رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 15 - 2 - الأحد 3/11/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر الأحد
3/11/2024
أومأ رأسه متفهماً واستطرد قائلاً:
-حاضر يا بابا.
نظرت صفا إلي أحمد وتحدثت بإحترام:
-تروحوا وترجعوا بالسلامة.
رد مقتضباً:
-شكراً.
تحدث أمير مبتسماً:
-العربية جاهزة يلا بينا
هتفت صفا برجاء:
-ينفع أجي معاك يا ياسين اوصلك.
كاد أن يوافق، لكن أنتبه أن زوجته ستعود بمفردها مع إبنة خالته، هنا وآخذت الغيرة مجراها داخل قلبي وتحدث بحدة:
-لأ مفيش داعي.
تعجبت من حدته وتسألت:
-لأ ليه يا حبيبي؟
هدأ من حدته وتحدث بلطف:
-بلاش تتعبي نفسك يا قلبي ممكن ؟
تبسمت بحب وقالت:
-حاضر يا حبيبي.
قبل جبهتها واقترب منه أمير وشبك أيديهم ببعضهم وغادروا سوياً متجهين إلي وجهتهم.
❈-❈-❈
في فيلا عائلة فريدة.
تتبادل هي ووالدتها النظرات، انتبه والدها الذي تعجب منهم وتسأل بحذر:
-مالك في أيه ؟ عمالين تبصوا لبعض خير؟ مش برتاح ليكم ولا لنظراتكم دي الصراحة.
زفرت غدير بضيق وقالت:
-نعم قصدك ايه يا صفوت بقي أن شاء الله ؟
تبسم متهكماً وقال:
-مش قصدي حاجة أنتوا بقي مالكم ؟
تحدثت فريدة بحذر:
-بابا أنا هسافر.
ضيق عينيه متسائلاً:
-تسافري راحة فين ؟
نظرت إلي والدتها ثم عادت بنظراتها إلي والدها وهتفت بتوتر:
-مسافرة مع صحابي نغير جو .
رمقها بعدم تصديق:
-بجد طيب ما أنتي كل شوية بتسافري أيه إلي جد عشان تستأذني ؟
تطوعت غدير بالرد هذه المرة:
-أصلها مش مسافرة جوه مصر هي مسافرة بره مصر.
أتسعت عيناه مردداً بعدم فهم:
-نعم مسافره بره مصر وقررتي كده من نفسك من غير ما تقولي ليا ؟
ردت فريدة بتسرع:
-آنا قولت لمامي.
إمتعض وجهه والتفت إلي زوجته بغيظ وقال:
-نعم يا الهانم قائلة ليكي وأنا آخر من يعلم هو أنا طيشة في البيت ده يا هانم ولا أيه ؟
زفرت أنفاسها بضيق وقالت:
-عادي يعني يا صفوت ها هي دايما بتاخد الاذن مني أنا وأنت مفيش مشكلة عندك وفيها بقي انها تسافر بره مصر تغير جو أيه مشكلتك؟
تبسم ساخر اً وعقب:
-أنتي شايفة أنه عادى بنتك تسافر في وضعها ده ؟!
تساءلت بعدم فهم:
-ووضعها ماله أن شاء الله ؟ ناقصة ايد ولا رجل ؟
رمقها الآخر شذرا وتهكم قائلاً بنبرة ذات معني:
-ناقصها راجل يا هانم ناسية أن بنتك مطلقة يعني شغل الفسح والسفر بتاع قبل الجواز ده تنساه خالص وتشيله من دماغها من هنا ورايح مفيش سفر لوحدك.
تجهم وجهها وصاحت بعصبية:
-وفيها أيه أني مطلقة يا بابي ؟ أظن ده ميفرقش مع حد أصلا.
صحح والدها حديثها وهتف بإصرار:
-لأ يفرق أحنا في المجتمع وعايشين وسط ناس سفر لوحدك لأ.
❈-❈-❈
"هتسافر يا صفوت"
نطقتها غدير بتحدي سافر لزوجها.
رفع الاخر حاجبيه باستهجان وقال:
-أنتِ بتقولي أيه يا غدير بتعصب كلامي ؟
ردت ببرود:
-لأ مش بعصي كلامك بقنعك البنت خارجة من تجربة صعبة ومحتاجة تغير جو.
تبسم ساخراً وعقب:
-تجربة صعبة من أنهي جهة يا غدير أحنا هنكدب الكدبة ونصدقها ؟
هتفت فريدة بحزن مصطنع:
-يا بابي أنا محتاجة أسافر يا بابي محتاجة أغير جو وأشوف ناس جديدة أنا بجد نفسيتي تعبت من بعد طلاقي من ياسين.
رمقها والدها متهكما بعد أن شملها بنظرة من أعلي رأسها لأغمص قدمها:
-لا والله ؟ مش باين عليكي يعني ده أنتي يا شيخة صبغتي شعرك من وقت طلاقك يجي ١٠ مرات أحمر أصفر أخضر
حاسس اني عايش مع إشارة مرور والله.
شهقت بصدمة وهتفت بعدم رضا:
-بقي كده يا بابي بتتريق علي شعري ؟
ألتفت إلي والدتها بإستنجاد وقالت:
-أيه يا مامي ما تقولي حاجة.
وضعت الأخري ساق فوق ساق بغرور وتداركت قائلة:
-هو مش أنا قولت هتروحي؟
حركت رأسها بإيجاب وردت:
-أيوة .
تبسمت معقبة:
-يبقي هتروحي يا قلب مامي تخرجي وتغيري جو كمان بابي بيهزر معاكي صح يا صفوت ؟
نظرت له بتوعد جعل الآخر يتنهد بغيظ وقال:
-براحتك أنتي وبنتك أنا رايح شغلي.
غادر تاركاً ثنائي الشر يستعدوا لتتفيذ مخطتهم.
❈-❈-❈
بعد سفر دام عدة ساعات وصل ياسين وأحمد إلي لندن واتجهوا مباشرة إلي المشفي التي سيتم إجراء العملية بها.
في الغرفة المقيم بها ياسين، بدل ملابسه واستلقي بجسده علي الفراش ريثما يعود والده من أنها كافة الأوراق، بعد ساعة فتح الباب ودلف:
-أخبارك يا حبيبي كويس ؟
تبسم ياسين بهدوء وقال:
-بخير يا بابا الحمد لله خلصت كل حاجة ؟
أومأ أحمد بإيجاب وعقب:
-أيوة أطمئن كل حاجة خلصت بكره بإذن الله هيتعمل ليك فحوصات وبعد بكره العملية بإذن الله .
أرتعد داخله وتساءل بحذر:
-بعد بكره ليه السرعة دي؟
ربت أحمد علي يده بمؤازرة وقال:
-أنا عارف إنك خايف ومتوتر بس كل لما نسرع هيبقي أفضل يا حبيبي من التوتر ده.
تنهد بحزن وقال:
-تمام ، انتبه إلي شئ وتسأل:
-صحيح كلمت مصر بلغتهم أننا وصلنا ؟
رد أحمد بإيجاب:
-أيوة يا حبيبي كلمت مامتك بلغتها.
حرك رأسه بإيجاب، وتدارك قائلاً:
-طيب لو سمحت يا بابا تطلب رقم صفا عايز اكلمها.
إمتعض وجهه وتحدث باللامبالاة:
-الوقت دلوقتي في مصر متأخر يا حبيبي أكيد نامت .
هز رأسه نافياً وعقب:
-لأ صاحية هي مش هتنام غير لما تكلمني ممكن تتصل عليها؟
زفر بضيق وقال:
-حاضر.
أخرج هاتف من جيبه وضغط على عدة أزارا وبعدها أعطي الهاتف لياسين:
-أتفضل أنا خارج اشرب قهوه محتاج حاجة ؟
حرك رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا حبيبي سلامتك.
غادر أحمد تزامناً مع فتح الخط من الطرف الآخر فأجاب ياسين بلهفة:
-حبيبي وحشتيني .
❈-❈-❈
بينما علي الطرف الآخر في مصر وتحديداً في غرفة ياسين وصفا كانت مستلقية علي الفراش وتضم في أحضانها التيشرت الخاص بياسين اخر ما كان يرتدي ورفضت غسله ليبقى رائحته به وتستنشق هي رائحة عطره المخلتط برائحته الرجولية التي باتت إدمان لها، قاطعها رنين هاتفها برقم دولي ردت على الفور وتأكد حدسها أنه مالك قلبها:
-ياسين حبيبي أنت كويس وصلت بالسلامة طمني عنك طيب الحمد لله وحشتني أوي طبعاً لسه صاحية تفتكر هقدر أنام من غير ما أسمع صوتك يا عمري اه أنا علي السرير خلاص هغمض عيوني يا حبيبي وأنت أتكلم لغاية ما أروح في النوم.
ظل بالفعل يتحدث وهي تنصت له باهتمام حتي سقطت في ثباتً عميق بسبب كثرة بكائها وشدة إرهاقها.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي.
نهضت صفا بكسل وهي تنظر حولها بإستياء تتمني أن تكون في حلماً، وتفيق منه وتجد ياسين جوارها، تنهدت بسأم ، ونهضت بدلت ملابسها إلي ملابس عملية وهبطت إلي الأسفل وجدت والدتها ووالدة زوجها وأمير يتناولوا الافطار ألقت عليهم تحية الصباح:
-صباح الخير.
رد الجميع:
-صباح النور.
جلست جوار والدتها رمقتها سلوي بحيرة وتسألت:
-أنتِ خارجة ولا أيه يا صفا ؟
حركت رأسها بإيجاب وقالت:
-أيوة يا ماما هروح المستشفي أخد أجازة طويلة لما ياسين يرجع مش هقدر أرجع غير لما يعرف كل حاجة ونتناقش وكمان هو هيبقي محتاجني جنبه.
تبسمت سلوي برضا وقالت:
-عين العقل يا بنتي.
تدخل أمير في الحوار قائلا:
-طيب أنا هوصلك في طريقي.
اعتذرت بخجل:
-لأ شكراً هروح بتاكسي.
تحدثت سلوى معاتبة:
-تاكسي أيه بس أمير زي أخوكي هيوصلك ويجيبك كمان.
تنهدت بقلة حيلة وقالت:
-تمام.
❈-❈-❈
وصلوا الي المشفي وهبطت هي إلي وجهتها وهبط هو الآخر متجها إلي طفلته الماكرة، قرر الذهاب الي الكافتيريا الخاصة بالمشفي إذا كانت هنا فهذا هو مكانها بالتأكيد وبالفعل وجدها تجلس على إحدي الطاولات تبسم بإتساع وهو يتجه لها ولكن تصنم جسده فجأة ووقف مكانه ووجه مكتظ من شدة الغضب.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية