رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 19 - 1 - الثلاثاء 12/11/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع عشر
1
تم النشر الثلاثاء
12/11/2024
"من أين أتيت بمثل هذه القسوة؟! ما ذنبي أنا لتعاملني تلك المعاملة ؟! هل ذنبي الوحيد أنني أحببت بصدق؟! عجباً لك يا بن أدم، دايما تحب من يخادعك، وليس من يصدق في أقواله وأفعاله"
تسأل الآخر بنبرة ذات معني وعقب:
-بجد ؟! طيب وصفحة صفا يا تري هتسمحها ؟!
كان يود أن يقول نعم لكن يا أسفاه لم تترك له خيراً هي الآخري، مما جعله يتحدث بعزة نفس وكبرياء:
-هي كمان صفحة وانتهت من حياتي.
تبسم الآخر بإتساع، وأضاف بنبرة حادة:
-طيب أيه رأيك بقي لو لعبنا لعبة حلوة.
قطب ياسين جبينه بعدم فهم وتسأل:
-نعم لعبة ؟! حضرتك بتقول أيه يا بابا مش فاهم ؟!
تبسم الآخر بمكر وقال:
-شوف يا سيدي أنت هترجع فريدة بس مش حباً فيها لا ده عشان تكسر الزبالة التانية وتعرفها أنها ولا ليها قيمة في حياتك من الاساس أيه رأيك بقي.
زفر بضيق وقال:
-وهستفاد أيه لما أرجع فريدة ؟! أقدر أوجعها من غير فريدة ثم أني عايز أنضف حياتي وأحاول أرمم نفسي من جديد.
أكمل الآخر خطته بدهاء وقال:
-أنت هتردها تحرق بيها قلب صفا وترجع تطلقها تاني ويبقي دي الضربة الكبيرة ليها بدل ما كان بيتقال أنها سبتك عشان أتعمي هيتقال أنك أنت إلي طلقتها ومش عايزها أفهم بقي ويبقي كده أخدت حقك من كل إلي ظلمك.
تحدث بتردد وقال:
-بس كده هخلي سيرتها علي لسان كل الناس ودي مش أخلاقي.
تجاهل الآخر حديثه وتهكم ساخراً:
-والله وإلي عملته فيك هي والزبالة التانية ياسين أنت لازم تسترد حقك وتوجعهم هما الأتنين وخليك واثقه من حاجة واحدة كل شئ مباح في الحب والحرب يعني ده مش غلط ها قولت أيه ؟
تنهد بسأم وأجاب:
-تمام.
أتسعت إبتسامة أحمد وقال:
-حلو أوي يا قلب أبوك أنا هطلع أنادي ليها وتقولها إنك هترجعها.
نظر إلي والده محذراً:
-حط في إعتبارك حاجة يا بابا أنا مش هروح لأبوها أصلاً ولا أي حاجة من الهبل ده.
أومأ رأسه متفهماً واستطرد قائلاً:
-أطمئن أنا هتصرف أدخلها ؟
زفر أنفاسه بضيق وقال:
-تمام.
❈-❈-❈
تحرك إلي الخارج ونادها وبعدها استأذن قائلا:
-هروح أنا للدكتور أطمئن عليك منه وأشوف هنخرج أمتي وأنتي يا فري أدخلي لياسين عايزك.
ردت بحزن مصطنع:
-حاضر يا عمو.
غادر أحمد وأغلق الباب بينما اتجهت إلى الداخل وجلست علي المقعد المجاور إلي ياسين وتحدثت بحزن مصطنع:
-كده يا ياسين أهون عليك تعمل فيا كده؟ أنا فري حبيبتك.
تجاهل حديثها وهتف بمقط:
-فريدة بلاش جو اللف والدوران والصعبنيات بتاعك ده أنتِ صفحة من حياتي وإنتهت خلاص أنا لو هرجعك هيبقي لهدف واحد بس أوجع الخاينة التانية وبس موافقة يبقي نتكلم مش موافقة يبقي تتفضلي تطلعي بره ومش عايز اشوف وشك تاني.
إمتعض وجهها بغيظ، ولكن رسمت علي ثغرها ابتسامة مزيفة وردت بدلال:
-موافقة علي أي حاجة يا حبيبي أنت تقولها أهم حاجة عني تسامحني وبس.
تجاهل حديثها الملون، فهو يعلم ألاعيبها جيداً للاستحواذ علي عقله، ولكن قلبه الآن ملكاً لاخري خائنة مثلها ويجب أن يثأر لقلبه،هتف بإصرار:
-تمام هتقومي دلوقتي وترجعي مصر وأعملي حسابك المحامي بتاعي معاه توكيل هكلمه عشان يرجعك ليا وهتجيبي شنطتك زي الشاطرة وتيجي ليا لغاية بيتي موافقة ولا لأ ؟!
فريدة……
رغم أن الحديث لا يروقها وأنه سيقلل منها ومن شأنها لكن لا يهم الأن الأهم هو أن تعود إليه والباقية تأتي.
ردت بدلال مصطنع:
-موافقة يا حبيبي موافقة أهم حاجة عندي إنك تسامحني وأكون جنبك سوفت بحبك أزاي؟!
رمقها من أعلي لأسفل بإستهزاء وأشار إلي باب الغرفة وهو يقول:
-شايفة باب الأوضة ده ؟
نظرت له ببلاهة وتسألت:
-أيوة يا حبيبي بتسأل ليه ؟
تبسم ببرود ورد:
-تقومي يلا زي الشاطرة مع السلامة وياريت تخدي الباب في ايدك مش عايز أشوف وشك فير في مصر لما اطلبك تيجي بره يلا.
سحب وجهها ونهضت بكبرياء مصطنع تحفظ ما تبقي من ماء وجهها ورسمت إبتسامة مزيفة علي وجهها وقالت:
-حاضر يا حبيبي باي.
غادرت سريعاً قبل أن تفجر به، بينما تطلع هو في آثرها باستحقار متمتماً بمرارة:
-أنتى إلي وصلتينا لكده يا صفا هحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي ليه تعملي كده فيا ؟! أنا حبيتك ده أخرة الحب وأنا إلي كنت فاكر إنك عوض ربنا ليا مع الأسف طلعتي وجع جديد ليا يتضاف لقائمة أوجاعي.
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد في إحدي الكافيهات تجلس نور مع صفا.
تسألت نور بفضول:
-ممكن أفهم بقي ايه الموضوع المهم الي برنسس صفا عايزاني فيه ومجرجراني علي وشي الصبح كده ؟
تبسمت معقبة:
-والله وحشني خفة دمك يا نور ؟
أتعست إبتسامة الأخري بزهو وقالت:
-أبفي تعالي كل يوم وخدي من ده.
أكملت حديثها بجدية:
-خير يا صفا عايزة تقولي أيه شكله موضوع مهم.
تنهدت صفا بحزن وقالت:
-أيوة ومع الأسف هو موضوعين مش موضوع.
قطبت نور جبينها بحيرة وتسألت بفضول:
-خير يا صفا في أيه ؟
ردت الآخري بما يجيش في صدرها:
-ياسين يا نور خايفة يزعل مني.
تبسمت الأخري مخففة عنها وقالت:
-يا شيخة خضتيني الصراحة بصي يا صفا هو أكيد هيزعل طبعاً ده شئ مفروغ منه لكن هو بيحبك يا صفا بيحبك وإلي بيحب بيسامح ويغفر وبالتحديد لما يعرف إنك عملتي كده عشان مصلحته .
تطلعت لها بأمل وتسألت:
-تفتكري ؟
أومأت بإيجاب وقالت:
-أفتكر جداً كمان.
تنهدت براحة وقالت:
-الحمد لله.
تسألت نور بفضول أكبر:
-ها أيه بقي الموضوع التاني أيه جايبة ليا عريس ؟
تبسمت صفا علي دعابتها وقالت:
-والله ده يتوقف عليكي وعلي موافقتك .
رمقتها بعدم فهم وتسألت:
-قصدك أيه مش فاهمة؟
ردت صفا بإيضاح:
-أمير.
صمتت نور بضيق، تفهمت صفا غضبها وتحدثت بهدوء:
-أمير حكالي الموقف إلي حصل بينكم وهو بيعتذر ليكي.
تنهدت نور بضيق وقالت:
-صفا أنا مكسوفة اتكلم مع الدكتور من وقتها.
مازحتها صفا قائلة بطريقة مسرحية وهو تضرب علي صدرها بخفة:
-يا فرحة قلبي عشت وشوفتك مكسوفه يا بت يا نور لا كده
بقي أمير يستحق جائزة أوسكار.
رمقتها نور بغيظ وقالت:
-أنتِ بتهزري ؟!
تبسمت بإستفزاز وردت:
-لأ بلطف المهم بقي خلينا نتكلم جد أمير معجب بيكي وعايز يتقدم أنا عايزة أعرف رأيك ؟
اشتعلت وجنتيها بخجل وقالت:
-هو قالك كده؟
تبسمت علي خجل صديقتها وتدراكت قائلة:
-أيوة يا ستي ومن الخجل والخدود الحمراء دي واضح أوي في حب ولاف كبير كده أنتِ بطلعي قلوب من عينك يا قطتي شكلي كده آخر من يعلم هي دي الصحوبية ؟
هتفت نور بتبرير:
-أتا كنت فكراه بيتسلي بيا يا صفا عشان كده متكلمتش الناس الأغنية دول أحنا بالنسبة ليهم تسلية وبس.
ابتلعت صفا إهانتها وتسألت:
-قصدك اني بالنسبة لياسين تسلية؟
عضت علي شفتيها بإحراج وقالت:
-لأ والله مش قصدي بس.
تفهمت صفا حديثها وردت بهدوء:
-ياسين لو كان في وضع طبيعي استحالة كان ممكن يحبني أو يفكر فيا يا نور ده شئ أنا واثقة فيه لكن أمير غير أمير اتربي زينا قبل ما والده ووالدته أتوافوا ها قولتي أيه ؟ الراجل رايح يعمل عمرة عايز يسافر مطمئن؟
اتسعت عيناها بصدمة وتسألت:
-أيه ده بجد أمتي ؟
ردت بإختصار:
بكره باذن الله.
جعدت ما بين حاجبيها وتسألت:
-ايه ده قبل ما ياسين يرجع ؟
تنهدت بحزن وقالت:
-مع الأسف ياسين هيتأخر هناك شوية.
تسألت نور بفضول:
-هو بردوا لسه متصلش بيكي ؟
إمتعض وجهها، محركة رأسها بنفي وعقبت:
-مع الأسف الدكتور رافض يتسعمل الفون.
حكت جبينها بتفكير وقالت:
-غريية الصراحة طيب هيرجع أمتي ؟
ردت بهدوء:
-بعد أسبوعين هيكونوا سافروا ورجعوا.
أومأت بإيجاب:
-يرجع بالسلامة باذن الله يا حبيبتي.
تبسمت بهدوء وتسألت:
-المهم يا قلبي أنتي بقي طمنيني عنك أقول ايه موافقة ولا ؟
عضت علي شفتيها بخجل وقالت:
-قولي للحاج أني منتظراه.
ردت صفا مهللة بفرحة:
-الف مبروك يا قلبي ربنا يتمم بخير يا رب.