رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 19 جـ 1 - 1 - الخميس 28/11/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل التاسع عشر
الجزء الأول
1
تم النشر يوم الخميس
28/11/2024
« لا أصدق ...!!! »
أحيانًا نتمنى ألا نفهم ، أن نترك الأمور على سجيتها يُفهم ما يُفهم و يُترَك ما يُترَك ، أن نتغافل عن الثقوب والأخطاء وأن نبقى على سكوننا بدون أى رد فعل ، كما لو أن رد الفعل سيمحو الضرر الذى سيلحق بنا ...
إدراكنا للحقيقة مُجهد للعقول مؤلم للقلوب ، مؤذى للنفس ... ففي بعض الأحيان نفضل ألا نصدق ...
❈-❈-❈
المخابرات العامة ...
ليس من السهل أن يمر بهذا التخبط ، هو من لا يهزمه شئ يشعر بالألم و الإنهزام ، خرج "معتصم" من مكتب "نظمي" هاربًا من وجوده مع "طه" ، هذا الذي أعلن دون إدراك فوزه عليه وحصوله على قلب و فِكر "عهد" ..
( إنها ليست له ) .. هكذا قالها لنفسه بألم شديد ، دلف لداخل مكتبه المغلق منذ فترة طويلة لينعزل عن البقية مغلقًا بابه تاركًا لتعبيراته المتألمة بالظهور أخيرًا على ملامحه الجامدة ...
لحظة من عدم التصديق مغمضًا عيناه بقوة فإحساسه بالنجاح والإفتخار بما وصل إليه تلاشى تمامًا فور سماعه خبر زواجها ..
لم يجد سوى نفسه ليتحدث معها ..
- يعني إيه ...؟!! مخطوبة ...!!! حتتجوز ...!!! طب إمتى ... وإزاى ...؟؟! واللي أنا حسيته منها فى الكوخ ...!!! كان إيه ... وهم ... أنا شفت الألم فى عنيها ... شفت الإهتمام فى روحها ...!!! معقول كل ده كان عشان المهمة وبس ...؟؟!!
بصدر منفعل وقلب مفعم بالإنكسار وقف "معتصم" بذهول مستكملًا ...
- ماشى يا "عهد" ... أنا حشوف أخرتها إيه معاكِ ... ومع إللي إسمه "طه" ده كمان ... مش خلاص حتبقوا تحت قيادتي ... مش حعدى الحكاية دى بالساهل ...
توعده لها و لـ"طه" لم يكن سوى رد فعل عنيف لشعوره بالضيق والألم الذى حل بقلبه الذى لم يحصل على فرصته بإحساس العاطفة والحب لأول مرة ، خُذل قلبه وإنتهت قصته قبل أن تبدأ ...
إنتبه لطرقات تدق بابه ليتراجع عن تلك اللحظة الإنهزامية ويعود للامبالاته وجموده المعتاد ..
- إدخل ...
طل شاب متوسط الطول ذو وجه دائري وشعر أسود خشن وشارب عريض غطى على بقية ملامحه اليونانية متقدمًا بإبتسامة ..
- سيادة الرائد ... حمد الله على السلامة ...
إنتبه له "معتصم" مرحبًا ...
- "عمر" ...!!! إيه اللي جابك عندنا ...؟!!
تقدم "عمر" تجاه الداخل وهو يغلق الباب من خلفه بإحكام ...
- وحشتني قلت أجيلك ...
تطلع به "معتصم" بفراسة وإرتياب مازح ...
- وحشت مين ...؟؟! هو أنا مش عارفك ... إخلص ... قول جاي ليه ...؟؟!
ضحك "عمر" من طريقته المكشوفة مع "معتصم" ليردف بإيضاح ...
- لأ بجد ... أنا كنت جاي أرتب شوية شغل هنا عرفت إنك رجعت ... قلت أسلم عليك ...
جلس "معتصم" فوق حافة المكتب ليسند يديه مخالفتين فوق ساقه بحركة مميزة واثقة للغاية ...
- قول كدة ... ما هو إنت مش بتاع عواطف ووحشتني والكلام ده ...
جلس "عمر" فوق الأريكة بجانب المكتب بأريحية قبل أن يستطرد حديثه ...
- هو شغلنا ده فيه عواطف ... بس ميمنعش إنك لك وحشه والله ...
أهدل "معتصم" يديه ليلحق بصديقه جالسًا إلى جواره ...
- متشكرين يا حضرة الضابط ...
إعتدل "عمر" بجدية محت تمامًا هزليته منذ قليل قائلًا ...
- لما ترتاح وتبدأ ... عاوزك فى عمليه ... الموضوع كبير ومحتاج مننا شغل تعاون بينا وبينكم ...
تناسى "معتصم" ما شغل فِكره منذ قليل ليتسائل بمهنية وإحترافية شديدة ...
- من غير راحة ... إدخل فى الموضوع على طول ...
- أقولك يا سيدي ...
بدأ "عمر" بإيضاح محتوى ملفه الذى يعرضه عليه وما يتوجب من تعاون مشترك بين جهاز الشرطة والمخابرات العامة ليتضافر جهودهما لمصلحة الوطن بالنهاية ...
❈-❈-❈
أنت أكبر أخطائي بل أنت جميعها ، إن غاب الصبر فلا يلومنني إن أحرقت الموانئ لا السفن ....
سكوني وهدوئي لم يبشرا بالجنون الذى لاح بي ، فلم يتوقع أحد ثورة إمراة ناعمة ...
إنتفضت "عهد" في ذهول مما سمعته أذناها للتو ، لحظات صامته صادمة للغاية كان رد فعلها قبل أن تعيد ما قالته "وعد" منذ قليل بغير تصديق ..
- إنتِ إللي قتلتي "عاطف" ...!!!!! إزاى ده ...؟؟!!
لم تقدر "وعد" على تمالك إنهيارها فعندما تتساقط حصونها لا تتمالك القوة إلا بعد وقت طويل فقلبها مُرهف للغاية ، بدأت "وعد" بإيضاح الأمر بكل تفاصيله لأختها التى لا تعلم عما حدث مطلقًا ...
- بعد وفاة حمايا عم "محفوظ" ... "عاطف" إتغير خالص ... بقى يشرب ويسكر ويسهر ... بقى يخوني يا "عهد" ... ويا ريته حتى يخوني مع حد عليه القيمة .. لأ .. دول ستات كلهم شمال ... إستحملت كلامهم ورسايلهم ليا ... عارفة ليه ...؟!!
بأعين مندهشة حركت "عهد" رأسها بالنفي لتستكمل "وعد" دون إنتظار رد "عهد" ...
- عشان أنا قلبي إتقفل من ناحيته ... مبقتش قادرة أحبه ... مبقتش شايفاه راجل وسند ... مبقاش يهمني ... أنا إتقفلت من ناحيته ... عارفه ... أنا مش بس بقيت مش بحس ناحيته بأى حاجة ... لأ ... أنا بدأت أكرهه ...
أثار إحساسها تساؤل "عهد" متعجبة بشدة ...
- ولما إنتِ كرهتيه ومش طايقاه وهو خاين وتعامله معاكِ هو وأهله زى الزفت ... قعدتي ليه ... ؟؟! قبلتي الإهانة وقلة القيمة ليه ...؟؟! فهميني ليه الضعف ده ...؟!!!
بإرتجاف لم يتركها أكملت "وعد" بإستسلام ...
- عشان "زين" ... عمرهم ما كانوا حيسيبوني أمشى بيه ... "زين" روحي يا "عهد" مقدرش أعيش يوم من غيره ...
لم تستطع "عهد" أن تشفق عليها لأكثر من ذلك لتردف بحدة ...
- وبعدين طيب ... عملك إيه تاني ..؟؟!!
سحبت "وعد" نفسًا طويلًا ثم أجابتها ...
- أنا بقيت عايشه فى شقتي مليش دعوة بحد .. حتى هو مبقتش طايقة أقرب منه ويقرب مني ... منعت نفسي عنه كأني فى دنيا غير دنيته ... هو كمان بعد .. مكانش بيتكلم معايا أو بيتعامل معايا ... إتنين أغراب جمعهم مكان واحد ...
سحبت نفسًا مطولًا قبل أن تستطرد مستكملة بألم ...
- لحد الليلة السودا دى ... لقيته داخل عليا يتطوح وريحه نفسه تقرف من الهباب إللي بيشربه ده .. وقف قدامي وهو بيبص لي بنظرة غريبة أوى خفت منها ... لقيته داخل بيهددني ويقولي ... أنا خلاص حتجوز ... أنا مهمنيش حاجة ... ولا حتى حسيت إني زعلانه ... بالعكس ... لكن لما قالي إنه حياخد مني "زين" وإن إللي حتربيه الست إللي عاوز يتجوزها دي وإن أنا ماليش لازمة فى حياته كنت حتجنن ... محستش بنفسي ....جسمي كله كان بيتنفض من الخوف ... كله إلا "زين" يا "عهد" ... كله إلا إبني ...
عقبت "عهد" بإستنكار لضعف أختها ...
- كان يتجوزها ويغور ... طالما إنتِ مش طايقاه ...
هنا تذكرت "وعد" ما حدث بعد ذلك و تسبب بوفاته لتنهار ببكاء هستيري ...
- أيوة أنا قلت له كدة ... قلت له أنا لا طايقاك ولا عايزاك ... لما لقاني مش متأثرة بموضوع جوازه ده قالي إنه كان بيعمل كدة عشان يستفزني ويغيظني ... أنا عشان بعدت عنه ومنعت نفسي عنه بقى مش قادر يستحمل كده ... قالي إنه عمل كل ده عشان بس أتحرك و أغِير عليه ... ساعتها بس قالي إنه بيحبني .. لكن أنا كنت خلاص مش عاوزاه ...
تهدجت أنفاسها بقوة وهي تستعيد إستحضارها للمشهد وإنفعال "عاطف" عليها وقد أثارت غضبه وثورته ، فقد لمعت عيناه بجنون ليدفعها نحو الخلف متمسكًا بمرفقيها ليصرخ بها بإنفعال شديد ...
- قرب مني ومسكني جامد من دراعي وقعد يقولي إني باردة مش بحس ... أنا خوفت منه أوي يا "عهد" ... وبعدين هو يفيد بإيه بعد كل الإهانة دي ييجي يقولي بيحبني ... كان فين الحب ده لما كنت محتاجاه ... جه متأخر أوى ...
زاغت عيناها لوهلة تتمالك بعض دموعها المنهمرة ثم أكملت ...
- قعد يضغط عليا ... إننا لازم نرجع زي زمان وننسى كل حاجة .. بس أنا حسيت إني خلاص مش قادرة أستحمل أكتر من كدة ... لقيت نفسي مرة واحدة بطلب منه يطلقني ...
لمعت عينا "عهد" بوهج لإستفاقة "وعد" أخيرًا من غفلتها ...
- أخيرًا ... كويس ... وقالك إيه ...؟؟!
إرتعشت شفتي "وعد" بتأثر مجيبة إياها ...
- إتعصب أكتر وقعد يصرخ فيا ويضرب برجله فى أى حاجة يطولها ... قعد يزعق و يقولي لأ ... لا يمكن أسيبك ... إنتِ بتاعتي أنا ... لا يمكن أطلقك مهما حصل ... ومن كتر إنفعاله قعد يضرب فيا مبقتش عارفه الضرب جاى منين ولا منين .. لا قادرة أحوشه عني ولا قادرة أحمى نفسي منه ولا قادرة أوقفه ... خوفت ... خوفت أوى أوى يا "عهد" ...
أشارت نحو الفراغ بينما أخذ جسدها ينتفض بقوة كما لو أن الأمر حدث بالأمس ..
- زقيت إيده و جريت على باب الشقة وفتحته عاوزة أهرب منه بس لحقني ووقف قدامي عشان مهربش ... ملقتش قدامي إلا إني أصرخ يمكن أمه ولا إخواته يلحقوني ... رفع إيديه لرقبتي عشان يخنقني .. عنيه كانت بتلمع بشر يخوف ... حسيت إن اليوم ده آخر يوم فى عمري ... لكن ....
إنتبهت لها "عهد" فيبدو أن تلك هى اللحظة الحاسمة لتستطرد "وعد" ...
- لكن غصب عني زقيته ... مفوقتش من إللي عملته إلا لما وقع من فوق السلم ... مقدرتش ألحقه ... مقدرتش ...
أخفت "وعد" وجهها بين كفيها لتجهش بالبكاء والنشيج القوي ...
- مات ... ماااات يا "عهد" ... أنا قتلت "عاطف" ... أنا إللي قتلته ....
صمتت "عهد" تطالع أختها بوجه مقتضب فمازالت لم تفهم بعد لم إتخذت هذا القرار الغبي