-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 23 - 1 - الخميس 21/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر الخميس

21/11/2024


"لأ تنصب نفسك حكماً علي الأرض أنت مجرد عبداً فقيراً لا غير أترك العباد لرب العباد فهو الحكم العدل يعلم من الظالم ومن المظلوم"


وقع حديثها علي آذنه كوقع نصل حاد يتساقط فوق جلده، آخذ نفس عميق يعبئ رئتيه بقدر كافِ من الهواء الطلق كى يستطيع أن يرد عليها:

-أولاً أنا لسه راجع من السفر أنا وخالتو وثانياً منعرفش حاجة عن طلاق ياسين وصفا غير إمبارح ورد فعلي أنا وخالتو أننا سبنا البيت لياسين ووالده يعني منعرفش أيه إلي حصل وواخدين صف صفا حضرتك بقي حكامتي عليا وأصدرتي الحكم كمان من غير ما أنا أدافع عن نفسي ؟ حضرتك نصبتي نفسك ربنا علي الأرض عشان تصدري الأحكام وتعاقبي ؟ أنا مليش علاقة بياسين ولا عمل أيه في الأول والآخر دي حياته هو زي ما أنا كمان ليا حياتي أنا بحبك يا نور سامعة بقول أيه بحبك ومحبتش غيرك من الأساس أنتي ليكي مطلق الحرية طبعاً تقبلي حبي أو ترفضيه لكن في نفس الوقت متحكميش عليا عشان بس هو قريبي قولتها لصفا وواثق أنها وصلتها ليكي وهقولها تاني أنا متولدتش في بوقي معلقة دهب لا ده أنا طلع عيني كنت بشتغل وبدرس وأنا عيل مكملش ١٥ سنة عشان أصرف علي نفسي وأمي حتي لما روحت عند خالتي كنت بشتغل مع جوزها من سن ١٦ سنة طلع عيني حرفياً بس قدرت أبني أسمي بقا ليا أسهم في الشركة غير عندي شقة خاصة بيا كنت مستقل فيها بس بسبب تعب ياسين كان لازم أبقي جنبهم متحكميش علي حد من بره ولا تحكمي علي حد من لبسه ولا ضحكه أنتي متعرفيش ما وراء الكواليس أسف لو إزعاجتك وأوعدك مش هتشوفي وشي تاني.


أنهي حديثه وارتدى نظارته الشمسية وهرول سريعاً متجهاً إلي سيارته وأستقلها وغادر سريعاً أسفل نظراتها المنصدمة.


عاد إلى شقته التي يقطن  بها هو وخالته في الوقت الحالي، عائد خائب الوافاق، أحب بصدق وأراد أن يتوج هذا الحب بالحلال لكن يا أسفاه كسرت قلبه إلي نصفين.


فتح باب  الشقة تجلس شاردة، اقترب منها مقبلاً رأسها.


تبسمت بحب وقالت:

-حمد الله علي السلامة يا حبيبي.


بهدوء رد:

-الله يسلمك يا خالتو.


من عقدة جبينه ونبرة صوته الخالية من المرح علمت أنه ليس بخير، قطبت جبينها بحيرة وتسألت:

-مالك يا حبيبي في أيه ؟ أنت روحت الشركة النهاردة أو قابلت ياسين ؟


حرك رأسه نافياً وعقب:

-لأ.


تعجبت أكثر، وتسألت بفضول أكبر:

-طالما لأ مالك يا حبيبي ؟ أمير أنت بقالك فترة مش علي بعضك أنت مخبي حاجة عني ؟


تنهد تنهيدة طويلة تعبر عن ما يجيش داخل صدره وتحدث بنبرة حزينة:

-أيوة.


تبسمت بمرارة وقالت:

-قول يا أبني قول أتمني تكون مصيبتك أخف من التاني.


داعبها بمرح كي يخفف من حزنها:

-يا ستي مصبتي أخف ولا أكبر كله هيعدي يا خالتو.


آخذ نفس عميق واسترسل باستفاضة:

-أنا كنت معجب بنور صديقة صفا وكنت هرتبط بيها وصفا كانت مهدت ليها قبل السفر وطبعاً بعد موضوع ياسين وصفا مع الأسف كل شئ نصيب .


زفرت بضيق وتسألت:

-طيب وأنت مالك ؟ التاني غبي وغلط أنت تتاخد في الرجلين ليه ؟ أنا هروح للبنت وأتكلم معاها ونتقدم ليها رسمي.


حرك رأسه نافياً وأضاف معقباً:

-لأ يا خالتو طالما بتحكم علي الشخص بالطريقة دي من غير حتي ما تسمعني يبقي متلزمنيش هي إلي اختارت.


