-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 11 - 1 - الجمعة 8/12/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الحادي عشر

1

تم النشر يوم الجمعة

 8/12/2023



الفصل الحادي عشر

(لازم أسافر في لخبطة كتيرة أوي في الأوراق في الميناء، في حجز كمان على البضايع اللي جاية من برا، في خلط بين أسمي وأسم واحد تاني ولازم أنا اللي أروح أشوف الموضوع دا بنفسي، مش هسيب المحامي بتاعي لوحده 

دا يعتبر نص راس مالي 

ولو سبته ممكن أي حاجة صغيرة سهو أو غلطة تضيع فيها البضايع المحامي مش هيخاف على مالي زي ما أنا هخاف عليه، الشغل له احكام وله كمان قوانينه ومينفعش اسيب وحاجة زي دي معلقة كدا، دا مصير شركات كاملة  ) 


نطق مراد بتلك الكلمات أمام نهال في محاولة منه ل شرح سبب سفره مرة ثانية إلى السويس 

في حين قالت نهال في اعتراض: 

_يعني يا بابا اسبوع كامل مش هشوفك؟؟ مش كفاية مجبتش إيڤا معاك النهاردة، كمان جاي تقولي انك لازم تسافر دلوقت يعني النهاردة هبقى لوحدي 

قال مراد وهو يربت على كتف إبنته: 

_إيڤا تعبانة جداً عندها نزلة شعبية  شديدة، مش قادرة تتحرك ولا قادرة تاخد نفسها، هي راقدة في بيتها وبنتها معاها 


قالت نهال في حزن وتوسل : 

_أنا عايزة اروح اشوفها، علشان خاطري يا بابا 

 


مراد وهو يستدير حتى يخرج من غرفتها:

_حاضر أول ما ارجع بالسلامة هنروح لها سوا ساعة زمن  تكون خفت شوية و هناخد معانا سليم  

نهال في دهشة: 

_انا عايزة أطمن عليها حالاً يا بابا، دا حتى التليفون بتاعي مش معايا  

مراد وهو يفتح باب الغرفة: 

_ابقي اتصلي  عليا من فون سليم  ، وأنا كمان هبقي اتصل على فون سليم كل يوم صبح وليل خلاص متقلقيش وبلاش خوف 

نهال في تساؤل: 

_هو سليم عنده فون؟ 

نظر لها مراد فجأة ثم بدا أنه انتبه لهذا الأمر وتابع: 

_ايوا فعلاً سليم مش بيمسك محمول خالص، بس التليفون الأرضي موجود، أنا هاخد نمرته منه وابقي اتصل، ولو عايزة اي حاجة اي حاجة كلميني سلام يا حبيبة قلبي 

طبع قبلة على وجهها وخدها اليمين مما دفعها أن تتنهد في حزن وهي تقول في رجاء وتوسل: 

_بابا:::

أوقف مراد كلمات نهال بإشارة من يده وقال: 

_ نهال أنت في حكم راجل، فاهمة الكلام دا معناه اي؟ في مأذون كتب وانا حطيت ايدي في ايده حتى لو مش جوازة كاملة، بس انا سايبك في بيت راجل وفي بيني وبينه اتفاق رجالة، وزي ما هو وافق على شروطي أنا كمان موافق على شروطه 


نهال مش عايز أسمع اي  كلام تاني عن خروجك من هنا غير بعد شهر خلاص انتهينا


نكست رأسها في صمت مما دفعه أن يقوم بالنداء على سليم الذي كان يجلس في الفناء صامتاً: 

_سليم سليم زي ما أتفقنا 

هز سليم رأسه علامة الموافقة، ثم صافح مراد الذي أسرعت خطاه إلى الخارج حيث تنتظره السيارة الخاصة به وانطلق في طريقه  

أمام عين نهال


مضى يومين بعد أن سافر مراد إلى السويس، كان سليم يخرج أوقات النهار، ويعود في الثالثة عصراً، يغلق ابواب مرسمه ولا يخرج سوى في اليوم التالي، الهاتف كان يرن كل يوم في الساعة العاشرة صباحاً تستقبل نهال مكالمة واحدة من والدها يخبرها فيها عن آخر تطورات العمل والأزمة ويسأل عن أحوالها ثم تنتهى المكالمة وفي نهاية اليوم يستقبل سليم المكالمة الثانية من مراد ويثرثران قرابة ال ساعة كاملة دون أن تحاول نهال أن تخرج من غرفتها، فكرت نهال أن خروج سليم صباحاً ربما يعود إلى أن يترك لها حرية الحديث مع الوالد ولكن لماذا تطول تلك المدة بهذا الشكل؟  هو يخرج في الثامنة صباحاً قبل ميعاد المكالمة بساعتين كاملتين ويعود بعد انقضاءها  بخمس ساعات، ومع اعتراف نهال الى ذاتها أن الوقت هذا أعطى لها مساحة كافية من الحرية في المكان ولكنها لم تستطع أن تطرد من عقلها سؤال 

اين ذهب سليم في تلك المدة الكبيرة؟ خاصةً أنه شاهدته ذات مرة من نافذة غرفتها كان يرتدي ملابس قاتمة سترة قطنية سوداء  وبنطال جينز أسود، يبدو مثل من يذهب إلى تأدية عزاء 

وتمنت كثيرا في تلك الأوقات  أن تكون إيڤا 

إلى جوارها،وكانت دائمة السؤال إلى والدها عن مربيتها وجواب الوالد أنها بخير ولكن الطبيب لم يصرح لها بالخروج أو الاختلاط ويفضل عدم الثرثرة معها ولهذا فضلت 

نهال عدم الحديث معها عبر الهاتف ولكنها كانت تتحدث مع ابنتها يومياً

وتخبرها أنها تشتاق لها 


كانت نهال تمضي فترات الحرية التي أطلقتها على ساعات خروج سليم من المنزل في الاستماع الى الراديو أو مشاهدة التلفاز وخصصت وقت للأعتناء 

بالحديقة الخلفية في المنزل،  والوقت القليل جداً في الطهي فهي تكتفى بتناول الألبان والفاكهة وبعض العصائر

وخبرتها القليلة في عالم الطهي قد جعلت وقوفها في المطبخ أمر غير مجدي ولكنها عثر ت 

على بعض البذور المجففة في أحد ادراج المطبخ جعلتها تقوم على زراعتها في نهاية صفوف 

الحديقة وهي تأمل أن تفلح محاولات زراعتها لها فمن الواضح أن البذور متروكة منذ فترة بعيدة وقد نالت منها بعض الرطوبة 

حملت نهال العصافير إلى غرفة النوم الأخرى 

قامت على وضعهم  في إحدى الزوايا القريبة من الشرفة، وفضلت أن تستخدم الغرفة خاصة أن  خطوات سليم  كلها تكاد تستقر في  غرفة المرسم  الا في أوقات قليلة جداً  قد يذهب إلى المطبخ، لهذا قررت أن تاخد نصيحة إيڤا محمل التنفيذ، كانت شمس الظهيرة قد ملأت المنزل 

في هذا اليوم، حين فضلت نهال أن تشاهد التلفاز في الغرفة وتترك نوافذ البيوت مفتوحة 

ومع كوب الشاي المزود باللبن، كانت تشاهد حلقة كاملة عن تناسق الألوان والديكورات المنزلية، لم تكن تعبأ بمتابعة المحتوى كثيراً هي فقط تحاول أن تشغل ذاتها وتقتل الوقت، وتستأنس بالصوت في هذا المنزل 

بعد قليل نهضت من مكانها وغسلت الكوب ثم عادت مرة ثانية إلى الغرفة قامت على تمشيط شعرها وتابعت عيناها الإطار المغلق على التسريحة مدت يدها 

وقامت على رفعه إلى أعلى، الإطار الخشبي مصنوع يدوياً هذا أمر واضح جداً إلى العين 

به بعض النقوش أيضاً

هناك عبارة ما مكتوبة باللغة العربية قرأت نهال العبارة بصوت مرتفع 

سوف أظل احبك إلى الأبد 

ومتقوش أيضاً حرف آخر 

Z أنه نفس الحرف شاهدته

في المرسم فتحت الإطار في بطء شديد بعد أن  ألقت نظرة على الباب 

وتأكدت من المنزل فارغ تماماً، كان الإطار مغلق مثل كتاب حين حركت نهال الحرف فتح الكتاب 

وشاهدت نهال صورة فتاة وجهها مليء بالحياة 

شعرها قصير يلتف حول وجهها عيونها واسعة ذات لون أزرق  وأنف صغير جداً بشرتها برونزية اللون وشفاه مكتنزة ووجه نحيف 

ملامح الفتاة لا تبدو غريبة فكرت نهال لقد شاهدت هذا الوجه من قبل، ثم تذكرت أن هذا الوجه  هو لوحة موجودة في غرفة المرسم تمتمت وهي تحدث ذاتها: 

_فعلاً هي دي نفس الصورة اللي سليم رسمها جوا، ياااه البنوتة جميلة اوي اوي، والحرف دا حرف z,  في لوحات في المرسم بردوا مكتوب عليها نفس الحرف، 

يعني معنى كدا إن سليم بيحط اسم صاحبة الصورة على لوحاته؟؟ طيب واللوحات التانية اللي مش مكتوب عليها الحرف ليه سليم سايبها كدا؟ غريبة!؟ 

ألقت نظرة ثانية على الصورة، هناك ورقة  ما تختفي خلف الصورة، مررت نهال يدها في لطف وحذر شديد وحركت الورقة فانزلقت في خفة ونعومة، فتحتها في هدوء، وشرعت في قراءتها

تابع قراءة الفصل