-->

رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 5 - 2 - الخميس 28/11/2024

 

 قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة نور إسماعيل 


الفصل الخامس

2

تم النشر الخميس

28/11/2024



_شذى ممكن تسمعينى ؟! 

قالها عمّار بلهجة أهل القاهرة كى يسهل التعامل مع صديقته وتتفهم طريقة حديثه،فعو منذ التحاقه بالكلية وهو يتحدث باللَكنة هذه مع زملاؤه أحياناً كى يفهمونه .

تغيرت نبرة صوت شذى وقالت له 

_عمّار ، مِش كل مرة تقولى نفس الكلام ..ملكش دعوة أنا مقتنعه ب الل حساه وعارفاه

_شذى أنا مفيش مرة جولتلك أنى بحبك ، ايوة صديقة ممتازة وأخت كان نفسي ربنا يديهالى

ولما جولتلك على الرهان السخيف الل حصل زمان من طارج ومنى دا عشان تبجى على نور ومش عشان تحبينى وندخل فچواز وسفر ياشذى


تهدج صوت شذى وإختلط بنزول دموعها،حاول عمّار تهدئه الأمر

_بتعيطِ ليه دلوقت؟!

_عشان مقدرتش تحبنى يا عمّار ،كل دا مع بعض ومحبتنيش وانا حقيقي ماليش علاقة ب أى حد غيرك وأنت عارف


إعتدل عمار من على فراشه ليتحدث إليها جالساً عليه وقال بنبرة جدية

_انا مجدرتش نحبك مش عشان انتِ وحشه لاسمح الله، علشان من الأول انا متعرفتش عليكِ عشان معچب

كان موضوع الرهان واستحقرت روحى فيه وجولتلك الحجيجه ونبهتك متديش حد أمان بعد كدا 

لكن من وكتها إنتِ فعلاً أختى وصديقتى الل بعتز چدا بوچودها فحياتى 


_بس عشان كدا؟!

سمع عمّار صوتها تحاول التماسك، ومن الواضح أنها تهم بمسح دموعها من على وجنتيها

فهم عماربقطع الشك باليقين وأن يخبرها بالأمر الحقيقي


_وعشان بصراحة ياشذى ، أنا بحب واحدة تانية ومن زمان جوى


صمتا الاثنين فقالت هى 

_ومشاعرى وقلبي ،اخبطهم فالحيط ؟! 

_لآخر مرة أجولها،مكانش فيه وعد لا بالحب ولا بالچواز ولا السفر !


فُتح باب غرفة عمار مرة واحدة وكانت تحية والدته وقالت له بفزع

_چواز وسفر إيه ياعمّار !! رايح تتچوز وتسافرمن ورانا!


دبت بقوة على صدرها وقالت بطريقه تعديد على متوفى

_ياحنضلتى ياشندلتى يامرارى، ولدى الوحيد چات الل لفت عليه وتاخده بَعيد چواز وسفر يابو عمّار

نهض عمار من مجلسه بعدما استأذن من شذى وأغلق الهاتف وأردف 

_يا أمى ،أيا الل عتجوليه دا ،مفيش حاچه من ديتى ابداً

_عتكدبنى يا عمار ،سامعاك بودنى 


شرعت فالبُكاء ف أتى عبدالرحمن والد عمار على صوتهما ودلف منزعج

_فيه ايه يا أم عمّار ، أمك عتبكى ليه يا ولدى 


شعر عمار بوقوعه فى مشكل ولايجد خلاص منه ،فسرعان م هاتف وليد ليأتى على الفور 

حضر وليد وجلسوا أمام والد عمار ف أردف لهم

_عتكلموا بنِته ؟! وتتفجوا عالچواز والسفر..شكل العلام فبلاد بحرى خرب نفوخكم 


قاطعه عمار وقال

_يابوى إنت فاهم غلط ،إسمعنا الأول 


بحدة تحدث والده له

_جول يا واد مين شذى دى؟!

قام وليد بالرد عليه واردف بسرعة تصرف

_شذى دى بِت زميلتنا يا عمى ، وكان فيه مَشروع عندى فالكلية 

وانا روحت عند عمار نسأله فيه واتعرفت عليها وكانت عتساعدنى

وبعدين هى شافت المعاملة المحترمه إعچاب وبين لها سمعت ب إننا ولاد ناس وعندنا

اطيان وبلاد وعماير ،طمعت ..فاتحتنى ان نتجدم ليها ونتچوز وطبعاً انا مش فبالى

ف چابت رقم عمار عشان يقنعنى ،آدى كل الموضوع 


وضع والد عمار ساق على ساق وقال وهو يدنو منهم 

_والسفر؟!


