-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 2 - 2 - الإثنين 16/12/2024


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

 

الفصل الثاني

2

تم النشر يوم الإثنين 

16/12/2024


استنكرت فردوس هذا التصريح ونفت هذا بطريقتها العدائية بترديدها القاسي 


= عزاء إيه اللي بتتحددوا عليه ما فيش عزاء غير لما تاخدوا بتار أخوكم ايه هتنسوا بالسرعه دي.. كأنه كلب وراح ومحدش منكم هيفكر في دمه اللي راح هدر، مش هم عملوا فيها رچاله وخدوه على خوانه وهو لوحده يا حبه عيني يبقى انتوا كمان تشوفه اكتر عزيز عليهم وتحرقه قلوبهم 


هز سراج رأسه رافض باستهجانٍ كبير ما تقوله فقال بغضب 


= حديد ايه ده ياما انتٍ شايفه وقته وتار إيه ده كومان اللي طلعتلنا فيه، آه عشان نفضل في الدوامه دي! احنا نرد ونقتلهم واحد وهم يردوا ويقتلوا حد من اهلنا تاني وناس كتير ابريه تروح في الرچلين ما عملتش حاچه.. صوح! 


اتسعت عينا فردوس بعد استيعاب، و استعر داخلها كمدًا فهاجت في عصبيةٍ مبررة


= يعني ايه محدش منكم هياخد تار اخوه 

رچاله انتم ولا مش رچاله ولا مش قادرين عليهم؟ انا نار قلبي مش هتخمد غير لما اشوف حد عزيز عليهم مرمي جثه كيف ما عملوا في اخوكم 


استهجنت غالية طريقتها العدائية في التعامل فمن المفترض ان تخاف على باقي ابنائها وهي تطلب منهم العداوه مجدداً مع عائله البدري من جديد كأنها لا تعرف ماذا سيحدث مجدداً من خسائر فادحه، ناهيك عن إلقاء التهم جزافًا عليهم وحاولت غالية الصمت والسيطره على غضبها من حماتها من أفكارها المتهوره فدماء محمود لم تبرد بعد وهي تفكر في الانتقام، نظر لها سراج شزرًا مرددًا بحزم


= الحديد ديه مش هيحصل، الامور هتمشي كيف ما كنا مخططلها ما حدش هيخرج من الدار لحد ما نشوفلها حل مش ناقصين حد تاني يقع مننا .


قطبت جبينها وعبست بكامل ملامحها وقبل أن ينطق بشيءٍ لترد على نفس ذات المنوال

فزاد من وابل كلماتها الغير عطوفة بترديدها الغير رحيم


=واللي مات ده مش عزيز عليك ولا اخوك يا سراچ؟ يا حسره قلبي عليك يا محمود دمك هيروح هدر واخواتك مش عاوزين ياخدوا بتارك ولا ينتقموا من اللي عمل اكده فيك، نار قلبي مش هتتطفي طول ما انا شايفه عيله البدري شمتانه في موتك.. طلعت ما تسواش حاچه عند اخواتك يا ابني مع أنك لو مكانهم كنت اكلت باسنانك اللي عمل اكده فيهم 


تدخل شفيق وقال مؤيد كلام خالته بنظرة ازدراء مستحقرة


= امك معاها حق يا سراچ كيف ما هم بداوا احنا كمان لازم نرد؟ مش رچاله ولا ايه عاد وخليها عنك يا ابن خالتي وانا اللي هاخدلك بتار محمود 


قاطعهم سراج في صوتٍ جهوري أفزعهم 


=قلت ما حدش هيعمل حاچه سامعني ولا لاء وانا ما قلتش ان حق اخويا هيروح لكن في نفس الوقت خايف على الباقيين ومش عاوز اتصرف اي تصرف بتهور بعد اكده ادفع تمنه بموت حد فيكم، وطالما مش فاهم انا بعمل ايه يبقى تخرس خالص ومحدش يتدخل.. و سيبوني اكمل اللي بدأته بعقل وحكمه 


أكدت له بقوةٍ وكأنها تثبت له أنها لم تعد ترتعد من ذلك الأمر أو تخشاه، و على نفس النهج القاسي تحدثت عن الانتقام كأنما انتشل الحب من قلبها والرحمة 


= ما فيش حاچه هتحصل وتبرد نارنا غير لما ناخد بتار أخوك يا سراچ طول عمرنا عارفين عوايد الصعايده العين بالعين.. لحد دلوج مش قادره انسى منظر اخوك وهو سايح في دمه وانت تقول هنتصرف بحكمه وعقل هم خلوا فيها حكمه وعقل.. تار اخوك وبس هو اللي هيحصل .


تطلع فيها بنظرة ازدراء وقال بصوت معاندًا


= وبعد ما تاخدي بتار محمود منهم كيف ما انتٍ عاوزه فكرتي فلي هيحصل بعد اكده؟ فكرتي الدور هيكون عليا ولا على محمود ولا فؤاد؟ نارك اللي انتٍ بتتحددي عليها وعاوزه تطفيها دي هتقيد اكثر واكثر لما يقعلك عيل تاني من عيالك والعادات والتقاليد بتاعتك دي مش هتفيدك بحاچه غير وجع القلب تاني.. 


ومع كل ذلك لم تقتنع ولا هي ولا ابن خالته، فكيف يكون على هذا القدر الكبير من الثبات واليقين ولا يريد الانتقام مثلهما ومحروق على شقيقه لكنه كان يفكر في الباقي حقا بعقل عنهم، لكن كانت كل ما تفكر في فردوس في تلك اللحظه وعمي عينيها عن الحقيقه الرغبة في الانتقام بأبشع طريقه وأكثرها وحشية، لعل ذلك الغليان المستعر بداخلها يخبت...

اكتفت فردوس بإشاحة عينيها عنه بلا حديث آخر.


بينما لم يصدق أن مشاعر أمه الحزينه على ابنها قد تبدلت فجـأة هكذا لتصبح كارهة لكل ما حولها، وكأنه لم يحب أخيه يومًا وكان يفعل الكثير والكثير لأجلهم، لذلك تحدث برجاء وبقلبٍ مفطور


= ابوس ايديكم محدش يتصرف تاني وسيبوني انا اشوف حل وفي نفس الوقت هجيب حق اخويا لكن من غير ما نقتل ولا نخسر حد من العيله تاني!. 


❈-❈-❈


عاودت غالية إلي الغرفة بعدما انتهت من تأمل السرايا الشبه الفارغ لخلود الجميع للنوم، لتدنو بعدها من صغيرتها الغافلة في فراش الأطفال الخاصة بها والمجاور لغرفتهم تأملت وجهها الملائكي وابتسامتها العفوية التي تصدر عنها كل حين، جعل إحساسها بالسرور والرضا يتعاظم بداخلها رغم كل ما حدث معهم في تلك الظروف الصعبه.


تأكدت غالية من تغطية جسد طفلتها حتي لا تصيبها لفحة من الهواء لتبرد، ثم ذهبت لتتفقد زوجها و كما توقعت مازال مستيقظ متجهم الملامح استقرت جالسة جانبه بالفراش... رفعت بصرها ناظرة إليه وخاطبته باسمة في لطافةٍ


= سراچ تعالي بين أحضاني يا حبيبي وارمي حمولك عليا خلاص بقينا لوحدنا .


نظر إليها بإمعانٍ، فوجدت مظهره الخارجه غير مهندم لكنها أصرت علي قولها، وضمته إلى صدره كأنها تحميه من أحزانه وصوت داخل لا يسمعه أحد غيرها وهو يطلب مساعدتها بصمت، لذلك استجاب لها على الفور مطلق العنان، وبعد فترة قصيرة عفويًا نطق لسانه باسمها في صوتٍ هامس باحتياج 


= آه يا غالية انتٍ الوحيده اللي ببين ضعفي في حضنها من غير حرج!. 


امتدت ذراعها لتطوقه من كتفيه وتنهدت مليًا ثم قالت بحنان 


= كله هيعدي يا حبيبي شدي حيلك انت امال هي اول مره يعني تدق علينا اكده، انت قدها برده .


أمسك بكفها وهو ما زال بين احضانها، وركز بصره ليرد بعد زفرة سريعة


= المره دي غير اي مره يا غالية ده اخويا اللي راح والبقيه كلهم في خطر دلوقيتٍ وانا مش عارف اعمل ايه ولا اتصرف كيف، انا عارف امي كويس مش هتسكت الا لما تاخد تار ابنها  وانا لو عملت اكده متأكد اني هفتح بعدها بيبان دم ملهاش نهايه عشان اكده لازم افكر في حل بسرعه يرضي الجميع!. 


منحته نظرة هائمة غامرة بالحب، وهي تخلل أناملها في أصابع كفه المحتضن لها مخاطبة إياه بحب 


= طول عمرك بتدور على مصلحه الكل والناس كلها بتحلف بعقلك وعدلك، سلم امرك لربنا وان شاء الله هو هيجيبلك الحل لعندك بس بلاش تجهد نفسك كثير ده مش هيحل حاچه .


نظر لها بغير اقتناعٍ ثم وجه سراج حديثه إلى زوجته يردد بقلق بصدرٍ ما زال يتحرك علوًا وهبوطًا جراء انفعاله


= الهموم ما عايزاش تنزاح عشان القى الراحه يا غالية وحاسس اني داخل على هموم أكبر.


❈-❈-❈


كانت تجلس فردوس في صاله المنزل مبتسمة بهدوء غامض كأنها تنتظر شيء تخطط له مريب، وهبط في تلك اللحظه محمود علي الدرج وكان من الواضح بانه يستعد للخروج، تقدمت اليه والدته وهي تتساءل بحذر 


= رايح فين يا ضنايا انت ناسي ما ينفعش تخرج دلوج استنى شويه كومان.


نظر محمود نحوها بخيبة أمل ورد من هموم وأثقال


= ما خلاص ياما ما هم خدوا التار مننا وقتلوا أخويا هيعوزه مننا ايه تاني، ومع ذلك ياريت تحصل ويخلصوني من احساس الذنب اللي موتني كل يوم وانا كل ما اتخيل محمود إللي راح بسببي وانا اللي مفروض ابقى مكانه.


شعرت فردوس بالعطف والشفقه عليه لذلك لم تستطيع منعه وقالت بجدية


= بعد الشر عليك يا ابني ان شاء الله عدوينك،

خلاص كيف ما تحب روح بس ما تبعدش عن اهنا.


هز رأسه بالايجاب دون رد وتحرك للخارج لتعود لتجلس فردوس مكانها تتحدث بهاتفها مع ابن اختها، هاتفه بضيق 


= ايوه يا شفيق ما اتصلتش من الصبح ليه ولا بترد عليا؟ السبوع اللي چاي كيف ما اتفقنا هتخلص وهسمع نواح عيله البدري على ضناهم كيف ما عملوا معانا ولا رجعت في حديدك .


أبتسم شفيق ابتسامة عريضة قائلاً بانتصار


= عيب عليكي يا خالتي انا كلمتي واحده، و عشان افرحك كومان اكتر انا هنفذ الليله خلاص وهقتلك منهم عيل عنده ١٩ سنه اكده وحيد أمه وابوه عشان يتحرق قلوبهم عليه اكتر منك.. مبسوطه عاد


أذهلها بقراره بهذه السرعه وجعلها تحدق بعينين متسعتين وهتفت بقلق بالغ


=النهارده كيف؟ احنا ما اتفقناش على اكده انت قالتلي هتستنى عليهم اسبوع عشان ترتب مين اللي هتقتله ومين اللي هتوكله من رچالتك يعمل حاچه كيف اكده من غير ما تكون لينا يد.


عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول بجدية


= ما انا عملت كل ديه فعلا اليومين اللي فاتوا وبعدين انا قلت هتفرحي بخبر كيف اكده ايه اللي مضايقك دلوج مش ديه اللي كنتي عاوزاه وطلبتيه مني؟!. 


عادت الدنيا لتسود في عينيها وتسارعت دقات قلبها بخوف شديد لم ترغب بنفس الوقت الذي ابنها بالخارج، فقاطعته في رجاءٍ شديد 


= لا يا شفيق ارچع بسرعه وما تعملهاش الليله محمد ولدي لسه خارج من الدار وممكن يشوفوا ويقتلوه.. اعمل اي حاچه وبلاش تعملها النهارده 


اتسعت عينا الآخر بفزع وهو يردد بخوف 


= انتٍ بتقولي ايه واللي خليكي تسيبيه يخرج.. اكده هيفكروه هو اللي قتل وممكن يعملوا له حاچه؟ و مش هينفع ارچع في حديدي انا خلاص اتفقت مع الراچل وزمانه قتله اصلا.. اجفلي بسرعه وانا احاول ادور عليه والحقوا قبل ما يغوط بالطريق.


انخلع قلبها وعصفت فيه عواصف الخوف، و تلألأت الدموع في عينيها وهي تهتف بحده 


= شفيق الو رد عليا طب وطمني على ولدي.. 

جيب العوائي سليمه يا رب وما توجعش قلبي على ضنايا التاني.


كانت غاليه في تلك اللحظه تراقبها بعدم فهم

فاقتربت منها وهي تشعر بأن هناك شيء مريب يحدث، وهتفت باستفهام 


= مالك يا مرات عمي هو ايه اللي كنتي عماله تتحددي فيه وطلبتيه من شفيق وماله محمود كومان.

الصفحة التالية