-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 21 - 1 - السبت 16/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر السبت

16/11/2024



"الفراق، من أصعب ما يمر به الإنسان في حياته هو الفراق، ويا أسفاه دائماً ما يفارقونا ونفارقهم هم الاعزاء علي القلب، منهم من يفارقنا دون إرادة منا ولا منهم ويغادروا إلي عالم آخر تاريكن بصمتهم في ذكرنا، ومنهم من نفارقه نحن بإرادتنا دون وعي منا نتيجة خطأ أو سوء فهم، وقد يحدث هذا شرخ كبير يصعب إصلاحه فيما بعد، فكن حذراً قبل أن تصدر أحكامك علي الآخرين وتقرر أنت الفراق، فاعلم أن طريق العودة سيكون ممتلئ بالعقبات"


منذ أن دلفت إلي الشقة وهي تتمدد علي فراشها بشرود تام ووالدتها تجلس جوارها تبكي بحسرة علي حال إبنتها وما أصابها.


تسألت بشرود:

-هو أنا كنت بحلم يا ماما صح ؟ ياسين لسه مرجعش صح ؟


ردت والدتها بأسي:

-أنسيه يا بنتي أنسيه منه لله يا بنتي أنسيه .


أرتمت في أحضان والدتها وتسألت:

-ليه يعمل فيا كده ؟ أنا حبيته ؟ عشان كنت مفهما أني ممرضة يعمل فيا كده ؟ أنا كنت بعمل ده لمصلحته يا ماما ؟ 


ربتت والدتها علي ظهرها بحنان وقالت:

-خلاص يا بنتي أهدي ده  ميتبكيش عليه ربنا قادر يرد حقك يا بنتي .


نظرت إلي والدتها بآلم وتسألت:

-ما هو أنا ليه بيحصل معايا كده؟ هو ربنا ممكن يبقي زعلانة مني أو غضبان عليا؟ ليه الشخص الوحيد الي حبيته يكسرني كده ؟! أنا محبتش حد في حياتي قد ما حبيت ياسين لكن مع الأسف هو كسرني يا ماما ؟ طيب ليه عمل كده ؟ هو بيحبني أكيد مكنش ده كله تمثيل وأنا أتخدعت فيها.


تطلعت لها والدتها بحنان وعقبت نافية:

-ومين قالك أن ربنا بيكرهك؟ مش يمكن عشان بيحبك نجاكي منه، ربنا ليه حكمة في كل حاجة يا بنتي بيبقي شايف إلي أحنا مش شايفنه أنتي ممكن تبقي فاكرة أنه بلاء من ربنا لكن ده بيبقي نجاه ليكي أنتي طيبة وقلبك طيب ونيتك صافية أكيد ربنا مخبي ليكي الأحسن إلي زي ياسين ميتبكيش عليه ميستهلش أصلاً دمعة تنزل من عيونك عليه أنتي مخسرتيش حاجة هو إلي خسر إنسانة نقية زيك.


أغمضت الأخري عيناها بضعف وقالت:

-مع الأسف يا أمي خسرت قلبي خلاص يارتني ما شوفته ولا حبيته.


تنهدت والدتها بحزن وهتفت بمرارة:

-حسبي الله ونعم الوكيل فيك. …


قاطعتها صفا برجاء:

-متدعيش عليه يا أمي بالله عليكي.


رمقتها والدتها بصدمة وتسألت:

-بعد ده كله وإلي عمله فيكي مش عايزاني أدعي عليه يا بنتي؟


تنهدت بحزن عميق وردت بإيضاح:

-إلي بيحب حد يا أمي بيتمني دايما يشوفه كويس حتي لو علي حساب نفسه ياسين خلاص صفحة من حياتي وانتهت.


قبلت جبهتها بحب وقالت:

-ربنا يبارك فيكي يا بنتي يارب ويعوضك خير عن كل إلي شوفيته يا حبيبتي وأنا عشمي في ربنا كبير أنه هيراضيكي وبأذن الله يراضيكي يا قلب أمك.

❈-❈-❈ 

في اليوم التالي.

حضرت نور لزيارة صفا بعد مهاتفة والدتها وأخبارها بما حدث معها.


إستقبلتها والدة صفا بترحاب:

-أهلا يا نور تعالي يا حبيبتي أتفضلي.


قبلتها نور علي وجنتيها وتسألت بقلق:

-صفا عاملة أيه ؟


أغلقت الاخري الباب واتجهت إلي الأريكة وجلست فوقها بهم، ذهبت نور خلفها وجلست جوراها تواسيها:

-طمنيني يا طنط ؟


إبتلعت ريقها بمرارة وقالت:

-نور يا بنتي حالتها ولا تسر عدو ولا حبيب.


أومأت نور بحزن وقالت:

-طبيعي يا خالتي ما هي بتحبه هو أيه الي حصل بس أنا مش فاهمة؟


تنهدت الآخرى بحزن وهتفت بمرارة:

-علمي علمك يا بنتي كانوا زي السمنة علي العسل مكدبش عليكي من اول ما عمل العملية وبطل يكلمها قلقت حسيت أن في حاجة غلط ومع الأسف شكي طلع في محله وطلع بيمثل علينا ومكنش بيحبها يظهر كان واخدها لعبة ومين من ولاد الأكابر ترضا تتجوز واحد أعمي ؟ أتجوز الغلبانة إلي حبته يتسلي بيها ولما فتح بقي حلم الملايين يطلقها ويرميها في الشارع ويجي غيرها.


إمتعض وجهه نور وقالت:

-لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم هما الناس دول أيه ؟ فاكرين نفسهم أيه ؟ كل إلي بيفكروا فيه أزاي يدوسوا علينا وبس؟ أه يا ناري منه لو اشوفه هرقششه بستاني لغاية ما يبان ليه صاحب لا وكمان راح يرجع الحيزبونة إلي أتخلت عنه أول مرة ؟ يعني غبي ومفيش نظر كمان ؟! ربنا يبتليه بمصيبة تاخده المرة دي علي حق عشان نرتاح من أمثاله.


تبسمت الأخري بحزن وقالت:

-بلاش تدعي عليه قدام صاحبتك.


جعدت جبينها بعدم فهم وتسألت:

-نعم ليه أن شاء الله ؟ هي بنت دي من كوكب تاني غيرنا ولا أيه ؟ مصيبة سودة تكون بتحبه لسه بعد ده كله؟


حركت والدة صفا رأسها بإيجاب وردت بإيضاح:

-مع الاسف يا بنتي لسه بتحبه وبتتمني ليه الخير .


أغلقت نور عينيها وفتحتها عدة مرات مرددة بعدم إستيعاب:

-لأ بجد ؟ هو بنت دي طبيعية ولا شغلها مع المجانين خلاها تبقي زيهم أنا قايمة أقعد معاها وأعقلها مش لازم تبقي مكسورة كده لا دي تقوم وتخرج وتشوف حياتها ولا هي أول ولا آخر آخر واحدة تطلق من الأساس وكمان بكره يجلها سيد سيده كمان وتقولي نور قالت.

❈-❈-❈  

طرقت الباب بخفة وجدت صفا مستلقية علي الفراش وعينيها تحدق في اللاشئ، ودموعها تنساب بصمت، رمقتها بإشفاق أغلقت باب الغرفة واتجهت لها وجلست جوارها وتلمست شعرها بحب، إنتبهت لها صفا ونظرت لها وهتفت بصوت متحشرج:

-نور.


تبسمت نور بحنان وقالت:

-أيوة نور يا قلب نور صحي النوم.


تهكمت الأخري بحزن عميق وردت:

-نوم ؟! خلاص النوم جفاني.


تنهدت نور بحزن علي حال صديقتها وتدراكت قائلة:

-صفا أنتِ أقوي من كده أيه يعني أطلقتي ؟ ولا أي حاجة مش نهاية العالم يعني هتبدأى من جديد أنتِ عندك شغلك ومستقبلك ده كله مستنيكي يا صفا هتقعدي في البيت يوم أتنين تلاتة لكن لازم ترجعي لحياتك بتبكي أنتِ علي أيه يا هبلة عشان راجل ؟ الرجالة ميتبكيش عليها لو كان راجل بجد مكنش سابك ولا عمله إلي عمله لو راجل بجد مكنش سمح أن دمعة واحدة تنزل من عيونك يا قلبي.


وكأنها لم تستمع إلى ما قالته نور وتسألت بحزن:

-هو ليه عمل كده فيا ؟ ليه سابني يا نور ؟ هو أنا وحشة يعني لما شافني معجبتوش ؟!


أتسعت عين الآخري بصدمة، وصاحت بعصبية:

-أنتِ بتقولي أيه يا صفا أنتي مجنونة بطلي هبل أنسي ياسين ده خالص صفحة وانتهت والمطلوب من حضرتك دلوقتي أنتِ كمان تبدأي صفحة جديدة مش عشانك وعشان نفسك بس لا عشان أمك الست الكبيرة إلي بره دي إلي تعبت وشقيت عشان تخليكي دكتورة صفا بعد ده كله أنتي قدمتي ليها أيه هتبقي هشة وضعيفة كده صفا أنتِ دكتورة نفسية وأنتي الوحيدة إلي تقدري تعالجي نفسك بنفسك الحزن مش هيفيد بحاجة هو عايش حياته ولا علي باله لكن أنتي إلي حياتك أتدمرت يا حبيبتي.


تنهدت بألم وقالت:

-مش هقدر يا نور مش هقدر.


هزتها نور بقوة وصاحت موبخة:

-هتقدري يا صفا هتقدري ملعون الحب إلي يذل صاحبه الحب كرامة ويعلي من صاحبه مش يذل ويكسر صاحبه ياسين كان تجربة فاشلة وخلاص هتتخطيها وترجعي دكتورة صفا إلي الكل كان بيحكي ويتحاكي بيها.


تركتها وتسألت بحنان:

-هترجعي صفا صاحبتي القوية صح؟


حركت الآخري رأسها بإيجاب ظاهرياً ولكن بداخلها علي يقين أنها لن تعود إلي سابق عهدها.


الصفحة التالية