نظر كلا منهم للآخر فهز عمار رأسه ان ليس لديه اى فكرة يجيبه بها 

فحاول وليد إختلاق فكرة جديدة طرأت بباله 

_ابوها مسافربرة وكانت عتعرض علينا نسافروا ونشتغل برة بشهادتنا وعمار كان عيقنعها تشيل الموضوع من دماغها ياعمى 


صمت الجميع، ف أردف عبدالرحمن 

_وأبوك عارف بالحكاية دى يا وليد؟


وجه وليد تغير لونه فقال عمار

_مفيش موضوع اصلا يابوى ، وعشان نثبتلك 


أمسك هاتفه واتصل ب شذى واعطى وليد الهاتف وقال 

_جولها يا وليد على كل الل جولته دلوك وأنهى الحكاية دى فوراً


دعس وليد قدم عمار بقوة ، ف تألم عمار جداً ولكنه كظمها فى نفسه وأردف 

_ماشى


أجابت شذى الإتصال فقال لها وليد دُفعة واحدة

_إسمعى يابت الناس، وليد معاكِ ..حب مش سِكتنا

چواز عنتچوزوش لسه جدامنا تخرج ووظيفه وشغل وموال أزرق وهوايل علينا وعلى الل جابونا 

سفر محدش مسافرولا هيسيب بلده ولا عيلته

فمعلش من دِلوك إنتِ فحالك يابت الحلال وإحنا فحالنا 

إنت بت زينه ومفيش مشكلة معاكِ لكن دا خلاصة الموضوع ،سلام! 


أغلق الهاتف وابتسم عمار وغمز له وليد فقال والد عبدالرحمن 

_أنتو كبار ، كبار وجربتوا تتخرچوا وتخلصوا علامكم ..الثقة الل اديناها لكل واحد منكم 

لازم تبجوا كدها، وإلا كدا يبجى إحنا خلفنا عيال مش رچاله وعليه العوض ومنه العوض


نهض عمار من مجلسه وقبّل يد والده وقال بهدوء 

_حجك علينا يابوى ، مفيش ان شاء الله أى حاجة ممكن تحصل تهز ثقتكم فينا تانى 


نهض وليد وأردف الى عمه

_ان شاء الله ربنا يجعلها آخر الاحزان 


قام عمار بلكز وليد فى إحدى جناباته ف عدّل وليد حديثه مرة أخرى وأردف

_وعد يا عمى مفيش مشاكل تانى هتحصل، إنتو ربيتونا رچالة مش عيال 


استأذنا بالانصراف، وفى طريقهم الى الحديقة ملكية عائلتهما التى تبعد عن منزلهم بمسافة بسيطه 

مزروع بها أشجار الفواكه وبها تكعيبة عنب ! 

يذهبان لها وليد وعمار حينما يريدا تغيير جو ويجلسان سويا فى صفاء نفسي وهدوء وسط الخضرة والطبيعه 

وجمال السماء ليلاً يزينها القمر.

وفى طريقهم قال عمار متوجهاً إلى وليد

_مُتشكرين يابو عمو ، طول عمرك سداااد 


قام وليد بصفع عمار بخفه على أحد كتفيه وأردف ضاحكاً

_عِد الجمايل يابجرة ،ياكش اشوفك واجف چمبي كديتى فحاچه اعوزها 

_الحمدلله عدت ع خير وخلصت من موضوع شذى مكنتش عارف اطلع منه كيف

_أهو عدى وكفيانا بعد كديتى ياولد عمى ، البنِته مبيچيش من وراهم غير وچع الراس وتفضى شخن بطاريه موبايلك أول ب أول ..


فوالله رغم الإنكسار مازلنا نكمل بعضنا البعض بطريقةٍ ما ، أصبح الآن لا قيمة لي بدونك ولا قيمة لكَ بدوني يا أخى وصديقى فنحن شيءً واحداً مهما حدث، مازالت أرواحنا تتلاقى،والآن مازالتٌ اعافر بكل مستطع كي  أعود لك،  حتى يكفيني وجودي بجانبك ويكفيني إلتحامي بك مره أخرى وكُل مرة.

❈-❈-❈

"غيبت ليه عنى ، من غير ماتسألنى 

هو أنت مش عارف ،إنك بتوحشنى "


نهضت عبلة من مكانها وقالت متوجهه لشقيقتها وهى تتحدث بنبرة عنيفه

_ممكن تطفى المسچل مش عارفه اذاكر !


