-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 5 - 4 - الأربعاء 25/12/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

4

تم النشر يوم الأربعاء

25/12/2024


فرك طرف ذقنه وهو يواصل الكلام في طيات رأسه ليستوعبه، ثم رد بما بدا أشبه بالوعيد


= ده انتٍ بقى لما طلبتي الطلاق اولاني كنتي قصداها مش كلمه خرجت منك اكده بدون قصد! ده انتٍ ما طلبتهاش لما عرفتي ان انا مش بخلف چايه تطلبيها دلوج


عندها عقبت غالية بعبارة قوية المعنى، وكأن فيها لومًا مستترًا على ما تعرضت له ابنته في غيابه ورفضه الغير الطبيعي لحل الأمر وكانت هي من دفعت الثمن بالنهايه


= طب كويس انك عارف ان انا استحملت و صبرت كتير معاك وآخر المعروف بنتي تروح، بس كان لازم من البدايه أعرف طالما عيلتك بالشر ده شرك برده هيطلنا، بس كنت ارجع اقول انت غيرهم! لكن خيبت ظني يا سراچ وما طلعتش غيرهم.. عشان اكده انا بطلب الطلاق كل إلا بنتي يا سراچ.. كله إلا بسملة..


وبشيءٍ من عزة النفس والكرامة خاطبته تضيف وهي تنظر إليها بعينين دامعتين


= انا غيرك مستعده عشانها اعمل اي حاچه حتى لو هتنازل عنك لكن انت اخترت خلاص، يبقي هملنا لحالنا الله يرضى عنك وسيبنا و روح لحالك بقى عاوز تكمل تار ما تكملش بس بعيد عننا.. و ما يطولناش.. ولا أنا ولا بنتي هندفع التمن .


❈-❈-❈


لم يصدر عن سراج أي صوت وهو يري اخيه يفتح باب مكتبة بحرصٍ شديد ليلج إلى الداخل كان البهو شبه معتم خافت الإضاءة 

لا ضوضاء جالس فقط بهدوء تام، متعباً الملامح رمقه فقط بنظرة غير مريحة بصمت لذلك أضطر الآخر الى التقدم إليه، نظر فؤاد له بتوترٍ قلق وهمس بصوت مرتعش بعذاب، كأنما يستجديه لينقذه من ضميرة الذي استيقظ قبل فوات الأوان 


= سراچ ممكن تسمعني من ساعه ما رجعتني الدار وانت مش راضي تبص بخلقتي وانا عذرك يا اخويا، بس اقسملك بايه ما كنت قاصد اعمل في بنتك اكده.. أنت عارف كويس أنا بحبها قد ايه وبعتبرها بنتي انا مش بنتك أنت. 


خاطب سراج أخيه بلهجته الهادئة وهو ينهض من مكانه


= خلصت بعد من قدامي!. 


انقبض قلبه بقوةٍ من رده فعله الجامدة تلك، فصرخ في حرقة ودموعه تنسال بغزارة


= يا سراچ ما تسيبنيش لضميري ورد عليا باي حاچه طفي ناري، طب سيبني حتى اروح لغاليه استسمحها تسامحني، حقكم عليا كلكم والله ما كنت قاصد أن كل ده يحصل 

 

رفض سراج الاستماع الى تلك الأمور الذي ليس لها قيمه لدي، وصاح في عصبيةٍ جمة


= لازم تبقى عارف كويس حاچه واحده انا اللي مصبرني عليك حتى لو مش قاصد اللي عملته ان غاليه ما اتهمتكش وقالتلي خليه يروح لحاله، لكن لو كانت نطقتها وقالتلي عاوزه حق بنتي من اخوك ما كنتش هتردد لحظه واحده وارميك في السجن.. 


تحشرجت أنفاسه ونظرت إليه بندم فقال بصوتٍ متقطع بيأس 


= طب يا ريتك كنت عملتها احسن من اللي انا فيه، يا ريتنا سمعنا كلنا حديد غاليه وقدمنا الكفن فعلا من زمان بدل القرف اللي عايشين  فيه ده كله دلوج.. احنا ايه اللي وصلنا لكده يا اخوي؟!. 


دفعه بخشونة تجاه باب غرفة المكتب بتعبيرٍ واجم للغاية وهتف بقسوةٍ


= أسأل أمك اللي حردتك عليا كيف ما حردتك على عيله البدري!. لحد ما بقى كلنا همامنا التار وما بنفكرش في حاچه غيره.. حتى اوجعنا نسيناها لحد ما القسوة اتملكت فينا وما بقاش في رحمه في قلوبنا.


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين، رمشت بعينيها عده مرات ببطء وألم وتداركت نفسها فوق فراش المستشفى لتتطلع إلي حولها باستغرابٍ، فدنت الدكتوره منها مُلقية عليها التحية


= صباح الخير، حاسه بايه دلوج.


وضعت غالية يدها فوق رأسها بألم شديد وهي تتسائل بتوجس


= آه.. هو في ايه، ايه اللي حصل؟ 


أجابته بابتسامةٍ رقيقة وهي تساعدها في الجلوس 


= بالراحه على مهلك ما تقلقيش لقيناك فجاه وقعتي من طولك وانتٍ قاعده بتخلي بالك من بنتك.. وندوني عشان اكشف عليكي .


تنهدت بعمق ثم قالت بعدم مبالاة وهي تهم بالنهوض


= تلاقيني من قله الوكل والمجهود متشكره يا دكتوره انا بقيت زينه هروح اشوف بنتي.. لحسن تكون فاقت وما فيش حد جنبها .


منعتها الأخري من القيام مشيرة بنظراتها وبيدها باهتمام 


= انتٍ فعلا اللي حصولك بسبب قله الوكل والمجهود الكتير بس لازم تخلي بالك من نفسك خصوصا انك ما بقيتيش لوحدك دلوج وبقى جواك روح، مبروك انتٍ حامل!. 


كل ما استطاعت فعله غالية بتلك اللحظة هو حبس أنفاسها المصدومه والإطباق على جفنيها تستوعب هذه اللحظات القاسية التي تمر عليها، هل من المفترض ان تفرح وهي على علم جيد بان المولود هذه المره اذا كان صبي ستكون نارين اخرى تتفتح عليها ووجع على فراق طفل اخر، لذلك بين جنبات نفسها ظلت تردد بلا صوت بحسرة 


= يمرك يا غاليه لو جي ولد فردوس مش هتسيبه في حاله وهيكون مصيره كيف مصير اخوات جوزك، يا وجع قلبي علي إللي لسه ما جاش هلاقيها منين ولا منين يا ربي.


❈-❈-❈


تجمعت هموم الدنيا وشقائها في ملامح سراج التعيسة وكيف له ألا يحزن وقد فقد الكثير 

في غمضة عين، حاول قدر استطاعته توفير الحماية اللازمة لعائلته بكل ما في من عزيمه لكن تراجع باللحظه الاخيره ليتفاجا بابواب  الجحيم تفتح له وتطعنه في اعز ما يملك، ولم يقف هنأ الأمر فقط بل أيضا زوجته ابتعدت عنه هي وابنته خوفاً من هذه النيران التي طالتها مؤخرا، ولأنها لم تجد بعد الحمايه معه!. 


تقدمت في تلك اللحظه تهاني الخادمة نظرت إليه بشيءٍ من التعاطف، بينما هتفت تتساءل في ذهول مصدوم


= سراچ بيه ست غاليه بره وطلبت مني ادخل الم حاجتها هي وبنتها عشان هتقعد في دار ابوها! هي خلاص هتسيب الدار فعلا ؟. 


عقد حاجيبة بحده ثم قال باستفسار منها مع نظرة عميقة


= هي فين يا تهاني بره لوحدها ولا معاها حد! 


ردت عليه وهي تشير بيدها للخلف


= ما رضيتش تدخل الدار هتلاقيها بره، بس لو تقصد بسمله بنتك فانا سالت على صحتها قالتلي انها فاقت وبقت زينه ونقلتها دار ابوها الله يرحمه، و دلوج محتاچه حاجتهم  


نظر لها مطولاً ثم بعدما أمر الخادمه بان تجهز ما تريده فأومأت برأسها بخفةٍ، وهو تحرك بخطواتِ للخارج ليجدها تقف تخفض رأسها بطريقة شابه الخزي فيبدو أن أتعس لحظات حياتهم ما زالت في الانتظار، حمحم قائلاً بثبات 


= خير يا غاليه ما دخلتيش ليه دارك محتاچه عزومه عاد ولا إيه؟


ارتجفت كليًا عندما سمعت صوته وتلقائيا ضغطت على بطنها بحمايه وبدت غير قادرة على التماسك لمجرد تخيل ان يمسه ضرراً،  ابتلعت ريقها وقالت بصوتٍ واهن للغاية


= دي ما بقتش داري يا عمده أنا فعلا بقيت كيف الغريبه عليها وسطيكو! و من زمان حاسه بكده لكن كنت بقاوح عشان خاطرك..

و بعدين هو انت نسيت ان احنا اتفقنا على الطلاق ولا ايه؟ خلي الامور تمشي بهدوء عشان خاطر بنتنا يا سراچ وكفايه اللي راح .


جز علي أسنانه من عنادها وعنفها في غيظٍ


=انتٍ اللي اتفقتي مع نفسك مش انا، حتى بنتي بعداني عنها اشوفها.. عملت لك ايه عشان تعاقبيني كل العقاب القاسي ده!. 


انسكبت الدموع من مقلتيها وهي ترد عليه بأسئلة لا تجد أي إجابة مقنعة لها


=ما عملتش حاچه يا سيدي انا اللي ظالمه ووحشه كومان ولو عاوز تشوف بنتك مش همنعك! لكن قبل ما تيجي دار ابويا لازم تديني خبر


الصفحة التالية