-->

رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 27 - 1 - الخميس 28/11/2024

  

 قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية تائهة في قلب أعمى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السابع والعشرون

1

تم النشر الخميس

28/11/2024



"أحياناً نتمني أن تكون حياتنا حلماً، حتي نظل مع من نحبهم، ونتمتع بالقرب منها"

 

تنهدت بحزن، وهتفت بآلم وهي تتأمل ملامحه وتحفرها داخل قلبها:

-يا تري دي كمان كنت مصدومة فيها ياسين وطلعت بتتعاطي فعلاً هو أنت أيه إلي غيرك كده فهمني ولا أنت كنت كده من البداية وأنا إلي أتخدعت في مراية الحب عارف يا ياسين أنا أكتشفت إنك مكنتش أعمي البصر من الأساس لأ أنت أعمي القلب كنت ومازالت أعمي القلب مش عارفة أقولك أيه غير ربنا يرفع الغشاوة عن قلبك.

زفرت أنفاسها الأخيرة بضيق وحملقت في يده بتردد لديها شعور تود أم تجربه تمنت كثيراً أن يحدث ولكن كان داخلها يقين أنه لم يحدث، وها قد جاءتها الفرصة كي تستمتمع بهذه اللحظة التي لن تكرر جذبت يده برفق وضمتها بين قبضتها الصغيرة ووضعتها فوق بطنها وموضع جنيها، أغمضت عيناها بإستمتاع وهي تشعر بيده الحانية فوق جنينهم يتحسسوه سوياً، لكن لم تدوم سعادتها طويلاً بعد أن إستمعت إلي صوته الخافت، فتحت عيناها سريعاً علي وسعهما ونظرت له وجدته يحرك أهدابه برفق، ويديها تتحرك فوق أحشائها هامساً بإسمها بخفوت:

-صفا صفا أنتِ هنا ؟

قالها وأغمض عيناه مرة أخرى، تنهدت براحة وتركت يده ووضعتها فوق صدره وتسألت بهمس:

-يا تري يا ياسين أيه سر إلي حصل ليك يا ياسين ؟! أنت وحشتني  أوي يا حبيبي رغم كل إلي عملته فيا لسه بحبك أتمني تفوق يا ياسين.

ألقت عليه نظرة مودعة تحمل الكثير من الآلم والفراق، وبعدها غادرت بعد أن ودعت صديقتها وشكرتها.

بينما هو فتح عينيه بصعوبة وأغلقها مرة آخري بضعف شديد.

❈-❈-❈

كانت تجلس على المقعد بالخارج، حتي تفاجأت بمن ينظر لها بإحتقار ولم تكن سوي حماتها المصون.

نهضت بهدوء وغادرت المكان سريعاً قبل أن ينشأ بينهم عراك مؤكد، ربت أمير علي كتفها بحنان وقال:

-سيبك منها يا خالتو ياسين أهم دلوقتي.

تنهدت بحزن وقالت:

-هي بوز الأخص السبب في كل المصايب أنا عارفة.

رد بتعقل:

-هو إلي أختار وهو إلي يتحمل نتيجة اختياره يلا ندخل بقي.

ولجوا إلي الغرفة بعد أن سمحت لهم نور فهي من أخبرت أمير بتعبه دون التطرق إلي تفاصيل، اطمأنت سلوي علي فلذة كبدها وغادرت بحزن برفقة أمير فآخر ما تريده الأن هو مواجهة أحمد أو التحدث معه من الأساس .

دلفت الغرفة برفقة أمير نظرة إلي نجلها بحزن واتجهت له قبلت جبينه بحنان:

-ربنا يقومك بالسلامة يا ياسين يارب تفوق من إلي أنت فيه وربنا يسامحك يا أحمد علي إلي وصلت إبنك ليه.

 

ألتفت إلي أمير وتحدثت بحنان:

-يلا يا أمير خلينا نمشي.

 

أومأ أمير بتفهم وقال:

-حاضر يا خالتو.

 

غادروا سوياً بصمت تام بعد أن ألقي أمير نظرة ممتنة إلي نور التي تقف خلف الغرفة الزجاجية، وتبسمت هي بدورها له.

❈-❈-❈

أثناء خروج صفا من المستشفى كي تجلس بالحديقة تقابلت مع صفا ووقف كل منهم في مواجهة الأخري في حرب النظرات لا يقطعها سوي نظراتهم الحادة وصوت أنفاسهم العالية.

قطعت فريدة هذا الصمت متهكمة:

-هو أنتِ لسه شغالة هنا؟

وضع يدها علي فمها بطريقة مسرحية وقالت:

-أوبس نسيت أكيد سينو حبيبي رفض يرفدك أصل عارف إنك شحاتة أنتي وأهلك هتأكلوا منين هو بقي قال يكسب ثواب فيكي.

ما كان رد صفا عليها سوي صفعة مدوية علي وجنتيها وجذبتها من خصلات شعرها المتطايرة وهي تصيح بغل:

-مبقاش غيرك أنتِ إلي تتكلمي أبه نسيتي أنتي عملتي في أيه أنتي وأهلك أحنا أه فقراء لكن عندنا أصل مش زيكم.

