-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 21 - 5 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الواحد والعشرون

5


تم النشر الجمعة

19/4/2024


بالداخل جلس بجوارها على الفراش، احتضن كفيها يضمه ثم امال يطبع قبل بباطن كفيها، رفع عيناه ينظر لنومها فهمس 

-ياترى هتعملي ايه لما تفوقي ياجنى، ربنا يهديكي ومطلعيش جنانك علينا 


فتحت عيناها متأوة تضعها كفيها على بطنها تهتف بخفوت 

-آه بطني، استعادت وعياها كاملا تنظر حولها، وجدته يحتضن كفيها، نظرت للمحلول الذي يعلق بوريدها، ثم ذهبت ببصرها لعز الجالس يطالعها بصمت، وشعرت بآلام تغزو جسدها، وألم ببطنها، حاولت أن تحرك ساقيها ولكنها لم تقو، انسابت عبراتها بغزراة، تدفع الغطاء، تملس على جرحها ، ايه اللي حصل..توقف عز متجها إليها، بينما جاسر الذي انحنى يقبل كفيها

-حاسة بإيه دلوقتي..جلس عز بجوارها على الفراش يمسد على شعرها 

-عاملة إيه ياقلب أخوكي..وزعت نظراتها بينهما، ثم حاولت الأعتدال ولكنها صرخت من الألم ..جحظت عيناها وأحست بقبضة تعتصر قلبها بعدما تداركت ما صار بها، طالعته بعيونًا مترقرقة بالدمع 

-ولادنا..واحد ولا اتنين ..انحنى يجلس أمامها على عقبيه 

-جنجون حبيبتي ، ربنا ماأردش..رفعت نظرها وتقابلت بعيناه التي تورمت فتحدثت: 

-الأتنين!!..دنى يضم كفيها وأطبق على جفنيه، ذهبت ببصرها لعز 

-الأتنين..يعني بطني دلوقتي مفهاش بيبي، مابقاش عندي بيبي، ولادي الأتنين ياعز، هزت رأسها عدة مرات تسحب كفيها 

- مش عايزة أشوف حد، اطلعوا برة انتوا الأتنين..احتضن عز وجهها 

-جنى ممكن تهدي..دفعت كفيه بعيدا عنها وصرخت من الألم 

-قولت برة مش عايزة أشوف حد، رمقته بنظرات معاتبة 

-ليه حاسة إنك بتضحك عليا ياجاسر

رفع عيناه المبللة بالدموع وهز رأسه قائلاً:

-ياريت بضحك عليكي ياجنى، ياريت 

بسطت كفيها إليه

-قولي والله ، انت مابتضحكش عليا، قول ولادنا لسة بخير، أشارت بأصبعها 

-طب حتى واحد بس ، أنا راضية والله راضية، قول حاجة ياجاسر، 

جنى ..همس بها عز..استدارت برأسها وجهها بحر من الدموع 

-جاسر بيضحك عليا ياعز، بيقول كدا علشان لسة زعلان مني، لا دا وجع كبير ، لا مش اده ، أنا مش اد الو جع دا

هزت رأسها وبكت بشهقات تصم الآذان تضع كفيها على فمها، وصاحت

-ياااااارب..قالتها بقلبًا ينزف يريد أن يتوقف عن النبض من كثرة آلامه 


رفع رأسها واعدل من نومها يجذبها لأحضانه وعبراته تجري فوق وجنتيه


ورغبة جامحة لديه بإحراق كل مايجاوره فتحدثت بصوت جعلته متزنا:

-جنى دا قضى ربنا، ينفع نقول ليه، إن شاءالله ربنا يعوضنا 

دقائق مرت عليه كالدهر وهي بأحضانه تبكي مرددة 

-أنا عملت ايه علشان حياتي تبقى كدا، ليه دايما الوجع من حقي، انا مظلمتش حد، والله ماظلمت حد، راضية بكل حاجة 

أخرج رأسها يحتويها بين راحتيه

-انتِ عمرك ماكنتي ظالمة ياحبيبتي ، دي أقدار وربنا بيختبرنا بيها ، ايه ياجنى هنقول لربنا ليه 

رفعت أناملها على وجهه تزيل عبراته


  تضحك بوجع ، وكأنها لم تستمع لحديثه، وعبراتها تنسدل على خديها قائلة 

-الاتنين..خسرت الأتنين ياجاسر، ولادي الأتنين ..انسابت عبراتها تغزو وجنتيها، أكثر وأكثر وتحتضن بطنها مرددة 

-الأتنين..ولادي الأتنين، ، طيب حق وجعي حتى، حق فراقنا ياجاسر، حق قلبي المكسور، مددت أناملها لجرحها

-حق الجرح دا اللي كل مااشوفه افتكر ، اني مفرحتش حتى، حقي حتى لو في نظرة بوش واحد فيهم، حق حبي ووجعي منك، وضعت رأسها بصدره وضربت على صدره 

-حقي منك يابن عمي، رفع يديه بإرتجاف يضعها على رأسها 

-جنى حبيبتي ، بصيلي ياقلب جاسر

-مش يمكن ندخل الجنة بيهم، مش يمكن لو جم يحصلنا حاجة، أو يحصلهم حاجة، ربنا شايفلنا خير احنا مانعرفش عنه حاجة 

-جاسر..قالتها ونظراتها تتعمق بعينيه فتحدثت:


-ولادك اللي كل شوية تقول ، ولادي ، اهم حاجة عندي..ولادك ياحضرة الظابط ربنا حرمني منهم حتى قبل مااشوفهم، تفتكر ليه 


دنى برأسه يلتقط كريزيتها يمنعها من تفوه شيئا آخر ..ابتعد عز متجها للنافذة والحزن يأكل بصدره على حالة أخته 

ضم وجهها يضع جبينه فوق جبينها 

-عرفت ليه ربنا عمل كدا ياجنى، علشان قدرك مكتوب بقدري يابنت عمي

هزت رأسها رافضة حديثه 


...آه خرجت من عمق آلامها تبكي بشهقات مرتفعة قائلة 

-مبقاش فيه قدر يابن عمي، مابقاش فيه حتى اللي يربطنا 


ضم رأسها لأحضانه يهمس لها 

-جنى ارجوكي بلاش تعملي فيا كدا، علشان خاطري..شعرت بألمًا شديد، فصرخت متألمة، تصرخ 


وآآه زلزلت بها جدران المشفى.. ضمها يسأل بلهفة 

-فيه إيه..ضمت بطنها تبكي ..وآه هزت بها جدران المشفى، حتى هب من مكانه فزعًا 

-شوف الدكتورة ياعز لو سمحت، تشبست بقميصه تبكي وتبكي إلى أن جفت دموعها، ولجت عاليا بعدما استمعت لصوت بكائها، بدخول الطبيبة التي قامت بالكشف عليها

-لازم أخدها على جهاز السونار، بعد إذنكم..توقف أمامها 

-ايه اللي حصل، وايه الدم دا كله

-لو سمحت عايزة اشوف شغلي..قالتها تستدعي المسعفين لنقلها، حملها بين ذراعيه بعدما وجد شحوب وجهها وهدوئها المفاجئ..وضعت رأسها بعنقه هامسة له 

-هموت قالتها وهي تغلق عيناها كالذي فارق الحياة..توقف عن الحركة وكأن جسده شل ولم يعد لديه القدرة على الحركة من كلماتها، فضمها بقوة لأحضانه عندما شعر ببرود جسدها 

-جنى..بلاش تموتيني حبيبتي ، سمعاني ياقلب جاسر، افتحي عيونك حبيبي..حالتها شقت أضلعه شقًا، حاول تمالك نفسه فتحرك متجها إلى غرفة الكشف 

توقف أمام الطبيبة التي كانت تفحصها من خلال شاشة السونار ..فتحدثت بهدوء رغم قلبها المضطرب 

-هندخلها عمليات تاني، نشوف ايه اللي حصل..امال بجسده على مكتبها 

-ايه اللي حصل مبحبش اللف والدوران، سبب النزيف ايه 

ابتلعت ريقها وتوقف متجهة للخارج 

-ماقولت لحضرتك ياحضرة الظابط 

أشار لها بالتوقف 

-متقربيش من مراتي، صرخ بها بدخول عز وعاليا..


❈-❈-❈


نهض من مكانه وتحرك للخارج سريعا، لم يعد لديه قوة لمجابهة كل هذا، اصطدمت به غنى ، توقف أمامها للحظات، وتقابلت نظرات محملة بالعتاب من كلاهما، فاقتربت منه ودموعها تسبق نظراتها، ولم تفكر في شيئا فألقت نفسها بأحضانه تبكي بنشيج مرير

-أنا اختك غصب عنك، وبنت جواد الألفي وانت حبيبي وروحي ودا غصب عنك، سواء رضيت ولا لأ..تراجع بيجاد للخلف يترك لهما مساحتهما الخاصة 


-غنى ، جنى تعبانة ..خرجت من أحضانه 

-يعني ايه، ماما قالت إنها كويسة، وفاقت 

تراجع بعيدا يحمل هاتفه ..لحظات يقوم الأتصال بأحدهم 

-دكتور يونس.


بمنزل يوسف البنداري


.اعتدل يونس بنومه، فأجابه بصوت متحشرج من النوم 

-أيوة ياجاسر، أنا 


نظر بكافة الإتجاهات وتحدث بقلبًا مفطور 

-محتاجك بمستشفى الألفي لو سمحت، مراتي سقطت حملها، والنزيف مابيوقفش والدكتورة عايزة تدخلها عمليات تاني 


اعتدل يستمع إليه بإهتمام، نظر بساعته أنها بتمام الثانية ليلًا، فأجابها 

-لا حول ولا قوة إلا بالله العلي..نص ساعة بالكتير وأكون عندك إن شاءالله 


اعتدلت سيلين من نومها 

-في إيه يايونس..هبط من فراشه 

-مرات جاسر الألفي سقطت حملها، وعندها نزيف، ضغطها كان عالي وسكرها مش مظبوط، ربنا يستر ...قالها واتجه للمرحاض

جلست سيلين على الفراش تجمع خصلاتها، ثم تنهدت قائلة 

-اللي بتفهم ماتتجوزش دكتور نسا ابدا، خرج على حديثها متجها لغرفة الملابس 

-نامي ياسيلي، وبلاش كلامك العبيط ، بقولك الست سقطت ، كانت حامل في توأم 

نهضت من فوق الفراش متجهة له 

-حالتها صعبة اوي ..هز كتفه بعدم معرفة

-هروح وأشوف، طبع قبلة على جبينها 

-آسف حبيبتي نسيت اعمل الفون سايلنت، ومقدرش أقول لحد لا 


اومأت متفهمة، ثم تحركت بجواره للخارج 

-لأ أنا كنت هقوم علشان اصحي الولاد، عندهم كويز النهاردة 

-لسة بدري حبيبتي ، خليها بعد الفجر

طبع قبلة وتحرك 


ولج للداخل ينظر لغنى 

-هاتيلها لبس وحجاب ياغنى، فيه دكتور كلمته هيجي يشوفها 

ربتت على كتفه 

-متخفش إن شاءالله هتلاقيه حاجة بسيطة، دلفت الطبيبة 

-عايزن نعمل فحصوات

هز رأسه رافضًا:

-لأ طبعًا ..متشكر لحضرتك..أشارت عليها

-لو سمحت لازم نعرف سبب النزيف إيه 

-بيجاد قول للدكتورة متشكرين، قالها وهو يحمل جنى متجهًا لغرفة أخرى

وصل يونس بعد فترة وقام بفحصها 

-كالعادة جزء من الجنين مع الانيميا الحادة ياجاسر، ازاي مراتك وصلت للحالة دي ..فيه ست حامل يبقى الهيموجلوبين عندها 7 

-الدكتورة هتعملها اللازم متخافش ، والعلاج دا علشان يظبط السكر والضغط ..ممنوع الضغط النفسي والعصبي نهائيا، وياريت متبقاش لوحدها، كتير ممكن يحصلهم انتكاسة، 

اومأ متفهما ..تحرك يونس مغادر..أما جاسر الذي اتجه لربى وغنى 

-مش عايزكم تسبوها لوحدها ولا دقيقة..ابتلعت عاليا ريقها مردفة

-أنا مش هسبها متخفش، خلي الدكتور ترتاح علشان الحمل 


-شكرا..قالها وتحرك إليها 

بعد أسبوع 


ولج إليها بمقلتين تغشاها الدموع وقلبًا يتهشم من الوجع والحزن بآن واحد، دنى من فراشها وروحه تأن بأنين نازف وينخر الألم عظامه نخرًا عميقًا..توقف عز عند دخوله يطالعه بوجه كأنه لوحة من الألم، وتحرك للخارج..وصل لفراشها وتمدد بجوارها يجذبها لأحضانه يدفث وجهه بخصلاتها ..وآه حارقة خرجت من جوف حسرته يهمس أسمها..كانت كطائر مكسور الجناح لا حول لها ولا قوة عيناها خاوية من الحياة ..نظرات ضائعة وحياة بائسة كتبت عليهما ..هل بالفعل عشقهم عشق لاذع أم ظُلم الوصف بحضرتهم

رفع كفيه يمسد على خصلاتها بحنان يجذبها إليه بقوة يذيب ضلوعها كأنها ستهرب منهم 

اعتدلت تبتعد عنه وقامت بنزع محلولها وهمست 

-خلينا نرجع على البيت، مبقتش عايزة أفضل هنا أكتر من كدا 

رفع كفيه يمسد على شعرها فابتعدت تنزل من فوق الفراش 

-هترجعني على البيت ولا أمشي أنا

-جنى..همس بها ..ابتسمت بوجع 

-روحني يابن عمي، ولا أقول ياحضرة الظابط، اختار انت علشان نعرف نتعامل مع بعض الفترة دي ..

ابتسم لها ثم رفع كفيها 

-ينزع محلولها، ثم احتوى وجهها يلثم جبينها 

-هنرجع بيتنا وننسى اللي فات، ونبدأ صفحة جديدة


الصفحة التالية