رفعت زمزم نظرها عن كتابها وقالت بهدوء مُستفز 

_بس أنا عارفه نذاكر 


نفخت عبلة بغضب واطفأت الكاسيت وقالت 

_يابرودك ياشيخه ،أنا نفسي نعرف بتعرفى تذاكرى ازاى وإنت ِ عتسمعى اغانى صاحب بالين كداب


أغلقت زمزم كتابها وقالت لشقيقتها وهى مازالت على هدوئها 

_ياستى عارفه نذاكر وانا بنسمع ايه مشكلتك انتِ

_مشكلتى عارفاش نركز ، إلا بجا لو كنتِ إنتِ ممركزاش فالكتاب والمادة وعتفكرى فحاچة تانية ! 


شردت زمزم وهى مُبتسمه ومدت يدها تقوم بتشغيل الاغنية مرة أخرى 

ف دلفت والدتهم غرفتهم بعدما فتحت الباب وتوجهت إليهم بالحديث

_جوموا حضروا العشا لابوكم ويالا نتعشوا وبعدين ارچعوا ذاكروا 

_حاضر ياماه 


قالتها عبلة ف نظرت الأم إلى المسجل الدائر على الاغنية وقالت

_كيف عتذاكروا عالاغانى 

_جوليلها ياماه ،دنا هنطج منها 


قالتها عبلة وهمت بالخروج وهى تسحب يد زمزم معها فقالت زمزم

_طيب يا أم لسانين صبرك على ياعبلة 


انصرفت الفتاتان ذهبتان إلى مطبخ منزلهم لإعداد وجبة العشاء ،وعلى الناحية الاخرى 

يجلس همام بمنزل عمّه مناع وخالته جمالات ويشرب الشاى وهو يتوجه بحديثه الى خالته 


_انتِ تؤمرى ياخالتى

_تسلم ياهمام، والله لولا شوية الحشيش الل چيبتهم كان زمان الطير مات من الچوع 


اقترب همام منها وقال بنبرة تساؤل

_أجولك يا خالتى ، هو موضوع عريس حفصة دا بچد؟!


إلتوت شفتى جمالات قائلة وهى تحيك الثوب وامامها كوب الشاى

_وهى يعنى وافجت! دماغها حچر ..بت مناع لازم تطلع زيّه خليها جاعدة لحد ماتبور وأنى مالى 

_يعنى موافجتش؟!


تعجبت جمالات وقالت له وهى تضيق عيناها

_بتسأل ليه كل السؤالات دى ياهمام ياولد اختى 


ارتبك همام وهم بالنهوض وأردف

_لا مفيش ياخالتى سلامتك ،عاوزة حاچه!


انصرف من أمامها وهى ممسكة ب إبرة الحياكة وترفع أحد حاجبيها قائله

_عاوزة سلامتك يا ولدى مع السلامة 

❈-❈-❈

_الو ؟! 

شعر عمار بالذعر عندما سمع صوت حفصة ،فتنحنح وتمالك نفسه وأردف

_الو عمى درويش معايا 


قامت خفصة بفعل مصمصة شفتيها وأردفت 

_حاسس ان دا صوت عمك درويش يا أعمى واطرش ،مين معااى


أبتسم عمار وقال

_مين حفصه؟! أنا عمار ياحفصة عاملة كيف يابت عمى

_زينة يافجرى ،عتتصل ليه عاوز ايه 

_عاوزش حاچه يخربيتك جطر كدا طول عمرك ، كنت نتطمن عليكم وعلى عمى 


أطرقت حفصة كف ب كف ، وقالت وهى تزمت بشفتيها

_لاحول ولاقوة الا بالله، احنا كويسين وزانين عاملينش حادثة ولا حاچه ولاعاملين عملية

عشان تطمن 


شعر عمار بالاحراج ولكنه مُعتاد من هذا الأمر من حفصة دائماً ف استأذن منها واغلق الهاتف فوراً وهو يضحك.

❈-❈-❈

مرت الايام ولم يبق الكثير لتقديم فحص نهاية العام لدى وليد وعمار ،كان يجلس كل واحد منهم بغرفته 

يستذكر مواده ، كان وليد منهمك ب المذاكرة ساعات متواصلة دون أن يشعر حتى أحس التعب

فقام يصنع لنفسه كوب من الشاى وأخرج كيس بلاستيكي من خزانته

وأخرج صورة حبيبة منه وأبتسم وهو يطيل النظر بها وبملامحها التى انطبعت على قلبه وكأنها وشم أبدى عالق به.


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نور إسماعيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة