-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 2 - 1 - الإثنين 16/12/2024


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الثاني

1

تم النشر يوم الإثنين 

16/12/2024



في السرايا احتضنت فردوس محمد أبنها وكأن وهج الحياة النابض قد عاد إليها دفعة واحدة، فما إن سمعت صوته العذب وراته بخير أمامها فاول ما سمعت ما حدث اعتقدت بأنه اصابه مكروه لذلك كان يتحرَّق قلبها حتى احتضنته و صاحت بلوعةٍ أموميةٍ شديدة


= يا حبيبي يا ابني بركه انك بخير وسليم يا ولدي 


نطق سراج بحزمٍ مُستعتب


= كام مره قلتلك بطل طلوع بالبندقية دي برا الدار وبرده بتنفذ اللي في دماغك وتخرج من ورايا وادي اخره مصايبك موت واحد من عيله البدري 


قال محمد بسرعه بندم بما لا يدع مجالًا للشك في نواياه الجميع تجاهه 


= قتلته من غير ما أقصد حاسب على كلامك يا سراچ انا مش قتال قتله، غصب عني وانا بعمر البندقيه لقيته فجاه ظهر قدامي وما اعرفش كيف صوبت عليه ومات لكن اقسم لكم بالله ما كانت نيتي أكده انا اصلا ما اعرفش مين الجدع ديه اللي انا قتلته!. 


ضغط توأمه علي شفتيه وهو يقول بصوت حاد


= برده غلطتك، اخوك معاه حق انا تعبت معاك من كتر الكلام وبرده بتنفذ اللي في دماغك تقدر تقولي هنطلع كيف من المصيبه دي 


أجابت أمه في صوتٍ حانٍ ومملوء بالشجن 

مدافعه عنه


= ما بالراحه على الواد مالكم ما جالكم ما كانش يقصد ما يعرفش حتى الچدع اللي ضربه ديه، وبعدين ما عيله البدري انكرت أن هو اللي ضرب ابنهم اكيد هم كومان عارفين ان احنا سمعتنا سبقانه ومش وش اكده 


تحولت ملامحه للإظلام وراح يحذرها بتشددٍ


= هو انتٍ خابره هم ليه انكروا؟ عشان ياخدوا التار من ابنك بنفسهم ويجتلوه! مش عشان عارفين أن ما كانش يقصد الحاچات دي ما تنفعش معاهم اصلا سواء قاصد ولا ما اقصدش حق ابنهم هيجيبوه مننا، ابنك لبسنا في حفره غويطه هتتفتح علينا ملهاش اول ولا آخر.. امال انا عامل احرق في دمي ليه معاه 


أكد محمود على حديثه قائلاً بحسرة


= احنا في الصعيد ياما وانتٍ خبره كويس عويتهم سراچ معاه حق لازم نتصرف عشان نحل الموضوع قبل ما يكبر و لا لقدر الله يعمله فيه حاجه 


نظرت له أمه بعينين حانقتين وهتفت بقلق 


= يا نصيبتي يا ولدي, وأنتم هتسكتوا لااا اعملوا حاچه أبني مش هيروح مني اتصرفوا 


صمت سراج قليلًا ليفكر قبل أن يقترح عليهما


= اهدي ياما هتشوفلها حل ان شاء الله اسمعني كويس يا محمد السرايا دي مش هتخطيها بره خالص لحد ما نحل الموضوع، عيله البدري لو شافوك لوحدك هيصطادوك، الكلام ليك انت كومان يا محمود خف شغل الفتره دي في المزرعه وانت كومان يا فؤاد ما فيش مرواح للمدرسه الفتره دي.. لحد ما اشوف هعرف احلها كيف مع عيله البدري 


ظل محمد يردد بصوت جاد حزين


= والله ما كنت اقصد اقتله هو اللي ظهر فجاه قدامي انت مش مصدقني ليه؟ طب سلموني حتى للبوليس وهم يتصرفوا واكيد هيعرفوا ان انا بريء 


رفعت أمه يدها تحوط ذراعه لتشير إليه بالآخري بحركة اعتراضية قبل أن تأكد على كلام أخيه هاتفه بقلق 


= انت بتقول ايه انت كومان مش هتتحرك من چاري خالص كيف ما اخوك قال و سيبه هو يتصرف، انا ما عنديش استعداد أخسر حد فيكم وما توجعوش قلبي عليكم اكتر من اكده 

جيب العواقي سليمه يا رب.


❈-❈-❈


لأشهر متواصلة خاض سراج فيها حربًا صعبة للغاية ليتمكن من الحصول على أي حل مفيدة يمكنه منه الوصول إلى الصلح والتنازل عن الثأر بعدما قتل محمد شخص بريء ليس له ذنب غير متعمداً لكن بنهاية الأمر يظل شقيقه ويحاول أن يوقف تلك الدماء حتى لا تطول أحد من اشقائه، وعند دخوله السرايا كان الجميع في انتظاره فنهضت غالية وتساءلت بلهفة 


= عملت ايه يا سراچ طمني عيله البدري وافقت على الصلح مش أكده.


استدار إلي أخيه محمد الجالس بينهما بصمت ليقول بتعصبٍ ليزيد من إحساسه بالذنب لما فعله


= متوقعه هيوافقوا بالسرعه دي وعلى طول اكده هو احنا دوسنا على رجليهم بالغلط احنا قتلنا لهم قتيل! رفضوا طبعا ومصممين انهم هياخدوا التار مننا وقولوا لي كومان اللي هنطوله من عيلتكم اترحموا عليه مش هيفرق معانا المهم ناخد حق ولدنا .


نظرت فردوس الى ابنها بقلق وتحدثت في رجــاءٍ


= والعمل يا أبني هنفضل قاعدين اكده لحد ما يخلصوا على حد منكم ويحرقه قلبي عليكم لاء اتصرف شوف اي حاچه هم عاوزينها عشان يتنازلوا عن التار ديه 


أغمض عينيه بعدما ألتفت بظهره ليقول بصوتٍ مهتز ومختنق


= كأنك مش من اهنا عاد وما عارفاش عوايد الصعيد وتقاليدها الموضوع مش بالساهل أكده ياما لازم نعمل كذا جلسه ونجيب كبار البلد ندخلهم في الموضوع لحد ما ربنا يهديهم ونشوف حل يرضي جميع الاطراف، بدل ما نفتح على بعض دم ما لوش نهايه كيف ما بيحصل مع العائلات اهنا ما بيقفوش لحد ما بيخلصوا على رچاله العيله كلاتها


تدلى فك والدته للأسفل وراحت تلوم في تحيزه 


= طب ما تعمل اكده يا ابني بسرعه مستني إيه، كل دقيقه بتعدي عليا بحس ان انا هخسر حد منكم جرب تاني وريح قلبي وحلها 


حاول السيطرة على الرجفة العظيمة التي تفشت فيه، وأكد لها بجدية شديدة


= تاني ياما قلتلك الموضوع مش بالساهل ما انا لسه چاي من عندهم قصادك اهو ومافيش حاچه اتحلت ومع ذلك هروح تاني وثالث لحد ما نشوف حل ويتنزلوا على اللي في دماغهم حتى لو هنعرض محمد على البوليس هيكون ارحم من الدم اللي هيتفتح علينا ده.. انا ما بنامش وطول الليل والنهار عمال افكر كيف احلها وما عارفش الموضوع ممكن ياخد اكتر من سنين عادي بس لازم ما يطولش صحيح، بس مش بايدي 


نظر إلي زوجته للحظةٍ قبل أن يتوجه بسؤاله بحذر


= المهم كيف ما قلتلكم ما حدش يخرچ من الدار الفتره دي خالص سامعين؟ امال فين محمود؟!. 


نظرت غالية له بتردد وهي تقول بقله حيله


= جاله شغل مستعجل في المزرعه وحاولنا والله كلنا نمنعه بس هو اللي صمم يمشي، و قال في جاموسه حالتها صعبه جوي و محتاچه تولد دلوقيتٍ وما فيش حد غيره .


انزعج سراج لخروج اخيه في هذا التوقيت، لم يحبذ ظهوره أمام عائله البدري حتى لا يصيبه مكروه، لذا استدار بجسده ليرحل ومواجهًا خاطبه في لهجته الآمرة


= برده ما فيش فايده بتمشوا بدماغكم! انا رايحله واياكم حد يطلع ورايا لحد ما اجيبه وارچع.. انا هلاقيها منين ولا منين بس يا رب 


تحرك بسرعه للخارج ليجد الغفير في وجهه 

ليردد بصوت مرتعش


= سياده العمده في حاچه لازم تعرفها حصلت 


لم يلتفت إليه وطلب منه في عجاله


=مش وقته هات العربيه بسرعه عشان نروح المزرعه ناخد محمود من هناك، يلا اتحرك انت واجف قدامي ليه عاوز اروحله بسرعه قبل ما حد يشوفه ويعمل فيه حاچه 


لم يتحرك الكثير من مكانه وراح يردد بصوت منخفض بحذر


= مـ آآ ما يا سياده العمده هو ديه الموضوع اللي عاوز اقولك عليه؟ محمود بيه لجوه في المزرعه مقتول وتعيش انت .


اتسعت عينا غير مصدق فاندفع تجاهه ليمسك بياقته وهو يصرخ فية بشراسة 


= بتقول إيه يا مخبل انت اخويا انا؟ لااا انت كذاب اكيد ما لحقوش بالسرعه دي وانا لسه چاي من عندهم ووعدوني مش هيعملوا حاچه.. محمود بخير وسع من قدامي انا هروح اچيبه من المزرعه بنفسي. 


شعر الغفير بأنه عاجزٌ عن تقديم أدنى مساعدة فبدا الآخر مشفقًا عليه، فقال كنوعٍ من المؤازرة


= سراچ بيه اهدى عشان الجثه نقلوها على المستشفى ومحتاچينك عشان تكمل الاجراءات اسلب طولك عشان تستحمل اللي جاي. 


❈-❈-❈


تعاونت الخادمة مع غالية لاسنادها وتهدئه فردوس المنهاره رغم كل ما أبداها من مقاومة واحتجاج لكنها جلست بالارض بلا حول ولا قوه تصيح بقلبٍ محترق


= آآآه يا حسره قلبي على أبني اللي راح حرصت علي التاني ونسيت ان الغدر في دمهم وموته اخوه التوم.. آآه يا محمود يا ولدي يا وجع قلبي عليك.. ده لسه في عز شبابه يروح أكده في غمضه عين ما لحقتش افرح بيه. آه يا ولدي آآه.


ظل سراج مكانه في موضعه، يرمقها بنظرة خالية من التعبير ليقول بعدها بصوت جاف


= بكفيك ياما البكاء والنواح مش هيرچع اللي راح ادعيله بالرحمه أحسن واقرا لي قران 


لكنها لم تتوقف لتواصل أمه و لطمت على فخذيها وراحت تنوح بكبدٍ


= خدوا زين الشباب يا ولدي وحرقوا قلبي عليه آآه يا محمود يا ولدي.


كان محمد في تلك اللحظه يقترب بخطوات متردده وهو يشعر بأنه المذنب في حق أخيه التوأم لأنه المتسبب الاول والاخير في ذلك وكان ذلك يزيد من لوعته وإحساسه بالذنب، رغم أنه لم يكن يقصد ذلك لكن ظل هذا الشعور المرير يلازمه ليؤلمه طوال الوقت بالاخص بعد مقتل أخيه بدلاً منه، وقف امامه ولم يحبس دموعه وأطلق لها العنان لتسيل بغزارة وهو يردد بندم 


= سراچ انا اسف والله ما اعرف ان الامور هتوصل لكده يا ريتك كنت سبتني اطلع وانا اللي رحت بدل اخويا اللي راح دمه هدر وهو ما عملش حاجه 


قال بهدوءٍ رغم الألم الذي يحز في قلبه ناحيته


= روح اقعد مكانك يا محمد وهملني في اللي انا فيه .


ابتلع محمد ريقه بصعوبة وطلب منه في رجــاءٍ


=سراچ بصلي وقول حاجه انا احساس الذنب مموتني ومش قادر اصدق لحد دلوقتي ان محمود خلاص مات ومش هشوفه تاني.. قول اي حاجه بدل ما والله العظيم اروح لعيله البدري بنفسي ويعملوا اللي يعملوه بقى انا تعبت .


رغم مشاعر التبلد والجمود التي صار به تجاه أخيه الآخر متغلغلة فيه مؤخرًا، إلا أن حديثه على ذلك النحو أعطاه دفقة من الشعور بالخوف عليه لخسارته هو الاخر نهض وصاح بانفعال 


= انت اتجننت اياك تعمل اكده، إيه مفكر مش هحزن عليك لو كنت انت اللي رحت بداله ولا مش عزيز وغالي زيه عندي ده ابني مش اخويا.. خلاص يا محمد اللي حصل لاخوك قضاء وقدر ونصيب وما تشيلش نفسك الذنب اكتر من اكده 


رفع يديه ليترمي في أحضانه وهو يهز رأسه بحسرة ليصرخ فيه بتوسلٍ ممزوجٍ بالبكاء


= يا ريتني كنت سمعت كلامكم وبطلت اخرج اصطاد كان دايما بيحذرني وخايف عليا انا السبب... أنا السبب سامحني يا اخويا .


تحجرت الدموع في عينيه سراج خاصة وهو يواسيه مرددًا بصوت خافت 


= خلاص اهدى وبطل عياط قلتلك ده نصيبه 


دخل في تلك اللحظه الغفير وهو يقول بهدوء 


=يا سياه العمده الحاچه اللي طلبتها خلاص جهزت والعزاء بقى جاهز لاستقبال كل الناس

الصفحة التالية