رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 2 - 5 - الإثنين 16/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
5
تم النشر يوم الإثنين
16/12/2024
نظر فؤاد له بتعالٍ قبل أن يأتيه رده صادمًا على كافة الأصعدة
= اهو العيل الصغير اللي مش عاجبك ده هو اللي هياخد بتار اخواته مش جبان ذيك، عامل فيها كبير عيله وانت مش عارف تحكم في حاچه وبتضيع حقنا و آآه
صمت الآخر عندما صفعه أخيه الكبير بقوه ليصمت، لم يبدو اي تعابير على وجه فردوس مما حدث بينما شهقت غالية مذهولة وهي تهمس بعدم تصديقٍ
= يا مصيبتي جيب العوائي سليمه يا رب!.
تنفس سراج بعمقٍ ليكبت هذا الشعور المؤلم،
وهو يقول بندم ظاهراً
= عمري ما كنت اتخيل ان انا ممكن اعملها في يوم سواء معاك ولا مع اخواتك اللي ماتوا! لكن انت اللي اجبرتني على اكده، دلوج بقيت جبان ومش عارف احكم.. الله يرحم ايام زمان كانت اي مشكله بتقع فيها بتجيلي و بحلها من غير ما افضحك عند أمك و اقولك عيب ده انت ابني مش اخويا وفي الآخر لما يطلعلك صوت تتجرأ عليا وتقل ادبك كومان
ارتسمت على شفتي فردوس ابتسامة أكثر اتساعًا وشماتة وأمرته بلهجتها المعتادة معه بالاواني الاخيره
= ما هو لازم يطلعله صوت لما يلاقي اخوه الكبير بقى يتصرف تصرفات ما يعملهاش عيل صغير.. وعاوز اللي يتدخل في قراراته، قصر الحديد يا سراچ ما فيش صلح هيتعمل و لو فضلت تمشي في الموضوع ده تنسى ان ليك أم ولما اموت ما تمشيش في دفنتي
وكأنها تستفز مشاعره الذكورية بمقارنته بآخر ابنائها الصغير به، فقال بلا تصدق
= بدل ما تادبيه على قله ادبه معايا بتقوي اكتر ياما، هي دي اخره المعروف اللي كنت بعمله معاكم زمان وياما اتدخلت في مشاكلكم
وكنت ببقيكم عليا تكون هي دي النتيجه
شملته أمه بنظرة مهينة من رأسه لأخمض قدميه قبل أن تتوالى عليه إهاناتها كالصفعات
= ما حدش طلب منك تتنازل عشان تقعد تذل فينا كل شويه، ومع ذلك شايلين معروفك فوق رأسنا يا سيدي بس لما تضيع حقنا مش هنتحملك ولا هنكون في صفك أكيد، كفايه ان انا خيرتك بين اللي عاوز تعمله وانك تنسى ان ليك ام وبرده مصر تمشي في الطريق ده يبقى احنا اللي مش فارقين معاك مش انت .
لم تتحمل غالية الصمت اكثر من ذلك علي بذاءة لسانها السليط، وأوقفتها بصياحها الهادر بحده
= يا جماعه ما تفهموه هو بيعمل اكده عشان مصلحتنا، عندك قلب تستحملي فراق حد من ولادك تاني يا حماتي؟ وانت يا فؤاد مش ديه اخوك اللي كان بيبقي اي حاچه عليكم وهو مش مهم وحتى التعليم ما كملوش عشانكم وقال انتم أولي هو انا برده اللي هقولكم ياما عمل معاكوا ايه، في ثانيه كده تنسوا كل حاچه عشان طلب وحيد بيطلبوا منكم ولمصلحتنا .
أنهت جملتها عندما تحركت صوبها حماتها لتمسك بها من ذراعها وضغطت بشراسة عليها فتألمت من قوة ضغطتها هاتفه بغضب
= سبق وقلتلك ما تدخليش في حديد الكبار ولا ليكي دعوه بمشاكل عيالي، انا عارفه كويس ان دي افكارك وهو كالعاده بيتدلدل ليكي وبيقولك حاضر ونعم.. خلصت لحد اهنا يا سراچ طالما اخترت اتحمل نتيجه اختياراتك بقى وخليها تنفعك .