رمقته شذراً وصاحت موبخة:

-يا غبي أحنا لسه منعرفش البيه التاني هبب أيه بالظبط ولكن بالمنظر ده والبنت مش طائفة جنابك كده يبقي مش محتاجة توضيح ياسين أكيد عمل مصيبة والبنت معزورة أكيد ده أبن خالتك أكيد هتبقي شبهه.


انتبه إلي شئ وتحدث بحذر:

-مش المفروض نروح نزور صفا ؟


تنهدت بحزن وقالت:

-المفروض بس مكسوفة منها هنوريها وشنا أزاي ؟


مط شفتيه بحيرة وعقب:

-علي الأقل نفهم منها يا خالتو إلي حصل ونعرفها أننا في ضهرها.


سهمت نظراتها قليلاً شاردة وتداركت قائلة:

-هو كلامك صح بس أنا مكسوفة منهم.


صمتت قليلاً وتسألت بحذر:

-هو ياسين أتصل بيك ؟ أو بعت ليك رسالة ؟


حرك رأسه نافياً وأضاف بنبرة حادة:

-لأ أنا مصدوم من رد فعله بجد ولا سأل عنا غير إلي مجنني طيب أفترضنا طلق صفا رغم أني مش فاهم السبب فين عقله بجد لما رجع فريدة ؟؟؟!! دي كسرته واتخلت عنه يعني المفروض تبقي أكتر واحدة يبقي كارها ومش قادر يبص في وشها تحبي أنا أكلمه أفهم منه ؟


حركت رأسها نافية وعقبت:

-لأ لما البيه يفتكر أن ليه أم ويجي يسأل عليا وقتها نبقي نتكلم ونعاتب صفا هنروح ليه بس مش دلوقتي لما تهدي شوية.


أومأ رأسه متفهماً واستطرد قائلاً:

-تمام يا خالتو أنا بردوا بفكر أخد اجازة من الشغل مش هنزل دلوقتي محتاج أبقي لوحدي.

❈-❈-❈

بعد ما حدث معها عادت إلي منزلها ولكن جفاها النوم، قررت الذهاب إلي صديقتها تطمئن عليها، وتسرد لها خيبتها هي الآخري.

لاحظت صفا شرودها تسألت بوهن:

-سرحانة في أيه يا نور؟


ربت الأخري علي ظهرها بحنان:

-ولا حاجة يا قلبي طمنيني عن نفسك ؟


إبتلعت صفا ريقها بمرارة وقالت:

-بعت ليا ورقة طلاقي النهاردة لأ ومش بس كده باعت ليا المحامى بشيك هو للدرجة دي شايفني رخيصة ؟


أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-الواطي الحيوان اه يا ناري منه يستاهل الزفت التاني عملته فيه.


قطبت صفا جبينها بحيرة وتسألت:

-هو مين الزفت التاني ويستاهل أيه عملتي أيه بالظبط؟


ردت نور باندفاع:

-أمير أفندى جالي النهاردة بس هزأته ومخلتش ليه قعد بقي يدافع عن نفسه ميعرفش هو أيه إلي حصل ولما عرفه ساب البيت هو وخالته وكلام فاضي.


حركت صفا رأسها بيأس وتعجبت:

-وليه عملتي كده ؟ وليه أفترضتي من الأساس أن أمير شخص مش كويس بالعكس أنا واثقة أن كلامه صح هو وطنط سلوي فعلاً غير ياسين ووالده أنتي غلطي فعلاً بجد.


زفرت بضيق وهتفت بتبرير:

-مش عارفة يا صفا مش عارفة بس بجد أنا قرفت من الناس الأغنية دول صحيح في موضوع مهم عايزة أبلغه ليكي.


حدقت بها منتبهة إلي حديثها وتسألت:

-خير في أيه تاني ؟


ردت نور باندفاع:

-أنا حكيت لدكتور عصام وهو دايماً كان بيسأل عنك وكمان هيدور ليكي علي شغل في مستشفى تانية .


أومأت بإيجاب وقالت:

-دكتور عصام كنت بحس أنه خايف عليا فعلاً كنت شايفها في عينه.


أغمضت عيناها بحزن وأسترسلت بإيضاح:

-ياريت كان وقف قدامي ومنعني مكنتش وصلت لكده بس نصيبي كده .


تبسمت نور بمؤازرة وقالت:

-إهدي يا قلبي ربنا يعوضك خير بإذن الله أنتي مش ناوية تنزلي شغل ؟ 


أومأت بإيجاب وردت:

-هنزل بس مش دلوقتي محتاجة وقت يا نور محتاجة أرمم قلبي وروحي من جديد عشان أقدر أواصل وأكمل.


الصفحة التالية