رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 25 - 1 - الثلاثاء 5/11/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الخامس والعشرون
1
تم النشر الثلاثاء
5/11/2024
وقفت" رضوى" أمام المرآة، في زاوية الغرفة خفيفة الأضائة، حيث لم يكن الزمن يتوقف، بل كان يتباطأ وكأنه يتعمد التواطؤ مع لهفتها. نظرت إلى نفسها، وكل شيء فيها يعكس مزيجًا من الدفء والرقة والانتظار. اختارت ملابسهل بعناية، بتفاصيل ناعمة تحاكي دقة مشاعرها، كأنه يخبرها بهمسٍ خفي أنها الأجمل في عينيه، حتى قبل أن يراها....
اختارت رضوى إطلالة بسيطة لكنها آسرة في تفاصيلها، وكأنها تحمل مزيجًا من الدفء والرقة. ارتدت بنطالًا من القماش الناعم باللون الكحلي، ينساب بخفة على ساقيها، يعانق خصرها بمرونة، ويعطيها حرية الحركة دون أن يفقد إطلالتها الأنيقة. تصميمه كان بسيطًا لكن أنيقًا، ينتهي عند كاحليها ليبرز حذاءها الشتوي الصغير، الذي يعكس أناقة ناعمة، ويضيف بعض الدفء لأقدامها.
أما بلوزتها الهادئة، فكانت بلون كريمي دافئ، من خامة ناعمة تشبه ملمس الصوف الخفيف. أكمامها الطويلة تنتهي بحواف واسعة قليلًا، مما يضفي لمسة من العفوية على إطلالتها. كانت البلوزة ذات ياقة عالية تنسدل برقة على عنقها، تمنحها دفئًا خفيفًا وتحاكي أجواء الشتاء.
لتكمل إطلالتها، اختارت وشاحًا رفيعًا بلون هادئ، لفته حول عنقها بإهمالٍ مقصود، ليبدو كأنه جزء من شخصيتها الحانية التي تتخفى خلف كل هذا الدفء.
أخذت عطرها برفق، رشّت القليل على رقبتها ومعصميها، وأغمضت عينيها للحظة، لتغرق في شذى العطر الذي سيكون شاهدًا على هذا اللقاء، كأنها تختم نفسها ببصمة من عبقها
تأملت خصلات شعرها المسدلة حول وجهها بعناية، وعدلتها بأصابعها برقة، كأنها تستعد للوقوف أمامه وهي في أبهى صورها. نظرت من حين لآخر إلى الساعة، تتنفس بعمق بين كل نبضة وأخرى، كانت كطفلة تنتظر موعدًا مع حلم.....
سمعت صوتِ الباب يُفتَح، سريعًا ألقت نظرة خاطفة علي هيئتها بالكامل، ونثرت بعضًا من العطر الأضافي، مُبتسمة بثقة.... وخرجت من الغُرفة، وقد كان هو متوجه ناحية الغرفة، قطعت عليه المسافة.....
ما أن رآها حتى وقفَ يطالعها بعين لامعة، وكأنه لأول مرة يرآها، منذ ذالكَ الحين، وبعد أعترافه أمام نفسه بأنه حقًا وقعَ صريعًا لها مُسلمًا قلبه لها كـ كُربان.... وهو بات يرآها بصورة أخري تمامًا عن صورتها السابقة، "رضوي" الفتاة الصغيرة التي تربت بينهم، وأعتبرها مثلها كمثل أبناء أخيه، الآن بات يرآها بطريقة غير المُعتادة..... جملة، جمالها هادئ ونقي..... فاتنة، أصبحَ يرآها امرأة ناضجة متفجرة الأنوثة، هي بعينيهِ أنثي متكالمة، ولا يهم كيف يرآها الآخرون.....
