رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 5 - 3 - الأربعاء 25/12/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
العمدة وبنت العم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
3
تم النشر يوم الأربعاء
25/12/2024
حرك رأسه بخزي رافضًا ما قالته له وانسابت دمعه من عينيه ندمًا، ثم هدر بها عاليًا حتى ظن أن من حوله سمعوا
= انتٍ بتتحددي بجد؟ ما عارفاش ذنبك ايه دلوج ولا ايه دخلك! مش انتٍ اللي فضلتي
تزني ليل ونهار على حكايه التار وتشحني ابنك فؤاد العيل الصغير اللي ما سلمش منك عشان تحركيني وتخليه كيف الكوبري وسيط بينا عشان أتأثر بالحديد واحس اني مش راچل واعملك اللي انتٍ عاوزاه؟ اوعي تفكريني مش فاهم من اول يوم الاعيبك، لكن كنت برچع واقول معلش اعذرها قلبها محروق على ولادها الاتنين.
ابتلع مرارة الوجع قسرًا وقال مدافع عن نفسه بألمٍ محسوسٍ في نبرته
= وحتى لما اتنازلت وما رضيتش اكمل حكايه تقديم الكفن عشان خفت على اسم العيله و فؤاد ما يتهورش ويعمل حاچه وقلت احاول ادور على حل تاني.. بس يا ريتني كنت قدمته ولا سمعت حديدك من الأول بس خلاص فات الأوان وربنا عاقبني في بنتي عشان بدل ما أفكر في ارواح الناس البريئه اللي هتروح فكرت في هبتي والعيله.
نظرت إليه باستخفاف فخاطبته بتهكمٍ ساخرٍ للغاية
= انت لسه بتفكر في حكايه الكفن دي والعار اللي كنت عايز تشيلهلنا طول العمر.
ثم تابعت قائلة بمكرِ الثعالب قاصدة تهز رجلته ليندفع كالاهوج مثل اخيه الصغير ويذهب للبحث عن ثأر اشقائه
= بقى اخوك الصغير يطلع ارچل منك ويروح ياخد حقه لوحده قصادهم مرتين وانت لع!.
هز رأسه بيأس منها متمتمًا بصوتٍ خافت للغاية وبه نبرة مليئة بالاتهام
= انتٍ اللي لساتك بتفكري عايزه تموتي مين فينا تاني! ابنك الاولاني راح بسبب دلعك في الصغير التاني محمد اللي كنت دايما اقولك شدي عليه وبلاش مروحه وجاي بالبندقيه وانتٍ تقوليلي ملكش دعوه واحكم علي مرتك وبس، واهو راح هو كومان بسبب انك حرتي شفيق على عيل صغير ملوش ذنب من عيله البدري، تسكتي بقى على اكده لع!
غمره شعور المعذب العاجز الفاقد للحيلة والوسيلة، فإضاف محني الرأس يتخبط الأفكار السوداوية
= ولما لقيتي ما فيش رجا دخلتي على الصغير اللي ما رحمتهوش وبقي عاوز يعمل اي حاچه في عيله البدري عشان يحس أنه راچل وفي الآخر بنتي اللي راحت ضحيه كل ده ومش عاجبك كومان عاوزاني اعتبرها كلبه وراحت وكل ده عشان هي بنت مش ولد! وانتٍ عارفه كويس انا تعبت قد ايه عشان اكون اب وبنتي تيجي على الدنيا... وكل ده عشان التار إللي خد وراه اكثر من اربع انفار كفاياكي شر فعلا وابعدي عننا وسيبينا في حالنا .
❈-❈-❈
انزوت غالية في زاوية ودموعها تتساقط تتذكر كل ما حدث لها منذ اليوم الأول لدخولها تلك العائلة وكم تجاهلت من الأخطاء الشائعة من أجل زوجها فقط! لكن الأمور وصلت إلى حد لم تستطع فيه التجاهل، خاصة عندما طالت هذه المشكلات ابنتها الصغيرة، فلذة كبدها.
لم تغفل غالية منذ اليوم الأول لولادة تلك الصغيرة عن نظرات فردوس التي كانت تمنحها إياها كلما نظرت نحوها، إذ كانت تشعر بعدم الرضا من حماتها وكأنها أنجبت عبئًا وليس هبةً من الله، يدعوها الناس لينالوا منها! حتى أن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة لها، فقد رزقها الله بها بعد صبر طويل، وهذا كرم عظيم لهما.
وفي ذلك الأثناء تقدم سراج إلى غرفة ابنته ليطمئن عليها، ليجد زوجته واقفة أمام الغرفة. تنحنح بصوته الخشن ليجذب انتباهها، لكنها لم تتحرك وكأنها لم تسمعه، مما دفعه للتقدم والتحدث بنبرة صارمة
= طمنيني عليها فاقت ولا لسه، وبعدين مالك واقفه اكده ليه ما توسعي عاوز اشوف بنتي!.
أطلقت غالية زفرة بطيئة وقالت في صوتٍ مفعم بالأسى
= والله! دلوج بس افتكرت أن ليك بنت تخاف عليها كيف غيرك ولما يحصلها حاچه قلبك يتحرق عليها وتعرف معنى الضنى بجد!
نظر إليها بقلقٍ حقيقي فقال بنفاذ صبر
= غاليه ابوس يديك انا مش طايق نفسي وعلى اخري فبلاش تزوديها عليا، فابعدي وخليني أشوف بنتي واطمن عليها .
لم تتنازل الأخرى عما تريده لتقوم غالية بإبعاده عنها وهي تنهره بغلظةٍ وإصبعها موجه إليه بحزم وقوه لأول مره يشاهدها بها
= لا يا سراچ مش هتدخل ولا هتعدي الاوضه دي، واعمل اللي تعمله فيا ان شاء الله حتى تضربني ولا تطلقني! بس كل الا بنتي طالما دخلتوها في حكايه التار والقتل ده وما ارحمتوش كبير ولا صغير يبقى انا وبنتي لازم نبعد عنكم ومن شركم
أحس سراج وكأن مطرقة قاسية قد هوت على رأسه فجعلته في حالة من الخوار والهوان، بدأ لحظتها وكأن محيط غام وساد فيه التشوش والضباب، فهو كان بحاجه الى تهونها لا أكثر لكن لم يكن يعلم بأنه السبب في جرحها للمره الثانيه على التوالي، ليرد بصوت شبه لاهث مصدوم
= تطلقي هي وصلت لكده! طب انا مش هاخد على حديدك دلوقيتٍ عشان عارف اللي انتٍ فيه لكن الحساب بينا بعدين عشان انتٍ اكتر واحده عارفه ان انا ما ليش ذنب في رقده بنتك دي.. وحتي أمي يعتبر طردتها من المستشفى
بلعت ريقها وخنقت هذه الغصة التي برزت في حلقها بقولها وهي تنظر إليه بحزنٍ
= امك في كل الحالات كانت ماشيه طالما عرفت ان اللي مش راقد جوه ابنها انما دي حفيدتها اللي حيا الله بنت فداهيه كلبه و راحت ولا هتترحم عليها حتى لو كان جريلها حاچه، وبعدين ما تعملش فيها قلبك على بنتك عشان انت برده يعتبر السبب في رقدتها دي.. لو كنت قدمت الكفن وخلصت من حكايه التار دي كنا زمانه خلصنا، لكن كيف هيبتك وسط الخلق ورضا امك اهم من بنتك اللي كنا نتمنى بس دوفر منها ومش لاقيين
أغمض عينه وفتحها يتنفس باجهاد وقال برجاء
= بكفاياكي عاد يا غاليه قلتلك انا مش ناقص اي كلمه، وبعدين دي اخرتها شايفين انا السبب في ايه اللي حصل لبنتك وانا اللي قتلتها
أطلقت غالية زفرة بطيئة، وقالت في صوتٍ مفعم بالأسى
= ايوه انت السبب يا سراچ وانا قلت لك مش هسكت غير لما تمشي من اهنا ومش هتدخل تشوف بنتك.. ومش بس اكده اول ما تفوق هاخدها على دار أبويا و آآ ورقه طلاقي كومان يا ريت تبعتها لي وكل واحد يشوف حاله بعيد عن التاني يا ابن الناس وخلصت لحد اهنا.