-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 46 - الثلاثاء 26/11/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السادس والأربعون

تم النشر الثلاثاء

26/11/2024


 نظر عمرو إلى رينو في عدم فهم ثم قال:

ـ يعني اي ؟ مش فاهم؟ 

اخذت رينو نفس عميق قبل أن تستطرد في حسم:

ـ يعني أنا شايفة أن قرار جوازنا كان غلط، ولازم ننفصل٠

ألقى عمرو لها نظرة غاضبة  ثم  أشار إلى الحقائب الموضوعه على الأرض و قال:

ـ وبردوا مش فاهم يعني اي قرار غلط؟؟ أنا كلمتك وقلت لك في ظروف في الشغل و هقعد يومين  كمان، اجي الاقيك واخدة هدومك وماشية!!!  قبل ما اسافر كان كل حاجة كويسة وكل يوم كنت بكلمك مافيش مشاكل ، في اي يا رينو؟ عايزة تتطلقي فجأة؟ من غير سبب؟ أنا حقي افهم اي اللي حصل؟ 


هتفت رينو وهي تحاول العبور الى الباب:

ـ أنا شايفة أن احنا مش مناسبين لبعض، هو دا السبب ودا كفاية اني مكملش٠


ما كادت رينو تخطو خطوتين أمام عمرو حتى  أمسك ذراعها في حدة وقال في صوت مرتفع:

ـ يعني اي انت شايفة كدا؟؟ يعني اي؟  يعني اي قرار طلاق وخدتيه؟؟ أنا عايز افهم اي اللي حصل بالضبط والإ::::

زادت قبضة يد عمرو على ذراع رينو مما جعلها تنظر له تحدي  هتفت وهي تحاول أن تفلت يدها من قبضته:

ـ وأنا مش هعيش معاك بالعافية يا عمرو، هتطلق يعني هتطلق، ومافيش حاجة هتجبرني اعيش معاك


نظر لها عمرو في حدة ثم قال:

ـ واي اللي كان جابرك قبل كدا يا رينو؟ اي اللي خلى العيش معايا إجبار دلوقت؟؟ طيب مش افهم في اي؟ 


تنهدت رينو في ألم ثم قالت وهي تحاول أن تبعد عن جسد عمرو الذي يقف أمامها:

ـ عمرو خلينا نسيب بعض بهدوء مافيش داعي لدا كله، أنا هتنازل عن كل حاجة وأنت::::

حرر عمرو قبضه يده من ذراع رينو، لم ينظر إلى تلك البقعة الحمراء التي خلفتها أصابعه على جس- دها فقط قال وهو يقترب منها أكثر حتى شعرت بأنفاسه على وجهها:

ـ نسيب بعض بهدوء!! و تتنازلي عن كل حاجة علشان الطلاق؟! واي اللي يخليك مش طايقة اوي كدا وفي يومين بس مش قادرة على الحياة؟ طيب خلينا في الهدوء اللي رينو عايزاه٠

ألقى عمرو كلمته الأخيرة في استهزاء تام وهو يحاول أن يحكم انفعالات ج-سده وعقله قدر المستطاع فأعقب وهو ينظر إلى وجهها:

ـ والهدوء يا رينو بيقول أن لازم افهم سبب الطلاق، لازم اعرف ليه مراتي عايزة تسبني من غير سبب؟ ليه اللي حاربت علشان اوصل لها مش مكفيها قلبي وكياني؟ أنا هتكلم بهدوء و هفهم في هدوء، أنا بس لو لقيت سبب مقنع واحس اني ظلمتك معايا هقولك يا لا امشي، هديك الحرية بهدوء٠

صمت ثانية ثم أعقب في سخرية:

ـ بهدوء اوي كمان يا رينو، ولا انت فاهمة أن عمرو دا لعبة حلوة في ايدك؟ العب بيها شوية وبعدين اسيبها لاني زهقت ولا الجوازة دي فيها جزء ناقص أنا مش فاهمة هو اي؟ طيب ما تفهميني،  انت عارفة اني بحبك عارفة ومتأكدة من دا اي الحب مش كفاية ؟؟ 

صمت ساد بينهم بعد كلمات عمرو، رينو تشعر بألم حقيقي بدني ونفسي  تحاول أن تتجاهله ولكنها تعلم جيداً أنها لن تصمد أكثر من هذا، سوف تنهار بعد دقائق أمامه، قال عمرو وهو يراقب وجهها الحاد الذي خلا من اي تعبير ينم عن الاشتياق أو الحب له:

