-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 21 - 7 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الواحد والعشرون

7


تم النشر الجمعة

19/4/2024

❈-❈-❈



بغرفة ربى أمسكت هاتفها الذي أعلن رنينه 

-أيوة ياعز..

-عاملة إيه ياروبي..تمددت على الأريكة تضع كفيها على بطنها 

-ابنك تعبني اوي ياسيدي، ومخليني مفجوعة

ابتسم حتى لمعت عيناه فهمس 

-بيضربك اوي..أطلقت ضحكة خافتة 

-اوي يازيزو، بيفكرني بيك 


سحب نفسًا وزفره على عدة مرات 

-لسة فاكرة أبوه ياروبي..ارتسم الألم داخل عيناها، وابتلعت غصتها قائلة

-هو أنا ليا غير باباه ياعز، شايف ممكن افكر في حد تاني 

ارجع خصلاته وتراجع بجسده على المقعد 

-ماتيجي نخرج نروح لجاسر وجنى، نحاول نقنعه يخلي جنى تيجي تقعد معايا يومين 

شهقت بصوت مسموع وتسائلت باستهجان

-ازاي عايز تعمل كدا، ناسي بابا ، اكيد هيرفض، متنساش أنه معاقبها ، استأنفت حديثها 

-متزعل منه ياعز، لازم يعمل كدا، جنى غلطت اوي، وكمان بعد معرفته باللي حصلها هناك 

مسح على وجهه واجابها 

-خلاص ياروبي هتصرف..قطعت حديثه مشاكسة إياه بعد شعورها بحزنه

-ماتيجي نخرج نتعشى وناكل ايس كريم برة ايه رأيك

نهض من مكانه والسعادة تجلت على ملامحه 

-اديني خمس دقايق بس ..قالها وأغلق الهاتف 



بمنزل جاسر 



عاد مساءٍ من عمله 

قابلته الخادمة : مدام جنى فوق ياباشا

تحرك للأعلى دون حديث ، دلف لغرفتها يبحث عنها ، قطب جبينه 

-راحت فين!! نظر جانبية منه بغرفة الملابس، رأى سيقانها، ابتسم بخبث وولج بهدوء ظنا إنها مستيقظة ولكنه توقف متسمرًا، عندما وجدها تغفو بملابس الحمام، وخصلاتها تغطي وجهها بالكامل، خطى إلى أن وصل إليها ، جلس على عقبيه يزيح خصلاتها بحب، دنى منها مغمض العينين يستنشق رائحتها بوله، مر قرابة أكثر من شهر لم يراها بتلك الهيئة، مرر نظراته على جسدها بالكامل كفنان يتفنن بلوحته

ثم رفع أنامله يتحسس وجنتيها، فتحت عيناها تهمس بين النوم واليقظة 

-جاسر..اقترب بوجهه 

-روحه مهلكتي..اعتدلت سريعًا حتى اصطدم وجهها بوجهه، فصرخت به 

-إنت إزاي تدخل كدا، نسيت نفسك ولا إيه 

نصب عوده وتوقف وهو يجذب قميصه من يديها 

-جاي أخد قميصي، بقالي ساعة بدور عليه، معرفش انك مستغطية بيه


نهضت تلملم البورنس عليها وهتفت ساخطة

-لأ والله ، قلة قمصان، وبعدين كان مرمي على الأرض وحطيته على الكنبة ونعست عادي يعني 


دنى منها أكثر يشتم عبيرها الآخاذ، يدغدغ أوصالها بأنفاسه الحارقة التي ضربت عنقها فهمس لها

-طيب يبقى ألبسي قبل ماتنامي، فيه ناس معاكي في البيت

تحركت للخزانة والتوت زاوية فمها قائلة:

-قصدك ناس قليلة ادب معندهمش احترام بيقتحموا أوض الناس 

اقترب منها بخطوات متمهلة كانت تواليه ظهرها ، ارتجف جسدها من اقترابه، وتصارعت مشاعرها بصدرها، ورغم ذلك هتفت بصوت جعلته متزنا بعض الشئ

-اطلع برة عايزة أغير، وياريت تاخد كل هدومك علشان ميبقاش عندك حجة تدخل اوضتي

دنى منها أكثر وحاوطها بذراعيه بينه وبين الخزانة، ليكمل زعزعة ثباتها المزيف ثم أمال بجسده

-سايبك بقالك أكتر من شهر تلعبي براحتك ، قولت تاخد وقتها وتتعافى ، بس الوقت دا مش علشان إنت عايزة كدا، الوقت دا علشان ارجع أشوف ضحكة جنجونة بنت عمي 

رفرفرت أهدابها تحاول الخروج من تحت قبضته وانفاسه القريبة التي تهلكها، فتحدثت بتقطع 

-طيب انا بقيت كويسة ، ابعد عني ..قرصها بوجنتيها 

-لأ..لما اشوف ضحكتك الأول


استند برأسه على جبهتها يقرب رأسها إليه 

-عايز نرجع زي الأول..ابتعدت عنه 

-جاسر ابعد، مبقاش حاجة بتجمعنا، وانت اللي اخترت مش أنا

طوق خصرها يضغط عليه وتحدث من بين أسنانه:


- جنان تاني هعملك عفريت، سمعتيني، انتِ مراتي فاهمة يعني ايه ، يعني الكلمة دي خليها جوا قلبك قبل ماتوصل ودانك 

رفعت رأسها وطالعته بألم طل بنظراتها 

-كنت مراتك، نسيت قولت إيه، يوم ماتولدي هحررك مني، يعني انت مطلقني من يوم ماقولت الكلمة دي..


ابتعدت عنه بعدما تلاشت يديه من فوقها، وتحدثت :

-موتني بحبك، لا مش حب دا جنون، زي ماقولتلي، استدارت مرة أخرى ترمقه بنظراتها الحزينة

-أيوة أنا كنت مجنونة بحبك، كنت بعشقك وكأن مفيش غيرك في الكون، حياتي كلها كانت فيك بس، دفعته بكلتا يديها وصرخت تبكي 

-بس عملت ايه، رحت اتجوزت وسبتني اموت، قلبك دق لغيري، اخدت واحدة في حضنك غيري، اقتربت منه ونيران قلبها تريد إحراقه

-وقفت فرحان بحملها، محستش بوجعي ونار قلبي، محستش بيا، وقفت تتفرج عليا وأنا بدبل، ورغم دا كله سامحتك وحمدت ربنا أنه رجعك ليا، رضيت بنصيبي وقولت كفاية عليا عوض ربنا، وعدتني انك هتكون دوا لجروحي، لكن كله كان هوى، رجعت توجع فيا وتعمل مبررات ، كنت مستني مني ايه وأنا شايفة حب حياتي في حضن طليقته 

تراجعت تشير على نفسها تتنفس ببطئ بعدما شعرت بإنطباق المكان على صدرها فاستانفت بتقطع 

-غلطت ..عارفة اتنيلت غلطت، بس والله ماكنت أقصد أي حاجة ، كنت عايزة ابعد وأتأكد من الراجل اللي حياتي كلها بقت له بس، عايزة اشوف أهمك أد ايه، عايزة احس إني لما ابعد عنك حياتك هتكون ازاي ..


تطلعت لعيناه وصمته وهزت رأسها بالنفي وانسالت دموعها 

-رغم اني كنت بموت بس كان لازم اتحمل، علشان محسش انك واخدني مجرد جبر خاطر، عايزة احس بحبك الحقيقي مش علشان بابا طلب منك تتجوزني 

جحظت عيناه يطالعها بصدمة، اومأت برأسها وشهقة خرجت من جوفها

-ايه هتنكر، هتنكر أن بابا طلب منك تتجوزني، بعد ماعرف من تقريرك المزور اني اغتصبت، بس اللي مش قادرة فهمه 

-دا ايه يابن عمي، حب ، ولا إنتقام ، ولا غيرة ولا إيه بالظبط، تعالى نحسبهم من الأول كدا 

-لو حب، ازاي تحب واحدة وتقنع الكل بحب تانية، طيب لو إنتقام 

انا معملتش فيك حاجة علشان تنتقم مني، مستحيل تكون بتنتقم مني وانا بشوفك أحن راجل في الدنيا..مبقاش غير الغيرة ..طبعا بعد خطوبتي من يعقوب محبتش أخرج عن جاسر الألفي فحبيت تعمل أي حاجة تبعدني عنه، بس ازاي جالك قلب تعمل فيا كدا 

سحبت نفسًا وزفرته من أعماقها ثم رفعت رأسها وتحدثت مسترسلة

-مبقاش بينا حاجة علشان نفضل مع بعض، واكبر دليل على كدا حتى الحمل نزل، فاعمل زي ماقولت، أنا مبقتش عايزاك يابن عمي ..ولا بقى ليك اي حب في قلبي 


دنى منها مقتربا، وسهام نارية ترمقها ثم ضغط على نواجزه

-كلمة كمان هخدك ادفنك وارتاح من غباءك، مبقتش متحمل غباءك ، صبري نفد منك، انا لسة محاسبتكيش على اللي فات، ورغم كدا قولتلك نبدأ صفحة جديدة، وفي الاخر جاية تقولي كنت ..جذبها من خصرها ووضع رأسه بعنقها

-جنى مفيش حاجة اسمها كنت علشان معذبكيش بجد، كلك على بعضك ملكي انا 


تطلعت إليه بخيبة وتجمدت ملامحها 

-عايزني افضل على ذمتك غصب عني 

اعتدل متراجعا ثم 

أطلق زفرة قوية من جوفه المحترق بغبائها فأشار بسبباته محذرا وتحدث بغلظة:

-اه هسيبك على ذمتي غصب عني ،وراضي بكدا مهما تقولي، شوية الهبل دول سبيهم جوا  بوقك أحسنلك 


اندلعت نيران بحدقتيها وهتفت باستنكار ممزوج بالغضب

-وتقبلها على نفسك، اومال فين الرجولة يابن عمي 

اقترب منها بعدما أثارت غضبه وتلاشت مقاومته ضدها ، وبحركة قاسية حملها 

-هعرفك الرجولة دلوقتي يابنت عمي 


مساء اليوم جلست بغرفة رسمها، تنظر لجميع لوحاتها بوجعًا لديها قدرة بإحراق جميع لوحاتها التي تحمل صوره، وضعت كفيها على قلبها هامسة

-لسه مش قادرة اكرهه، رغم كل وجعي منه، ايه الحب اللي كله عذاب وألم دا

جذبت أحد دفاترها وخطت بعض كلماته..ابتسمت اولا عندما وجدت أناملها تكتب اسمه دون وعي منها، لمست صورته بأناملها 

-شكلنا مش هيفرقنا غير الموت يابن عمي ، ياترى دا حب عادي ولا حب مميت ..كل اللي أقدر اقوله 

"حياة جنى.. جاسر"


وضعت دفترها ونهضت من مكانها متجهة لحمام السباحة، قامت بإلقاء مأزرها وقفزت بخفة بالمسبح 


تقدم بعد خروجها وعيناها تراقب سباحتها، امال بجسده يحمل دفترها يقرأ بعض كلماتها


ما بيننا اكبر بكثير من أن يكتب متمردا.. 

قاسيا 

ووحدي الهالكه، بعشقك اللاذع لأوردتي


هنيئا لك ملهمي..


أجل فانك جنوني وشغفي

وعشقك ينازع روحي من أجل البقاء..


ابتسم ولمعت عيناه، فرفع دفترها يستنشق رائحتها بوله، ثم أمسك القلم وخط بقلمه تحته

أنا دونك بيت بلا عنوان

معادلة ينقصها برهان

ليل تعلوه أشجان

قلب مقطوع الشريان

فؤاد معتل فيه الأبدان

كلام يغطيه كتمان

نار دون دخان

بركان يوشك على الغليان

سفينة شرد عنها القبطان

لوحة تنقصها الألوان

عالم يخلو من الأمان

ذنب دون غفران

ايا كان فإنت صك الغفران مهلكتي

الصفحة التالية