-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 2 - 3 - الإثنين 16/12/2024

 


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الثاني

3

تم النشر يوم الإثنين 

16/12/2024


جزت علي أسنانها وهي تحاول الإتصال بمحمود لكنه لم يجيب عليها فخاطبتها بوجهها الغائم


= هملني لحالي انتٍ كومان انا ناقصاكي، رد عليا يا أبني وريحني.. ما بيردش ليه ديه كومان يا رب ما يكون حصوله حاچه 


لفظها بطريقة أوحت بأن هناك شئ خطير حدث وأكدت على ذلك حين بدأت تبكي بنحيب صامت، ابتلعت غالية ريقها بقلق شديد متسائلة بحذر 


= مرات عمي انتٍ عملتي ايه بالظبط؟ إيه إللي خلي محمد يخرج بعد ما سراچ نبه علينا اكتر من مره محدش مننا يعتب بره الدار؟ و إيه اللي طلبتيه من شفيق ولد اختك بالظبط حرام عليكي احنا ناقصين.. شكل اللي في دماغي صوح وهتخرب على الكل .


تحولت أنظارها نحوها لتحدجها فردوس بنظرة مُمـيتة قبل أن تطلق لسانها اللاذع عليها

بنفاذ صبر 


= بدل ما انتٍ عماله تقطميني اكده اتصلي بمحمد وشوفي فين لازما يرچع بسرعه الدار قبل ما حد يلمحه من عيله البدري ويموتوه كيف ما قتلنا ولد من عيلتهم .


شهقت غالية في قهرٍ مصدوم لم يأتِ ببالها أن تكون حماتها جبروت لهذه الدرجة من القسوة أليست مثلها تعاني من ألم الفقد والخسارة الغالية علي من مات؟ فكيف تسعى للشر وخسارة الأبن الآخر وضعت يديها فوق رأسها برعب وبدأت تعاتبها 


= يا مري..و يا مرارك يا غاليه، ليه اكده يا مرات عمي سراچ قالنا ما حدش يتصرف من دماغه وهو هيحلها ده دم محمود لسه ما بردش جالك قلب تعمليها كيف استرها يا رب.


كادت أن تصيح فيها بقسوة لتصمت لكن تفاجأت بهاتفها يرن برقم شفيق فاجابت بسرعه على أمل ترجوه في التياعٍ


= ايوه يا شفيق طمني عملت ايه؟ لحقته مش اكده وهو بخير معاك صوح؟ ما بتردش عليا ليه يا ابني انا ما بقاش فيا اعصاب انطق؟؟ 


جاء صوت الآخر أخيراً حزين للغاية


= الباقية في حياتك يا خالتي عيله البدري موتوه قصاد ما موتنا لهم ولد من عنهم.. ما لحقتش أمنع ده ولا ده سامحيني يا خالتي!. 


وكأن أحدهم قد سكب على رأسها وقودًا حارقًا فجعل الموت يزورها بغتة، رغم انها تعتبر الملامة على ما حدث على اغتيال شاب بريء لكن في تلك اللحظه يصل خبر موت أبنها الآخر قضت علي نفسها بسلب أعز ما في الدنيا لها، كانت طوال الوقت تشعر نفسها محظوظه بإنجاب أربع شباب وجودهما أعاد إليها نبض الحياة وبهجتها وها قد حُرمت من إثنين في غمضه عين، سقطت بالأرض وصرخت في غير تصديق


= ولدي .


❈-❈-❈


بثيابٍ زائف مهترئة وقلب ممزق ووجه لا يغطيه إلا صنوف القهر والهوان استطردت مكلومة تتكلم بغير عقلٍ وكأنه بموت الآخر سلب منها الثبات والعقل في تلك اللحظه فما ادراكم فقدان الإبن الغالي كأنك تصير فاقد لكل شيء تمنت الظفر به ذات يوم، بدأت فجاء كأنها تعاني من الهذيان فرفعت من نبرة صراخها الهيستري 


= ولدي التاني مات! الاتنين في شهر واحد ليـه حــرام.. يا زينت الشباب خدوكم غدر من غير وداع حتي! ابكي على مين ولا مين والحبايب كتر فرقها بالحياة، يا وجع قلبي عليكم يا ولادي.. مين يصبرني عليكم يا حبايبي.. آآآه يا حته مني اتحرمت منكم يا ضنايا !. 


ثم تطلعت بأعين مقهورة مليئه بالشر وهي تتوعد بأخذ الثأر والانتقام للمرة الثانية 


= بس برده هجيب تارك انت كومان يا ولدي.


لم يعبأ سراج بكلماتها وظل على وضعه جامد التعبيرات حاد النظرات، لكن لن تطيق غالية الصبر اكثر من ذلك فصرخت في صوتٍ منفعل


= ما بكفيكم بقى إيه روحكم جت على القتل وما حدش منكم بيفكر في الناس اللي بتموت دي ما لهاش ذنب! كل اللي عمالين تفكروا فيه التار وكيف ارد الضربه بنفس الطريقه حتى لو هموت ناس ما عملتليش حاچه 


أشعلت فردوس الغضب بدواخلها، فانطلقت تلومها بحقدٍ آخذٍ في التصاعد بينما لكزتها 

في ذراعها محذرًا إياها بغير تساهلٍ وبنظرة تسودها العداء


= اقفلي خشمك يا بنت ما عاوزاش اسمعلك صوت وما تدخليش في حديد الكبار! ما لو اللي مات ده ابنك ما كنتيش هتعملي اكده صحيح، وكان زمانك بنفسك خدتي اقرب سلاح ورحتي طختيهم وخلصتي عليهم عشان نارك تبرد.. 


ابتسمت في استهزاء أكثر استفزازًا، لتخبرها بعدها بقسوة أكبر 


= لكن انتٍ هتعرفي قيمه الضنا منين 

وانتٍ حي الله اللي معاكي بنت راحت ولا جت مش هيتفيدك بحاچه مش كيف الرچاله 


استنكرت ظلمها البين فهتفت غالية متحدية جبروتها بإصرارٍ


= لا مش هسكت يا مرات عمي! ووجع الضني على بنت ولا علي راچل واحد واللي خلاني كنت بسكت زمان لاني كنت بعذرك لكن طالما مش فارق معاكي عيالك اللي عاملين يموتوا واحد ورا الثاني دول! يبقى لازم حد يوقفك 


أرسلت لها فردوس نظرة نارية كالسهام المارقة وهي تزيد من غضبها المهين لها بكلامها الموجه لشخصها


= وانتٍ بقى اللي هتوقفيني قليله الربايه صحيح، كلمه واحده معوزاش اسمعلك صوت  بحديد أكبر منك عشان ما امدش ايدي عليكي 


كانت عبارتها الأخيرة تحمل تهديدًا خطيرًا، لكنها تغلبت على مخاوفها التي انعكست على ملامحها وهتفت تعنف الجميع بعنادٍ وبتحدٍ سافر


=معدش يهمني، أنا مش همشي من اهنا إلا لما توقفوا حكايه التار دي.. اللي راحوا كانوا بالنسبه لي كيف اخواتي واكتر واللي هيروحوا لسه اخواتي وچوزي منهم قريب.. وبعد اكده خلاص رچاله العيله هتخلص كلاتها عشان نارك تبرد لكنها بتقيد اكتر، يا ناس هتروحوا من ربنا فين وذنب الناس دول في رقبتكم .


وقبل ان تفعل رده فعل اخرى، تعالي صوت سراج فجاء ليفض تلك المشاحنات الدائره بينهما وهو ينذرها بحدةٍ


= غـــالـــــيــة! بكفيك خلاص على فوق ومش عاوز اسمع صوت لحد!. 


أولاها ظهره ورحل وتحركت خلفه غاليه بأمر منه، لكن الأخري أقسمت لنفسها ألا تتوانى أو تكف حتى تجعل عائله البدري أيضًا تتذوق من نفس الكأس، فالثأر بينهما لا يزال قائمًا وإن كان على حساب اللعب بأرواح الأبرياء! 


حدجتهم بنظرة أخرى أكثر كراهية لتردد بعدها بلا ندمٍ


= برده هجيب تار عيالي وما حدش هيوقفني! 


ألتفتت نحو فؤاد ابنها الصغير الذي كان جالس حزين على فراق اشقائه، وقالت وهي توبخه بحرقةٍ


= شفت اخوك يا فؤاد ضيع حق اخواتك الاتنين هدر! عشان خايف من مراته، عيله البدري من اهنا ورايح هنكون ملطشتهم.. بالنسبه لهم اكده وما عندناش رچاله في العيله ياخدوا بتار عيالنا 


وكأنها بالفعل وصلت الى ما تريده، فصاح في ضيقٍ


= ما تقوليش اكده ياما امال انا رحت فين، وسراچ كومان اكيد هياخد حقهم بس مستني الفرصه المناسبه .


وكأنها تزيد الطين بلة بمناطحتها، مصمصت أمه شفتيها مغمغمة في استحقارٍ صريح


= اخوك مش هيعمل حاچه لو كانت في نيته كان عمل من الاول! انت اللي فاضيلي يا ابني 

خلاص مش هنروح نطلب من الغريب تاني ياخد حقنا احنا اللي لازم ناخده بايدينا بدل ما يتقال علينا ما عندناش رچاله.. ولا انت هتكون كيف اخوك جبان ومش عاوز تاخد بتار اخواتك


مجددًا اتجهت نظراتها الحانقة نحوه فعاتبه في حزنٍ لاستغلال عواطفه 


= ولو مت ماشوفكش في دفنتي ولا واقف على قبري، وأنا هوصي الناس بكده!


أتاها رده بنفس اللهجة الجادة عند مشاعر طعنه بالاهانه برجولته


= لع عاوز طبعا، عاوز ايه ياما وانا اعملهلك علي طول 


ابتسمت في فخرٍ وبصوتٍ لافت لتقول بعدها 

وكأنها تنفث عن طاقتها الانتقامية بتلك الطريقه دون تفكير في العواقب


= تعجبني يا ابني أهو اكده تربيتي بصحيح، 

وعشان المره دي نلعبها صح من غير خشميه لازم تتدرب على السلاح الاول ونعمل العامله من غير ما نسيب ورانا أي أثر.. المهم نجيب تار اخواتك 


❈-❈-❈


لم يقوَ سراج على الجلوس، ظل واقفًا أمام النافذة يراقب بعينين خاليتين من الحياة ومن خلف الستائر المنسدلة الفضاء الممتد على مرمى بصره قست ملامحه وأصبح أكثر جمودًا وصلابة، أخذ على نفسه ميثاقًا غليظًا، لاول مره في حياته يشعر بالضعف والحيره! هل ياخذ بثأر أشقائه بالفعل أم يكون ضعيف في نظر الجميع ويوقف هذا الثأر!. 


بصعوبة يدع ما حدث لا يسيطر عليه ويظهر في الوقت الحالي كاي رجل صعيدي تربى على تلك العادات والتقاليد مجروح من موت اشقائه يقتل الجميع دون التفكير في عواقب مثلهما لكن في النهايه سيظل هو كبير العائله ويجب ان يكون العاقل الوحيد حتي لا تتازم الأمور اكثر، لكن لا احد يفهم ذلك حقا الجميع يتهمه بأنه لا يحب أشقائه لانه لا يريد ان يقتل شخص بريء مقابل اطفاء نار ستشتعل أكثر وليس ستبرد مثلما تقول امه طوال الوقت لذلك الأمر حقا صعب والدليل وفاء اخوه الثاني، ومن يعلم من القادم بعد.


في تلك اللحظه اقتربت منه زوجته، ارتعشت أطرافها وبدا ذلك ملحوظًا وهي تتحسس جبينها وقد نكست رأسها في خزي، لتهتف في ندمٍ ممزوج بخيبة الأمل وهي تستجدي غفرانه


= حقك عليا يا سراچ والله ما كان قصدي أقل من احترامك تحت بس تعبت من كتر ما هي عماله تفكر في التار ومش بتفكر في اللي عمالين يموتوا واحد ورا التاني دول.. سواء مننا ولا منهم.. ما هم برده ليهم عيله وزعلانين عليهم ذينا 


ألتفت نحوها بشيءٍ من الغل ودمدم في حنقٍ لم يخبت نهائيًا


= واحنا اللي مش زعلانين يعني عليهم يا غاليه دول اخواتي إللي كنت بعتبرهم كيف ولادي واكتر! 


أمسكت غالية يده من بين ذراعيه وردت نافية في توترٍ


= ما قصداش اكده أكيد كل اللي عاوزه اوصله  اني بدل ما نحرق قلوبهم وقلوبنا ندور لنا على حل من غير ما نموت حد هو لازم يعني الموت اللي مش هيرجع اللي راح ديه. ما هي جربت بنفسها و واحد ثاني مات.. انا مش هستنى لما انت تحصله بعد الشر اعمل حاچه قبل ما هي تتهور تاني.. ابوس ايدك حلها انت بعقل كيف ما اتعودنا منك 


ليدنو منها برأسه ببرود قاسٍ فلجأ إلى إخبارها بنوعٍ من الذم


= هي بقى فيها عقل يا غاليه! ولا شايفاني لقيت حل وقلت لا وده اللي كنت بحاول اعمله من اول يوم رغم ان محمود مات لكن هم خدوني على قد عقلي، و غدروا بدل الواحد اتنين.. فكرك ان انا مش بفكر زيها و نفسي دلوقيتٍ اطلع عليهم واموت فيهم كلاتهم عشان ناري تطفى فعلا .


تقدمت عنده في خطواتها ثم وقفت قبالته وسألته بتخوفٍ


=بقيت تتحدد كيف امك يا سراچ، يعني انت شايف زيها الحل تقعدوا تقتلوا في بعض! طب واحنا وعيالكم ما بتفكروش فينا وقلوبنا اللي بتتحرق عليكم واحد ورا الثاني

الصفحة التالية