-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 18 - 1 - الجمعة 8/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثامن عشر

1

تم النشر الجمعة

8/11/2024



"لكل بداية نهاية ، ولكل آول أخر، فلا تبتئس من البدايات فأنت لا تدري ما تخبئه لك النهايات"


تعجب من حالة والده، وتطلع إلي والده بتعجب وتساءل:

-أستني أيه يا بابا في ايه؟


تنهد أحمد بحزن مصطنع وقال:

-أقعديا أبني خلينا نتكلم.


جلس علي الفراش ووالده جواره وتحدث بحيرة:

-في أيه بالظبط يا بابا فهمني ؟


رد احمد بحزن:

-صفا مش بتحبك زي ما أنت فاكر دي لعبة دي بنت نصابة.


أتسعت عين ياسين بعدم فهم وتساءل:

-لعبة ازاي أنا مش فاهم حاجة ؟


تنهد أحمد وقال:

-صفا مش ممرضة يا ياسين صفا دكتورة نفسية يا حبيبي أنا والدكتور اتفقنا معاها أنها تمثل تبقي ممرضة عشان تخلي بالها منك وفي نفس الوقت تحاول تخرجك من نفسيتك وفعلاً ده إلي حصل بس هي طمعت يا أبني فيك وكان شرطها أنا تاخد مليون جنيه لكن مع الأسف مستكفتش بكده ولعبت من ورانا وعلقتك بيها عشان تتجوزها وتنشلها من الفقر الي هي فيه وقتها أنا كنت رافض جوازك منها وقولت ليها هديكي الفلوس الي أنتي عايزها رفضت والي ساعدها في كده إنك كنت حبيتها ومتمسك بيها صفا مش ملاك زي ما أنت فاكر صفا كنت بتضحك عليك وإلي يأكد كلامي رفضت تعمل فرحك أتجوزتك في أسبوع يا أبني أنت شايف أن ده طبيعي ؟ أنا مكنتش حابب أحكي ليك قبل العملية عشان كنت خايف عليك بس أنت خلاص الحمد لله خفيت ولازم تعرف حقيقتها القذرة فاكر يوم ما فوقت وعرفت إنك أتعميت صفا هي نفس الدكتورة إلي زعقت ليك يا أبني وأنت رفدتها بس جت قعدت تعتذر ليا عشان اسامحها وترجع الشغل وأنا وافقت بحسن نية وفي الاخر تقرب منك كده عشان تنتقم منك.


ظل ينظر إلي والده شاردا يشعر أنه في كابوس هل كسر قلبه من جديد ؟ لم تحبه مثلما أحبها ؟ كان مجرد وسيلة لإنتقام لكن لا لن يترك لها مجال سينتقم منها ويدمر مخطتها الدنئ، وضع يده بجيبه وأخرج منها عدة أوراق وقدمها له:

-ده إثبات تاني دي وصلات أمانة بإستلامها الفلوس كتبتها عليها قبل ما تستلم كنت خايف تتخلي عنك وترفض علاجك يا حبيبي.


آخذ منه الأوراق بيد مرتعشة وبات ينظر لها بعدم تصديق، وبداخله يتمني أن يكون هذا مجرد كابوس لا أكثر.


فتح أحمد هاتفه يقلب به قليلاً حتي وصل إلى صورة معينة:

-أن عامل أسكنر لقسيمة جوازك عشان تتأكد من إمضتها.


آخذ الهاتف منه بتلهف ولكن ليس للتأكد من الإمضاء ولكن كي يراها يري مهلكة قلبه ظل يطالعها بعينياً تفيض عشقاً، وعندما لاحظ أحمد هذا إمتعض وآخذ الهاتف منه مرددا بضيق:

-ناوي علي أيه يا أبني ؟


نظر إلي والده بتيه واستطرد بشرود:

-أنا حاسس أني في كابوس يا بابا هو ليه يحصل معايا كده ؟ ليه كل مرة أحب فيها ينكسر قلبي ؟ هو أنا وحش كده وربنا غضبان عليا عشان كده كل مرة أحب قلبي يتوجع؟!


تحدث الآخر بتلهف:

-لأ طبعاً ليه بتقول كده بس يا أبني مش يمكن ربنا بيحبك وعشان كده بينجيك منهم؟


أغمض عينيه بتحسر وتساءل الآخر بحذر:

-عا يا حبيبي ناوي علي أيه معاها؟


ألتفت إلي والده والشر يقطر من عينيه وتحدث بحقد:

-هطلقها وأرجعها للشارع إلي جاية منه وكفاية أوي إلي لهفته مني


أتسعت ابتسامة أحمد وغمغم بحنان:

-هو ده عين العقل أقفل تليفونك وأنا هبلغ أمك وكمان حاجز ليها رحلة عمرة هظبط اليوم بحيث يكون قبل ما أحنا هنرجع وأمير رايح معاها عشان نضمن متأثرش علي أمك.


أومأ بشرود:

-تمام.

❈-❈-❈

في القاهرة أخبرهم أحمد بنجاح العملية ولكن أخبرهم أن الطبيب طلب منهم أن يظلوا أسبوعين نقاهة ولن يستطيع التحدث في الهاتف وأخبر زوجته برحلة العمرة التي أسعدتها سريعاً طالما ستعود قبل عودة ياسين.


تبسمت سلوي براحة وقالت:

-اللهم لك الحمد والشكر يارب أنا حاسة أني طايرة في السماء من الفرحة خلاص ياسين وفتح وهسافر عمرة كمان.


باركت لها والدة صفا بحنان:

-ألف مبروك يا حبيبتي عمرة مقبولة بإذن الله.


ردت سلوي بحب:

-الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك يارب.


ألتفت إلي صفا الحزينة وتساءلت:

-ليه يا صفا زعلانة يا حبيبتي ؟


همست بحزن:

-هفضل أسبوعين مكلمش ياسين؟!


تبسمت سلوي بخفة مربته على ظهرها بحنان:

-يا حبيبتي مش مهم المهم أنه خلاص فتح ورجع يشوف تاني.


ردت صفا بتبرير:

-بس هو وحشني أوي يا طنط.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-ومين سمعك يا بنتي بس هنعمل أيه أهي دي أوامر الدكتور.


تدخل أمير ممازحاً:

-يا جماعة صلوا علي النبي كده أحنا المفروض نفرح ونزغرط والله لو بعرف أزغرط كنت زغرط بلاها نكد وزغرطوا الله ستات عجيبة صحيح في الفرح تعيطوا وفي الحزن تعيطوا.


ضحك الجميع علي مزحته وتحدثت سلوي معاتبة:

-جيت في جمل وادي أحلي زغروطة لولولولولولولولولولولولوي، وكذلك شاركتها والدة صفا الزغاريد.


صقف أمير بحماس وقال:

-أيوة كده ألعب هو ده الكلام بلاها نكد وكآبة أنا هروح أجهز شنطتي.


نهضت سلوي بإستئذان قائلة:

-وأنا كمان هطلع أجهز شنطتي بعد إذنكم.

❈-❈-❈

بعد مغادرة أمير وسلوي هتفت والدة صفا بحذر:

-سلوي حماتك وابن أختها مسافرين والبيت فاضي مش هينفع نفضل هنا.


نظرت إلي والدتها بتية وتساءلت:

-مش فاهمة يا ماما قصدك أيه ؟!


أستطردت والدتها بإيضاح:

-قصدي يا بنتي أحنا بردوا أغراب يمكن حماتك متحبش وجودنا في بيتها بس مكسوفة تقول فهمتي ؟


حركت رأسها بإيجاب وتساءلت:

-طيب والعمل ؟


ردت الآخري بحزم:

-تطلعي تبلغيها يا بنتي وترفعي عنها الحرج أننا هنرجع بيتنا ولما يرجعوا بالسلامة وجوزك يرجع نبقي نيجي.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-تمام يا ماما حاضر هقوم أبلغها.


ربتت والدتها علي ظهرها بحزن وردت:

-هوني علي نفسك يا قلب أمك.


الصفحة التالية