-->

َِ!رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 22 - 1 - الثلاثاء 19/11/2024


 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثاني والعشرون

1

تم النشر الثلاثاء

19/11/2024



"عجبا لك يا بن أدم عندما يزداد مالك ، يتملك منك القسوة والجبروت ، وتظلم دون وجه حق ، وأنت غافلاً أن هناك يوماً ترد فيها الظلمات ، وينصر به الحق ، كسر القلوب ليس هين ، وجبرها ليس صعباً "



بعد مرور أسبوع عادت سلوي وبرفقتها أمير من قضاء مناسك العمرة وكانت فرحتها لا مثيل لها بعودة ياسين سالماً من جديد.


تجلس سلوي وياسين في أحضانها لا تود أن تبتعد عنه منذ عودتها إلي أن انتهبت لشئ وتسألت:

-أنتوا جيتوا بدري ليه ؟ وكمان فين صفا ووالدتها مختفين فين ؟


تحدث أحمد سريعاً:

-خلاص مشيت هي وياسين أطلقوا.


إنتفضت بفزع، وابعدت ياسين عنها وتسألت بحيرة:

-أطلقتوا ؟ أزاي أنا مش فاهمة حاجة ؟


رد ياسين بإقتضاب:

-ماما صفا صفحة من حياتي وإنتهت.


تسأل أمير بعدم فهم:

-نعم صفحة وأتقفلت إزاي دي مراتك وأنت كنت بتحبها ؟ طلقتها أمتي وليه فهمني يا أبني حاجة حصلت ما بينكم؟!


نهض ياسين وتحدث بحزم:

-أطلقنا وكل واحد راح لحاله مش عايز أسمع إسمها ولا سيرتها في البيت هنا تاني بعد إذنكم هطلع أنام .


غادر ياسين وتطلعت سلوي لزوجها بعصبية:

-لأ بقي أنا عايزة افهم في أيه بالظبط ؟


تحدث أحمد بمكر:

-إبنك مكنش بيحبها يا سلوي أتجوزها عشان كان خايف ميفتحش تاني أهي تبقي جوازة والسلام ولما فتح ورجع لطبيعته طلقها وكل واحد راح لحاله ده ياسين المحمدي إلي الف واحدة تتمناه هيرجع لشغله ويتجوز الجوازة إلي تليق بيه.


تطلعت له بإحتقار:

-لو ياسين بالحقارة دي فهو مش أبني إلي ربيته يضحك علي بنات الناس ذنبها أيه البنت في كل إلي حصل ليها ؟ 


رد باللامبالاة:

-هنعوضها فلوس.


رمقته بإشمئزاز وقالت:

-فلوس ملعون أبو الفلوس الي تذل انسان أو تكسر بخاطر حد.


ألتفت إلي إبن شقيقتها وقالت:

-أمير يلا نمشي من هنا.


أتسعت عين زوجها بصدمة وتسأل:

-تمشي تروحي فين أنتِ أتجننتي ؟


"هاي يا طنط حمد الله على السلامة"

نطقتها فريدة بإستفزاز لتكون صدمة أخري لسلوي.


شهقت سلوي بصدمة وتسألت:

-أنتِ بتعملي أيه ؟


تبسمت ببرود وهي تكتف يدها فوق صدرها مرددة بثقة:

-أنا وياسين رجعنا لبعض.


مصمصت سلوي شفتيها ساخرة وقالت:

-يبقي الأهبل إبن الهبلة يسيب الهانم ويتجوز مساحة السلالم؟!


شهقت فريدة بصدمة وهي تشير إلى نفسها بعدم إستيعاب:

-نعم بقي أنا مساحة سلالم ؟! حضرتك نسيتي أنا مين وبنت مين ؟


تجاهلت سلوي حديثها ونظرت إلي أمير وهتفت بإصرار:

-يلا يا أمير يلا نمشي من هنا.


توقف أحمد سريعاً أمامها يمنعها من المغادرة:

-سلوي أعقلي يا بنت الناس ده بيتك وياسين كبر خلاص وبقي راجل وهو أدري بمصلحة نفسه يا حبيبتي أهدي كده وأطلعي أرتاحي في أوضتك .


ردت بخزي:

-أنا أبقي مجنونة فعلاً لو فضلت في البيت ده معاك يوم واحد بعد إلي أنت وابنك عملتوه في البنت يلا يا امير ولا أمشي أنا.


نهض أمير بحزن وقال:

-يلا يا خالتو.


صاح أحمد في أمير بعصبية:

-يلا أيه أنت كمان أتجننت يا أمير بتشجعها تسيب البيت بدل ما تعقلها.


أشتعلت سلوي غيظاً وقالت:

-كل شوية يعقلني يعقلني أيه جنابك شايفني مجنونة ؟ لا يا بيه المجنون هو إبنك وأنت كمان لما واقفته علي الهبل بس أقول أيه طول عمر المال والجاه عامل عندك عقدة وأهو دمرت إبنك وأرتحت صفا إلي وقفت جنبه أكتر منك أنت تسيبه يطلقها ويرجع للحشرة دي إلي في أول مطب سبيته ومشيت؟ عارف دي إلي إبنك يستاهلها خليها تنفعكم أنا همشي وورقة طلاقي توصلي.


تجاهل حديثها وهتف بإصرار:

-سلوي أنا مقدر زعلك وعصبيتك مش هعاتبك علي كلامك ده عايزة تروحي شقة أمير تغيري جو شوية مفيش مشكلة لكن بيتك هترجعي يعني هترجعي.


رمقته باستخفاف وقالت:

-مش هرجع وهطلق يلا يا أمير.


أستندت علي ذراع أمير وغادروا سوياً، بينما تهاوي أحمد علي المقعد واضعاً رأسه بين كفيه.


تبسمت فريدة بإتساع وهي تردد داخلها:

-يلا في داهية المركب إلي تودي.


إتجهت إلي الخارج متجه إلي وجهتها لزيارة عائلتها.

❈-❈-❈

كان يتمدد علي الفراش ودموعه عالقة بأهدابه لكن طرق باب غرفته جعله يعتدل سريعاً ويمسح دموعه ويرد:

-أدخل.


دلف والده وهو يتطلع إلى الغرفة بضيق:

-أنت أيه إلي مقعدك في الأوضة دي ؟


رد باللامبالاة:

-مش أوضتي.


زفر والده بحنق وقال:

-أنت ناسي أن الحقيرة دي كانت قاعدة هنا وبعدين سايب مراتك قاعدة في اوضة لوحدها ليه ؟


تجاهل حديثه، وتنهد بضيق وتسأل:

-ماما عاملة أيه دلوقتي هديت صح؟


حرك رأسه نافياً وعقب:

-أمك مشيت وسابت البيت وراحت عند أمير علي شقته  وتخيل عايزة تطلق.


نهض بفزع :

-نعم راحت فين أنا هروح وراها ارجعها طلاق أيه هو أيه إلي حصل لكل ده ؟


صاح والده برفض:

-لأ أمك عايزاك ترجع البنت النصابة دي كانت عاملة لأمك كمان غسيل مخ سيبها شوية تهدي وبعدين ترجع .


زفر بحنق وقال:

-تمام صحيح أنا هبعت أنا هتواصل مع المحامي يروح لصفا يديها حقوقها.


إمتعض وجه والده وقال:

-ليه أن شاء الله مش كفاية العز إلي كانت عايشة فيه وأتمتع غير المليون جنيه إلي أخدتهم كمان أكيد مدت إيدها وأخدت حاجة من الخزنة بتاعتك.


أنتبه إلي حديث والده ونهض سريعاً يفتح الخزينة ووالده يقف خلف بترقب أتسعت عيناه بصدمة الخزنة كما هي بها الأموال التي أوصي أمير بوضعها له بعد نقلها من الجناح الآخر.


تحدث والده بنفاذ صبر:

-ما تعد الفلوس وشوف كل حاجة هتفضل واقف تتفرج؟


تنهد بسأم وأجاب:

-إلي هيسرق هيسرق رزمة أتنين مش هيقعد ياخد من كل رزمة فلوس دول واضح أنهم ١٠ رزم الرزمة ١٠الاف ب١٠٠الف جنيه أكيد مش هقعد أعدهم وزي ما أنت شايف الأستك بتاعهم أهو يبقي أخدت فلوس أزاي.


زفر بضيق وقال:

-طيب براحتك صحيح مراتك راحت فين ؟


رفعت كتفيها باللامبالاة:

-تروح مطرح ما تروح في داهية. 


تنهد أحمد بضيق:

-عارف إنك مش طايقها بس حط في إعتبارك أنها مراتك لازم تخلي بالك من تصرفاتها متنساش أنها علي اسمك يلا أنا رايح أرتاح شوية .


ياسين بتهكم:

-حاضر.


غادر أحمد بينما تهاوي ياسين فوق الفراش مرة آخري بشرود.


تطلع إلي السقف بشرود ماذا لو تغاضي عن كل ما عرفه عن صفا وخيانتها وغدرها له وكانت الأن بين أحضانه ؟! أليس الحبيب يسامح ويغفر لمن يحب لما لم يسامحها ؟ ليتها بين أحضانه الأن يريدها الأن وبشدة فهي ملاذه وعشقه الأبدي يشعر أنه كالطفل الضائع دونها هل أحبها إلي هذا الحد ؟ لكن لما لم يحدث هذا معه عندما ترك فريدة هذا يعني أنه لم يحب فريدة من الأساس لو كان أحبها ما كان أحب صفا من الأساس فالقلب لا يعشق سوي مرة واحدة بالعمر وهي واحدة فقط صفا لا غيرها.


الصفحة التالية