أنها تجسد جمالًا متنوعًا، يجعل كل من يراها يتوقف للحظة، يستشعر سحرها الخاص الذي يفيض من كل تفاصيلها، وزعَ نظرهِ علي كل شبر بوجهها، وبات وكأنه يرآها للمرة الأولي بحياتهِ، يرآها كـ زوجة، كَـ شيء ملكه له وحدهُ، عيناها الخضراوان كعالم من الغموض، تتلألأ فيهما لمعة فريدة تعكس صفاء روحها وعذوبتها. تحيط بهما أهداب كثيفة وسوداء، مما يزيد من جاذبيتهما، وكأنهما نافذتان لعالمٍ سحري يأسر القلوب. عندما تحدق في عينيها، تجد نفسك غارقًا في عمق عواطفها
تمتلك وجهً بيضاوي الشكل، تتمتع بخطوط ناعمة تبرز ملامحها الشابة. بشرتها ناعمة تمتاز بلونها الفاتح الذي ينعكس في ضوء الشمس ليظهر لها هالة من الجمال، شفتيها الممتلئتين تضيفان لمسة من الإثارة، والفتنة، شعرها الطويل والكثيف، ينساب بانسيابية على كتفيها. في بعض الأحيان، تفضل تركه منسدلًا بحرية، وأحيانًا تسحبه إلى أعلى في تسريحات بسيطة تجعلها تبدو أكثر حيوية
جسدها الممشوق يعكس انسيابية الطبيعة، فكل حركة تقوم بها تعكس الثقة والنعومة. تتمتع برشاقة تدفعك للاعتقاد بأنها ترقص في كل خطوة،. على الرغم من نحافتها، إلا أن تعبيرات وجهها وحركاتها تعكس قوة داخلية تجعلها تبدو غير قابلة للتحدي...
"رضوى" ليست مجرد جمال خارجي، بل هي شخصية غنية بالعمق والعاطفة. تتمتع بذكاء حاد وروح مرحة، طاقتها الإيجابية تجذب من حولها،
بمزيج من الجمال الخارجي والشخصية القوية،" رضوى" بعينيهِ تجسد مثالية الفتاة التي تجمع بين اللين والصلابة، مما يجعلها تستحق كل الحب والاهتمام من العالم من حولها لا ليسَ العالم، يكفي منه هو فقط..... هو يغار...
رفعَ ذراعهِ المُصاب سابقًا، والذي قد نزعَ عنهُ رباطهُ، وأصبحَ حُرًا:
_"شُوفتي أخيرًا أتشال.....عندي حاجات كتيره مأجلها حاجات كتير أوي أوي! ".
ضحكت بخفة، تعدل من حقيبتها البيضاء الصغيرة، تقول:
_"حمدالله على السلامة، ويلّا، هنبقي نشوف الحاجات اللي متأجلة دي بعدين"...
_"أستني أنا جايبلك هدية ".
_" هدية كمان لا ده كده كتير بصراحة؟ ".
أخرجَ من جيب سروالهِ عُلبة مخملية صغيرة، ترقبته هي بشغف وفضول، فتح العُلبة أمام عينيها، فتحت عينيها بأنبهار بما تحتويه العُلبة، كانت قلادة ولكنها لم تكن قلادة عادية بالمرة،قلادة فريدة من نوعها، تجسد مشاعر حبه وإعجابه بها. كان تصميم السلسلة مستوحى من شخصية "روبنزل"، حيث تعكس جمالها الفريد وشعرها الطويل الذي يشبه خصلات روبنزل الذهبية.
عندما قرر" مراد" شراء الهدية، توجه إلى متجر المجوهرات بعيون مليئة بالحماس، وطلبَ من صلحب المتجر أن يصنع له قلادة بعينها، وأعطاه صورت القلادة، وبالفهل صنعها كما أراد،لتظهر بالنهاية قلادة، مذهلة على شكل قرص شمس. كان القرص مصنوعًا من الذهب الأصفر، يجسد أشعة الشمس التي تتألق من كل الاتجاهات. السلسلة تحمل في مركزها قطعة دائرية تشبه الشمس، ومصنوعة بتفاصيل دقيقة تحاكي جمال الطبيعة.
ما يميز هذه السلسلة هو أن أشعتها المتألقة تتناغم مع لون شعر "رضوي "الطويل، الذي يتلألأ بلون بني ذهبي، مما يجعلها تبدو كأميرة من عالم الخيال. تم تصميمها بطريقة تجعلها تتدلى برقة حول عنقها، وتضفي لمسة من السحر على إطلالتها.
