رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 4 - 2 - الأحد 22/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع
2
تم النشر يوم الأحد
22/12/2024
وقفت تلهت بتوتر وصدرها يعلو ويهبط بعنف وهي تدمع بندم علي ما تفوهت به بعدما لمحت نظرة الألم والانكسار داخل مقلتيه، وفي التو أبدت ندمها قائلة دون تفكيرٍ
= انا ما قلتش اكده.. وما اقصدش حاچه واحده في حد ذاتها
أبعد يديها قائلًا بجفاءٍ مريب قبل أن يستقيم واقفًا
= مش محتاچه تعرفيني عاوزه تقولي ايه خلاص وصلت يا بنت العم.
سقطت أرضا تبكي بنحيب وحسرة بعد رحيله وهي لا تعرف كيف تسيطر على غيرتها وحزنها منه، وبنفس الوقت لا تجرحة فيسيظل عشقها الأول والأخير مهما فعل !!.
❈-❈-❈
بابتسامةٍ صغيرة وملامح وديعة تحركت زينب
لتقف على عتبة باب المرحاض تنتظر انتهائه من غسل يديه لتعطيه المنشفة القطنية النظيفة ليجففهما بها بعدما تناول الطعام ورأت كيف انشغلت غالية في حمل باقي الطعام للمطبخ واطعام طفلتها الصغيرة.
فهي تفعل تعليمات والدتها عندما اخبرتها بأنه لم يقترب منها حتى الآن والسبب في ذلك غالية مثلما ما تعتقد وتظن! اقتربت بدلال وهي تردد بصوت رقيق مصطنع
= اتفضل يا سي سراچ الفوطه.
ألتفت للخلف ليتفاجا بها فتنهد بضيق مكتوم فكلما ذهب هنا وهناك يجدها أمامه، كانها تقول له انا الذنب الذي لم تستطيع الغفران منه إلا إذا لبيت النداء، سحب سراج من يدها المنشفه بخشونةٍ ونشف كفيه ليعيدها إليها
ورد في عبوسٍ
= شكرا يا زينب تعبتي نفسك ليه بس.
رغم جفاءه الواضح معها لكنها لم ترحل او تفقد الأمل وظلت مكانها وهي تهتف بعتاب وشكوى
= تعبك راحه يا سراچ، على فكره انا كنت عاوزه اعمل انا الوكل النهارده بس الزفت إللي اسمها غالية ما رضيتش وقال ايه أنت بتقرف تاكل من ايد حد غيرها، بس انا فاهمه كويس انها مش عايزه تخليني اقرب لاي حاچه في الدار اهنا، عشان تقولي ان انا ما ليش مكان.. أنت لازم توقفها عن حدها يا عمدة
استدار سراج كليًا تجاهها، وهتف في صرامة
= زينب اتحددي كويس عنها هي ما غلطتش فيكي عشان تغلطي فيها.. وما يصحش أصلا تجيبي سيره حد ما غلطش فيكي بالوحش او بالحلوه وهو مش موجود.
هتفت محتجة بارتباكٍ عظيم وقد استندت بكفيها على صدره
= انا ما قصدتش يا عمده بس بشتكيلك منها هي اللي حطاني في دماغها مش انا، وبعدين ده بدل ما تقولها انا مرتك برده وليا حق زيها زيي أهنأ.
أبعد يديها على الفور واعترض عليها بصوتٍ وملامح هادئة
= وهي كومان أكيد ما تقصدش يا زينب هي بس مش عاوزه تتعبك، لان انا فعلا ما باكلش من ايد حد غيرها وبقيلي سنين طويله على اكده.
أخبرته بجرأةٍ صادمة له كعادتها وبما جعل قلبه يقصف كذلك فهي تلعب على الوتر الحساس ونقط الضعف لدي
= طب يا عمده طالما انت حقاني جوي اكده ومش عاوزني اغلط فيها وبتفهمني الغلط و الصح، مش عارف برده اللي انا ليا حق عليك ومن ساعه ما جيت اهنا و انت مش شايف غير غاليه وبس.. وانت اكده بتظلمني .
تحرج من تجرؤها وقال وهو يخفض رأسه بقله حيله
= لا حول ولا قوه الا بالله ما انا فهمتك اللي فيها يا بنت الناس، يا زينب ريحي نفسك و ريحيني أنا مش هقدر على اللي انتٍ طالباه
ديه ومن مصلحتك بلاش لاني مش هعرف اعدل ما بينكم وانا بقولها لك اهو وصريح معاكي فبلاش تعلقي نفسك بيا.. بس جربي تطلبي اي حاچه انتٍ ولا عيالك انا هتكلف بيها كلها و كل طلباتك مجابه عندي.
انقلبت تعبيراتها للضيق من إصراره على عدم الاقتراب منها او الاعتراف حتى بانها لها حق عليه، لتردف بجدية
= انت عارف زين انا عاوزه ايه يا عمده وهو الجوز بالنسبه لكم اكل وشرب وطلبات وبس... ما كانش حد غلب.. ما كنتش اعرف انك مش حقاني أكده يا سراچ على اهل بيتك.
في تلك اللحظه لم يكن يعلمون بأن غالية قد جاءت وتراقب ما يحدث بأعين مقهورة بغيظ،
وتعالي صوتها الغاضب وهي تقترب منها
= سراچ أكده حاف لا ده انتٍ خلاص فتحتي على الاخر.. بتعملي ايه أهنأ لما صدقتي انشغلت بره عشان تخشي تتسحبي لي مش أكده.
منحتها زينب هذه الابتسامة الماكرة وهي تخاطبها باستفزاز تام
= اتسحب! ليه اعوذ بالله داخله لواحد ما اعرفوش ده چوزي ويحق ليا ادخل واروح واجي قدامه براحتي واقوله كومان مشتاقه ليك ايه عندك مانع.
شعرت غالية بغيرة شديدة تجاه زوجها، حيث لم يكن يكفيها مجرد كلمات الحب أو العشق التي تشعر بها نحوه لذا، كان من الصعب عليها تحمل وجود امرأة أخرى أمامها تشاركها فيه حتى في أبسط الأمور بالإضافة إلى ذلك، كانت تلك المرأة تتحداها باستمرار وتثبت ملكيتها له، مما جعل غالية تشعر بالضيق والهم ولم تشعر بنفسها إلا وهي تشد قبضتها على ذراعها وكادت أن تضربها، بينما كان صوتها يحمل نبرة متهورة
= ده انتٍ مرا مستفزه طب تعالي بقى والله ما انا سايبك النهارده.
نظرت الأخري لها باستهزاء قبل أن تصيح بتهديد صارم
= اجي يا اختي وما جيش ليه مفكراني هخاف منك ده انا اللي على اخري منك ونفسي امسكك اديكي علقه.
تدخل سراج على الفور الذي انصدم برده فعل غالية ليقف في النصف وسطهم حتى يمنع ذلك الاشتباك، وهتف بعصبية منفعله
= بس انتوا الاتنين هتتخانقوا قصادي كومان كل واحده على فوق يلا.. انتم هتبصوا لبعض يلا .
نظرت غالية الي سراج بدموع وهو لاذ بالصمت وتجنب النظر إلى عينيها نهائيًا حتى لا يضعف وترحل من امامه وذلك لأجلها ولاجله، وبالفعل رحلوا الاثنين.
كانت اقتربت في تلك اللحظه والدته فردوس ونظرت إلى ازواج ابنها الراحلين بتأففٍ ساخراً قبل أن توجه كلامها لابنها صائحة بتذمرٍ
= مالك يا چوز الاثنين يعني حتى ولا قارد تحكم الأولى ولا الثانيه كومان، لو مش عارف تشد عليهم من البدايه سيبهم ليا وانا اربيهملك وبعدين ما هي معاها حق بصراحه هفضل كام مره اقولك اطلع بات معاها عشان تحمل وتجيبلي الواد.
حاد سراج ببصره عن أمه بسخطٍ ليردد بتجهم
= بالله عليكي انتٍ بالذات ياما ما فايقلك
اقولك على حاچه انا هسيبلكم السرايا كلاتها وهغور في داهيه.
❈-❈-❈
لحقها سراج إلي الاعلي وفتح باب الغرفة بحده جعلها تنتفض فوق الفراش بخضه و
اعتدلت في جلستها متسائلة بتوجسٍ قلق وهي تناظره من موضعها
= في ايه مالك داخل اكده ليه؟!.
سحبها من ذراعيها بحده و هتف بصوته بلمحة استنكار
= عجبك اللي عملتيه تحت من ميتي وانتٍ متهوره اكده يا غاليه وبتغلطي؟ و ما بتعمليش احترام وانا واقف .
بلعت غصة مريرة في حلقها، فقالت بوجومٍ
=هو كل حاچه هتقلبها عليا وتغلطني، ماشي اعتبرني بقيت اتعلم منك التهور ديه كيف ما انت اتهورت واتجوزتها وخليتنا في الوضع ده.
حدجها بنظرة نارية وتعالي صوته العالية بتحذير قوي
= غالية! ما تفتكريش عشان مرتي هسمحلك تغلطي واسكت وانتٍ بنفسك عارفه كويس وقلتيها ان انا مش بسمح بالغلط فلو عديت قبل سابق ليكي مش هفضل اكده على طول..
وكيف ما انا عاتبتها لما غلطت فيكي من غير ما تعمليلها حاچه انا كومان بعاتبك
افترت شفتاها مستنكرة و أصرت غالية على إيجاد المبررات لجفائها المتواصل، فقالت بضيق شديد
= وانا كنت عملت ايه للهانم هي من اولها اكده بتدافع عنها وتيجي عليا عشانها، يا ترى بكره هيحصل ايه تاني.
تطلع نحوها بنظرة قاسية محتج على تصرفها فزفر الهواء بعمقٍ قبل أن يجيب عليها بجدية شديدة
= بتصرفك الغبي ده ضيعتي حقك لكن لو كنتي سكتي كان الغلط كله هيركبها هي و اعرف اخذلك حقك لكن لاول مره ما اعرفش ادافع عنك وفضلت ساكت، من ميتى وانتٍ بتردي اكده وانا موجود مش دايما بتسيبيني اخدلك حقك حتى لو من امي! ولا خلاص فعلا عشان ما بقتيش تحسي بالامان معايا قلتي اخد حقي بنفسي
بهتت تعابيرها فحاولت التبرير له، فأفهمته بتلعثمٍ
= وانا عملت حاچه ما انا كل شويه الاقيها في وشي بتقرب منك و...
قاطعها سراج رافعًا يده أمام وجهها بلهجه شديده لاول مره عليها
=بصي يا بنت الناس أنا جبت اخري من وجع الدماغ ديه... و عاوز اللي تريحني، مش ناقص هم وقرف، فمن اهنا ورايح تاخدي بالك من تصرفاتك سامعة؟ وإلا هتلاقي رد مايعجبكيش!!
أذعنت أمام تحذيره القوي وردت في طاعة تامة وهي تدمع عينها بقهر
= ماشي حديدك يا سراچ اي اوامر تانيه .
تركها و زفر بيأس وعتاب منها قبل أن يرد قائلاً بصرامة حاده
= انا مش بديكي أوامر وبلاش اللهجه دي بينا! أنا بحذرك بس عشان ما تخربيش علينا، و نفسي تحكمي عقلك وتثقي فيا وترچعي غاليه بتاعه زمان بدل ما نخسر بعض بجد بس هيكون بسببك.
❈-❈-❈
بعد مرور أيام، ربتت تهاني علي كتفها بشكل حنونه وهي تواسيها متحدثة بعقلانية
= بصراحه يا ست غاليه ومن غير زعل انتٍ بتتصرفي غلط مع الموضوع المفروض تحامي علي چوزك، وانتٍ شايفه واحده طول الوقت عماله تلف ونفسها بس تنول بصه منه لكن هو قلبه وعقله معاكي وكلنا عارفين اكده.
شعرت بالمرار وهي تشتكي وتقول بحسرة
= غصب عني يا تهاني انتٍ لو حاسه بالنار اللي جوايا مش هتقولي اكده، انا كومان بحبه
وماليش غيره بس ولا قادره اصدق اللي عمله ولا قادره اتعامل مع الموضوع عادي.. سراچ كسرني جوي بعاملته دي حتى لو غصب عنه
تنهدت بعطف واشفاق عليها وقالت بجدية
= اللي حصل حصل خلاص يا ست غاليه، فـا اصبري لحد ما تشوفي سراچ بيه هيحلها كيف وعقبال ما ديه يحصل ما تديش فرصه للتانيه تاخده منك وتستغل الوضع اللي ما بينكم! هو انا برده اللي هقولك، ايه اللي چريلكم بس ده انتم كل الناس كانت بتحكي وتتحاكى علي قصه عشقكم لبعض ده اكيد شيطان ودخل ما بينكم.. استهدي بالله و روحي قربي منه قبل ما الفاس تقع في الراس ويحصل اللي خايفين منه.
حدجتها بنظرة مليئة بالخوف والقلق تفكر في حديثها لتدرك أن زينب تستغل أي فرصة لتقترب من زوجها عندما تكون بعيدة عنه، لكنها في كل مرة تعود وتواجه الوضع لكن ماذا سيحدث إذا لم تلاحظ ذلك من الأساس في مرة ما؟ نهضت وهي تهمهم في نفسها بغضب
= هي فين دلوج انا لما بتختفي من قدامي بقلق.. دي مش سهله.
❈-❈-❈
في مكان آخر، كان سراج نائمًا في غرفة المكتب ليأخذ قسطًا من الراحة من كل هذه الضغوط خاصة وأن الوضع لم يتغير. شعر بالانزعاج عندما أحس بشيء يتحرك على صدره وفكر للحظة أنها ربما غالية عادت إليه أخيرًا، ففتح عينيه بسرعة ليرى ما يحدث قائلاً بلهفة وأمل
= غالية!.