-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 15 - 1 - الأحد 3/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الخامس عشر

1

تم النشر الأحد

3/11/2024



اللهم أرحم أبي واغفر له، اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم أرحمنا وأغفرلنا وتولنا في من توليت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. 


" الحب أقوالا وليست أفعالاً ، لا نحتاج إلي سماع كلمات الحب المعسولة ، بقدر ما نشتاق أن نشعر بحب من نحب ، أحياناً تظن أنه حب ، لكن لا يكون سوي اكذوبة تحت مسمي الحب "



مر اليومين الباقيين بسرعة البرق وأستعد ياسين إلي السفر برفقة والده فقط فهو رفض أن تأتي والدته معه لكي تبقي جوار زوجته وكذلك أمير الذي ظل كي يتابع سير العمل،

كان وداع صفا وياسين وداع ضاري فكأن كل منهم كان يشعر أنه هذا سيكون آخر عناق بينهم.


في غرفة ياسين وصفا.

يجلس ياسين علي الفراش بينما تجلس صفا أرضاً علي ركبتيها تساعده علي ارتداء حذائه ودموعها تنساب على وجنتيها بغزارة.


ربت ياسين علي ظهرها بحنان وقال:

-ممكن تهدي بقي يا قلب ياسين أطمني أول ما أعمل العملية هرجع يا عمري والله.


رفعت عينيها ونظرت له بمقلتيها الممتلئة والدموع وهمهمت بحزن:

-مش قادرة يا ياسين بجد مش متخيلة إنك هتبعد عني بجد.


تنهد بحزن وقال:

-غصب عني يا قلبي بس القسيمة يا دوب طلعت النهاردة وأنتي محتاجة باسبور وورق محتاجين شهر علي الأقل طيب ليه يا حبيبتي ما أنا أسافر واعمل العملية واسبوع أسبوعين بالكتير وارجع ليكي يا قلب سينو وأشوفك أه يا صفا أه حلم حياتي دلوقتي أني أشوفك بس .


ردت بطفولة:

-وأنا هقضي الأسبوعين دول من غيرك أزاي يا ياسين ؟ هستحمل أزاي أكون من غيرك ؟! أنا مبقتش أقدر أنام بعيد عنك طول ما نفس في الأوضة بحس بالأمان صوتك لوحده كفيل يخليني أطمئن هتحرم من ده كله ؟ آخر حاجة بسمعها قبل ما نام كان صوتك ؟ هنام أزاي دلوقتي هفضل صاحية أسبوعين ؟


انفجر ضاحكاً وعقب قائلا:

-يعني هي دي مشكلتك يعني ؟ أطمني يا قلب ياسين من جوه كل يوم هتصل بيكي أطمئن عليكي حلو كده ؟ كل شوية هتصل بيكي أزهقك وقبل ما أنام هتصل بيكي ونفضل نرغي سوا لغاية ما أنا وأنتي ننام ياستي حلو كده ؟


ردت بعفوية:

-قدر باباك جه ينادي عليك بقي وأسمع صوته؟ كده مش هعرف أنام ده يطلع ليا في كوابيس يخوفني يا حبيبي.


اتسعت عيناها بصدمة، وسرعان ما ابتسم وهو يحرك رأسه بيأس من عقوبتها:

-مكنتش أعرف أنا بابا راعبك للدرجة دي الصراحة.


عضت علي شفتيها بإحراج وقالت:

-أسفة يا حبيبي مش قصدي والله بس الصراحة أنت وطنط غيره خالص.


تبسم بهدوء وقال:

-طيب أيه رأيك بقي أن كل طباعي زي بابا.


رمقته بعدم تصديق وحركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ طبعاً مش صح أنت طيب أوي لكن هو قاسي.


رمقها بعتاب وقال:

-كده هتزعليني منك يا صفا علي فكرة ده بابا .


همهمت بإعتذار:

-أسفة يا حبيبي والله مش قصدي أنا كان قصدي أوضح إنك مش شكله ها هتكلمني كل يوم بالليل صح ؟


تبسم بهدوء وقال:

-أيوة يا قلبي هكلمك كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة مبسوطة كده؟

❈-❈-❈

أتسعت ابتسامتها وقالت:

-مبسوطة جداً يا حبيبي ربنا يخليك ليا ويرجع سالم يارب العالمين.


أمن على دعائها:

-أمين يارب العالمين .


نهضت واقفة وبدأت تظبط من وضعية ملابسه وسط تذمره واعتراضه:

-يا بنتي اللبس أصريتي تلبسبني حتي الجزمة كمان لبستيها ليا أيه لازمته كل ده يا قلبي بس ؟


ردت بحب وقالت:

-حابة كل حاجة النهاردة النهاردة أكون أنا إلي عملتها ليك عشان طول ما أنت مسافر أكون سايبه ليك ذكرى تفتكرني بيها.


رمقها معاتباً وقال:

-تفتكري يا قلب ياسين أنا هقدر أنساكي أصلا أو هحتاج ذكري منك أنتي في قلبي يا صفا.


