-->

رواية جديدة راهبات الحب لهالة محمد الجمسي الفصل 47 - السبت 30/11/2024

 

رواية رومانسية جديدة راهبات الحب

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي


رواية جديدة 

راهبات الحب

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل السابع والأربعون

تم النشر السبت

30/11/2024



أنهت ود قراءة الجريدة ثم نظرت إلى عنان وقالت:

ـ كدا خلاص الاخبار السياسية والرياضية مافيش غير باب قلبي يسأل، ها أقراه  ليك ولا حظك اليوم؟؟ 

ابتسم عنان ثم قال في صوت منخفض:

ـ لا كفاية كدة أنا خلاص عارف ومتأكد أن  الحظ  كله معاكم، وقلبي هيكوت تمام وهو مع سليم و ود٠ 


سادت لحظات صمت بينهم قبل أن تتجه ود إلى نافذة الغرفة وتقوم على فتحها  شاهدت بعض السيارات وهي تسير في الاتجاه المقابل، وشاهدت بعض الممرضين يعبرون من البوابة، وقالت في صوت منخفض:

ـ بجد يا بابا أنا نفسي ترجع البيت بسرعة، بس مقدرش اراجع الدكاترة هنا الكل بيقول لسه شوية، بس الوقت اللي بقعد ه هناك  معاك الصبح بيهون عليا كتير٠


نظر لها عنان في اهتمام وقد انتبه الى أمر ما شغل عقله:


ـ هو انت وسليم على خلاف؟


هزت ود رأسها في سرعة وهي تنفي الأمر  ب الكذب  وتابعت:


ـ لا أبدا مافيش خلاف، هو بس سليم بيباشر الكافية الصبح مع طارق وأنا بستغل وقت  الصبح دا واجي هنا، بعد ما بمشي من هنا بروح البيت، وهو لما يجي بليل بنتعشى سوا٠


تمتم عنان  وهو ينظر من النافذة إلى الخارج؛

ـ اوقات كتير بليل بيجي هو و طارق وأوقات بيجي لوحده،  سليم اتغير اوي عن زمان٠

أعقبت ود وهي تحاول أن تبدو صادقة:

ـ القلق والخوف عليك هو دا اللي مخليك شايف كدا، واكيد الإجهاد والتوتر اللي هو كان فيه ٠


هز عنان رأسه في رفض الى كلمات ود واعقب وكأنه يحدث نفسه:

ـ لا لأ، اللي بتكلم فيه مش هو اللي أنا شايف منه سليم، أنا بتكلم عن تغيير تاني، حاجة حاسسسها اوي فيه، حاجة خايف اوي عليه منها٠


نظرت له ود في صمت كانت تريد أن تخبره أنه أصبح شخص فظ غليظ القلب ولكنها صمتت، أمسكت لسانها جيداً حتى لا يفلت عنان يجب أن يطمئن قلبه على سليم وليس العكس في حين تابع عنان في صوت به الكثير من الهموم:

ـ هو الأيام اللي فاتت دي كان في مكالمات بتيجي له؟ مكالمات من:::: 

صمت عنان ثانية ثم رفع رأسه إلى ود وقال:

ـ مكالمات من حد غريب؟ مكالمات من برا يعني؟ 

نظرت له ود في تفكير عميق، عنان يظن أن سليم ربما لا يزال يتعقب آثار غرام، لا يزال فكرة الانتقام تشغل رأسه، أو ربما هو لا يزال يفكر بغرام ةط بطريقة ما، يبحث عنها يحاول ايجاد طريق لها همست ود وهي شاردة:

ـ لإ مافيش اتصالات من برا مصر٠


هتف الجد في توسل:

ـ متأكدة يا ود؟! 


تنهدت ود في تفكير أنها غير متأكدة أعقبت في صوت به لهجة استسلام وتبرير :

ـ الأوقات اللي بيكون فيها في البيت، مبيكنش  في اتصالات نهائي٠


سادت لحظة صمت ود فكرت أنها قد سمعت بالفعل مكالمة منذ يوم واحد كان سليم يتحدث إلى أحد ولكنها لم تتبين عن محتوى المكالمة، لمن كانت؟ وما أعقب المكالمة لا تدري ماذا حدث؟ لقد خرج سليم بعدها مباشرة وهي لم تهتم بأي شيء، أنهم مثل الاغراب في المنزل لا يتبادلون تحية الصباح، كل منهم يتجنب الآخر، ولكنها لن تخبر عنان بهذا الأمر، يكفيه ما به من متاعب صحية، أمر مثل هذا سوف يحدث انتكاسة به، وربما أصر على الخروج من المستشفى، لهذا هي قالت وهي تجلس إلى جواره:

ـ بلاش تفكير  وأوهام يا بابا، أنا متأكدة أن سليم كويس وبخير٠


غادرت ود المستشفي بعد اعتراض ماريا وهي تنظر إلى ود في توبيخ:.


ـ أنا سمحت لك كل يوم ب نص ساعة الصبح بتخليها  ساعة وأنا عارفة أن التمريض بيساعدك على كدا علشان الكل هنا بيحب بابا عنان، بس النهاردة الساعة زادت ربع ساعة، يعني لو سكتنا هندخل في ساعتين وكدا خطر على بابا عنان، مش لازم كلام أو  إجهاد الكلام الكتير بيتعب الرئة بلاش كلام كتير معاه،  حتى الاخبار اللي بتفرح لازم تتقال بطريقة اجزاء علشان النبض يفضل مستقر وهادي، لازم الكل يلتزم علشان الخروج يكون بسرعة وفي البيت بردوا لازم تحافظو على التعليمات دي٠


كانت ود تفكر في كلمات ماريا رئيسة التمريض، وكلمات عنان كذلك، إذ عاد الجد إلى البيت ووجد هذا الجو المشحون بينها وبين سليم، إلى ماذا سوف ترمي به أفكاره؟ لن يهدأ الا حين يعلم ما حدث؟ ربما أخبره سليم أيضاً أن ود لم تصون له سر، فهذا هو ما يفكر به طوال الوقت، انتهت خطوات ود أخيراً أمام المنزل، خطوات إطار السيارة الخاصة ب سليم والبوابة المفتوحة على مصراعيها  تشير أنه كان هنا منذ قليل و للتو غادر،  هو لم يهتم بغلق البوابة لانه يعلم أنه الوقت المحدد لعودة ود إلى المنزل، مغادرته في هذا الوقت تشير أنه استيقظ في وقت متأخر، وبالطبع نام في وقت متأخر، عكس ود التي انهكها كثير شغل المنزل واحدى اللوحات

التي أصرت كارولين على ضمها إلى العمل الخاص بهم، ولقد كانت اللوحة بمثابه رسالة تفاؤل من ود إلى صحة عنان التي تحسنت، فهي قد رسمت بعض الفنيه  يركضون  في سعادة إلى  كعكة كبيرة تشبه القمر ،  لقد اختارت كارولين أن تكون اللوحة خلفيه اعلان  لاحدى  شركات الغذاء الخاص بالأطفال،  ودفعت ب مبلغ مالي إلى ود، والأمر الذي أثار دهشة ود أيضاً هو حديث كارولين عن آسر ورغبته في الحديث في وقت قريب مع ود،  


دلفت ود إلى المطبخ مباشرة،كانت تريد أن تطرد كل افكارها جانباً 

هي فقط تريد صنع كعكة التفاح التي اشتاقت لها، بعد أن انتهت من صنعها جذب انتباهها شجرة الياسمين 

وضعت الكعكة حتى تبرد واتجهت إلى الحديقة التقطت بعض زهور الياسمين في الصالة 

ثم فتحت نوافذ المنزل كله وهي تستنشق الهواء المحمل برائحة الورد، 


قبل لحظات الشفق كانت ود قد غفت قليل في غرفتها وحين استيقظت في السابعة  مساء، كان الهواء يزأر  في المنزل، والظلام يعم المكان، أغلقت النوافذ واضاءت الأنوار، شعرت بالملل من المكوث في المنزل مقيدة  والتلفاز يزيد من الضجر، ، لم تجد لذاتها رغبة في الرسم، كانت كل الأفكار في رأسها في حالة فوضي،   فكرت أن تقرأ جزء من رواية سليم، أحضرت الاوراق

وجلست في غرفة المكتب، قرأت جزء كبير من الرواية، وحين سمعت صوت سيارة سليم في الخارج، تركت الاوراق في أحد الأدراج واقفلت احكام الدرج، ثم صعدت إلى الطابق العلوي مسرعة، أنها لا ترغب في رؤية سليم أو الحديث معه، ورغم الخصام الذي بينهم ولكنها  لم تستطع أن تمنع نفسها من استراق السمع له وهو يتحدث بالهاتف إلى أحد الاشخاص وهو غاضب، في النهاية تنفست بعمق حين انتهى  الاتصال اخيراً،  لقد كانت المكالمة ل سليم مع إحدى شركات القهوة ذات العلامة المميزة، التي يمتلك فقط عنان حق تقديمها في الكافية الخاص به،  وحديث سليم الحاد حول ضرورة  وصول كميات كبيرة من  القهوة في الغد  بعد أن كادت القهوة الخاصة  تنفذ من الكافية، وانهى  سليم كلماته بالتهديد أنه سوف يحصل على تعويض كبير بعد أن يتم مقاضاتهم،  إذ لم تصله القهوة قبل السادسة صباحاً


❈-❈-❈


فردت ود جسـ- دها على الفراش، وبخت ذاتها أنها لا يحق لها الاستماع الى اتصال سليم، ولكنها عادت عن التوبيخ با لزام من عنان، هو دون أن يقصد جعل ود تنتبه إلى اتصال سليم الذي بدا غريباً ولكن حين استمعت إلى نص المكالمة كاملاً، الآن تستطيع  أن  تخبر عنان

أن سليم لا يفتقي اثر غرام، سوف تخبره بهذا من أجل أن يطرد هواجسه بعيداً، حتى يسترد عافيته كاملة



في الصباح لم ترغب ود الطعام، اكتفت بفنجان قهوة، لا يزال هناك ساعتين كاملتين قبل أن تذهب في موعد زيارة المرضى في المستشفي ، وفور أن انتهت منه، حتى علا صوت هاتفها و اضاءت الشاشة برقم كارولين،  كان صوت كارولين ومن حولها ضجيج مرتفع:


ـ ود في فكرة اعلان ولازم تساعديني، بجد أنا في ورطة٠


ود أرادت أن تهرب فتابعت في خجل:


ـ الحقيقة أنا كمان في ورطة ورايا التزامات كتير اوي٠


 كارولين في الحاح:


ـ ايوا بس انت بس  المنقذة من كل ورطة، كدا أنا هواجه عقاب من الشركة٠


ود في اذعان بعد أن شعرت بتأنيب الضمير٠

ـ طيب ممكن بكرة  ابعتها، هحاول أسهر عليها النهاردة ٠


كارولين في توسل:

ـ اخر ميعاد الساعة تسعة بليل، يعني لازم الفكرة تكون موجود على تمانية٠


ود في لهجة إرغام:

ـ هحاول بكل جهد٠


استمعت ود إلى صوت آسر بجوار كارولين يصيح في لهجة تصميم:

ـ دي ود مش كدا؟ اكيد هي عايز اكلمها هعرف اقنعها٠


حاولت ود أن تعترض وهي رافضة أن تتحدث مع آسر فهي تشعر بوجود حواجز كبيرة بينهم وعدم ارتياح:

ـ لا بلاش يا دكتورة كارولين، بلاش يكلمني دكتور آسر٠


ولكن كلمات وصلت كاملة إلى دكتور آسر وهو يضع الهاتف على أذنه وقال في لهجة تهكم:

ـ هو أنا بخوف للدرجة دي  يا ود؟


ود وقد شعرت بالحرج الشديد من مواجهه دكتور آسر:

ـ لا، بس انا قصدي:::

بلعت عبارتها في خجل، كاد الهاتف أن يقع من يدها من المفاجأة، كلمات دكتور آسر كانت عنيفة وغير مستعدة هي لها، أعقب هو في شدة وحزم:

ـ خلينا في المهم، أنا مستعد أزود لك نسبتك في الدفع المرة دي بس التصميم يكون عندي، قلت اي؟


اعترضت ود في همس:

ـ الحكاية مش فلوس خالص٠

آسر في سرعة:

ـ دا بزنس، اوكي، مافيش داعي للحرج عرض وطلب، وانا محتاج تصميم منك،  ومستعد ادفع  الشغل بيمشي كدا، ولو عايزة حق اكتر أنا مستعد على اتفاق ورقي بيننا مافيش داعي للقلق، وأنا مقدر انك عايزة ثقة من الطرف التاني٠


ود قالت في انفعال:

ـ لا الأمور مش كدا، خالص نهائي٠

آسر في نفاذ صبر:

ـ طيب شوفي بنودك اي وانا موافق٠


ود في لهجة اعتراض:

ـ دكتور آسر انت حقيقي مش قادر تفهم وضعي و لا ظروفي٠


سادت لحظة صمت قبل أن يتحدث آسر:

ـ ود، التصميم هيكون جاهز امتا؟ 


ود تنفست في عمق، ثم فكرت قليل، دون أن تعي الكلمات جيداً قالت:

ـ الفكرة عن أي؟! 


ابتسم آسر في ثقة ثم أشار إلى كارولين علامة النصر، قال في صوت هادئ:

ـ اعمال بناء، يا ريت يكون عندي في  اسرع وقت والنسبة أزيد من اللوحة اللي فاتت ب عشرة  في المية٠


هتفت ود وهي تحاول أن تنهي المكالمة مع آسر:

ـ هحاول في نفس الميعاد يكون مع دكتورة كارولين٠ 


أغلقت ود الهاتف، جلست وهي تفكر في الورطة التي أوقعت ذاتها بها، أنها عالقة في شبكة الموافقة، لم تستطع أن ترفض، ماذا تفعل؟ لا تجد في ذاتها شغف إلى الرسم منذ الأمس، تحتاج إلى وقت ما، نهضت من مكانها وهي تحمل فنجان القهوة الفارغ، شعرت بهزة قوية تجري في جسدها وارتباك حاد، سليم كان يقف هناك على باب غرفة المكتب، يستند بيده على اوكرة الباب، ينظر لها في حدة، هي لم تشعر به، هل دخل إلى المنزل منذ وقت بعيد؟! نظرت إلى باب المنزل المفتوح بالكاد يكفى جسد سليم، هذا يشير أنه على عجالة من امره،  أيقنت كذلك  أنه وقف هناك  يستمع الى المكالمة هو الآخر، كان ينظر لها في ثبات غريب، ملامحه تحمل غضب دفين، عينيه حادة وبها بريق مخيف، أنه مثل حيوان متوحش يريد أن ينقض على فريسة، نظرت له في هدوء ثم اتجهت إلى المطبخ، وضعت فنجان القهوة في الحوض لم تهتم أن تغسله، صعدت  إلى الطابق العلوي أمام سليم الذي كان لا يزال يقف في نفس المكان، شعرت بطاقته وقدرته على الاستفزاز من خلال نظرته فقط، أنها تعلم تلك النظرة جيداً ، تحفظها عن ظهر قلب، منذ أن استقبلها بها في طفولتها في اللقاء الأول بينهم،وهي تعرفها جيداً أنها قادرة أيضاً على لمس طاقة الرفض التي تحتويها النظرة لها، لقد عاد سليم إلى عاداته القديمة الكريهه التي لم يستطيع أحد ترويضه 

في تلك الأيام سوى مسك، ولكن هذة المرة مسك ليست هنا، إذن عليها أن تتجنب كل تصرفات سليم، وهل هناك قرار آخر عليها عمله سوى التحمل في صمت؟ قطعاً لا، ولكن إلى متى؟ أنها تكرهه هذا النوع من العداء الخفي الذي يشبه الحرب الطويلة الباردة، أنها لن تكون باردة تماماً، أنها تعلم أنها  لن تخلو من الحمم البركانية الثائرة بين كل وقت وحين، فقط البرودة سوف تكون في وقت بين المعارك وهدوئه إلى أن يثور البركان بين الجولات


أبدلت ود  ملابسها في عجالة، شاهدت غرفة المكتب مفتوحة على مصراعية، سليم لا يزال هنا في المكتب،  اتجهت هي في سرعة إلى الخارج،  ات تخذت الطريق إلى المستشفى سيراً على الأقدام، كان عليها أن تنتظر نصف ساعة في الخارج حتى يتم الاذن لها بالدخول


عنان فور أن شاهد ود أشار لها أن تجلس إلى جواره هتف في صوت منزعج:

ـ سليم مجاش امبارح٠


أعقبت ود وهي تربت على يده:

ـ كان في مشاكل كتير اوي مع شركة القهوة، كان الكافية هيقفل بسبب اهمالهم،  والنهاردة سليم من الفجر  كان  بيشرف على دخول القهوة المخزن، هو عمل اشكال كبير اوي معاهم وهددهم أنه هياخد معاهم إجراء قانوني، بس الصبح كل شي كان تمام  مافيش داعي للقلق يا بابا كل شيء تمام، هو حكي لي كل حاجة الصبح، واكيد هيجي النهاردة بليل في نفس الميعاد علشان يطمن على صحتك٠

هز عنان رأسه في ارتياح قال وهو يغمض عينيه ويبتسم:


ـ كدا سليم اندمج في الشغل من تاني، معنى كدا أن جزء كبير اوي من وقته في الشغل وبس ودا حاجة مريحة ليا اوي اوي كمان، كدا أقدر أقول إن سليم رجع تاني زي الأول٠


في حين تابعت ود وهي تستعيد نظرة سليم الحادة في عقلها:

ـ فعلاً سليم رجع زي الأول، زي البدايات٠


ورغم تشابهه كلمات ود وعنان ولكن كل منهم كان يحمل معنى مختلف عن الآخر


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي، لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة