رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 2 - 4 - الإثنين 16/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
4
تم النشر يوم الإثنين
16/12/2024
اخشوشنت نبرته وتوحشت نظراته وهو يصيح بها
= وانا مين يحس بالنار اللي جوايا على اخواتي اللي راحوا من غير ذنب! هو انا مش زيكم بحس ولا عشان خلاص كبير العيله ما عندوش وقت للحزن ولا للانتقام من ولاد الكلب دول.. يمكن في الاول كنت متعاطف معاهم شويه رغم اني في النهايه اخويا قتل منهم واحد من غير ما يقصد لكن هم كانوا يقصدوا في دول الاثنين.. وانتٍ تقوليلي احلها بالعقل هو فين العقل ده
تفاجأت غالية من تجبره الغير اللائق عليه، صمتت لحظة مدهوشة وهي ترمقه بهذه النظرة وقالت بقلق
= غلط يا سراچ تفكر اكده ابوس يدك اوعى تمشيها اكده احنا اللي هنندم في الاخر، انا معاك أنهم عملوا كل ديه واكتر بس كيف ما بنلاقي لنفسنا أعذار نلاقيلهم اعذار برده.. و خليك فاكر كويس ان احنا اللي بدانا حتى لو غصب عننا كيف ما بتقول ده ضناهم برده اللي راح وهم ما كانوش عارفين اكده، وللاسف دخل اللي شعلل بينكم
أطلق زفرة بطيئة أتبعها استرساله بوجه شبه ممتعض
= انتٍ عاوزه توصلي لايه يا غاليه في حاچه بتفكري فيها، عماله تدوري وتلفي ليه ما تيجي دغري!.
لم ينبس بكلمة وأصغى إليها فارتعش صوتها بتردد
=طب ما تفهمنيش غلط وتسمعني للاخر بس لازم تقدم الكفن يا أبن عمي عشان تقطع الدم ده بين العيلتين! و ده اللي هيخلي الاتنين غصب عنهم يلتزموا بالعهد ونقفل الحكايه دي بقى وبكفايه اللي راحوا .
تحفز في وقفته وتصلب وسدد لها نظرة نارية ليصيح بعدها بصوتٍ مرتفع محموم بالغضب
= انتٍ اتجنيتي عاد يا غاليه عاوزاهم يقولوا عليا مش راچل وخايف منهم ولا مش قادر اقتل بدل الواحد عشره منهم بس انا اللي مصبرني الخوف على اخويا وباقي العيله وعليكم برده.. هو انا برده إللي هفهمك اللي بيعمل اكده بيقولوا عليه ايه عندنا في البلد
انفعلت وهي تبرر له اتخاذها لذلك القرار الصادم
= ما ملعون ابو الناس كانت عملتلنا ايه في الاثنين اللي راحوا واللي لسه هيروحوا، وقت القتل ما بنلاقيش حد منهم انما قبل اكده بيقعدوا يشعليله بين الاثنين، ما هو صحيح اللي ايده في الميه البارده مش كيف الايده في النار واحنا اللي شالين الهم فوق دماغنا في الآخر.. وبعدين الموضوع هياخدله كام يوم لحد ما ينسوا ولا احنا ولا اخر ناس هنعمل اكده
نظر لها شزرًا فأوله ظهره وراح يمشي ببطءٍ مبتعدا عنها وهدر بها في صوت مجلجل وأجش
= لا ده انتٍ مخك ضرب على الآخر، طب لو خلصت من حديد الناس هخلص من حديد امي ورچاله العيله كيف...ده انتٍ هتفتحي عليا فتوحه ملهاش اخر منهم لو فكرت بس مجرد تفكير في اكده غير ما حدش هيوافقني خالص .
هزت رأسها بإصرار عندما أجابته موضحة ما أنجزته من التفكير العميق في تلك المساله
= انت كبير العيله ومحدش بيقدر يعرضك في كلمه، مهما يتحددوا ويعملوا صر على رايك وهم في الاخر هيستسلموا لما يلاقوا ما فيش حل غيره ويخافوا على عيالهم، فكرك برده ان عيله البدري ما فكروش في اكده بس مترددين و نفسهم اللي يشجعهم.. وبعدين انت العمده فلما تيجي منك هيقولوا راچل بصحيح و خايف على الناس الابريه اللي بتروح في الرچلين ومش بعيد كومان تشجع كل اللي بينهم تار يعملوا اكده ذيك..
اتجهت إليه و دارت حوله واستوقفته ثم مدت يدها نحو ذقنه تديره فرفع وجهه إليها رأي الحزن جسيمًا في حدقتيها فأسبلت عينيها تجاهه وخاطبت إياه في لينٍ
= جي الوقت اللي نوقف كل القرف دي.. انا اللي هقولك برده كام عيله عندنا في البلد راحت بسبب لعب العيال دي من غير ما يقصدوا، ولا لو كان عامله اكده من الأول كانوا وقفوا دم ناس كثير ابرياء ما لهمش ذنب.. فكر كويس في الموضوع يا سراچ وحياه بنتك بسمله اللي مش عاوزاها تتيتم من عم ولا اب لا توافق.. وبعدين يعني انت عاوز حد ثالث يموت من عندنا هو ده الحل بردك قلوبنا هتستحمل فراق ثاني يا عمده .
صمت دقيقة يفكر فشعر بالفعل بالقلق ثم هتف يضيق رافعًا سبابته أمام وجهها بتحذير
= خلاص يا غالية قفلي على الموضوع وسيبيني أفكر.. بس حسك عينك تفتحي مع حد انا لسه بشاور عقلي ما وافقتش .
ابتسمت بأمل وهزت رأسها بالايجاب عدة مرات ثم رفعت يده برقةٍ إلى فمها لتقبلها بنعومة قائلًه
=عينيا يا اخويا والله ما هفتح بقي ولا اتحدد بس لأجل النبي لا تفكر في الموضوع كويس وبلاش ترفض ولا تنشف دماغك زيهم، ولا تفكر انك لو عملت اكده اسمه ضعف بالعكس اكده انت كبير وخايف على مصلحه العيله وهم هيفهموا اكده بعدين من نفسهم!.
❈-❈-❈
توالت الأيام على الجميع بطيئة مستنزفة للأعصاب ومرهقة للتفكير وفي أحد الجلسات في محاوله للصلح التي تنتهي دوماً دون فائده كالعاده، تحدث كبير عائله البدري قائلاً بخشونة
= ربنا وحده اللي يعلم يا سراچ انا حاولت قد ايه اوقف التار ديه لأجل خاطرك وخاطر ربنا عشان انت غالي عليا يا عمده بس اديك شايف.. النار اللي قايده في عيلتي اكبر مني
فأفصح له سراج عما يُحيره ويملأ صدره الملتاع قائلا بقلقٍ
= صادق يا حاچ مؤمن من غير حلفان، بس اديك شايف راح من عندي اخواتي الاتنين اصبر اكتر من اكده ايه لحد ما الدور ياچي عليا واهلي يبقوا من غير كبير والناس تنهش فيهم من بعدي.. لازم نشوف حل وانت أدري بالحكاوي دي ما بتخلص غير لما تصفي نص العيله.
هز رأسه كبير عائله البدري معقب في تأكيد جاد
= عارف يا ولدي وصعبان عليا اللي راحوا من عيلتي برده، اسمعني زين ما فيش غير حل واحد وكتير عملوا في البلد عندنا وهو اللي بيوقف التار..
اعتدل سراج في جلسته هاتفًا بلهفة شديدة
= الحقني بيه يستر عرضك يا حاج مؤمن وانا مستعد اعمل اي حاچه، بس ما حدش يتاذى من عيلتي تاني.
بادله نظرة غامضة، محملة بالكثير قبل أن يجيبه باقتراح باهتمام
= لازم يكون في بينا نسب! بما ان انت الكبير في عيلتك وكبير العيله يبقى لازم تتجوز حد من عندنا، وما فيش انسب من زينب اللي اتقتل جوزها في الاول بقت يتيمه وعندها ولدين و اهو تسترها، هي صحيح البنيه معديه الاربعين لكن زينه وشرع ربنا ما فيهوش حاچه.
تجهم وجهه للغاية وعلى الفور فكر في غالية وصدمتها به وانها لا تستحق شيء كذلك منه، وراح يذم شفتيه في غير رضا، ثم تكلم في فتورٍ ولمحة من العبوس قد أخذت تزحف على وجهه
= شوف حل تاني غير ده يا حاچ مؤمن معلش
اكيد في حلول كتير غير الجواز، بس الحل ديه هيخرب بيتي ومش هقدر بصراحه اكون عادل ما بينهم انت عارف زين غاليه بالنسبه لي ايه وما ينفعش تتحط في مقارنه مع حد اصلا.
اكفهر وجه مؤمن وقال باستياءٍ
= چري إيه يا سراچ يا عمده البلد يا كبير العيله، اقولك عايزين نوقف الدم اللي ما بين العيلتين وانت تقولي شوف حل تاني عشان خاطر مرتك! وانا اقول ليه ما جتش منك من الأول ولا حتي انت اللي بدات وعرضت عليا حاچه كيف دي .
أطبق على جفنيه للحظةٍ، قبل أن يهمس في حنقٍ مزعوج
= يا حاچه مؤمن أنا ما اقصدش اكده والله وشرف ليا اناسبك بس الموضوع انـ...
قبل أن يكمل الأخير باكثر نهض مؤمن وهدر في احتجاجٍ ناقم
= خلاص يا سراچ مش محتاچ توضح اكتر من اكده، بس خلي بالك ده كان الحل الوحيد اللي كان هيناسبنا احنا الاتنين! وانت اللي رفضت عشان مش عارف تحكم علي مرتك انها تقبل تتجوز تاني ولا تكونش خايف منها.
نهره سراج عن التمادي في الأمر هاتفا بحدةٍ
= حج مؤمن انت على عيني وراسي وانا مقدر قعدتنا دي، لكن بعد اذنك ما تتدخلش في حياتي وتقولي اعمل ايه وما اعملش ايه، و بعدين اسمها بحافظ على كرامه مراتي و خايف على زعلها مش خايف منها ولا مش قادر احكم عليها.
ضجر الآخر منه فهو لا يصدق كيف يكون كبير العيله ويرفض شيء كذلك حتى لو على حساب زوجته فلا يهمه شيء غير إيقاف الدماء فقط مهما يكلف الامر، عكس الاخر فكر باول شيء بحزن زوجته وصدمتها به حينها، لذا أخبره بعد زفيرٍ ثقيل تشوبه الملل
= لا ما هو واضح على العموم انا مالي انت حر بس ما ترجعش بعد اكده تلوم إلا نفسك لما تلاقي الثالث من اخواتك راح يبقى ساعتها خلي مراتك تنفعك.
تنهيدة عميقة تحررت من صدر سراج الذي بدأ يشعر بقله الحيله حقا والخوف من القادم و للحظه شعر بأنه سيكون المذنب اذا حدث شيء سيء لعائلته مجدداً بعد رفضه لوجود نسب بينهما والزواج من آخر لكن بالفعل ذلك الأمر سيكون صعب عليه وسيشعر بأنه ظالم نتيجه لذلك فا غاليه لا تستحق منه ذلك ابدا ويكفي صبرها عليه سنوات طويله، رفع بصره للسماء وهو يناجي المولى بخفوتٍ
= استغفر الله العظيم يا رب، حلها من عندك.
❈-❈-❈
للحظة ظنت غالية عندما قال بأنه سيفكر كان وهمًا، لمجرد استرضائها بعد الذي قدمته إليه منذ اللحظة الأولى التي عرض فيها الزواج عليها، لكن كادت ان تطير من الفرحه عندما اخبرها بموافقته وانه سيقدم ذلك العرفان قريباً وتم الإتفاق أيضا مع أحد الظباط بذلك والذي بالطبع ايدوا حديثه على الفور حتى تتوقف قد تلك الدماء والاوراح البريئه التي تتساقط يوم بعد يوم بين العائلتين.
القرع العنيف على باب غرفة المكتب جعلت سراج ترك ما في يديه ونظر إلى الأمام لدخول والدته فاتسعت عيناها ذهولًا تمنحه هذه النظرة الساخطة البغيضة والكارهة لم تمهد بشيءٍ واندفعت كالثور الهائج تجاه بعنفٍ وهي توبخه بتسائل
= صحيح الحديد اللي سمعته دي؟ انت عاوز تقدم الكفن لعيله البدر بعد ما قتلوا اخواتك الاثنين؟ رد عليا وكذب اللي سمعته
حفظًا لماء الوجه أوجز سراج في رده
= اما اقعدي الأول عشان افهمك اللي حصل و انا عملت اكده عشان خايف عليكم، تقدري تقوليلي لو عملت اللي انتٍ عاوزاه ورحت قتلت واحد من العيله هم هيسكتوا كيف ما سكتوا المرتين اللي فاتوا خلاص لازم الدم ده يتقفل بقى !.
قاطعته قبل أن يكمل تبريره وهي تصيح به في حنقٍ قهراً
= يا حسرتك في ابنك الكبير يا فردوس هيعرك وسط البلد ويخلي اللي ما يشتري يتفرج علينا، يا المرار الطافح اللي هينزل فوق دماغنا! ما كنتش اعرف انك جبان اكده ومش فارق معاك دم اخواتك اللي راحوا
دخل في تلك اللحظه فؤاد و خلفه غاليه، وهتف بقلق
= في ايه ياما صوتك وأصل لحد بره ليه؟
لانت نظراتها القاسية وارتخت تعابيرها حينما أخبرته باستهزاء
= تعالى شوف اخوك الكبير العمده كبير العيله عاوز يعمل صلح بينا وبين عيله البدري و هيقدم الكفن كومان.. هيعرينا ويخلينا نطاطي راسنا في الرايحه وفي الچايه قدام الخلق، على آخر الزمن إسم عيلتنا هيتمرمغ في الوحل عشان العمده بجلاله قدره مش قادر ياخد بتار اخواته.
استنكر تصريحها وقال في غيظٍ مكبوت
= انت بجد هتعمل اكده يا أخويا كيف تفكر في حاچه كيف اكده من غير ما تاخد رايي حتي، هم اللي راحوا مش اخواتي برده! ولا اخواتك لوحدك عشان تكرر قرار كيف ديه من نفسك.. انا مش موافق طبعا على الهبل ده
انتفض قائمًا، فأشار له الأخير ليقترب منه،
ثم هتف مرددًا بحذر في وجهٍ الصارم
= اتحدد مع اخوك الكبير عدل هو انا كنت بعلمك عشان تقف قصادي تعارضني.. حاسب على كلامك واتلم يا فؤاد مش هياجي عيل صغير علي اخر الزمن هيعدل على قراراتي، بقيلي سنين بحكم واعدل بين الخلق باللي محدش بيقدر ينطقه وانت جاي تعارضني! ليك حق ما انت مش عارف يعني ايه كبير عيله