رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 5 - 2 - الأربعاء 25/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
2
تم النشر يوم الأربعاء
25/12/2024
وقفت فجاه بسملة عندما لمحت ذلك الغفير يركض نحوه فؤاد لياخذ منه السلاح ويمنعه من تلك الكارثه التي ذاهب لفعلها
= فؤاد استنى أهنأ كان قلبي حاسس انك رايح تعمل حاچه عفشه عشان اكده لحقتك.. ارچع يا ابن الناس كفايه الدار هناك شايطه مش ناقصين مصايب لازم تسمع كلمه العمدة في الاول والاخر هو أخوك الكبير وشوفوا هيقول ايه ويحكم بيه
وقبل ان يتكلم فوائد لمح بسمله في الخلف تقف تراقبهم بقلق فصاح بحده
= انت اللي جيبك يا بنت انتٍ ورايا ارچعي بسرعه على الدار..
ألتفت رجب الغفير أيضا ليراها ليقول بسرعه بقلق عليها
= بسمله انتٍ اللي جايبك يا بنتي ورانا ارچعي بسرعه الدار زمانهم بيدوروا عليكي هناك يلا .
ليزيح فؤاد الغفير بعصبية عنه وقال معترض
= وانت اتفضل معاها محدش ليه صالح بيا اعمل اللي هعمله طالما الكل مستقل بيا حتى أمي اللي كانت بتشحن فيا عشان اخويا يتحرك وياخد هو بتار اخواتي وانا بالنسبه لها عيل صغير انا هوريها بقى العيل الصغير ده هيعمل ايه
اتسعت عينا رجب بخوف وهتف بنبرة جاده
= انت اتخبلت في عقلك هات السلاح ده مش هسيبك غير وانت معايا، يا ابني بكفاياك عاد الناس اللي عماله تتقتل دي ما تفتحش علينا فتوحه تاني..
هز رأسه برفض تام ليشد اجزاء السلاح كنوع من الاستعراض الجسمين لقوته التي يستهان بها الجميع، و ذلك جعل الأخير يشعر بالخوف اكثر لذلك اقترب رغم عنه لياخذ منه السلاح
لكن فؤاد توعد بشراسة جمة
= قلتلك بعد عني مش راچع الا لما اقتل حد من عيله البدري قصاد اخواتي اللي راحوا، بعد عني يا غفير الغبره انت.. اوعي و... آآ
صمت الاثنان فجأة عندما خرجت رصاصة من السلاح واستقرت في جسد تلك الصغيرة التي كانت تراقبهما بخوف شديد، ثم سقطت على الأرض تنزف الدماء. تجمد قلب فؤاد في مكانه من عدم الاستيعاب، وسرعان ما هتف الغفير برعب
= يا سنه سوخه.. بسمله!.
❈-❈-❈
عندما بلغ الجميع بذلك الخبر المأساوي من الغفير والذي علم عنه كل معارف البلدة، جاء سراج وزوجته على وجه السرعة الى المستشفى الذي تم نقلها بها، تقدم سراج إلى الطبيب بقدمين مرتعشتين، وقلب وجل ومذعور متسائلاً بحذر
= طمني يا دكتور بنتي عامله ايه؟ احب على يدك ما تخبيش عننا حاچه البنت حالتها ايه
بدأ الطبيب جادًا رغم صوته الهادئ وهو ينظر إلى أهل المريضة بشيءٍ من التعاطف عندما حادث الأب
= احنا الحمد لله طلعنا الرصاصه بس ذي ما انت شايف ده عيله صغيره وما تستحملش عمليه كبيره زي كده خصوصا ان الرصاصه جت في مركز حساس في الظهر وممكن...
برزت عينا سراج في ذهول، فأكمل عنه بما شتت تفكيره وأصابه بالتخبط
= ما تقطمناش بالحديد يا دكتور هات من الاخر البنت مالها، هتعيش صوح.
هز الطبيب رأسه مرددًا بقله حيله
= دي حاچه بايد ربنا وهي الحاله مستقره بس احتمال كبير الرصاصه دي تاثر على العمود الفقري وما تعرفش تمشي تاني!.
تعذر عليه إكمال جملته، فقال بصوتٍ شبه خافت
=الا طبعا بالعلاج الطبيعي بعد كده ان شاء الله والاشعه هي اللي هتبين هي محتاجه ايه الفترة الجايه.. شدوا حيلكم .
صدحت غالية من أعماقها صرخة مدوية رن صداها المفزع في الأرجاء، قبل أن ترتمي بجسدها على الأرضية وهي تصيح من الألم الرهيب الذي حل داخلها تولول فجيعة خوف فقدان ابنتها الوحيدة
= آآآه يا بنتي يا حرقه قلبي عليكي يا حبه عيني.. صغيره على كل ديه هتروح مني اكده وهي لسه بتشق الدنيا، آآه يا بسمله يا بنتي .
أغمض سراج عينه بألم بعد سماعه لتلك الأخبار السيئه وصوت صراخ زوجته الهيستري والمفطور يهدر من ورائه لكنه لم يكن كافيًا ليخمد النيران المشتعلة في قلبها ولا قلبه، فهو خسر كل شيء دفعة واحدة بعد أن فاز بملذات الدنيا ومباهجها، وفي تلك اللحظه جاءت فردوس تركض بقلق شديد وهي تتسائل بتوجس
= طمني يا ولدي فؤاد فين ما ارجعش الدار ليه لحد دلوج؟ ومرتك هتبكي ليه هو مين اللي مات و ايه اللي حصل.. اوعى تقولي اخوك حصوله حاچه والله ما هستحمل التالت يروح مني
لم يرد عليها احد انما أبدى سراج استعداده الكامل لفعل كل ما يمليه عليه الطبيب طالما أنه يخدم في النهاية صالح أبنته، لذلك طلب منه ان يفعل كل ما بواسعه ولم يهتم بالمصاريف الأهم صحه ابنته، فأومأ برأسه بهذه البسمة الخفيفة، لعل وعسى تحدث المعجزة ويتم التسهل في علاجها وتعود تسير من جديد .
ليجيب عليها الغفير رجب أخيراً الذي تكلف بالأمر هاتفا بحزن على تلك الصغيره البريئه
= اطمني يا حاچه فردوس فؤاد في امان بس احنا تويناه لحد ما نشوف هنعمل ايه معاه، أصل لما حاولت ارجعه عن اللي هيعمله غصب عنه طلعت رصاصه وجت في حفيدتك بسمله، ولا حول ولا قوه الا بالله والدكتور قال احتمال ما تعرفش تمشي على رجليها تاني بس ان شاء الله خير .
توقع أن تحزن على ما أصاب حفيدتها لكنها فاجأتهم عندما هتفت بعدم مبالاة بجحود
= الحمد لله ان ولدي بخير طمنتني أنها جت بسيطه على اكده، و ما راحش لعيله البدري
رفعت غالية كلتا يديها أعلى رأسها وذلك الصداع ينخر في عقلها، كيف أصبحت بتلك الدرجة تعيش مع ناس بلا قلب وبتلك القسوه ومن السوء بلا رحمة، حركت جسدها يمينًا ويسارًا وهي تعنفها
= بيقولك حفيدتك اتصابت برصاصه وممكن ما تعرفش تمشي تاني وانتٍ تقولي بسيطه و كويس انها جت على اكده ومش فارق معاكي العيله الصغيره اللي ابنك كان هيموتها وضيع مستقبلها وهي لسه بتشق طريقها؟ هو انتم قلوبكم ايه حجر! مستحيل تكونوا بني ادمين بنتي بسببكم التار طلها حتى العيله الصغيره ما ترحمتش من شركم وانتٍ مش فارقه معاكي غير عيالك اللي عماله تموتي فيهم واحد ورا الثاني
نظرت فردوس إليها بقسوةٍ لترد في وقاحةٍ
= انا مش هرد على طوله لسانك دي عشان مقدره اللي انتٍ فيه لكن ايوه جت سليمه انها ما جتش في الرچاله وهم بخير.. يمكن لو اول خلفتك ولد كنت زعلت عليها زيك واكتر
خرجت منها شهقة بدت أقرب للصرخة وهي تردد بحسرة وقهرا
= انتٍ مستحيل تكوني انسانه زينا ما كفاياكي شر يا شيخه اللي جوه دي بنتي وكانت هتروح مني بسبب التار اللي ما وراكيش غيره وقرفانه بيه مع انك السبب في موت عيالك أصلا! والثالث برده كان هيروح بسببك.. وانتٍ كل ده مش فارق معاكي! دي حته مني يا ناس استنيتها بعد صبر كبير تروح مني اكده عادي
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ربنا ينتقم منك
نهرتها حماتها بنظرة صارمة من عينيها قبل نبرتها القاسية
= انتٍ بتحاسبيني عليا يا بنـ**
ببطءٍ و وهن أدار سراج رأسه لينظر إلي أمه فعاتبها بجديةٍ
= بـــس! خلاص كفايه هو انتٍ شايفانا في ايه ولا في ايه، وقت دلوج ولد ولا بنت ولا على مين هنحزن.. هو انتٍ حتى وجع قلوبنا وحزننا هتتحكمي فيه
التفتت فردوس برأسها لتنظر إليه معقبة في شيءٍ من الحقد فزاد من استفزازه بقولها
= طبعا كالعاده هتتحامق ليها حتى على حساب امك اللي عماله تزعق وتقل ادبها عليها لكن كل دي مش مهم.. مش هي مرتك حبيبتك اللي على الحجر طبيعي هتكون في صفها مش أكده!
ضم شفتيه وردد بعد لحظة من الصمت الموجع
= انا في صف الحق ياما طول عمري و المره الوحيده اللي حاولت اغير واجرب ارضيكي حتى على حساب الغلط دفعت انا الثمن في النهاية، وفوق كل ده لسه بتحاسبيني هملينا ياما الله يرضى عنك وروحي شوفي حالك ما تخلينيش افتح في القديم.
رجاها لتصمت، ليستريح من عناء المجهود الذي يبذله في الكلام معها دون فائدة لكنها أبت الإنصات إليه، لذلك حشرجة أخيرة انفلتت من جوفها بعصبية منفعله
= لا ما تكتمش حاچه في قلبك واتفتح عاوز تقول ايه يا سراچ عملتلك ايه دلوج أنا؟ ولا ذنبي ايه ولا داخلي فاللي حصل لبنتك هتعوم على عوم مرتك ولا ايه؟