-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 19 جـ 1 - 2 - الخميس 28/11/2024

 

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل التاسع عشر 

الجزء الأول

2

تم النشر يوم الخميس

28/11/2024


حي النعماني (المكتبة) ...

تدب كل الأصوات بسمعي إلا صوتك فقط يدق في قلبي ، جميلة أنتِ كلؤلؤة تتلألأ وسط الرمال القاحلة ، فريدة مميزة سارقة للأنظار والقلوب ...

أنهى "بحر" تدوين أسماء الكتب بالفهرس الخاص بها ليجلس بهدوء متابعًا "نغم" التى إنهمكت بكتابة فهرس آخر كان قد كلفها به ...

أراد لو يجد فرصة مناسبة ليوضح لها مشاعره تجاهها ، لكنه لم يدري أنه ينثر مشاعره سدى فمحبوبته قلبها مشغول بآخر ...

نظر "بحر" للفهرس خاصتها قائلًا ...

- تحبي أساعدك ...؟!! 

رفعت وجهها الطفولي الناعم تجاهه مجيبة إياه بإمتنان ...

- شكرًا يا أستاذ "بحر" ... أنا تقريبًا خلصت ...

بإثارة لموضوع جديد ليستمع لصوتها العذب مرة أخرى ...

- باقي حوالي أسبوع على بداية الشهر الجديد ... حتعملي إيه بقى بأول مرتب ...؟؟؟

وضعت الورقة عن يدها لتجيبه بتلقائية دون تفكير ...

- معروفه يعني ... حاخد المرتب أديه لماما ... أصلها إستلفت فلوس من جارتنا عشان نكمل الشهر .. ولازم طبعًا نرد الدين ...

أشفق على ضيق حالهم فهو له قلب رقيق لا يتحمل التأزم والمشاكل ...

- لا حول ولا قوة إلا بالله ... ربنا يجعلكم دايمًا سند لها ...

- عارف ... ماما دى جدعه أوى ... بس برضة خوافه أوى ...

تمنى لو يعرفها عن قرب ليردف بفضول ...

- نفسى أقابلها جدًا ... لو ممكن أبقى آجى أزوركم وأتعرف عليها ...

إتسعت عينا "نغم" السوداوتين بتخوف لتردف برفض قاطع ...

- لأ لأ ... إوعى ... إوعى تيجى عندنا إحنا مش ناقصين مشاكل ... 

بإستغراب شديد عقب "بحر" ...

- مشاكل عشان أزوركم ... ليه ...؟!!

زاغت عيناها بتوتر لتجيبه بتهرب ...

- هاه ... لا يعنى ... هو كدة وخلاص ... متجيش عندنا أبدًا ... أبدًا ...

أراد لو يستكمل حديثه معها لكن كالعادة هلت "صبا" مرة أخرى إلى داخل المكتبة تتصيد فرصة أخرى للتقرب من "بحر" لتقطع حديثهم بوجودها ، قابلها "بحر" بوجه قاس جامد حين هتفت "صبا" ...

- صباح الخير يا أستاذ "بحر" ...

تطلع نحوها "بحر" للحظات بجمود قبل أن ينهض مستأذنًا للمغادرة ...

- صباح الخير ... بعد إذنك يا "نغم" ... أنا عندي مشوار مهم وراجع ... 

أومأت له "نغم" بتفهم لتستكمل هي طلب "صبا" بدلًا منه ...

- أفندم يا أنسه "صبا" ... محتاجة حاجة ...؟!!

لوت "صبا" فمها بإستياء قائله بضجر ...

- لأ مفيش ... شكرًا ...

غادرت "صبا" المكتبة فلم يعد لها حاجة بداخلها بدون "بحر" ...

لم تهتم "نغم" بها أو به لتستكمل كتابة الفهرس دون الشعور بتلك المشاعر الفياضة التى حاول أن يشعرها بها لكنها كانت فى غياهب غرام آخر ...


❈-❈-❈


المستشفى ...

كوقت راحة إتخذته "شجن" من عملها بالمستوصف ذهبت به لزيارة لـ "أيوب" كمرور إعتادت عليه بالأيام الأخيرة الماضية ...

دلفت لغرفته بعد إستئذانها بوجه بشوش وبسمة عريضة قائله ...

- صباح الخير يا عم "أيوب" ...

أشرق وجه هذا الكهل حتى ظنت "شجن" أن تجاعيد وجهه تلاشت بالفعل حين وقعت عيناه عليها ...

- صباح الخير يا بنتي ...

تقدمت "شجن" لتدنو من فراشه المدد عليه بسكون ثم جلست بخفة متسائله ...

- عامل إيه النهاردة ... شكلك رايق خالص ...

أجابها برضا كطبعه المتقبل ...

- نحمده ... فى نعمة يا بنتي ...

مالت برأسها المستدير حتى تحركت خصلات شعرها القصيرة المميزة قائله بفضول ...

- برضه مكلمتش حد من أهلك يا عم "أيوب" ...؟!!! لازم تقولهم إنك فى المستشفى ...!!!

سحب "أيوب" نفسًا طويلًا محبطًا للغاية ...

- يا بنتي أنا ماليش حد ... كل قرايبي بعيد عني ... محدش بيحب يجيلي أو يسأل عليا ... أنا بقالي سنين طويلة عايش لوحدي ...

فهمت "شجن" أن هذا الرجل الوحيد يبدو أنه ليس لديه زوجة ولا أولاد ، رق قلبها بشفقة على حاله ووحدته لتردف بتأثر ...

- مفيش حتى جار ولا صاحب .. ؟!! أى حد ياخد باله منك ...؟!!

كان سؤالها إشارة لما يود أن يخبرها به ، ليردف بتوجس ...

- مفيش يا بنتي ... عشان كدة ... أنا كان ليا عندك طلب ... وفكري فيه كويس قبل ما تردي عليا ...

- طلب إيه ...؟؟؟

ألقى بكلماته دفعة واحدة حتى لا يترك مجالًا للتراجع عما يريده منها ...

- الصراحة أنا عاوزك تيجي تشتغلي عندي وتقعدي معايا وتونسيني ... مش إنتِ ممرضة برضه ... وأنا محتاج ممرضه تعيش معايا بعد حالتي دي ... ها قولتي إيه ..؟؟!

صدمت "شجن" بعرضه للعمل معه وطلبه منها الإقامة معه لتردف برفض تام ...

- لأ طبعًا صعب أوى يا عم "أيوب" ... أولًا لأن إنت ساكن بعيد زى ما قولت لي ... ثانيًا انا مقدرش أسيب أمي وأختي لوحدهم ...

تأثر "أيوب" بحزن لرفضها ليترك لها فرصة للتفكير ربما تغير رأيها ، فهو بالفعل بحاجة لها لتهتم له وترعاه وتؤنس وحدته ...

- بلاش ترفضي من دلوقتِ فكري بالراحة ومعاكِ رقم تليفوني ... لو غيرتي رأيك في أى وقت كلميني ... أنا محتاجك أوي يا بنتي ... 

رغم رفضها القاطع إلا أنها أومأت له بالموافقة إرضاء له ولحزنه الذى تجلى على ملامحه ..

- ماشي يا عم "أيوب" حفكر ... بس موعدكش إني حوافق ...

- يمكن يا بنتي تغيري رأيك ... بين يوم ويوم يتأتي عجايب ...

بإشفاق على حاله رددت ...

- أنا نفسي أساعدك بجد ... بس مش حعرف خالص ...

- والله يا بنتى أنا إرتحتلك زي ما تكوني بنتي تمام ... شوفي ظروفك يمكن تعرفي ...

تفكرت قليلًا بصمت قبل أن تجيبه ..

- وإنت كمان والله بتفكرني ببابا الله يرحمه .. بس مش حقدر أسيب ماما وأختي أبدًا .. يا ريت يبقى لها حل ...

- يا ريت ... عمومًا خدي وقتك ولو عرفتي تيجي في أى وقت كلميني ... أنا محتاجلك جدًا يا بنتى ...

- حفكر يا عم "أيوب" ...

ضمت "شجن" بسمتها ببعض التوجس فهي تود بالفعل مساعدته لكن أمر سفرها معه لأمر مستحيل للغاية ، فكيف ستترك والدتها وأختها وسط أعاصير "صباح" وأبنائها دون حماية فهم أبسط وأضعف من مواجهتها ...

بينما كان "أيوب" يأمل أن تغير "شجن" رأيها وترافقه لبلدته ...


❈-❈-❈


بيت النجار ...

لا خير في ود متلون يميل حيث تميل الرياح ، إدراكنا للخطأ ينبع أولًا من إحساسنا وليس بإدراك الصواب والخطأ ...

على عجالة دلفت "حنين" لداخل شقتها تطمئن على أن أولادها لم ينتبهوا لغيابها لتدور بين أرجاء الشقة تتأكد بأن كل شئ على ما يرام ...

ألقت بوشاحها فوق المقعد وهي تزفر براحة ...

- كويس أوى ... كل حاجة تمام ... 

جلست فوق المقعد لتخرج محفظتها من حقيبة يدها الصغيرة لتتطلع نحو تفاصيلها الخاوية وهي تمصمص شفاهها تحسرًا ...

- عيني على بختي ... دايمًا كدة ...

رفعت حاجبها بإستعلاء وهي تنظر تجاه السقف كما لو أنها أدركت أمرًا لتهمس بمكر ...

- هي الست حماتي ... أطلع لها يمكن أعرف أطلع منها قرشين بدل الفلس إللي أنا فيه ده ...

على الفور غادرت شقتها متجهة نحو شقة والدا زوجها بالدور العلوي تاركة باب شقتها مفتوحًا كالمعتاد ...


شقة فخري ...

إنتهت مهمتها بجلب ما تحتاجه والدتها لعمل هذا السحر لتكتفي بذلك وأسرعت "راويه" بالهرب من نفسها أولًا ومكثت بموضعها المحبب بالشرفة تتابع القادم والآتي فهناك حياة الحرية التى تتمنى يومًا أن تحظى بها ، وكأن الحياة تكمن خارج جدران هذا البيت ...

أحضرت "صباح" لفافة كبيرة ووضعت بها الحقيبة البلاستيكية التى تحتوي ملابس "زكيه" وبناتها حتى لا تثير شك من يقع عيناه عليهم حتى ذهابها للشيخ "كرامة" ...

طرقات مزعجة دقت بابها لتمتعض بفمها تذمرًا فعليها التحرك نحو باب الشقة فـ"راويه" إنزوت بالشرفة كالعادة ...

- طيب طيب .. ما بالراحة ياللي تنشك فى إيدك ... هي الدنيا طارت ...

فور أن فُتح الباب وطلت "حنين" بوجهها النحيل أمامها وقد رمقتها "صباح" بسخط قائله بإنزعاج ...

- "حنين" ...!! جرى إيه على الصبح ... إيه الخبط والرزع ده ...؟؟؟

بإبتسامة مزيفة أجابتها "حنين" ...

- جيت أصبح عليكِ يا غالية يا أم الغالي ...

إستدارت "صباح" بجسدها الثمين دون الإهتمام لحديث "حنين" وتملقها قائله أثناء تقدمها نحو الداخل ...

- إقفلي الباب وراكِ وإنتِ داخله ... بيتي مش زى الزريبة إللي إنتِ عايشه فيها تحت فاتحاها على البحري ليل ونهار ...

عقصت "حنين" ملامحها بنفور وهي تدفع بكفيها فى الهواء بسخط من تلك المرأة من خلف ظهرها ثم أغلقت الباب كما طلبت تمامًا لكنها تحدثت بود شديد غير ما تشعر به من بغض تمامًا ...

- وهو أنا حخاف على إيه تحت ... لكن إنتِ واعية يا ماما "صباح" ...

لم تصدق "صباح" تملق "حنين" لكنها تتلذذ بسماعها له ، جلست فوق مقعد الصالون خاصتها مستطردة ...

- أمك جابت الإسورة الدهب إللي خدتها منك في الفرح ولا ضربت عليها ...؟!!

إهانة ضمنية لها فقد تكرر الأمر مع والدتها التى دائمًا ما تقترض منها أغراضها الثمينة ولا تعيدها ، غضب داخلي جعلها تزداد بغضًا لتلك الوقحة لكنها عليها التغاضي عن ذلك لأجل مصلحتها الآن ...

- طبعًا يا ماما "صباح" ... وهي تقدر تتأخر .. ده حتى جابتلك معاها شوية حلويات بالسمنة البلدي إنما إيه ... حالًا حنزل أجيلهملك ...

لم تكن "صباح" ذات ذكاء متقد لكنها تستطيع فهم مكر "حنين" بسهولة ، فربما تجد نفسها وشبابها بها ، حدجتها من أعلى رأسها لأسفل قدميها ثم عقبت بإشمئزاز ...

- أقعدي أقعدي ... هو أنا من إمتى باكل من إيد أى حد ... خصوصًا أمك ... قال سمنة بلدي قال ... دى آخرها زيت العربيات ...

إبتلعت "حنين" إهانة والدتها للمرة الثالثة لأجل حاجتها فقط ...

عادت للجلوس إلى جوار "صباح" مرتديه قناع الطيبة والتذلل ...

- بقولك إيه يا ماما "صباح" ... البت "شهد" عاوزة تجيب شوية حاجات للمدرسة وإنتِ عارفه يعنى الفلوس إللي "فريد" بياخدها من عمى "فخري" بتكفي بالعافية ... والدنيا بقت غالية نار ... وأهى برضه حفيدتك حبيبتك ... الفلوس مش حتروح لحد غريب ...

رفعت "صباح" طرف أنفها بإحتقار ثم أجابتها بهجوم شرس كاد لون بشرتها الأسمر يشتعل توهجًا من شدة إنفعالها ...

- نعــــــــــــم ... !!!! فلوس ... أنا مبديش حد فلوس ... روحي يا أختى لجوزك إنتحنحي له وإتمرقعي عليه وخدي إللي إنت عاوزاه ... ماليش فيه ... قال فلوس قال ... جاية تقلبني بنت "لواحظ" ...

لمعت عين "حنين" بغيظ مكتوم لم تستطع إظهاره أنقذها من شلال الإهانات التى كانت ستتلقاه طرقات أخرى على باب شقة "صباح" ....

قفزت "حنين" بخفة مبتعدة عن "صباح" ولسانها السليط لتلبي الطارق ظنًا منها أنها بذلك تهرب من ضيق نفس بوجودها إلى جوارها ، لكنها فوجئت بمن يكتم أنفاسها كمن يسحب الهواء من حولها ...

رفعت "حنين" حاجبيها وإتسعت عيناها بذهول قبل أن تفغر فاها قائله ...

- "ريهام" ....!!!!

...يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة