-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 17 - 1 - الخميس 7/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع عشر

1

تم النشر الخميس

7/11/2024



اللهم أرحم أبي وأغفر له، اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنه، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، اللهم إنك عفواً كريم تحب العفو فاعف عنا.


"أياماً عچافاً، لكن ستنتهي، ويحل بعضها أعوام دائباً تعوضنا عن ما أستنذفناه سابقاً"


بينما علي الطرف الآخر في القاهرة يجلس الجميع بترقب تام قطعهم صوت رنين هاتف أمير جعلهم ينتبهوا رد أمير بلهفة:

-ألو خير يا عمي ؟

أتسعت إبتسامته ما أن إستمع إلي الطرف الآخر:

-ألف وحمد وشكر ليك يارب ربنا يكملها علي حاضر حاضر هطمنها مع السلامة يا حبيبي في رعاية الله.

أغلق الهاتف وتبسم ثغره وأردف قائلاً:

-الحمد لله العملية خلصت والدكتور مستبشر خير.

أتسعت إبتسامة سلوي داعية:

-ألف حمد وشكر ليك يارب العالمين.

هتفت صفا بدموع:

-الحمد لله.

ضمتها والدتها بحنان وقالت:

-خلاص بقي يا قلب أمك أطمني خلاص.

انتبهت صفا إلي شئ وتسألت:

-طيب هيشوفوا النتيجة إمتي ؟

مط شفتيه بحيرة وعقب:

-بيقول يومين.

تنهدت بنفاذ صبر وقالت:

-يارب يصبرنا اليومين دول ويخلصوا بجد.

❈-❈-❈

بالعودة إلي لندن مرة آخري بعد مرور عدة ساعات من إنتظار أحمد أفاقة ياسين، وأخيراً بدأ يتململ نهض أحمد بلهفة ووقف جواره عندما وجده يهمهم بكلام غير مفهوم اقترب من منه أكثر حتى استمع ياسين يهمس:

-صفا صفا.

امتعض وجهه وناداه بغيظ:

-ياسين ياسين سامعني يا حبيبي ؟

رد الآخر بصوت خافت:

-أنا فين ؟

ربت أحمد علي كتفه بحنان وقال:

-إهدي يا حبيبي أنت في لندن عملنا العملية خلاص.

تحدث الآخر بتوهان:

-طيب طيب أنا ليه مش شايف.

رد أحمد بأسف:

-في شاش علي عينك لسه يا أبني نام وأرتاح.

انتظر قليلاً جواره حتي شعر بإستكانته وأنه غفي مرة آخري غادر الغرفة.

❈-❈-❈

بعد فترة توقفت السيارة أمام إحدي الفنادق البريطانية الشهيرة، دلف إلي الداخل بغرور واتجه إلي الهول وجلس واضعاً ساق فوق ساق بثقة وهو ينظر في ساعة يده من حين لآخر، رأها تأتي نحوه من بعيد:

-هاي يا عمو أخبارك.

رد ببرود:

-تمام حمد الله على السلامه يا فري اقعدي أرتاحي.

جلست في المقعد المقابل له وتسألت بفضول:

-أيه الأخبار ؟ ياسين عمل العملية ؟

حرك رأسه بإيجاب وقال:

-أيوة عمل العملية الحمد لله.

أتسعت إبتسامتها وتساءلت بفضول أكبر:

-بجد يعني فتح خلاص ؟

هز رأسه بلا وعقب:

-العملية ناجحة بس لسه محتاج يومين عشان يشيلوا الشاش.

تنهدت بنفاذ صبر وقالت:

-يعني لسه مفتحش؟

رمقها شذراً وصاح موبخاً:

-لسه مفتحش بس هيفتح بإذن الله.

تبسمت ببرود وقالت:

-تمام المفروض هنعمل ايه ؟

رغم مقطه لها لكن ما باليد حيلة فهي المتاحة أمامه:

-آول حاجة اليومين دول مش هيكلم فيهم صفا ولا أمه ولا حتي أمير.

قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-طيب أزاي هتمنعه عنهم؟

عقب قائلاً:

-سهل جداً أنت خارج من عملية كبيرة والدكتور مانعك عن المكالمات فاضل بقي الخطوة الأهم.

نظرت له بانتباه وتسألت:

- أيه هي؟

رد بإيضاح:

-الخطوة التانية بقي والأهم هبعد سلوي وأمير عن البيت خالص لازم وقت رجوع أمير هما ميكونوش في البيت.

تبسمت بحماس وقالت:

-حلو أوي وده هيتم أزاي؟

تبسم بدهاء وقال:

-هو تم وأنا جاي في الطريق حجزت ليهم عمرة وهيسافروا يوم ما ياسين يشيل الشاش.

صقفت بإعجاب وقالت:

-هايل يا عمي الصراحة أستاذ ورئيس قسم طيب تفتكر ياسين هيطلقها فعلاً ؟ مش ممكن يصدقها ويرفض يطلقها وقتها هنعمل ايه ؟

رمقها بتهكم وقال:

-نعم ؟ هو أنتي هتاخدي دور الصامت أعملي حسابك ياسين هيبقي مكسور ومصدوم ومحتاج الحضن الحنين يا فري وأنتي هتكوني ده بس حطي في اعتبارك أن ياسين مش طايقك أصلاً يعني هتتعبي معاه.

تبسمت بزهو وقالت:

-لأ أطمئن هو بيعشقني وما هيصدق يسمع كلمة مني.

تهكم ساخراً وعقب:

-بجد ؟ بلاش هبل هو حالياً يطيق العمي ولا يطيق جنابك يا هانم مش كفاية إلي عملتيه فيه ؟

زفرت بحنق وقالت:

-هو في أيه بالظبط طالما جنابك مش طايقني طالب مساعدتي ليه ؟! كنا فضناها سيرة وخلصنا وكل واحد في حاله ؟

تنهد بسأم وأجاب بدهاء:

-مع الأسف مفيش قدامي غيرك والحقيرة دي لازم تخرج من حياة أبني وللأبد ها فهمتي هتعملي أيه؟

داعبت خصلات شعرها بغرور وقالت:

-أطمئن مش هياخد في أيدي غلوة.

ضيق عينيه متسائلاً بفضول:

-هو أيه اللون إلي علي شعرك ده ؟

تبسمت بغرور وقالت:

-حلو صح ؟

رمقها متهكمًا وقال:

-حلو من أنهي زاوية يا آخرة صبري أيه اللون الغبي ده ؟

ردت بغرور:

-أزرق الموضة يا عمو.

تهكم ساخراً وعقب:

-أزرق علي دماغك يا شيخة أنا والله خايف الواد يتسرع لما يشوفك لكن أعمل أيه العين بصيرة والايد بصيرة أبقي ألبسي باروكة ولا اي حاجة تداري الهباب ده.

امتعض وجهها وصاحت بعصبية:

-هباب أيه بس ياسين هيتهبل لما يشوفني.

تبسم ببرود وعقب:

-هو من جهة هيتهبل فهو هيتهبل هبل كبير ومش بعيد يروح علي العباسية.

نهض بإستياء وهتف قائلاً:

-أنا همشي وأستني وقت تليفوني أبلغك بالفرصة الحاسمة سلام.

ردت بضيق:

-سلام يا أخويا ياربي علي الخنقة مش عارفه أيه الورطة السودة إلي ورط نفسي فيها دي.

❈-❈-❈

في اليوم التالي.

استيقظ ياسين بنشاط وزال مفعول المخدر من جسده نوعاً ما وأصبح واعي عن زي قبل.

أقترب منه أحمد بحنان وتسأل:

-عامل أيه يا حبيبي النهاردة؟

ابتسم أمير بهدوء وقال:

-الحمد لله يا بابا أحسن.

تنهد الآخر براحة وقال:

-الحمد لله متعرفش أنت حالتك إمبارح كانت توجع القلب وعمال تخرف طول الليل.

تبسم بوهن، وتدارك قائلاً:

-المخدر كان عامل عمايله معايا بس أهو الحمد لله فوقت خلاص.

أكمل حديثه متسائلاً:

-صحيح يا بابا أنا هشيل الشاش ده أمتي ؟

أسترسل أحمد بإيضاح:

-بكره أو بعده بالكتير.

تنهد بسأم وقال:

-لسه هستني آنا تعبت أوي.

اقترب منه والده مربتاً علي كتفه بمؤازرة وعقب باستفاضة:

-يا حبيبي أنت تحمد ربنا بجد أحنا كنا فين وبقينا فين هانت يا حبيبي خلاص يومين.

أومأ بتفهم، وأستطرد بإيضاح:

-خايفة يا بابا بعد ده كله العملية تكون فشلت ده آخر أمل ليا.

شاور الشك قلب الآخر ولكن تغاضي عنه وتحدث بنبرة حادة:

-لأ يا حبيبي بإذن الله خير متفكرش أنت في الكلام ده خلينا نستبشر خير.

تنهد بسأم وأجاب:

-ونعم بالله بابا ممكن أكلم صفا وماما ؟

تحدث الآخر بدهاء:

-لأ يا حبيبي الدكتور قال ممنوع تتكلم في التليفون وبلاش تتعرض ليه.

تنهد بحزن وقال:

-وهفضل لغاية كده لإمتي صفا وحشتني أوي عايز اكلمها.

غام الحزن على وجه الآخر، وتحدث ببرود:

-أوامر الدكتور هنعمل أيه.

تنهد بقلة حيلة وقال:

-تمام.

استأذن أحمد الخروج وقال:

-طيب أنا هروح للدكتور أستفسر منه عن شوية حاجات محتاج حاجة ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ يا حبيبي سلامتك شكراً أنا هنام أصلا عندي شوية صداع.

انتفض أحمد بقلق وتسأل:

-صداع تعب أبعت للدكتور يطمئن عليك يا حبيبي ؟

حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ يا حبيبي أطمئن ده من المخدر لما هنام هرتاح.

تنهد الآخر براحة وقال:

-ماشي يا حبيبي نام وأرتاح أنت تصبح علي خير.

رد ياسين بهدوء:

-حضرتك من أهل الخير.


الصفحة التالية