-->

رواية جديدة طُياب الحبايب لرضوى جاويش الفصل 17 - 5 - الثلاثاء 11/2/2025

 

قراءة رواية طُياب الحبايب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية طُياب الحبايب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رضوى جاويش


الفصل السابع عشر

5

تم النشر الثلاثاء

11/2/2025



هتف حبيب ما أن استعاد ثباته في كلمات مقتضبة: ايوه، روحت.. 

تساءل سرور من جديد: معلوم راح ترچع عن جريب، ما هي أصلك جت ف ايه، وروحت ف ايه!..

هتف مدثر ردا على سرور، حين لم يجب حبيب: أني وأنت عارفين إن لا مچيتها كان لها عازة، ولا رچعتها فارجة.. لأن حجها اللي كانت چاية تاخده من حبيب ملهاش فيه من أصله.. 

انتفض حبيب حانقا: الكلام ده اللي ملوش عازة يا مدثر، هي چت وطلبت، وهتاخد اللي تطلبه وزيادة.. ومعنديش حديت تاني.. 

هتف سرور مهادنا: مدثر جصده مصلحتك يا حبيب، أنت مش ناجص بعد كل اللي فوج راسك ده كله، تلاجي اللي چاية تجولك هات، وهي ملهاش م الأساس، أني عارف إن دي وصية الوالدة الله يرحمها، بس لو فكرت حبتين، والله الست الوالدة لو عايشة ما هترضى تزنج نفسك الزنجة السودا دي وأنت مش ناجص لچل ما تعطي الأستاذة حج هو مش حجها م الأساس.. واعي إحنا جصدنا ايه يا حبيب!.. والله جلبنا عليك، وأنت ليك الكلمة الأخيرة.. 

همس مدثر مؤكدا: معلوم، وربنا يعينك يا حبيب لو ده كان آخر رأي ف الموال ده.. 

همس حبيب مؤكدا: وصية أمي مش هحيد عنِها ولو ايه!.. ورغبتها نافذة على رجبتي.. ولو هبيع ايه، الأستاذة هتاخد حجها، أو اللي أمي كانت شيفاه حجها.. وملهاش رأي تاني.. 

وضع حبيب أكواب الشاي قبالة أصحابه، أمرا في مزاح: ياللاه، اطفحوا الشاي وغوروا، جعدتكم مسخت.. 

هتف سرور وهو ينهض جاذبا مدثر: وعلى ايه نطفحوه الشاي، ياللاه يا واد عمي من غير مطرود، والله ما لينا إلا بعضينا.. جال حبيب جال!.. اومال لو عدو كنت عملت فينا ايه! سميتنا!.  

قهقه حبيب، بينما نهض مدثر ضاحكا على أقوال سرور، سائرا خلفه وسرور يهتف في اعتزاز وكأنه قائد أحد المظاهرات: نچدية ياااه يعيش.. يااه يعيش.. 

غابا وتركاه وحيدا، يرتشف كوب شايه بمفرده، وقد سكنت الأجواء من حوله، إلا من صوت جرامفون جدته المنسابة ألحانه منذ نافذة حجرتها القريبة نسبيا من موضعه، وصوت أم كلثوم يصله بكل عنفوان، يشدو مترنما: 

فات من عمرى سنين وسنين.. 

شفت كتير وقليل عاشقين..

اللى بيشكى حاله لحاله..

واللى بيبكي على مواله..

أهل الحب صحيح مساكين.. صحيح مساكين.. 

لاحت من عينيه نظرة نحو نافذة حجرتها المظلمة، فشعر بقتامة تخيم على براح روحه.. فترك كوب شايه ونهض مغادرا صوب حجرته، معتقدا أنه قادر على الفرار من طيفها الذي يلاحقه حيث حل.. 

❈-❈-❈

القاهرة.. ١٩٩١.. 

هتفت أنس وهي تندفع صوب باب الفيلا الداخلي، هاتفة في سعادة: طب نحتفل ب ايه ولا ايه! بالسنة الجديدة ولا عيد ميلادك! مش ناوية تغيري يوم عيد ميلادك ده، الشوارع زحمة بشكل رهيب، مكنتش عارفة اجي لك.. 

اتسعت ابتسامة هاجر هاتفة في نبرة طفولية: لا، مش هغيره، أنا عيد ميلادي العالم كله بيحتفل به، اغير اليوم ليه بقى! 

قهقهت أنس هاتفة تغيظها: يا عيني، موهومة دول مش بيحتفلوا بيكي، بس ياللاه، جبر الخواطر ع الله، خدي يا ستي، كل سنة وأنت بألف خير.. 

تناولت هاجر هديتها من أنس الوجود في سعادة، وهتفت بامتنان: مكنش في لزوم تكلفي نفسك يا أنس، هو إحنا بينا الكلام ده!.. 

أكدت أنس معاتبة: إن مكنتش اهاديكي إنتي، ههادي مين يا هاجر!.. ياللاه بقى بلاش كلام عبيط، فين بقى التورتة.. عشان أطفئ الشمع كله ومدكيش فرصة تطفيهم..

قهقهت هاجر هاتفة: ياااه ده إنتي قلبك أسود، والله أنا نسيت اللي كنتي بتعمليه فيا كل عيد ميلاد، أيام انكل نجيب الله يرحمه ما كان بيصر إنه يعمله عندكم، وإنتي تستني الشمع يتحط فالتورتة وانكل نجيب يولعه، تيجي تطفيه فنفس واحد، يتخاتق معاكي عشان أنا اطفيه.. ونقعد نغيظ فبعض، الله يرحمك يا انكل.. دايما كان ناصفني من ظلمك وافتراكي عليا.. 

أكدت أنس وهي تترحم على والدها، مؤكدة وقد لانت نبرتها للمزاح: اهو خلاص محدش هيعتقك مني، وبرضو هطفيلك الشمع كله فنفخة واحدة وشوفي بقى مين هيمنعني.. 

واندفعت أنس مازحة نحو الطاولة التي تم عليها كل تجهيزات عيد الميلاد، وهاجر تهرول خلفها تؤكد عليها أن عليهن انتظار وصول نصير بيه.. 

توقغت أنس متعجبة: نصير بيه! ليه! 

أكدت هاجر: هو اللي أصر السنة دي على الاحتفال بعيد ميلادي، ٢٥ سنة.. رقم مميز وعمر مميز.. ده كلامه.. 

ابتسمت أنس مازحة: هو ماله بيعاملك زي ما تكوني شركة مر على إنشاؤها ربع قرن، وبيحتفل باليوبيل الفضي لها!.. 

قهقهت هاجر هاتفة: يخرب عقلك يا أنس! ايه التفكير ده! بس تصدقي.. اتبسطت اوي إنه فكر أخيرا في الاحتفال بعيد ميلادي اللي كنت كل سنة بقضيه عندكم.. تفتكري ابتدا يحس بيا!.. 

هزت أنس رأسها في معارضة: يا بنتي حرام عليكي نفسك، ده لا بيحس ولا هيحس.. إنتي بتضيعي وقتك.. كفاية بقى ارحمي روحك.. 

لم تنطق هاجر حرفا، ما دفع أنس لتغير الموضوع حتى لا تثير حزن هاجر في يوم من المفترض فيه الفرح، هاتفة: بقولك ايه! تعالي احكي لك ع اللي حصل في نجع رسلان، مش الظابط اللي لقي منيرة لما تاهت في اسكندرية، لقيته اتنقل هناك، ولحق مصيبة كانت هتحصل بين حبيب وعريس منيرة اللي طلقها.. 

هتفت هاجر في فضول: ايه ده! أنا مش فاهمة حاجة! لا تعالي اقعدي واحكي لي بالتفصيل لحد ما نصير يوصل.. 

بدأت أنس في الحكي، وهاجر تنصت في تركيز بلا مقاطعة، حتى هتفت أنس متعجبة: الغريب بقى في كل اللي حصل يا هاجر، إني عرفت إن حقي مش عند الرسلانية بس زي ما دودو مامت ممدوح حكت لي أنا وهو، بالعكس.. ده عند الحرانية كمان.. والاعجب برضو إن جدي عزام قالي إن حبيب مديون لشوشته وأرض الرسلانية كلها ممكن يتحجز عليها لو ملحقش يسدد المديونية دي كلها في ميعادها، ومع ذلك كان عنده استعداد إنه يديني كل اللي هطلبه مع إنه مش معاه.. وجدي عزام اللي هو عم بابا الله يرحمه، ولا جاب سيرة حقوقي عندهم!.. 

تطلعت هاجر متعجبة بدورها هامسة: فعلا غريبة، في حاجة غلط فالموضوع.. 

هتفت أنس مؤكدة: ايوه، في حاجة غلط طبعا، بس أنا كل اللي يهمني دلوقت إني أخد حقي مش مهم من مين فيهم، المهم إن يكون معايا فلوس كفاية عشان عملية ماما، انتي عارفة الدكتور قال إن العملية ملهاش بديل وكل ما اسرعنا كل ما كان أفضل.. 

هتف ذاك الصوت الرخيم متعجبا: طب وليه كل ده وأنا موجود!.. 

انتفضت كلتاهما، هاجر وأنس في صدمة، فقد أخذها الكلام ولم يتنبها لوصول نصير، الذي تأسف معتذرا: أنا آسف إني دخلت كده فجأة، بس كنت متأخر عليكم، و.. ع العموم.. كل سنة وإنتي طيبة يا هاجر، اتفضلي.. 

نهضت هاجر تمد كفها تستلم منه هديته التي كانت مغلفة بشكل أنيق، مؤكدة: ميرسي يا نصير بيه.. 

ابتسم نصير ولم يعقب، نظراته مسلطة على أنس التي ظلت موضعها ولم تنهض إلا حين سأل: طفيتوا الشمع! 

نفت هاجر: لا طبعا، كنا في انتظارك.. 

أشار عليهن ليتبعاه، ووقفوا جميعا لإطفاء الشموع والاحتفال بهاجر، وما أن بدأت هاجر في توزيع الحلوى، حتى هتف نصير مجددا، ونظراته تنصب على محيا أنس التي بدأت تتململ: أنا بعيد عليكي عرضي من تاني، متشيليش هم صحة الوالدة، أنا ممكن أشيل أي تكاليف هي محتاج.. 

قاطعته أنس مؤكدة في نبرة حازمة: متشكرة جدا يا نصير بيه، كلك ذوق، بس أنا مبقبلش فلوس مش من حقي.. 

هتف نصير متعجبا: ليه وخداها بالشكل ده! ده مجرد قرض، اعتبريه كده.. سلف يا ستي.. 

 هتفت أنس مؤكدة: أنا ليا ورث وهاخده، فأنا مش محتاجة لأي فلوس لا على سبيل القرض أو سلف يا نصير بيه، متشكرة.. 

ونهضت أنس باسمة بدبلوماسية، هاتفة وهي تلقي التحية على هاجر: كل سنة وأنت طيبة يا هاجر، وعقبال مليون سنة.. 

وهتفت لنصبر في لهجة رسمية: مع السلامة يا نصير بيه، وشكرا لعرضك الكريم.. 

وما أن همت أنس بالمغادرة، حتى هتف نصير يستوقفها: آنسة أنس.. أنا لسه مقدمتش عرضي الحقيقي، عشان تقبليه أو ترفضيه.. 

توقفت أنس متطلعة نحو هاجر في تعجب، ثم حادت بناظريها صوب نصير، متسائلة في دهشة: عرض ايه يا نصير بيه! أنا مش.. 

قاطعها نصير، الذي هتف في نبرة قوية، عميقة: تتجوزيني!.. 

وساد صمت كان أحد من نصل خنجر ماضِ.. 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى جاويش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة