشتعال بسبب مشاحناتهم التي كانت تصيب الهدف حقا في مقتل وتعرف جيد كيف هز رجلته الوهميه، فأضافت أخته باستخفاف به


= ما ترد يا سبع البرمبه هتقعد تغلط فينا وفي اخواتك وانت واقف كده زي خيال المقاده ما تتصرف تصرف رجولي معاها بقى يا شيخ بدل ما أنت عمال تنزل من نظرنا.. هي لو بتحبك هتعمل كل ده فعلا ما ترد ؟!. 


ركزت تقي أنظارها عليه متوقعة أن يدافع لمرة واحدة عن استقرار حياتهم التي أنشئت بحب، لكنها كانت تشعر بالنهايه حقا فودت أن ترمقه بنظراتٍ راجية وتوسل في صمت حتي لا يمنحها فرصة إذلالها هكذا أمام الجميع، لكنه قد فعل و تجاوز كل ذلك حينما قال بعزم متسرع 


= كده يبقى انتٍ جبتي نهايتها! انتٍ طالق يا تقى.


تعالت ضحكات الجميع في نفس اللحظه بتفاخرٍ بينما أغمضت تقي عينيها بضعف مضاعفٍ في نفسها وقلبها ينفطر قهرًا هل هكذا ببساطه تخلى عنها ونسى ما فعلته؟ وكيف كانت تتنازل عن اهانتها واهانت أهلها مقابل إستمرار تلك الزيجه وهو يأتي ببساطه هكذا ينهيها دون تفكير بها، ظلت هكذا حتى فجاء شعرت بيده أحدهم تربت بقوة على طرف كتفها لتخرجها من شرودها المصدوم فنظرت لها بذعر فقالت حماتها باستمتاع مريض


= اهو كده انت ابني بصحيح، مانعطلكيش بقى اصلك بقيتي غريبه عننا دلوقتي وبعدين مستنية إيه بعد ما طلقك؟ يلا الباب يفوت جمل!


❈-❈-❈


لم يكن معروفًا عن تقى أنها شخصية كئيبة، حيث اختفت الابتسامات وحل الاكتئاب و الحزن عليها، وكل ذلك بسبب إنكار المعروف وتحمل الأعباء الثقيلة التي لا تخصها. 


طوال الشهر الماضي، كانت تريد أن تعرف شيئًا واحدًا فقط: بماذا أخطأت ليحدث لها كل هذه الأمور؟ فقد تنازلت عن حماتها سليطة اللسان وتغاضت عن الكثير من أفعالها وكلماتها المستفزة وتصرفات بناتها الوقحة، آملة أن تتحسن الأمور بينهما بعد ذلك. 


رغم أنها كانت تبذل كل ما في وسعها لإرضاء الجميع، إلا أنهم اعتبروا ذلك ضعفًا منها، و إستمرت الصورة كما هي بالدونية، مما حول حياتها تدريجيًا إلى جحيم. مر في بالها ذكرى تلك السيدة التي لم تعد حماتها بعد يوم واحد من الطلاق كانت قادمه لمنزلهم.


حاولت عزة رغم كل ما فعله محمود بتقى، الترحيب بها، بينما أسرعت تقى لتضع حجابها وتخرج من غرفتها لترى ماذا تريد أيضًا.


= أهلا يا نهلة ايه، تشربي إيه؟


لوت ثغرها باستهزاء وهي تقول بنبرة حادة


= أنا مش جاية أشرب ولا أضايف أنا جاية أخد شبكة أبني وكل حاجة كان جايبها لبنتكم هدايا واللي تعب فيهم، عشان الموضوع ده يخلص.


نظرت إليها عزة مطولاً ثم قالت بمنتهى الهدوء والحكمه


= آه تمام حقك وكل شئ قسمة ونصيب... ادخلي يا تقى هاتي الشنطه اللي احنا مجهزينها من بدري بس كنا مشغولين و مستنين حد منهم يجي ياخدها ويخلصنا منها.


هزت تقي رأسها بحزن شديد وذهبت الى الداخل لتحضر إياها لها، بينما حنان أمها تطلعت نحوها باحتقار.


جزت نهله علي أسنانها وقالت بصوت مغتاظًا


= شقي ابني بقي حاجه مش مهمه ماشي يا عزه مقبوله منك، المهم ما فيش حاجه تنقص 

منهم انا عداهم هديه هديه وعارفه كان جيبلك ايه كويس .. هاه .


خرجت تقي تحمل تلك الكيسه التي اخذتها منها عزة وقالت باحتقار


= امسكي يا وليه انتٍ وعدي حاجتك قبل ما تمشي، اشحال كلها هدايا ما تسواش قيمه بنتنا وكنا ساكتين!.


الصفحة التالية