-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 24 - 1 - الجمعة 22/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر الجمعة

22/11/2024



"وقد يهبك الله العوض من حيث لا تحتسب، فكن علي يقين أن الخير أتٍ"


أستيقظت آثر طرقات علي باب الشقة نهضت بتثاقل ترتدي إسدالها لتري من الطارق من المؤكد أن أحد جيرانهم فوالدتها خرجت مبكراً لشراء ما يلزم المنزل ومعها مفتاحها الخاص، فتحت باب الشقة وتفاجأت بسلوي وأمير نظرت لهم بتردد وصمتت.


تحدثت سلوي بإحراج:

-ينفع ندخل ؟


تبسمت بهدوء وتنحت جانباً تفسح لهم المجال للدخول ولجت سلوي واتبعها أمير جلسوا علي الأريكة متجاورين أغلقت صفا الباب وتحركت خلفهم وجلست بصمت.


هتفت سلوي بحرج:

-أزيك يا بنتي أخبارك أيه ؟


ردت بهدوء:

-الحمد لله.


آخذت سلوي نفس عميق وقالت:

-والله يا بنتي أحنا آول ما رجعنا وعرفنا إلي حصل أنا سبت البيت ليهم أنا مش عارفة أيه إلي حصل لياسين وأزي يعمل كده ده كان روحه فيكي.


تبسمت بمرارة وقالت:

-الحمد لله علي كل حال ربنا يوفقه في حياته.


نهضت سلوي وجلست جوارها تربت على ظهرها بمؤازرة:

-أنا جنبك يا بنتي وفي ضهرك يا حبيبتي ربنا يعلم معزتك في قلبي قد أيه.


تدخل أمير في الحوار قائلاً:

-أنا مش فاهم أيه إلي حصل بالظبط وإزاي يرجع البومة دي أنا شاكك أن فيه لغز.


تحدثت صفا بهدوء:

-لغز أو مش لغز أنا وياسين صفحة وانتهت ربنا يصلح حاله كل حاجة انتهت وبعت ليا ورقة الطلاق كمان.


حركت سلوي رأسها يميناً ويساراً برفض وقالت:

-أنا هتجنن بجد مش قادرة أصدق أيه إلي حصل ليه طيب هنفترض زعل منك في حاجة مثلاً وهيبعد عنك ليه يرجع فريدة بعد إلي عملته فيه ؟


تبسمت الآخري بمرارة وقالت:

-يمكن لسه بيحبها.


تجهم وجه سلوي وهتفت بعدم رضا:

-نعم ؟ يحب مين لو بيحبها زي ما أنتِ بتقولي ورجع ليها بعد ده كله يبقي لا عنده دم ولا كرامة .


ألتفت إلي صفا بحنان وقالت:

-أنا زي ما قولت ليكي أنا جنبك وفي ضهرك يا حبيبتي أطمني.


أومأت بتفهم ورددت ممتنة:

-شكراً لحضرتك.


انتبهت سلوي إلي شئ وتسألت:

-هي مامتك فين يا بنتي أخدنا الكلام ونسيت أسال عنها ؟


ردت صفا بهدوء:

-بتجيب طلبات.


أومأت بإيجاب وقالت:

-ربنا يبارك ليكي فيها يا بنتي.


نظرت إلي أمير بتردد وتسألت:

-أنتِ هتزعلي يا بنتي لو أمير أتقدم لنور أو ده هيسبب ليكي أي حساسية ؟


حركت رأسها نافية وعقبت بتبرير:

-لأ طبعاً بالعكس والله وأنا أصلاً اتخانقت مع نور بسبب إلي عملته معاه بجد هما يستاهلوا بعض ربنا يوفقهم.


تبسم ممتن وقال:

-تسلمي يارب.


نهضت سلوي وتبعها أمير وهتفت باستئذان:

-هنستئذن أحنا يا بنتي ووصلي سلامي لماما بعد إذنك غادروا هما وتهاوت هى بجسدها علي الأريكة بشرود تام.

❈-❈-❈

مساء أحد الأيام ذهب ياسين إلي شقة أمير لزيارتهم ومقابلة والدته استقبله أمير وجلسوا سوياً.


رمقه ياسين معاتباً وقال:

-ممكن أفهم أنتوا بتعملوا أيه هنا؟


رد أمير بهدوء:

-أنا هنا في شقتي.


أشتعل الآخر غيظاً وقال:

-بجد أيه إلي جد أن حضرتك تقعد في شقتك ؟ أنت كنت قاعد معانا ؟


زفر أمير بسأم وأجاب:

-أولاً أنا كنت عايش في شقتي من فترة وجودي معاكم كان لفترة مؤقتة عشان تعبك والحمد لله ربنا تم شفاك علي خير خلاص.


تهكم ساخراً وعقب:

-بجد طيب ده بالنسبة ليك طيب بالنسبة لماما ؟


تنهد أمير بهدوء وقال:

-خالتو حابة تفضل هنا أكيد مش هطردها يعني يا ياسين.


تحدث ياسين معاتباً:

-بجد ؟ أنا مش فاهم أنت وهي مالكم فيها أني طلقت صفا ده يستدعي زعلكم مني كده وكمان تسببوا البيت ؟


رد أمير بإقتضاب:

-وأنت شايف أصلا إنك تطلق صفا ده شئ عادي من الأساس لا والأعجب إنك ترجع فريدة مش هي دي إلي سبتك وطلبت الطلاق من أول مطب؟ رد عليا ساكت ليه؟


تجاهل حديثه وهتف بإصرار:

-عايز أقابل ماما قوم ناديها.


رد أمير ببرود:

-وهي مش عايزة تقابلك.


اشتعلت عيناه بصدمة وتسأل:

-أنت بتقول أيه ماما مش عايزة تقابلني ؟


تنهد الآخر بقلة حيلة وقال:

-أيوة.


نهض ياسين وأغلق أزرار حلته وغادر دون حرف واحد ليحفظ ما تبقي من ماء وجهه.

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوعين ظلت الأوضاع كما هي حالة صفا ازدادت سواءً ، وسلوي ترفض مقابلة ياسين أو التحدث معه. 


في أحد الأيام سقطت صفا مغشياً عليها فزعت والدتها وحدثت رفيقتها نور التي حضرتك للتو وقامت بإفاقتها.


فتحت صفا عينيها بضعف وقالت:

-نور أنتِ بتعملي أيه هنا ؟ هو أيه الي حصل ؟


ربتت نور علي كتفها بحنان وقالت:

-أغمي عليكي يا حبيبتي وطنط كلمتني.


صمتت قليلاً وتحدثت بحذر:

-صفا من حالتك دي وكمان كلام طنط بيوضح حاجة واحدة بس أنتِ حامل يا صفا.


أغمضت عينيها بألم وقالت:

-عارفة.


شهقت والدتها معاتبة وقالت:

-عارفة إنك حامل ومخبيه عني يا بنتي ؟


تنهدت بحزن وقالت :

-هتفرق في أيه يا ماما هيتولد في الدنيا من غير أب..


ربتت والدتها علي ظهرها بحنان وقالت:

-سلمي أمرك لله يا بنتي إلي في بطنك ده عوض ربنا ليكي يا حبيبتي.


تساءلت نور بتردد:

-طيب ليه مش هتقولي لياسين يا صفا ده إبنه ؟


ابتسمت ساخرة وعقبت:

-تفتكري أبني هيفرق معاه ؟ لا يا نور أنا كنت بالنسبة ليه نزوة وبس.


تنهدت والدتها بحزن وقالت:

-ده حتي والدته مقاطعها هي كمان أنا بس نفسي أعرف ليه يعمل كده ؟ كسرة القلب عندهم هينة؟ طيب أنتِ معلش لكن أمه كمان يبعد عنها جاله قلب علي رأي المثل إلي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد ومن وقت ما جت لصفا مجتش مكسوفة من عمايل إبنها. 


غيرت نور الحديث وقبلت جبين صفا بحب:

-مبروك يا حبيبتي يتربي في عزك يا قلبي مش ناوية ترجعي الشغل بقي؟


وضعت يدها علي أحشائها بشرود وقالت:

-هرجع يا نور عشانه.


صقفت نور بحماس وقالت:

-أيوة كده هي دي صفا صاحبتي القوية أنا هتكلم مع دكتور عصام وأبلغه انك خلاص هترجعي.


تبسمت صفا بوهن وقالت:

-وأنتِ بقي هتفضلي معلقة الواد جانبك مش هنفرح بيكي بقي؟


حمحمت بإحراج وقالت:

-سبيها لوقتها خلينا فيكي أنتِ وفرحتي بحبيب خالتو ده.


تفهمت صفا رغبتها في تغيير الموضوع وصمتت حتي لا تحرجها.

❈-❈-❈

تجلس سلوي تحتسي قهوتها بشرود تام تطلع لها أمير بإشفاق وجلس جوارها:

-هتفضلي سرحانة كده كتير يا خالتو؟


تنهدت بحزن وقالت:

-غصب عني يا أمير مصدومة ياسين مفكرش حتي يرفع سماعة التليفون عليا ؟ من ساعة ما جه ورفضت أشوفه.


ربت علي ظهرها بحنان وقال:

-حقك عليا أنا يا حبيبتي.


صمت قليلاً وتحدث بحذر:

-أنتِ ليه مروحتيش تشوفي صفا وتطمني عليها تاني ؟


أغمضت عيناها بألم وقالت:

-أروح أطمئن عليها وأقول ليهم أيه بس تاني يا أبني بعد إلي ياسين عمله أنا مش فاهمة ازاي يعمل كده ده كان بيحبها وروحه فيها أنا حمدت ربنا أن والدتها مكنتش موجودة لما روحنا.


انتبه أمير إلي شئ، ومط شفتيه بحيرة وتسأل:

-خالتو أنتِ مش ملاحظة حاجة ؟


إنتبهت له وتسألت:

-حاجة أيه ؟


استرسل بإيضاح:

-أحنا سافرنا وهما جم بعدها بتاني يوم ومن المفترض كانوا هيفضلوا أسبوعين معني كده أنه كان مقصود نبقي مش موجودين هنا .


أومأت بإيجاب:

-ده إلي فكرت فيه.


حمحم بإحراج:

-هو مش عمو أحمد كان معترض علي الجوازة دي ؟ وكمان هو إلي كان حاجز لينا ومجهز السفر كمان ؟


اتسعت عيناها بصدمة وعقبت:

-قصدك أن ده كله من تخطيط أحمد وهو إلي خلاه يطلق صفا مش ياسين من نفسه؟


أومأ بأسي:

-أيوة يا خالتو أحنا لازم نتكلم مع ياسين ونفوقه.


ردت بخزي:

-لأ سيبه هو إلي يكتشف بنفسه.


تحدث أمير بحزن:

-بس لو تخمنا صح هيتوجع أوي ومش بعيد صفا أصلاً ترفض ترجع ليه.


تنهدت بقلة حيلة وقالت:

-هو إلي غلط وهو إلي هيستحمل نتيجة غلطه يا أبني لله الأمر من قبل ومن بعد.


الصفحة التالية