نظرت إليه أمه نظره اخيره وعيناها تتفحصان الاثنين بوهجٍ خبيث واشتدت قبضتها علي أبنها الآخر معتقده بتلك الطريقه تضغط على الكبير، و راحت تُحادث بوعيدٍ شيطاني لئيم
= يلا يا فؤاد ورايا وما لكش دعوه بيهم.. و خلينا احنا اللي نروح ونيجي وندور على حق عيالنا بايدينا والكبير قاعد بيدور كيف يفضحنا وسط الناس .
التفتت زوجته بناظريها إليه ومشت تجاهه تسأله في لوعةٍ للتخفيف عنه
= معلش يا سراچ هم مش عارفين قيمه اللي انت بتعمله بكره لما يعرفوا عـ..
التفت بوجهه بعيد ليخفي آثار التفكير السائدة على ملامحه وعلق بزفرة سريعه
= غاليه سيبني لوحدي دلوج مش قادر اسمع ولا حرف زياده.
جلس مكانه وحده وراح يشتكي لنفسه بغير آمل، فمهما مضى الزمان به بما يجيش في صدره من أمور صعبة للغاية صامت، لكن ما جرى جعله يعيد حساباته ويتساءل هل بالفعل تسرع بذلك الامر؟!.
❈-❈-❈
رفع رجب الغفير رأسه للأعلى صادم و أبقي على ملامحه الانزعاج حينما استمع الى أمر العمدة، فنظر سراج له بعينين مدهوشتين وهو يسترسل بتعابيرٍ منزعجة
= خير يا رجب مالك واقف ليه اكده ما تروح يلا اعمل اللي قلتلك عليه.
تنحنح في صوتٍ خفيض قبل أن يرد وهو يسير بتمهلٍ
= هاه آه حاضر.. بس معلش في الكلمه انا عارف انها حاچه ما تخصنيش بس هو فيش غير الحل ده يا حضره العمده، أصل آآ
نظر سراج له بحده ثم قال بشيءٍ من الضيق
= عاوز تقول ايه يا رجب؟
ردت عليه بتعبيرات ضائقه غير مكترثة بتجهم الآخر
= انا ما اقصدش حاچه يعني بس على فكره في حل ممكن يكون ما جاش على بال جنابك ممكن يكون في نسب بين العيلتين وساعتها الدم ده هيقف بس بلاش حكايه الكفن دي، حكايه واعره جوي وفيها اهانه لينا انت مش عارف بره بيقولوا علينا ايه وان حضرتك...
صمت الآخر عندما لاحظ نظراته النارية ثم أطبق على شفتيه رافضًا قول أي شيء، نبذ نظراتٍ قاسية فقط جعلته يشعر بالندم على قول كذلك، فصاح بصرامة وأمر
= رجب! انا مش مستنيك تعرض عليا افكارك العظيمه روح نفذ اللي قلتلك عليه وما لكش صالح.
لوي رجب ثغرها مغمغم بتبرمٍ
= حقك عليا يا سعاده العمده حاضر هروح انفذ اللي انت عاوزه، وامر لله .
❈-❈-❈
مرت عده أسابيع ولم تتحدث أمه معه مطلقاً أو حتى تجمعهم سفره واحده للطعام وفؤاد ايضا إنضم الى والدته بعد تصرف أخيه ضده و كأن لم يكن هو من بدأ لكن شحن أمه فردوس المتواصل وتعبئه عقله بتلك الاقوال عن الانتقام وانه بذلك سيكون رجلاً بحق جعلته ينضم إليها ويقتنع بحديثها ويخطط مثلها للانتقام من تلك العائله، لكن كل ذلك جعل سراج متردد ومتخبط في قراراته السابقة.
و على الجانب الآخر كانت قد اكتملت الترتيبات لتقديم الكفن ولم يبقى غير ذهاب سراج لتقديم ذلك وسط جميع العائلات وضباط الشرطه، وقف سراج امام المراه شارد
فيما سوف يفعله اليوم ويعلم لا هناك للعوده بعد! وتقدمت من الخلف غاليه زوجته تضع فوق كتفه الشال لتجهيزه للنزول وهتفت بتشجيع ودعم
= ما تفكرش كتير صدقني كلهم بكره هيعرفوا قيمه اللي انت بتعمله عشانهم وهيجوا يشكرك بنفسهم لما يفهموا انت بتفكر كيف. ربنا يهديهم يلا انت عشان ما تتاخرش
شعرت غالية بالارتياب من صمت زوجها ولم تترك الأمر يحيرها كثيرًا، حيث هتفت بصوت جاد
= سراچ انت مش سامعني خلاص كل حاچه جهزت تحت والكل مستنيك يلا !.
تكلم أخيراً ليقول بصوت محتــرق من الندم والحزن
= مش هنزل يا غالية ما قادرش اعمل أكده وانا عارف ان امي مش راضيه عني.. حتى لو اللي بعمله صوح .
عقدت حاجيبها للاعلي بقلق وسألته بتشككٍ مرتاب
= سراچ انت مالك تقصدي إيه بحديدك ده، طالما انت عارف ان ده الصوح كمله وما لكش دعوه بحاچه تاني ؟
سحب الهواء بعمق ليعيد انضباط أنفاسه المنقطعة من التفكير وتلقائيًا أجابها مباشرةً
= مش ممكن يكون هم اللي صوح واحنا اللي غلط! من امتى واحنا بنخاف اكده وبنطاطي راسنا على رأي أمي احنا اكده مش رچاله
في تلك اللحظه لا يعلمون من أين اتت فردوس وكانت تستمع الى الحديث مما أشعرها بالرضا والحبور فتقدمت نحو ابنها ربتت علي كتفه بحنان منتشية بانتصارها الزهيد من خلال ضغطها عليه للايام السابقه وقالت بفخر
= اهو اكده انت ابني بصحيح چدع يا سراچ أخيرا يا ابني فوقت لنفسك! ومن شيطانك اللي كان راكبك طول الوقت ومعبي عقلك بكلام فارغ.. يلا يا حبيبتي اتحرك و قول للغفير ان كل واحد يروح لحاله اتفضت قبل ما تبدا .
غشى بصرها الدموع تأثرًا بما جرى في طرفة عين كُسر داخلها وتفتت قلبها وهي تردد في صوت شبه مرتجف برجاء
= سراچ قول حاچه ابوس يدك ما تعملش اكده خلاص هي خطوه واحده اللي كانت فاضله وتفضي كل المعارك دي والحرب اللي ما بينا انت فاهم انت بتعمل ايه؟!.
ليحرك رأسه بخزي رافضًا الانصياع لما قالته له، بينما استفزت حماتها من إصرارها ودفاعها المستميت عن فعل ذلك، فلكزتها في كتفها بعنف
= ما تتحركي يا بنت وبطلي حديد ملهوش لازمه هو انتٍ بتحبي تتهزيقي على طول، راچل هو ولا مش راچل قدامك طالما كلمته طلعت ما حدش بعدها يقدر يفتح بقه بعديها سمعتي! ما فيش عربون هيتقدم والتار هيكمل !.
كانت المرة الأولى التي تشهد فيها غالية عليه صامت أمام اهانتها دون أن يدافع عن كرامتها وإنسانيتها قبل ذلك بل ويحاسب المسيء بلا ندمٍ، لكن سراج يعلم جيد اذا تحدث بحرف سيفعل ما تريد؟ لذا يجب أن لا يجعل مشاعره تسوقه وقلبه يقوده هذة المرة، بل لا مكان للعاطفة في حياته بعد الأن.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية