رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 5 - 1 - الخميس 28/11/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل الخامس
1
تم النشر الخميس
28/11/2024
آدى اللى صار
من يومي مطلوق، تحت فوق
عايش حياتى بالإختيار، من غير حصار
لا أنا ناوى أحب، ولا غاوى أحب و لا فاضى أحب!!
(هشام الجخ)
❈-❈-❈
"أنا مش غبية ! أنا عاوزة أتغابي وفيها فرج كبيير جوى"
❈-❈-❈
_بتعملى إيه يا أم بَخيته؟
إلتفتت السيدة أم بخيتة إلى حفصه بعدما ارتبكت مكانها وقالت بتعتعه فى نبرة صوتها
_كنت بننضف هنا ،مكتب حبيبة
لوحت حفصة لها وقالت وهى تشير للخارج
_لاء سيبك من أوضة حبيبة وتعالى ورايا عند البهايم فيه شغل كاتير عِنديهم
_حاضر چايه أهو
وضعت السيدة أم بخيته شيئاً بصدريتها وانزلت وشاحها عليه وترجلت خلف حفصة تتبعها.
❈-❈-❈
_هاااااه اجولك ايه يا ولد عمى ، لقد خذلني الرفاق والعائلة والشخص الذِي أحبهُ و أم فتحي وأم جُمعة وعم عبدهُ و أبنهُ سُمعة!
قالها وليد إثر تحدثه بالهاتف وهو يصعد درج منزله متجه نحو غرفته بالدور العلوى ،ليجدها مفتوحه
وأكثر من خمسه أطفال بداخلها ..
الفراش غير مرتب ، أحذيته يرتدونها ، ملابسه خارج الخزانه منها مُلقى على الأرض ومنها على الأريكة !
الاوراق...الكتب الخاصه بدراسته ،كل شئ مُبعثر
كل شئ بحالة يرثى لها!!
وفى صرخه منه ..
_يابوووووووى ،أجفل ياعمّار إجفل دلوك خلينى أشوف الحزون دا
أغلق وليد مكالمته الهاتفيه ، وأمسك بحذاءه وهو يهرول وراء الصغار ويضربهم وبصوته العالِ
_ياشيماااااء، ياشيمااااء يا أمل ياولاء يا مروة يا هند ياسَميحه يا سناااء!! يا أومااااااى
صعدت أمه على صوته وصوت الصِغار يفروا هاربين من إمامه قائلة ب إنزعاج
_إيا فيه يا وليد، بتزعج ليه يا ولدى
_دلوك يا أمى دا بيت ولا حضانه ؟
_بيت يا ولدى
_ودى اوضتى ولا كيدز إيريا !!
تعجبت الأم من كلمات وليد الأخيرة وقالت بدون فهم منها
_جصدك ايه؟
_يا أمى،انا مش جايل أوضتى تتجفل طول م بناتك وعيالهم هنا
_ماكانت مجفولة يا ولدى
_ولمّا هى مجفولة ، الزريبة دى مين عملها؟ شايفه الهدوم ! شايفه الورق والكتب
والله لو ورقة ضاعت ل ألقحهم واحد ورا التانى من الشباك وأمهاتهم تتلجاهم من تحت جولتوا ايه؟
حاولت الأم أن تقوم بتهدئته وأردفت إليه
_طب بس إهدى ، دلوك هجول لواحدة من بنات أخواتك تنضف لك الاوضة تانى
هما چايين يا ولدى يسلموا عليك لما عرفوا أنك ف أچازة من الكلية
كادت الدماء تحترق بعروقه وهو ينظر يميناً ويساراً على اشياءه المبعثرة وغرفته هكذا وأردف
_مش عايز حد يا أمى يسلم عليا ،انا هروح لكل واحدة منهم لحد عنديها وأسلم عليها
وقف وليد ينظر لغرفته فتذكر شيئا ً فهرول ناحية خزانته وبحث عن شئ ولم يجده، بحث جيداً ومن ثم قال غاضباً
_امى !! كان فيه كيس هنا شايل فيه حچات ليا
نظرت الأم ناحية الخزانه وقالت بقلة حيله
_حاچه تبع دروسك يا ولدى ؟ شوفه هنا ولا هنا
شعر بالغضب وقال بعصبيه على وشك ان تنفجر
_والله الكيس دا بالذات مايكون ضاع ، لأدخل عيال بناتك ال25طفل الل تحت هدخلهم الفرن واشويهم على نار هادية
صعدت "مِسك" الإبنة الكُبرى لأكبر شقيقه فى شقيقات وليد ومعها كيس بلاستيكى وتضحك بخبث واضح قائله
_بتدور عالكيس دا ياخال ؟!
عادت دقات قلب وليد إلى هدوئها بعد الخفقان ،وأمسك الكيس منها على الفور وقال وهو يحملق بها
_لاجتيه فين يا مِسك
قالت مسك وهى تتصنع عدم المعرفه
_واحد من العيال كان ماسكه ، فيه كشكول سلك مكتوب فيه أشعار وصورة..
وضع وليد يده على فمها اغلقه وهى تضحك فقالت له والدته
_كتمت بنت أختك ليه يا واد ؟
أبتسم وليد خائفاً وقال
_خلاص يا أماه ، أبعتى بس حد من البنات ينضف المقلايه الل إحنا فيها دى
_طاب يا ولدى
هبطت والدته بينما كان وليد على فعلته يغلق فم مسك وهى تضحك ومن ثم تركها
فقالت هى
_هى دى مش صورة ...
أمسك شعرها بقوة وقال وهو يهز رأسها يميناً ويساراً
_لو نطجتى هولع فالضفيرة دى ! سامعه؟
_متخافش يا خال ،سرك فبييير
_طب يلا غورى ،ولا نضفى الاوضه مكان الجرود الل كانو هنا
وضعت مسك يدها بمنتصف جسدها وقالت بدهاء
_هو السكوت دا ياخال مالوش تمن؟!
ضيق ....عينيه واقترب منها قائلا ً
_بتستغلى خالك يا مسك؟ كلبة فعلاً كلبه ،بس جدعة مسك من غير استغلال
مش هتجول حاچه لحد من الل شافتها
تراقصت مسك مكانها وهى تضع يدها فى منتصف خصرها وقالت ب تحدِ
_لاه ،هجوول عادى
هنا أخرج وليد ورقة ماليه ووضعها فى يدها بعد أن قام بقضم أصابعها بأسنانه
ودفعها إلى الأمام قائلا
_خُدى وغورى ،حَرق أبو الل چابك
_تسلم يا خال ،وكُل م أعوز مش هجول لابوى واچيلك
_إمشى!
سرعان م هرولت من أمامه ، ووقف وليد حائرا ً ينظر إلى كيس اشياءه المخفية عن الأعين
ويتمتم فى نفسه ..
_كد الوزغه وبتساومنى ، وشوية جرود جلابولى الأوضه ...منكم له كُل واحدة چيبالى ٧ ×٧ ب ٨٤
وسأخبر الله بكل شئ.
❈-❈-❈
الأمان...
دائمًا كانت تتردد تلك الكلمة علي مسمعها منذ طفولتها، لكن يوماً ما قد تفهمت هى جيدًا معني عدم الأمان والفقدان ! و أن أقصر العلاقات هي تلك عديمة الأمان.
أن يكون الشعور المسيطر عليها هو الخوف من القادم ، أن تُقيد مشاعرها خوفًا من أن تُحررها للشخص المؤقت، أن تكبت حديثها عن أسرارها الدفينة خوفًا من مشاركتها للنفس الخاطئة.
لكن فى بعض الحيان كانت تتفهم الأمر وتشعر به ، قريباً منها يلامس قلبها ..وكأن كل ماتحتاجه حينها هو الإطمئنان، الأمان فحسب.
_حبيبة يا حبيبة
لم تسمع حبيبة صوت حفصة وهى تناديها ،كانت تمسك بمصصف الشعر_السيشوار_ وقد قامت بتشغيله وتغنى أمامه وهى تقفز فوق فراشها وتتغنى بالاغنية المفضله لديها فى هذا الوقت بالتحديد اثناء دورانها بال_كاسيت_
_قلبي عشقهاااا والعيون ،هويتها واهلها مايرضوووون
وقفت حفصة أمامها يقتحمها الغضب منها،فقامت بنزع الكهرباء لينطفأ المصفف وتنتبه حبيبة مُردفه لها
_شيلتِ الفيشه ليه !!
_بجالى ساعه بنادى عليكِ ،ياحبيبة يا حبيبة،وانتِ ولا الل هيجدموا فستارميكر
وشغاله صوصوه فالمخروب ديتى
إنزعجت حبيبة وقد إلتوت شفتيها وجلست إلى فراشها تتحدث إلى حفصة
_نعم،عاوزة ايه؟
_بجولك وطى صوتك أبوك ِ على مجيه ييچى يسمع صوتك الكروان دى يديكِ كلمتين فعضمك وانتِ مش ناجصه منه
تنهدت حبيبة ونهضت تمشط شعرها أمام المرآة وهى تتحدث
_يعنى هو حتى چوا البيت ممنوع ! أنا بعمل كُل حاچه بيجول عليها ومش بكسر كلمه
مفيش متنفس ليّا خالص
أقتربت حفصة منها وضمّتها لها بحنانها المُعتاد وأردفت لها
_بيخاف عليكِ ياحبيبة وبيحبك،وفزماننا دا له حج يخاف ويجلج ويعمل الف حساب
وإنت عارفه ياحبيبة ربنا وهبك چمال وأدب يخلوكِ مطمع ،عشان كدا هو جافل عليكِ
فهمتِ
صمتت حبيبة ومن ثم داعبتها حفصة بالحديث
_ايوا صح،ايا الاغنية العفشه دى الل كُنتِ عماله تغنيها وجالبه مُخنا بيها
رفعت حبيبة أحد حاجبيها وقالت مُعترضه
_ايش فهمك إنت ِ
نظرت إلى المرآه ورفعت خصله شعرها الأماميه وهى تتحدث وتقول
_دى حتى اغنية حلوة جوى ،تسمعيها يا حفصة وتحسي أنها بتتكلم عنك وليكِ
_بتتكلم عنى وليّا!!! النبي يارب لا حد بيغنيلى ولا حد جالى جومى اعملى عجين الفلاحه
انا رايحه اعمل العشا
ترجلت خطوتين ثم عادت
_كملى الاغنية بس وطى صوتك المغفلق ديتى لابوكِ يعاود ويغفلق الليلة فوج راسنا!
إنصرفت حفصة إلى حيث مُبتغاها ، وتأكدت حبيبة من ذهابها بعيداً عن غُرفتها ف ذهبت ناحية خزانتها
وفتحتها ل تمد يدها أسفل ملابسها المطوية وتسحب ورقة مدّون بها
"قلبي عِشقها والعيون، هويتها وأهلها مايرضون
وكُل م أشتاق إليها ،،أروح وأسأل عليها ..تجاوبنى عنيها
إرحل يا حبيبي حبيبي..أهلى مايرضون!"
تقرأ بعينان مُبتسمه ،سِن المراهقة وخطاب من ضمن خطابات عِدة مجهول مصدرها وراسلها مُفعمة بكلمات الغرام وتجدها مطوية بخزانتها.
لم تخبر حفصة عنها من وقتها منذ أعوام للآن يبقى هذا سِرها الدفين فى نفسها وقلبها ،لا تسعى لمعرفة الراسل هى فقط تحب شعور الفرحة ب ان احدهم يهتم بها حتى وإن لم تعلم هويته .