ـ كنت راسم  في دماغي  حاجة تانية، حاجة مش عارف اوصفها ليك ازاي؟ أن أول ما اجي هيكون عتابك كبير علشان اليومين اللي بعدت عنك فيهم، بس انا طلعت غبي اوي ومش بفهم٠


رن جرس هاتف رينو، قطع كلمات عمرو، نظرت رينو إلى الهاتف ثم قالت وهي تحاول أن تجد لذاتها طريقة للخروج من المنزل:

ـ أنا لازم أمشي٠

صمتت رنين الهاتف ألقى عمرو نظرة على رينو ثم قال:

ـ هتمشي ترجعي بيت خالك؟ 

لم تجب رينو في حين عاد الهاتف مرة ثانية إلى الرنين مما جعل عمرو ينظر إلى الهاتف في حدة يريد أن يفرغ طاقة الغضب لديه، وضعت رينو الهاتف في حقيبتها، في حين نظر عمرو لها في حدة وقد تنبه فجأة إلى أمر ما فقال:

ـ مين اللي بيتصل عليك؟ وليه مش عايزة تردي؟؟ 


لم تجب رينو في حين نظر عمرو لها في غضب وأمسك حقيبتها في سرعة دون أن يدع لها فرصة أن تفكر أو تقرر وصرخ :

ـ مين اللي بيتصل بيك في الوقت دا؟  الساعة داخلة على نص الليل، في حد مستنيك تحت؟؟


جذبت رينو الحقيبه من يده في حين قال عمرو وهو يترك  لها الحقيبة:

ـ افتحي الشنطة دي دلوقت، خليني اشوف التليفون٠


هتفت رينو  وهي تنظر له في تحدي دون أن تلبى طلبه بشأن الحقيبة:

ـ دي ديما وهي منتظرة  تحت البيت٠


أقترب عمرو منها في هدوء ثم قال وهو يلتقط الحقيبة من يدها:

ـ ديما جاية من بلد تانية ل هنا في نص الليل ليه؟ وليه بردوا واقفة تحت في نص الليل؟ 

فتح عمرو الحقيبة في عصبية بالغة، التقط الهاتف ثم ألقى الحقيبة في عنف جعل كل ما بها يتناثر على الارض، نظر عمرو إلى الهاتف الذي يرن في إصرار غريب ثم نظر إلى رينو وقال:

ـ دي مش ديما، دا رقم مش متسجل كمان!!! هو دا بقا اللي خلاك عايزة الطلاق من غير أسباب؟؟ تعرفي أنا ماسك نفسي أن  اعرف مين دا؟ 

ثم نظر إلى الحقائب المحكمة الغلق التي تكتظ بها الصالة وقال:

ـ وليه دا كله؟

هتف عمرو في شي من السخرية:

ـ  اللي اقولك عليه نفذيه ، هتردي عليه وتعرفيه أن أنا لسه مجتش وخليه يطلع هنا، علشان اشرب من دمكم انتم الاتنين٠


نظرت له رينو في عتاب مما جعله يقول:

ـ اي بلاش دم؟؟! اخليني رومانسي !! خنق احسن؟ اي يا ست البنات عايزة اي ؟ اطلبي وأنا انفذ٠ 

ضغط عمرو زر فتح الاتصال، وهو ينظر إلى  الهاتف ثم قال أشار  إلى رينو أن تتحدث، ولكن رينو جلست على إحدى المقاعد وانهارت بالبكاء، مما جعله عمرو ينظر لها في حيرة، وما أعقب الحيرة كان الدهشة وعدم الفهم  وهو يستمع الى كلمات قادمة من الطرف الآخر على الاثير:

ـ ايوا يا مدام  رينو، أنا ماهي  مسئولة مركز الأمومة ، بأكد على حضرتك  أن  التحاليل والأشعة الخاصة لحضرتك  بكرة  الصبح بس ،  الاتنين مع بعض علشان في لخبطة حصلت انك طلبت يومين ورا بعض ل نفس الغرض، كان لازم اتصل قبل ما اقفل البيانات، آسفة على الازعاج والاتصال في الوقت دا  ٠

نظر عمرو إلى رينو في تساؤل في حين قالت الموظفة في صوت به تساؤل وتعجب:

ـ تمام!؟ 


ومع كلمات عمرو التي تشبه الهمس ونظرته التي حملت كل تساؤلات العالم ل رينو قال استسلام:

ـ تمام أنا بأكد عليك كل  التحاليل والأشعة بكرة أنا وهي  هنكون موجودين في المعاد بالظبط٠


❈-❈-❈


صوت بكاء رينو جعل عمرو يتجه نحوها مباشرةً،  ويضع يده على  ذراعها، لحظة بكائها جعل ثورته تنقلب إلى خوف عليها وحنان واهتمام قال في صوت منخفض:

ـ رينو، ليه مقلتيش ليه؟ 


همس في أذنها:

ـ ليه سبتي أفكاري توصل للدرجة دي؟ في أي يا رينو؟  فهميني٠


ولكن يد رينو ظلت تغطي وجهها والدموع والنحيب  فقط هي ما يجيب تساؤلات عمرو، في حنان بالغ أسند عمرو رأسها على كتفه وانتظر بعض الوقت بعد أن هدأت دموعها:

ـ طيب نتكلم بهدوء، قولي لي اي اللي مخوفك كدا؟  الطفل دا اللي هيربطنا اكتر ببعض يا رينو، اللي جاي دا هو اللي يخلي حبنا يزيد، أنا اوعدك اني اكون أب مثالي زي ما أنا زوج مثالي٠


في بطء شديد رفعت رينو يدها من وجهها، في حين قال عمرو:

ـ اي عايزة ضمانات اي وانا انفذها لك٠

هتفت رينو في صوت مخنوق:

ـ ضمانات!؟ ضمانات علشان تكون أب مثالي؟؟ 

نظر لها عمرو في اهتمام شديد وقال وهو يمد يده حتى يلمس يدها:

ـ في أي يا رينو؟ في أي؟ 

نهضت رينو من جواره اتجهت إلى حيث وضع الهاتف ثم قامت على فتحه ووضعته أمام عينيه، كانت هناك عشرات الصور التي تحتوي على صور ل عمرو مع إحدى الفتيات وخلفهم البحر مباشرة، قالت رينو في استهزاء:

ـ هو انت كدا زوج مثالي؟ مع واحدة تانية على البحر بعد شهر واحد من جوازنا وكدا انت مثالي؟؟ هي دي السفرية اللي قلت عليها؟ أنا مش عايزة اكمل حياتي معاك علشان اللي جاي ه يعيش نفس حياتي ويشوف نفس المأساة اللي شفتها٠


تفحص عمرو الهاتف في إهتمام  ثم قال وهو ينظر إلى الرقم المرسل منه:

ـ مين اللي بعت لك دا؟؟ 


اخذت رينو نفس عميق ثم اشاحت بيدها علامة لامبالاة في حين تابع عمرو:

ـ يعني مش مهم مين اللي بعت عندك ؟ المهم أنه نجح وخلاص انك تغضبي وتقرري الانفصال!! هو دا المهم عندك يا رينو٠

  ادارت رينو ظهرها له، لم تستطع أن تكبح دموعها، أنه لا يهتم أن ينكر الأمر،  هذا الأمر يؤلمها أكثر واكثر، نهض عمرو من مكانه أدار ظهر 

رينو له رفع ذقنها بيده وتابع:

ـ طيب كنت طبي عليا علشان تظبطيني متلبس معاها، ويبقى معك حق ودليل، والناس تتفرج علينا،  كان هيبقى مشهد تحفة دراما على اكشن على مأساوي، حاجة كدا زي مسلسلات رمضان،  وتاخدي شهود  من اللي شهدوا الواقعة، ولما تروحي تطلبي الطلاق يبقي طلاق للضرر والخيانة، كان هيبقى مشهد يستحق الاوسكار٠

ابتعدت رينو خطوتين عنه نظرت له في دهشة من رد الفعل الساخر  والكلمات التي تسمعها، في  حين قال عمرو وهو يضحك:

ـ الصورة دي فعلاً في المكان اللي كنت بصور فيه يا رينو مش هنكر، بس الصور دي من تلات سنين فاتوا، من قبل ما اشوفك٠


هتفت رينو في عدم تصديق:

ـ تلات سنين؟ ايوا بس:::

هز عمرو رأسه علامة الموافقة وتابع:

ـ ايوا يا رينو،  تلات سنين، وبعدين الرسالة جاية لك من رقم واحدة متعرفهاش، يعني الغرض واضح أوي، طيب واحدة كانت عايزة تهد بيتك، بيتنا وتضيع حبنا  انت تساعديها على الجريمة دي!؟ 


لم تجب رينو في حين قال عمرو:

ـ بس أنا هعرف اتصرف معاها، لي حساب مع اللي بعت الصورة دي، لأن اكيد مش اللي متصوره معاها هي اللي بعتت، دي اتجوزت وهاجرت أمريكا،  يعني أكيد مش هي، دا حد فاهم هو بيعمل ايه ٠ 

هتفت رينو في خفوت:

ـ هاجرت امريكا!؟ 

أمسك عمرو كتف رينو في حنان وقال:

ـ معقول يا رينو، يومين بس اغيب عنك فيهم يحصل كدا؟! تنسي كلامي و وعدنا ل بعض اي؟ ولما ربنا يبعت لينا فرحة بدل ما تفرحيني بيها عايزة تحرميني منها كدا،  وكمان عايزة تحرميني من فرحتي بالطفل اللي هيجي، لولا الاتصال اللي جه فجأة كدا وترتيب ربنا لينا وليك علشان نترحم من العذاب، كان زماني انتحرت بعدها، ما هو مش هعيش بعدك يوم واحد، أنا هسيب كل اللي حصل دا مش هعاتب فيه ولا هلومك على اي حاجة،  هننسى أنا وأنت اللحظات دي ومش هتتكرر تاني ابدا بعد كدا، أنا بس عايزك تعرفي أن حبي لك اكبر من ان لحظات الغضب دي تفسده او تضيعه، واللي فات مات صدقيني بكل اللي فيه مات، نزوة وعدت، وكل اللي قبلك انتهى٠   


نظرت له رينو في عتاب ثم قالت:

ـ بس انت صعب اوي في زعلك، واتهامات وتهديد٠

ثم نظرت إلى يدها وقالت في صوت منخفض جداً:

 ٠ وعنف كمان٠


عمرو أشار إلى حقائبها المكدسة في الصالة وقال:

ـ كان فاضل لحظة بس واستسلم للجنون، يعني اي تضيعي من ايدي؟ يعني اي تقفي وتقولي دا قرار، طيب وانا يا رينو مافيش حب جوا قلبك يخليك تصبري عليا وتسامحي ولو غلطة، لو افترضت أن في غلطة٠


همست رينو وهي تنظر في عينيه مباشرة:

ـ مكنتش قادرة استوعب  أن اشوف صورة زي دي٠


عمرو قال في جذل:

ـ غيرة يعني؟ 

لم تجب رينو فقط أخفضت عينيها في خجل في حين تابع هو:

ـ طيب غيري بس بلاش القرارات العكسيه، خليها قرارات إيجابية، من نوعية أنا مراته وحياته وأنت كل واحدة فيكم وقت وانتهى، مجرد ساعات وأنا بس اللي في قلبه وعقله وروحه كمان زي ما نزار  قال كدا يحبني يحبني كثيراً ٠

صمت عمرو لحظة ثم فرد يده حتى تستقر رينو على كتفه وقال:

 ـ بالعموم أنا متأكدة أن اللي جاي مش هيحصل فيه كدا، خلاص يا رب نكون فهمنا الدرس، وبطمنك أنا هعرف اوصل للي كان عايز يهد علينا البيت, ويسرق السعادة مننا،  و هعرف أوقفه عند حده، بس  الاول اطمن عليك وعلى الطفل اللي جه ينور دنيتي ٠ 


تنهدت رينو في ارتياح وعمرو يعقب:

ـ لازم نروح بكرة نعمل التحاليل والفحص الطبي ونتابع معاهم٠


هزت رينو رأسها علامة الموافقة وقالت في دلال:

ـ يعني هتصحي من بدري معايا نروح سوا؟؟ 

هز عمرو رأسه علامة النفي وقال:

ـ لأ أنا مش هنام، أنا وأنت مش هنام، أنا عايزة اقعد معاك للصبح  واقولك انك وحشتيني اوي اوي اوي، و اقولك كلام كتير اوي اوي، دا انا كنت محضر كلام كتير اوي، كلام ينفع اغاني أنا هعمل لك اغنيه خاصة لينا  بينا احنا الاتنين، ٠

ابتسمت رينو في دلال، في حين تابع عمرو وهو ينظر إلى الحقائب المغلقة التي بها ملابس رينو:

ـ أنت قعدت كام ساعة ترصي  في الشنط دي يا رينو؟؟

هتفت رينو في سرعة:

ـ ساعتين٠

أعقب عمرو وهو يمر بين الحقائب ممسكاً بيد رينو:

ـ  ساعتين!؟ ساعتين رص هدوم،  طيب سيبهم دلوقت وبعدين بعدين بكرة ولا بعده  نبقي نرجعهم تاني الدولاب ٠


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة