-->

رواية جديدة رواية في فبضة فهد لهالة زين - الفصل 15 - 1 - الثلاثاء 17/12/2024


قراءة رواية في قبضة فهد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية في قبضة فهد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هالة زين


الفصل الخامس عشر

1

تم النشر الثلاثاء 

17/12/2024


رن الهاتف في دوار  عائلة العماري ، وبالتحديد في غرفه زينب والتي نامت قبال الفجر من الارق بعدما إستمعت الي ما فعله يمان وإصراره علي الزواج من ميلا دون ان يستطيع أحد من رجال العائله الوقوف بوجه هذا القادر وإثنائه عن قراره .


نظرت زينب الي الهاتف وعندما وجدت انه رقم مجهول تجاهلت المكالمه ولكن مع الاصرار اجابت بصوت ناعس ولكنها فتحت عينيها علي مصرعيها إلي  ان إستمعت لهذا الصوت الذي تحفظه عن ظهر قلب .


زينب : خير يا محروق ؟

جائها صوت الممرض على الجانب الآخر هادئًا لكنه مثقل بالرسائل المقلقة. اعتدلت  زينب بجلستها علي الفراش ، وعندما سمعته يذكر اسم طبيب يمان وتحليل إثبات النسب، شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدميها. تجمدت للحظة، ثم انطلقت في هستيريا من الغضب والخوف بصوت هامس .


زينب  إنت متأكد من الكلام اللي عم  بتقوله ده يا واكل ناسك ؟ يمان عمل تحليل نسب تاني ؟ هو مش إحنا قفلنا الموضوع ده والسيره دي  ؟


أجاب الممرض ببرود احترافي، لكنه لم يستطع تجاهل التوتر في صوتها. والتي كانت تحاول زينب ان تخفيه بعد استيعاب الصدمة، لكنها شعرت بأن حياتها كلها تنهار أمامها.


الممرض : إنتي عارفه إني خدامك يا ست زينب ومابجبلكيش خبر كده ولا كدا .


أغلقت بوجهه ثم ألقت الهاتف  من يدها  بقوة، وضربت كفيها على وجهها. وأخذت تصفع خديها و تصرخ بصوت خافت لكنها مشحون بالرهبة

زينب : بتعجل بموتك علي يدي يابن الفهد  ، لو حد من النجع عرف  الحقيقة ، هيبقي خراب علي الكل  .


عادت لتلتقط الهاتف مرة أخرى، وأجرت اتصالًا سريعًا بالممرض، صوتها كان حادًا ومليئًا بالتهديد هذه المره 


زينب : اسمعني كويس، أنا وأنت والمحروقه بت المصري دافنينه سوا ومش هنسمح للحقيقة دي تطلع للنور لأن هتبقي خراب عل الكل ، وأولهم إنت لان حياتك هتبقي الثمن . 


ابتلع الممرض ريقه بخوف واردف 

الممرض : وانا من ايدك دي لايدك دي ياست الكل 


زينب : يبقي تبدل نتيجة التحاليل، وحلاوتك عندي ،وانت خابر اللي بترضي عنه الست زينب بتعمل معاه ايه  .يعني  اللي انت عايزه هيوصلك وزياده ، بس النتيجة تطلع زي ما أنا رايداها.


حاول الممرض التهرب لانه علم كم التحفظ الذي قام به الطبيب علي عينات التحاليل الخاصه بيمان بالتحديد وكم هي مهمه لديه  ، لكنه شعر بخوف زينب الحقيقي، وأدرك أنها مستعدة لفعل أي شيء للحفاظ على سرها. فعدها بالتصرف، لكنه لم يكن واثقًا من خطته في تغيير نتيجة التحاليل دون إثارة الشكوك.


بعدما أغلقت الهاتف أخذت تسير في الغرفة كالمجنونة، بدأ عقلها يراجع كل التفاصيل، وكل لحظة حاولت فيها دفن الحقيقة والماضي معا  حتي بدأ الليل يقترب وهي حبيسه غرفتها ، و ما زالت غارقة في أفكارها، تبحث عن مخرج، لكنها تعلم أن العاصفة قد بدأت، وأنها إن لم تتحكم فيها، فقد تبتلع الجميع وهي أولهم 


                                 

❈-❈-❈


كان آدم جالسًا في مكتبه عندما وصلته أخبار ما حدث لميلا عندما هاتفه  يمان شخصيا وقص  عليه ما حدث من وقت أن خرجت من منزله عندما ذهبت إليه لتودعه حتي إجباره لعائله العماريه علي القبول بالزواج .


شعر بالغضب يتصاعد في صدره كالنار التي تأكل الأخضر واليابس  في طريقها. نهض فجأة من كرسيه، ودون تفكير، توجه نحو الحرس الخاص به وصرخ بهم بصوت غاضب 


آدم : إزاي بنت أختي تتعرض لكل ده وإنا ما اعرفش عنها حاجه  ؟! إنتو بتشتغلوا مع مين وبتنفذوا اوامر مين ؟ أنا  ولا بن الفهد ؟!"


أحد الحراس حاول  تهدئته وإخباره الحقيقه كامله ولكنه صاح به وأخبره أنه عجل  بنهايه خدمته معه ثم اردف بغضب صريح 


آدم : لو كنتم فعلاً بتشوفوا شغلكم، مكانش حصل كل ده! انتو مقصرين وأنا مابشغلش معايا غير المصحصحين ..غوروا من وشي كلكم مرفودين .


تركهم آدم دون أن ينتظر أي تبرير، واتجه مسرعًا إلى داليدا، يدفعه شعوره بالذنب تجاه ميلا وعدم معرفته بما تمر به.


كان الوقت مساءً، وداليدا تجلس في غرفتها، تحاول تهدئة أعصابها بعد الأحداث الأخيرة. فجأة، دُق الباب بعنف، وعندما فتحت تفاجئت بدخول  آدم حتي قبل أن تعرض عليه الدخول نهرها بغضب واردف 


آدم  : ما كلمتنيش ليه وبلغتيني باللي حصل لميلا .


بصوت مضطرب ومبحوح من كثره البكاء .


داليدا : آدم بيه  أنا كنت بحسب حضرتك عارف وبتساعدها من بعيد وخاصه ان الحارس اللي انت بعته لحمايتها كان موجود ومفارقناش وإحنا وبندور عليها ، بس الأمور خرجت عن السيطرة لما يزن بيه بلغني أن ميلا عمها خطفها ،انا ساعتها دماغي وقفت و  ما كنتش عارفة أتصرف إزاي وراح من دماغي اكلم حضرتك .


ضغط آدم على يده بقوة وغرز أظافره بقبضته  حيث بدأ يشعر بغيرة غريبة تتسلل إلى قلبه عندما ذكرت أسم يزن لم يكن هذا الشعور مألوفًا له من قبل ظهور ذلك الدخيل ، لكنه أصبح الآن  لا يستطع إنكاره.


إقترب منها  فجأة، وكأن جسده تحرك بمفرده، وتوجه نحوها  وأمسك ذراعها بقسوه .


آدم : يزن... ما شاء الله، وقتك  بقا فاضي دايمًا ، وبتاخدوا بريك سوا وريحه وجايه معاه في كل حته وكمان بقا بيقولك علي خط سير صاحبتك وأنا بقيت آخر من يعلم .


حاولت التبرير، لكن نبرته الحادة  التي إشتمت بها الغيره جعلتها تتوقف. وتستمع الي تجريحه للآخر 


آدم : هو إيه اللي بيحصل بالظبط ؟ من إمتى وانتي بقيتي  مرتاحة مع إبن الفهد أوي كده .


عندما عليا صوته وأصبح أكثر حده  حدقت داليدا في وجهه بقوه ، ووجدت في عينيه غيرة  حقيقيه فحمدت الله ان والدتها خرجت لزياره إحدي جيرانهم  وليست معها الان حتي تري ما يحدث فقد أدركت الان  انها عليها أن تتصرف بحكمه لأنه لن يتراجع او يغادر دون أن يحصل علي اجابه ترضي غروره .


ابتسمت  هي  بطريقة استفزته واثارت سخطه  أكثر، وردت  بثقة


داليدا : عادي يعني يا آدم بيه ٠يزن بيه انسان محترم ومؤدب وعمرة ماتجاوز حدوده معايا ، حتي في الشغل دعمني معنويا من غير ما يعايرني بأصلي البيئه زي ما كنت بتقولي  ، او حتي لمح لي في يوم من الايام  إني ممكن أكون  عبئ عليه او اوسخه بسبب معرفته ليا .


كلماتها كانت كافية لإشعال النار بداخله. شعر وكأنها  تتحداه بشكل مبطن، وتذكره بما كان يفعله بها  وبدا حقا يشعر ان داليدا أصبحت  تبتعد عنه تدريجيًا.فلأول مرة لا يري اللهفه عليها  كالسابق وإنطفاء بريق عينيها تجاهه كان واضحا فأردف بتفهم .

آدم : جهزي نفسك علشان ميلا هتتجوز يوم الخميس وقالتلي أخدك ليها معايا .


                                     

❈-❈-❈


في خطوة غير متوقعة، وجدت عائلة الفهد نفسها مضطرة للذهاب إلى دوار العمارية  لتقديم الاعتذار عما بدر منهم تجاه ميلا وعائلتها. كانت هذه الخطوة بمثابة كسرٍ لكبرياء العائلة، خاصة مع اعتراض العديد من أفرادها، لكن إصرار يمان وإلحاحه جعلهم يرضخون للأمر في نهاية المطاف.


وصل موكب عائلة الفهد إلى دوار العماريّة، وسط أنظار أهل النجع الذين تملكهم الفضول والدهشة. كان الجد يحيى العماري ينتظرهم على رأس مجلسه، يجلس بوقار وهيبة، بينما تراص أفراد العائلة من حوله حيث كان الصمت يخيّم على المجلس حتى قطعه الحاج يحيي كبير عائلة الفهد بصوت عميق ومُحمّل بالثقل


الحاج عزام  : جيناكم  اليوم يا حاج يحيى، لنصلح اللي حصل بين عائلاتنا. الغلط اللي حصل مننا مكانش مقصود، وكل اللي نطلبه إن الأمور ترجع لطبيعتها. علشان الأمور ما بين العيلتين ما تتطورش وتعود لعهدها قبل سابج.


رفع الجد يحيى عينيه نحوه ، لم يكن من السهل عليه نسيان الإهانات التي تعرضت لها حفيدته، لكنه أيضًا كان يدرك أن إتمام هذا الزواج سيعيد الأمور إلى نصابها، ويعيد لها هيبتها بين الجميع  ويمنع تفاقم العداء بين العائلتين.


الحاج يحيي : رغم قهري من  اللي حصل منيكم ، إلا إني هقبل الجواز ده مش علشانكم يا عيله الفهد لان الاحترام اللي كان بينا مابقاش له مكان..ولكني هقبله  بس علشان الراجل اللي شاري حفيدتي وجالي برجليه لحد إهنه ولساته شاريها ورايدها في الحلال .


تنهد يمان براحه بعد استماعه لهذا الحديث وإطمئن لان هذا الزواج هو  الطريق الوحيد الذي  يمكن أن  يكون القادر علي  حمايتها وإيقاف الشائعات التي تطاردها وهو السبيل لاصلاح العلاقه الخطأ التي حدثت بينهم .


في النهاية، وبعد نقاش طويل، توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بإتمام زواج يمان وميلا يوم الخميس القادم. وبهذا، بدأ النجع يتحضر للعرس الكبير الذي سيجمع بين العائلتين.


علت الزغاريد أرجاء الدوار، وبدأت الذبائح تُجهز والاحتفالات تُخطط. النساء في النجع انشغلن بتحضير الولائم، والرجال بدأوا في نصب السرادقات وإعداد المشهد لعرس لا يُنسى.


لكن رغم مظاهر الفرح التي غمرت النجع، كان هناك توتر يختبئ خلف الوجوه. فما حدث في السابق لن يُمحى بسهولة، والجميع يترقب ما ستؤول إليه الأمور وخاصه هذه الحزينه التي تقف  في شرفة غرفتها، تراقب التحضيرات التي تجري على قدم وساق في ساحة النجع. الأضواء تزين المكان، وأصوات الضحكات تتعالى من كل جانب، بينما كانت النساء منشغلات بتجهيز الطعام، والرجال يعلّقون الزينه وينصبون شوادر الزفاف .


لكن ميلا، وسط كل هذه الأجواء الصاخبة، كانت تشعر بغربة تخيم على قلبها ، كانت الرياح تداعب شعرها المنسدل على كتفيها، لكنها لم تشعر بأي دفء أو راحة. نظرت إلى السماء، وكأنها تبحث عن إجابة بين النجوم المتناثرة، لكنها لم تجد سوى صمتٍ مطبق.

الصفحة التالية