تبسمت بحب وهتفت بدلال:

-ربنا يبارك ليا فيك يا حبيبي ويرجعك سالم ليا بإذن الله.


تسأل بإهتمام:

-محتاجة أيه أجيبه ليكي وأنا جاي ؟


تبسمت بحب وهتفت بصدق:

-عايزاك ترجع بالسلامة يا حبيبي من عايزة غير سلامتك وبس.


رفع يدها وقبلها بحنان وقال:

-بإذن الله يا قلبي أقوم بالسلامة وأرجع نعمل أحلى فرح فيكي يا مصر وبعدها أخدك ونلف العالم كله سوا.


تبسمت بأمل وقالت:

-بإذن الله يا حبيبي.

❈-❈-❈

في غرفة أحمد وسلوي.


تحدث أحمد بتنبيه:

-سلوي خدي بالك من الست دي وبنتها باب الأوضة بتاعتنا دايما يتقفل بالمفتاح والمفتاح يبقي معاكي دايماً.


رمقته سلوي معاتبة وقالت:

-أيه إلي أنت بتقوله ده يا أحمد عيب ميصحش كده دي تبقي مرات إبنك وحماته يعني أصحاب بيت خلاص.


حدبها بإزدراء وقال:

-أهي طيبة قلبك دي إلي موديانا وراء الصراحة أسمعي الكلام.


حركت رأسها يميناً ويساراً بيأس وردت بمهدانة كي تمتص غضبه:

-حاضر يا أحمد حاضر يا حبيبي زي ما أنت عايز ممكن تهدي بقي وتخلي بالك من نفسك وياسين.


تألم قلبه وقال:

-ربنا يستر بجد أنا خايف أوي مش هقدر أستحمل ياسين يفضل طول عمره كده.


تنهدت بحزن وقالت:

-أطمئن يا حبيبي أطمئن بإذن الله يخف وترجع مجبورين الخاطر.


أمن على دعائها برجاء:

-يا رب يا سلوي يارب.

❈-❈-❈

هبط ياسين وصفا تتمسك بيده بقوة كطفلة صغيرة تخشي فراق والدها وسط الزحام وتتوه منه، أو تسير بطريق لا عودة منه، كان في إنتظارهم أمير ووالدة صفا وسلوي وأحمد، اقترب أحمد منه وآخذه في أحضانه بحب:

-تروح وترجع بالسلامة يا صاحبي.


تبسم ياسين بهدوء وقال:

-تسلم يا أمير مش هوصيك علي خالتك وصفا وطنط.


أبتعد عنه ياسين وأشار إلي عينيه وقال:

-أطمئن يا حبيبي بإذن من عيوني الأتنين.


أقتربت والده صفا مربتة علي ظهره برفق:

-تروح وترجع بالسلامة يارب يا أبني.


رفع يده وتمسك بيدها التي تربت على ظهره بمؤازرة وقبلها بإحترام، مغمغماً بحب:

-تسلمي يا طنط مش هوصيكي علي صفا خدي بالك منها وبلاش تخليها تعيط .


أومات بحزن وكأنه يراها وعقبت بأسي:

-حاضر يا أبني أطمئن علي صفا المهم أنت تاخد بالك من نفسك ومتشلش هم حاجة أبدا ربنا يرجعك مجبور الخاطر يارب.

❈-❈-❈

أمن على دعائها الجميع.


تحركت والدته تجاهه وضمته إلي أحضانها بقوة ودموعها تنساب على وجنتيها بغزارة، ربت علي ظهرها وغمغم معاتباً:

-أيه بس يا ست الكل ؟ اهدي كده بقي عايز أمشي يا حبيبتي وأنا مطمئن عليكم مش كفاية صفا أنتي كمان .


أبعدها عنه وجفف وتحسس وجهها برفق، ومسح دموعها بأطراف أصابعها وهو يتمتم بحب:

-أهدي بقي عايز أمشي وأنا مطمئن عليكم كده همشي وأنا قلقان عليكم.


هتفت بلهفة:

-لأ لأ يا حبيبي خليك في نفسك أحنا بخير.


نادي مهلكة قلبه بحنو:

-صفا.


رغم بكائها وحشرجة صوتها لكن حاولت التحدث بنبرة عادية:

-نعم يا حبيبي ؟


غازالها بحب:

-خدي بالك من نفسك يا عمري أنا همشي أه بس قلبي هيفضل هنا معاكي.


تبسمت بخجل، بينما أكمل حديثه بجدية:

-أعمل العملية وأرجع بإذن الله وهنعمل أحلي فرح ولا أتعمل ولا هيتعمل زيه ليكي يا صفا.


كم أطربها حديثه وأثلج قلبها لكن لا يعنيها سواه هو، فتداركت بصدق:

-فرحي هو فرحي برجوعك انت يا حبيبي هي دي فرحتي الحقيقة.


اقتربت منه مقبلة يده بحب كعادتها، مما جعل والدته تبتسم لها بفخر، بينما أشتعل أحمد غيظاً وقال:

-يلا يا حبيبي أتاخرنا.


الصفحة التالية