رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 59 - 1 - الإثنين 4/11/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل التاسع والخمسون
2
تم النشر يوم الإثنين
4/11/2024
كان أدهم ينظر لعادل الذي انفجر في الضحك وهو يقول:
_انت بتهزر يا أدهم أنت زعلان أني بقول بنتك بنتي أنا بحاول أطمنك..
نظر له ولم يرد : ممم
عادل: لا كده كتير هو انت عديت مرحلة الغير على المدام وانتقلت للبنات، في ايه يا ادهم أمال لو بعد فترة قالتلك أنا حامل هتعمل ايه؟
_ انت اتجننت يا عادل حامل ازاي
_نعم! بتستعبط يا ادهم انت ناسي ان الليلة فرحهم.. لا انت محتاج زيارة لـ دكتور نصر الدين من تاني
_ ليه مجنون ولا بشد في شعري..
_ تعالي هنا انت زعلت ولا ايه، انا بهزر معاك و بحاول افك شوية وبعدين متقبلهاش جد واطمن انا واثق في أحمد، ومتأكد ان بـ يحب دانا وبيخاف عليها من الهوا ويمكن من نفسه..
هز راسه وتحرك مع زوجته التي تدرك غيرته المكبوتة..
أما هناك في جناح أحمد عادل ودانا كانت تسير بجوارها تشعر بقلق والتوتر، ربما لم تخدعها ابتسامته طوال الحفل وما ان وصل إلى الطابق الخاص بهم، حتى حملها بين ذراعيه وعينه تغوص في عمق عينيها وما ان دخل إلى الجناح الذي كان بحجم الفيلا بأكملها، حتى أنزلها في غرفة النوم وهو يقول:
_ مبروك يا حبيبتي
نظرت له بخجل وهي تفرك يدها بينما هو ابتسم وهو يفتح ذراعيه لها، ينتظر أن تخطو إليه وها هي تقاوم الخجل وتقترب منه ضمها بعشق وهو يمس بصوت دافئ:
_ مالك حاسك خايفه؟! بس مش مني كأن اللي حصل في الفرح لسه مأثر عليكي..!
_ تقصد ايه؟
_ انتي فاهمة قصدي انت كنت عارفة أنا بتكلم عن ايه، الكلمة اللي قالها رحيم مش رايحة من بالي..
_ كلمة ايه؟
_ ماستر والمعنى واضح ان الزفت ده سـ ادي وده يخليني أسأل أنت كنت عارفة؟!
_ هاه ..
_ يبقى كنت عارفة، ده اللي خلاكي محتاجة درع ده اللي خلاكي توافقي عليا.
_ لا.. مش ده ولو عندك استعداد تسمع انا ممكن أحكي..
_مش عايز ازعجك وأحسسك إنك مضطرة تبرري لاني سبق وقلت ليكي أن اللي فات بتاعك؛ واللى جاى بتاعنا.. ماقدرش ألومك على مشاعرك الـ
_ مفيش مشاعر ولا حاجه زي ما انت متخيل
_أنا مش متخيل حاجة ومستعد اديكي الوقت اللي تحتاجيه عشان…
_ مش محتاجة وقت
نظر لها بدهشة مغلف بالعشق بينما هي أكملت
_ اول معرفتي بيه اتخنقت معاه وقولت عليه متخلف
تحرك معها إلى الاريكة، وهو يساعدها لتجلس يدرك انها تريد ان تبوح بما بداخلها لذا جلس بجوارها، وهو يسمعها تكمل:
_ وبعد شهر شوفته في مكتب بابا رفضت اني اشتغل تحت قيادته، وهو رفض تواجدي في المشروع، وبعدها جمعتنا الظروف في أكثر من صدفة، حسيت ان معجبة بنجم في مجالي اسمه بيلمع في مجال بحلم بيه مش اكتر..
_ ممم سامعك..
_ بس قلق بابا وتوتره ورفضه ان يتواجد معايا لأي سبب من أسباب حتى لو كان الشغل كان دافع يخليني أفكر ايه اللي ادهم البيهي شايفه انا مش شايفاه، ايه اللي يعرفه وانا لسه مش أدركته، رغم ان انا كنت بتعامل عادي في المطلق بس اوقات كنت بحس ان عينيه فيها حاجه
ازدردت لعابها وهي تنظر له تستشف واقع الكلمات عليه، ولكنه كان لازال ينظر لها بدفء فقالت:
_كنت ما بروحش الشركه من فتره، كنت في موقع بشرف عليه في الوقت اللي قالت لي داليدا انها راحه ليا المكتب قررت ان انا اقابلها هناك انصدمت لما شفته بيتكلم معاها على انها انا، ما عرفنيش..
سكتت بره ورجعت لتقول:
_ما قدرش يفرق بيني وبينها لما شافني اتصدم لما عرف ان احنا توأم في اليوم ده ادركت ان اعجابه بشكل مش بروح، في اليوم ده سهرنا عند خالتو رحيم بالنسبه لي صديق و أخ رغم ان انا عارفه انه طبع وظروفه مختلفه عن الكل، وانت عارف ان داليدا متعلقه بيه..
_عارف
_ وقتها سالته هو لو واحد بيحب حد يقدر يفرق بينه وبين توأمه، وقتها فهم بس كانت غيرته على داليدا اكبر مما تتخيل، طلب منها ان هي تمشي عشان يتكلم معايا عنه قدر يوصل ليه من غير ما اقول له هو مين، جاب صورته وقال لي ده.. وقتها حرفيا حسيت ان اصابه مس من الجنون لما اقتحم حساباته.. طلب من داليدا تمشي كان خايف عليها انها تشوف اللي اشوفه ومع ذلك قال لي ممكن اقول لك ما ينفعكش، بس لازم تشوفي بعينيك، لازم تعرفي انه «خيه» كون انه ذكي، ماهر، لبق في دي حاجه تخصه، لكن انه سـ ادي مستحيل يكون جزء من العيلة دي، او اني اسمح انك تخوضي تجربة زي دي، يا ترى هتقبلي يحصل فيك كده..
نظر لها بهدوء كأن كلامها لا ينخر قلبه وفتت روحه، فقالت:
_ حط تليفونه قدامي كانه بيواجهني بالواقع كأنه عايزني اشوف كل حاجه عشان اهرب وابعد قبل ما اتورط او ان مشاعري الهشه تجرفني لحاجة أبعد من كده..
نظر لها بهدوء وهو يقول:
_ كملي سامعك
_ بوجعك
_ ابدا
_وقتها قال لي فيه حد قريب مني قوي بيكن ليا مشاعر قويه يمكن انا لسه ما حسيتش بيه او يمكن هو استني الوقت المناسب لما سالته مين قال لي بتسألي معقولة ما انتيش حاسة في اللحظه دي داليدا وصلت سمعت اخر كلام وفهمته غلط كانت منهاره حرفيا وقالت له كلام كثير يوجع وقررت انها تمشي، ثاني ركبه عربيتي وهدومي خرجت في الوقت اللي المفروض هو بيخرج فيه وقفها زعق لها وطلب منها انها ترجع وفهمها انه بيتكلم على حد غيره وانها تعتبر نفسها خطيبته بعدها بكام يوم قدرت اخذ قرار ان انا ما حبيتوش لدرجه اني اتالم علشانه، وما وصلتش لدرجه اللا رجعه قررت اروح الشغل والجامعه وقتها قبلتني سالتني بقى لي كم يوم مش ظاهره، واليوم اللي شفت في عربيتي كانت اختي اللي رغم انها كانت لابسه لبسي وراكبه عربيتي وانت ما اتكلمتش معاها بس عرفت انها مش انا
_ فعلا قلبي قالي أنها مش أنت
_ في اللحظه دي حسيت ان الدنيا بتديني بالقلم، بتقولي فوقي في حد ممكن يحب حد كده يعرفوا من غير ما يتكلم معاه؛ من غير ما يقرب منه انت وداليدا نسخة واحدة بابا وماما مش بيفرقوا بينا الا عن طريق اللبس والدراسه انت قدرت تفرق وقدرت تبوح بمشاعرك حسيت بالخجل أول مرة حد يتكلم معايا كده قدرت تاخد جزء من تفكيري مش هكذب واقول لك كان عادي، قلبي كان بيدق بطريقه غريبه توتر خوف قلق..
أبتسم لها وهو يعود معها إلى ذلك اليوم..
_ في اليوم اللي ما حضرتش فيه الاجتماع انا نسيته فعلا لما لقيتك قدامي ما اعرفش ازاي قلت انك خطيبي كنت بتحمى بيك ولا بتحمى فيك مش عارفه بس من يومها حاجات كتيرة اتغيرت، بس لو انت شايف ان احنا مش هنعرف نكمل
وضع اصبعه على شفتيها وهو يوقف الكلام حتى لا تكمله دون ان يشعر أقترب ليقبلها بشغف لقد اعطته بريق الامل، نظرة عينها والتوتر الذي تشعر به من بعده او خوفا من ان يبتعد عنها كان كافيا حتى يقترب بقوة فصل قبلته وهو يقول:
_يلا عشان نصلي ونبدأ حياتنا ولا محتاجه وقت
ابتسمت بخجل وهي تنهض تتحرك الى الجناح تبحث عن ذلك الاسدال الذي سترتديه للصلاة بينما هو ابتسم وهو يتحرك لحمام اخر يجدد وضوءه ها هو يؤمها وما ان انتهى وضع يده على ناصيتها وهو
يدعي ذلك الدعاء اللهم اني اسالك خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جلبته علي
انهى كلمته وهو يقربها منه يضمها بشغف يقبلها بشوق..
هذه اللحظة التي ينتظرها وما ان وجد انها لا تتمنع او تحاول ان تبعده حتى تعمق في الوصول إليها إلى أن كان ما كان وأستلم صك ملكيتها وهو يقبل جبينها قبلة دافئة يضمها بين يديه يهدهدها ويهدءها وهو يهمس:
_مبروك عليا يا قلبي
كانت تشعر بالخجل يجتاحها وهي تضغط على شفتيها التي ترتجف، ربما تقاوم ذلك الألم الفطري وهي تهمس:
_الله يبارك فيك
بينما هو ارتدى الراب الخاص به يعد لها حمام دافئ يساعدها لتسترخي..