عندما أهداها مراد السلسلة، التقطتها هي بينَ يديها أولاً تتفدها بشغفٍ، لا تصدق أنه قد أهتم بأدق تفاصيلها لهذه الدرجة، وكانت هديته تلك أتت كـ تأكيدًا علي كل ما قالهُ عنها حينما سألته لماذا يُناديها بذاكَ الأسم..... مد يده لها في أشارة أن تُعطيهُ إياها لكي يُلبسها لها، أعطته أياها، مستديرة له وقد أبعدت شعرها علي جنبٍ، عند ارتدائها، كانت السلسلة تتلألأ على صدرها كأنها تحمل معها جزءًا من سحر عالم "روبنزل"، وتجعلها تشعر وكأنها الأميرة التي تتمتع بجمال خيالي، بفضل اهتمام مراد العميق بتفاصيل شخصيتها وجمالها.....
همست له بنبرة ناعمة:
_" شُكرًا، أوعدك مش هقلعها طول عُمري"
❈-❈-❈
استعدت" رضوي "ومراد" لقضاء ليلة مميزة في أحد دور السينما في" باريس" لمشاهدة فيلم "روبانزل" الشهير كانت السماء تتلألأ بالنجوم بينما تجولوا في الشوارع، وأضواء المدينة المتلألئة تضفي جواً ساحراً على أجواء الرحلة.
دخلوا إلى السينما، حيث استقبلتهم رائحة الفشار الساخن والحلويات المفضلة. جلست" رضوي" في المقعد بجانب" مراد" وبدأت تتأمل تفاصيله. كان ملامحه تتلألأ في ضوء الشاشة، وعيناه تشعان بالشغف.
عندما بدأت الموسيقى التصويرية، شعرت" رضوي" بإثارة تملؤها، وكأنها طفلة تنتظر مفاجأة. ضمت يدها إلى يد" مراد"، وكأنهما يشاركان لحظات السعادة والدهشة معًا. كانت القصص التي تُعرض أمامهما تحكي عن الشجاعة، الحب، والأحلام التي تتجاوز كل الحواجز، وهو ما جعل" رضوي" تفكر في رحلتها مع "مُراد"
كانت اللحظات تتصاعد، والابتسامات تتبادل بينهما. عندما ظهرت "روبانزل" بشعرها الطويل وتفاصيل مغامرتها، لم تستطع "رضوي" إلا أن تفكر في نفسها. كانت تشعر بشيء من الارتباط مع الشخصية، بسبب كلمات "مُراد" عنها....
بينما كانت الأحداث تتكشف على الشاشة، تحولت الأنوار في قاعة السينما إلى خافتة، مما أضفى جواً من الرومانسية. حينها، انحنى مراد قليلاً نحوها همس:
_ "بحبك، بالضبط زي ما بيحب فتى الحلم روبنزل."
جعلتها هذه الكلمات تبتسم بشكل أكبر، وشعرت بسعادة تغمر قلبها.
وعندما وصلت القصة إلى ذروتها، وضعت رأسها على كتف" مراد"، شعرت بالأمان والراحة. كانت لحظة ساحرة، حيث اكتشفت أن السينما ليست فقط مكانًا لمشاهدة الأفلام، بل هي مكان لمشاركة المشاعر والأحلام مع من تحب
رفعت عينيها لتتلاقي مع عينيهِ هامسة بنعونة:
_"تعرف، أنا شوفت الفيلم ده أكتر من مية مرة... لكن النهارده حاسها أول مرة أحضره "...
بينما كان الفيلم يصل إلى المشاهد الأكثر حماساً، ومع لحظة لقاء" روبانزل" بفلين رايدر" ابتسم "مراد" وهو يتابع ردود فعل "رضوى" التي بدت غارقة كليًا في أحداث القصة. لم يستطع أن يقاوم السخرية الخفيفة، فمال نحوها وقال بابتسامة ماكرة:
_"عارفة يا رضوى؟ لو كنت في الفيلم ده، كنت هبقي فلين رايدر ."
ضحكت رضوى، محاولة إخفاء خجلها خلف ابتسامة مرحة، وقالت:
"أنت؟!"
أجاب "مراد" بثقة، محاولاً تقليد نبرة" رايدر "الواثقة من الفيلم:
"طبعًا… بتكلمي عن شاب وسيم، ذكي، مغامر، و... قليل الأدب أحيانًا؟ أظن الوصف بينطبق عليا."