-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 24 - 1 - السبت 7/12/2024

  

  قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر يوم السبت

7/12/2024



أمامك ثلاث أبواب، لا تقترب منها أبدًا.

الباب الأول هو الجحيم، إذا اقتربت منه فلا مفر من الهلاك.

أما الباب الثاني، فهو الكذب، الذي يبدأ بخطوات صغيرة ثم يسيطر عليك. يكذب عليك وتكذب على نفسك حتى تصبح جزءًا من هذه الأكاذيب، ويغرقك في بحر من الخداع.


_لكن ماذا عن الباب الثالث؟


_إنه الحب. أخطر من الجحيم والكذب معًا. يصنع منك شخصًا ضعيفًا رغم قوتك، و يحول السعادة إلى حزن، يشوّه مشاعرك ويجعل قلبك مفتتًا، بلا أمل و لا شعور.


_هل يوجد طريق للخروج منه؟

_لا. الحب الحقيقي لا يُنقذك بل يزيد من آلامك، و يتركك محطمًا، تشك في كل شيء و في كل من حولك.

احذر و لا تقترب منه أبدًا.


❈-❈-❈


كان يحتسي الخمر كأنه عصير او ما شابه، 

و يرقص على الاصوات التي تصدع من خلفه

_ما بك يا رجل؟ 


_اشعر و انني عدت بالزمن لعشرون عامًا مثلا. 


_لا استطيع تصديقك، من يراك يظنك مراهق ما زال في مدرسته. 


_بل، انا اصغر بكثير. 


_اخبرني ماذا حدث ليصيبك هذا الكم من النشاط؟ 


ضحك اليساندرو بصخب

_اصبتهم للمره الثانية. 


_من هم؟ 


_لا، انها معلومة خاصة، لكن بعد وقت قليل العالم بأكمله سيشهد عليها. 


❈-❈-❈


_روزاليندا. 


_مرحبًا سيد لوسيفر، 

اتمنى الشفاء العاجل لسيد مانويل. 


_شكرًا لكِ، هل تواصلتي مع جاريسون و تلك الفتاة التي اخذت محل اميليا؟ 


_في الحقيقة تواصلت مع جاريسون بالفعل منذ عدة ايام، لكن تلك الفتاة انقطع التواصل بيننا، انا و جاريسون توصلنا لتلك المعلومات الهامة عن هيل. 


بدأت روزاليندا تضع الاوراق و الملفات امامه 

_هيل سيعقد صفقة هامة جدًا بعد ايام قليلة، 

من المفترض انها ستكون من اضخم الصفقات في حياته، و في المافيا الايطالية ايضًا،

لذلك يجب ان نستغل الفرصة لصالحنا. 


_حسنًا روز. 


نهضت روزاليندا لكن قبل ان تغادر اعادت نظرها لـ لوسيفر ثم غمغمت بهدوء

_سيدي، هل يمكنني ان اعلم احوال ريكاردو. 


لم ينزع لوسيفر نظره عن الاوراق ثم اجابها ببرود

_انه بخير لا تقلقي. 


ابتسمت بامتنان و اشتياق ثم ذهبت 


❈-❈-❈


بعد مرور فترة وجيزة

(بالعودة الى الحاضر) 

(الحادث في بداية الفصل العشرون) 


شهد عالم المافيا حينها على طريقة موت هيل المفاجئة و المفجعة، 

بعضهم من اُسِرَ بهذا الخبر، و بعضهم من شعر بالخوف من القادم، 

فمن استطاع فعل هذا، لن يصمت الى هذا الحد، 

و كأنه تحذير لهم. 


في هذه الليلة عاد الاخوة منتصرين

و قابلهم مانويل في البهو و هو مبتسم 

كان يجلس على مقعد متحرك ف اقترب منه السته 

_لقد فعلناها يا هذا. 


_علمت انكم ستنتصرون. 


_هل تخيلت في يومًا ما اننا سنقضي على احد اعمامنا. 


ابتسم مانويل بسخرية

_اي عم يا هذا، انه شيطان مثلًا. 


ابتسم لوسيفر بهدوء

_لا تنسى اننا شياطين ايضًا. 


اقترب البرتوا ثم همس في اذن ريكاردو

_هل رأيته يبتسم؟ ام عيناي اخطأت. 


_لا، انه يبتسم بالفعل! 

هل يجب علينا التقاط له صورة حتى لا ننسى. 


انتبه لهما لوسيفر 

_ماذا يحدث، لما تنظرون الي هكذا؟ 


هز البرتوا رأسه ببطئ

_لا شئ يا اخي، لا شئ. 


نهض كاسياس ثم غمغم بقوة

_في هذه الليلة السعيده، 

اريد ان اخبركم بأمر. 


كلماته تلك جعلت الجميع ينظر نحوه فاكمل بابتسامة

_سأتزوج. 


كان مانويل يشرب الماء، و ما ان وقعت تلك الكلمات على مسامعه حتى سعل بشدة و بصق كل الماء بوجه فرناندو الذي تنفس بعمق و هو يزيل تلك القطرات العالقة بوجهه ثم ابتسم بسخرية

_و من تعيسة الحظ هذه؟ 


_فرناندو عزيزي، لماذا تجعلني ابرحك ضربًا في كل وقت و حين؟ 


تدخل لوسيفر في الحديث

_كيف امكنك ان تتخذ هذا القرار وحدك؟ 


_اعتقد انني كبير بما يكفي، و هذا الزواج سيفيدنا جميعًا. 


_كيف؟ 


_الينا، سأتزوج من الينا. 


استمعوا لصوت الكوب الذي تحطم من خلفهم

_تلك الحمقاء التي تستمع لنا دومًا في الخفاء. 


_لن اتزوجك ابدًا يا هذا، هل تسمعني!! 


_حسنًا في الواقع كنت سأتزوجك الاسبوع المقبل، لكن بحديثك هذا سأتزوجك غدا. 


_انا لا اريدك. 


_هذا امر واقعي يا عزيزتي، ينبغي عليكِ ان تفهمي هذا، 

كنت سأقتلك منذ البداية لو لم يمنعني لوسيفر عن هذا، 

و الآن انتِ في عريننا، 

و لا ارى اي فائدة لكِ سوا ثرثرتك الغبية، 

و ابيكي الاحمق هذا لا يهمه امرك، سأتزوجك و إن لم يأتي ابيكي هذا حينها، لن يمنعني احد حينها من اقتلاع رأسك عن جسدك. 


لم تستطيع ان تجيبه و ظلت مصدومة من حديثه القاسي، و من حزنها سقطت دموعها على وجنتيها لكنها حاولت جاهدة ان تتحدث

_انا، انا اريد الذهاب فحسب. 


_للأسف، هذا الاختيار ليس متوفر لدينا.


غادرت الينا مسرعة قبل ان تنهار امامهم و تظهر ضعفها، و ان قوتها ليست الا واهية. 


_حسنًا، هل انتهيت؟ 


_اجل، وودت ان اخبركم فحسب. 


_من الافضل لو دعوتنا قبلها بساعتين فقط. 


_لا بالتأكيد لا، فأنتم على الاغلب اخوتي بالنهاية. 


هز لوسيفر رأسه بلا جدوى

_انا سأذهب لمكان ما، التحدث معكم امر سئ. 

ثم اسقط نظره لمانويل

_هل تريدني ان اقلك لغرفتك؟ 


هز رأسه بالنفي

_لا شكرًا لك سأذهب بنفسي. 


ثم وجه حديثه لريكاردو

_اريد ان اسألك عن شئ. 


غادر الجميع ثم جلس بجانبه ريكاردو 

_ماذا؟ 


_هديجة، هل ارسلت شئ ما؟ 


_لا، إن فعلت سأخبرك بالتأكيد. 


_حسنًا. 


امسك مقعده المتحرك ثم اتجه به نحو غرفة مانويل

_و لكنني استطيع التحرك به وحدي. 


_اصمت يا اخي الكبير. 


_انا اصغر منك يا هذا. 


_حسنًا اصمت فحسب. 


دلف مانويل لغرفته التي اصبحت في الدور الاول حتى لا يضطر للصعود لأعلى 

و عندها نظر امامه فوجد المرآة التي تتوسط الغرفة تظهر مدى مرضه و حالته التي ساءت، وجهه الشاحب و جسده الذي اصبح ضعيف، شاربه الذي نمى دون ان يهتم به كعادته

ف منذ الحادثة و اصبح مانويل منعزل وحده بغرفته، 

ترك هاتفه لريكاردو حتى لا يتواصل مع احد، 

مانويل الآن لا يشبه ابدًا مانويل القديم، 

لا يمط له بـ صلة حتى. 


اقترب من فراشه ثم حاول جاهدا ان يجلس على الفراش

لكنه لم ينجح في المرة الاولى

استخدم يده و ساعده في التحرك حتى نهض من المقعد المتحرك و سقط على الفراش اخيرًا. 


اعتدل و تسطح اخيرا و هو يتنهد بحزن و ينظر للاعلى بشرود

ما يحزنه حقًا هى خديجة التي لم تتصل به او تسأل عن حاله، 

ربما، 

ربما لو ظلت بجانبه كانت الصدمة ستكون اقل، 

حالته لن تكون بهذا السوء، 

لكنها لم تأتي.. 

و على الاغلب لن تأتي. 


و بين شروده و افكاره الحزينه غفى و دخل في سباط عميق.. 


❈-❈-❈


جلس كاسياس و حوله الكثير من الملفات المبعثرة في كل اتجاه

كان يتأفف بملل و هو يجد صعوبة في حل تلك الالغاز

حتى التقط ملف من بين الملفات يحتوي على اسم جرين

_ها انت ذا. 


كان يحتوي الملف على عدة معلومات شخصية كالعُمر و فصيلة الدماء و هكذا؟ 

و اسمه الكامل في نهاية الملف

جرين فرانشيسكو


غمغم كاسياس داخل نفسه

_الم يخبرنا السيد انطونيو ان العم الاكبر قد احترق؟ 

هل جرين هو العم الاكبر؟؟ 

هذا الاحمق الذي يريد القضاء علينا.. 

لنرى اذن ماذا سيحدث. 

الصفحة التالية