كل هذا وفريدة تصرخ بألم وهي تحاول فك خصلاتها من بين قبضة الآخري، تركتها صفا وبصقت عليها في وجهها وغادرت بكبرياء وفريدة تقف مذهولة مما فعلته بها كل هذا كان أمام سلوي وأمير الذين كانوا علي وشك المغادرة.

سلوي بضحك:

-والله البت صفا ديه بميت راجل ربنا يبارك فيها.

أضاف أمير ضاحكاً:

-كله كوم ولما جابتها من شعرها ده كوم تاني أه كان نفسي أصور ولا الكف ده كان هيبقي ترند الموسم.

تبسمت سلوي بخبث وقالت:

-أكيد كاميرا المستشفى صورت بس الفيديو مش هينزل للناس أنت وشطارتك بقي تجيبه.

تسأل بعدم فهم:

-قصدك أيه مش فاهم ؟

ردت بهدوء:

-لما ياسين يقوم بالسلامة هتبعته ليه.

أومأ بإيجاب وقال:

-فهمت يا خالتو يلا بينا.

انتبهت إلي شئ وتسألت:

-شكرت نور أنها بلغتنا ؟

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-أيوة أطمئني.

❈-❈-❈

عادت إلي حيث كانت مرة  آخري وجدت أحمد يجلس نظر لها بحيرة وتسأل:

-أنتِ كنتي فين ؟ وأيه إلي حصلك ؟

ردت ممتعضة:

-الهانم إلي إبنك كان متجوزها ضربتني.

تبسم بإتساع وقال:

-هو أنا مش طايقها بس كويس أوي عملت الي نفسي اعمله.

قطب جبينه بعدم فهم  وأكمل بتساؤل:

-أنتِ كنتي فين ؟ 

أجابت بضيق:

-طنط سلوي وأمير كانوا هنا خوفت تمسك في خناقي نزلت وأهو ربنا رزقني ببوز الأخص التانية وبهدلتني زي ما حضرتك شايف.

تهكم ساخراً وعقب:

-تصدقي بالله ما في بوز أخص غيرك أنتِ.

تجاهلت حديثه وهتفت مستفهمة:

-ثواني هو أنت إلي أتصلت بأمير وبلغتهم؟

حرك رأسه نافياً وتحدث بحيرة:

-لأ صحيح عرفوا أزاي؟

رفعت كتفيها باللامبالاة وقالت:

-مش عارفة المهم هو هنروح أمتي ؟

رمقها بإزدراء وقال:

-تروحي أيه يا هانم هنمشي ونسيب ياسين إلي كان هيموت من تحت رأسك اه لما ياسين يقوم بالسلامة ويعرف إلي عملتيه.

أتسعت عيناها بصدمة وتسألت:

-نعم نعم هو أنت هتقول ليه علي أساس أنها كانت خطتي ولا كانت خطة حضرتك؟ 

أكملت بتوعد:

-لا بقي لو فاكر إنك هتبعني يبقي عليا وعلي أعدائي وأظن إبنك لما يعرف الموضوع ده كمان يبقي معتقدش أنه هيبص في وشك من تاني فمن مصلحتك أنك تسكت هيطلقني مش فارق معايا كتير لكن أنت بقي يا تري هيعمل معاك أيه ؟

ظل ينظر لها بتوعد وصمت وفي داخله يساوره الشك منها عليه أن يتخلص منها وفي أسرع وقت ممكن فهذه الماكرة أصبحت تشكل خطر كبير عليه.

❈-❈-❈

مرت المدة المحددة وبالفعل استيقظ ياسين وكان بجواره فريدة وأحمد، دلك ياسين جبينه بآلم وتسأل:

-هو أيه إلي حصل يا بابا أنا هنا بعمل أيه ؟ أنا آخر حاجة فاكرها كنت بشرب القهوة وبعدها حسيت بفوران في دماغي وبعدها مش حاسس بحاجة .

نظر الإثنين إلي بعضهم وتحدث أحمد بتبرير:

-ضغط عالي.

جعد حاجبيه بحيرة وتسأل:

-ضغط عالي ؟ وأنا من إمتي عندي عند ضغط أصلاً؟

هتفت فريدة بحذر:

-عادي يعني ضغط مفاجئ.

رمقهم بعدم تصديق، وصمت قليلاً وبعدها تسأل بحذر:

-عيب صفا جت ليا يا بابا ؟ هي كانت هنا صح أنا كنت حاسس بيها.

زفر الآخير أنفاسه بضيق وقال :

-لأ مجتش يا ياسين أنساها بقي ريح نفسك وريحني.

تنهد ياسين بضيق وتدارك متسائلاً:

-أحنا هنروح أمتي ؟

استطرد والده بتوضيح:

-الدكتور قال لما تفوق هيمر عليك وتقدر تمشي.

وبالفعل حضر الطبيب ولم يكن سوي غريمه، تحدث بعملية:

-ممكن تستنوا بره عشان افحص المريض.

آخذ أحمد فريدة وغادروا إلي الخارج، نظر ياسين إلي الطبيب بضيق:

-هو مفيش دكتور غيرك؟

تجاهل سؤاله وعاجله بسؤال:

-هو حضرتك بتتعاطي أي برشام مخدر؟

زفر ياسين بضيق وحرك رأسه نافياً:

-لأ.

الصفحة التالية