-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 16 - 3 الأثنين 9/12/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل السادس عشر

3

تم النشر يوم الأثنين

9/12/2024

فتحت عينيها بضعف:

-حسن، الحقني.


التفت يرمق أختها بنظرة حادة وصاح يوبخها:

-سيباها كده وواقفه تحكي معايا ومع حسين! كان المفروض تجري بيها ع المستشفى واللي يحصل يحصل.


أجابته بغضب ووجه مقوس:

-منا قولت ﻷخوك يجيب القسيمة ويجيي معايا نوديها المستشفى واديك أهو، اتصرف بقى بس من غير ما حد يحس.


حملها فورا وتحرك بها نازلا الدرج ونظر ﻷخيه يأمره بلهفة:

-هات تاكسي ولا عربية بسرعة يا حسين.


أسرع الآخر ينفذ أمره وبالفعل ما هي إلا دقائق حتى وصلوا ﻷقرب مشفى وهو الأمر الذي اعترضت عليه سالي:

-أحنا كده قريبين من الحارة يا حسن وممكن حد يشوفنا ونتفضحوا.


أشار لوجه شقيقتها الشاحب:

-بصي كده لوشها، شايفه منظرها؟


صر على أسنانه وهو يترجل من السيارة ويتابع تذمره:

-لو اتأخرنا أكتر من كده ممكن تروح فيها فأنتي مش خايفه على اختك وخايفه من الفضيحة؟ ليه هو أنا نمت معاها في الحرام، دي مرااااتي.


هرع لداخل المشفى يستدع فريق التمريض لتهرع إحداهن تدفع المقعد المدولب ناحية السيارة فيعود حسن ليحملها ويتركها على المقعد وتتحرك الممرضة لداخل غرفة الطوارئ وتستدع الطبيب ولكنه يصيح بها:

-أنا عايز دكتورة اللي تكشف على مراتي.


نظر الطبيب له متفهما حالته:

-طيب بس خليني اسعفها لحد الدكتورة ما تنزل من فوق.


وافق على مضض فدلف الطبيب جالسا أمامها بعد أن ساعدتها الممرضة بالاستلقاء وبدأ يفهم منها شكوتها:

-ها قوليلي بقى بتشتكي من ايه؟


نظرت لحسن الواقف خلفه وهمست بخجل:

-حسيت بدوخه وفجأة لقيت نزل عليا نزيف.


سألها بعمليه وهو يشير للممرضة بإحضار جهاز الأشعة التلفزيونية:

-أنتي حامل في أد ايه؟


أجابته بتوتر وخوف:

-تقريبا شهر وكام يوم.


وضع الجهاز على بطنها العاري فخرج حسين يقف مبتعدا حتى لا يجرح عرض أخيه ولكنه حاول الاستماع لما يحدث بالداخل قلقا عليهما:

-أنا مش شايف نبض بس كيس الحمل سليم وفي مكانه.


تنفست عاليا وهتفت:

-ماهي الدكتورة قالتلي لسه النبض مش شرط يبيان دلوقت.


رد عليها بتلقائية:

-لو الحمل في شهر وشوية يعني مثلا 5 اسابيع يبقى المفروض النبض يظهر، بس خلينا نحطك تحت الملاحظة ونحاول نوقف النزيف الأول.


سأله حسن بلهفة واهتمام:

-يعني الحمل سليم يا دكتور؟


أومأ موضحا:

-اللي باين قدامي أنه سليم، محتاج بس أعرف الحمل في أد ايه بالظبط عشان نتأكدو وبرده هتتحط تحت الملاحظة.


عاد بوجهه ينظر لها متسائلا:

-هي آخر عادة شهرية كانت أمتى؟


أخبرته فقام بحسبته وهتف مؤكدا:

-كده احنا داخلين على 6 أسابيع يا مدام يعني المفروض يكون النبض ظاهر، أنا شايف نعمل تحليل حمل رقمي ونشوف هرمون الحمل نسبته أد ايه عشان نتاكد إنه سليم؟


تركها على السرير الطبي وغادر بعد أن أخبر الممرضة بسحب عينة من دمائها فانتهز حسن الفرصة وجلس بجوارها بمكان الطبيب ممسكا راحتها ومقبلا إياها:

-متخافيش يا حبيبتي، خير إن شاء الله.


بكت بكاءت عاليا:

-أنا خايفه أوي يا حسن، أوعي تسيبني.


شاكسها مداعبا وجنتها:

-اسيب ايه بس؟ اسيب روحي.


انتشت من حديثه فاحتضنت راحته بقوة وظل جالسا معها وكل من سالي وحسين ينتظرون نتائج التحليل حتى ظهرت بالنهاية فأخبرهم بعملية:

-الهرمون قدامي بيقول الحمل في 3 اسابيع بس فكده الحمل غالبا نزل للأسف.


امتعض وجه حسن ولكنها صاحت باكية:

-ﻷ، يمكن الدكتورة كانت حاسبه غلط.


هز رأسه بتفهم لحالتها وهتف:

-الحل اللي قدامي تفضلي تحت الملاحظة ل24 ساعة ونعمل تحليل تاني لو الرقم ده قل عن كده يبقى ربنا يعوض عليكم إنما لو فضل ثابت يبقى نحاول نلحقه.


ربت على كتف حسن ذو الوجه الحزين وسأله:

-ده أول حمل؟


أومأ فهز رأسه مبتسما بهدوء:

-أول حمل دايما بيحصله كده، معلش إن شاء الله ربنا يطمنا عليها.


❈-❈-❈

رفعت وجهها ترمقه بنظرة لم تستطع أن تضع بها أي لمحة مما تشعره بداخلها فقرب وجهه من وجهها فأغلقت عينيها تستعد لفقد عذرية شفتيها وهي تفهم تماما أنها اللحظة الحاسمة لذلك، وبالفعل لم ينتظر أكثر فنيرانه التي تحرقة قد أصابت جسده وقلبه فقبلها قبلة رقيقة بحرص خوفا أن تمقته أو تتقزز من قربه، وبالطبع لم تبادله هي فلم يضغط عليها أكثر ولم يطل بها فابتعد فورا بعد أن خطف قبلة سريعة ففتحت عينيها متفاجئة من توقفه فوجدته يبتسم:

-ايه رأيك تغيري هدومك الأول وتحاولي تفكي كده وتاخدي ع الڤيلا.


أومأت بصمت فأمسكها من كتفيها مشاكسا:

-هي القطة أكلت لسانك ولا ايه؟ عايز اسمع صوتك.


همست بتلعثم:

-هو مش ممكن نأجل لبكرة أكون بس أخدت عليك شوية؟


حرك رأسه رافضا فرسمت على وجهها الحزن ولكنه ابتسم لردة فعلها الطريفة:

-كيوت أوي، مش اسمها كيوت برده؟.


أومأت فأزال عنه عبائته وسألها:

-شكلي أحلى بالعباية ولا بالبدلة؟


أجابته بدون تفكير:

-بالبدله طبعا.


ضحك عاليا:

-شكلي كده هتقسم اتنين، أنتي وماهي عايزني بالبدله وأم محمد هي وناهد عايزيني بالعباية.


لم تعقب فسحبها ولكنها اتنعت وترجته:

-عشان خاطري يا رشوان أنا مكسوفة أوي وخايفه منك، أجل لبكره لو بتحبني.


قوس فمه وهز رأسه رافضا:

-مش هينفع والله يا روحي، لو مدخلتش انهارده ممكن تاخدي فيا العزا.


ردت بلهفة:

-بعد الشر، ليه يعني الدنيا مطارتش.


ابتسم وأجابها:

-عشان بس رجالة الحارة وجبوا معايا بشوية منشطات كده لو مشتغلتش ممكن يجيلي ذبحه صدرية لا سمح الله، يرضيكي جوزك حبيبك يموت ليلة دخلتكم.


دمعت عيناها وارتبكت فاقبل عليها مقبلا عنقها بقبلة جعلتها تشعر بانتفاض جسدها فهو أول رجل يتلمسها بتلك الطريقة وهي لا زالت عذراء، ليست فقط عذراء الجسد بل عذراء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عذراء القول والفعل، عذراء الجسد والعمر والمشاعر، فحتى أنها لم تجرب أو تستكشف أي مشاعر من تلك من قبل.


انحنى وحملها صاعدا لغرفة نومهما الجديدة عليها وأنزلها بالقرب من الفراش وبدأ يساعدها بإزاحة طرحتها الطويلة فتشنجت أوصالها عندما انتهى وبدأ بفك أربطة فستانها ومر شريط حياتها أمامها ولكنها استجمعت شجاعتها قبل أن يسقط فستانها من على جسدها وتسقط معه عزيمتها وأمسكته براحتها تنظر له وقد سحبت نفسا عميقا وطردته بشكل ملحوظ:

-طالما مُصر يبقى اديني وقتي أغير هدومي لوحدي وأحاول اتقبل اللي هيحصل.


تجهم وجهه من تعليقها:

-اللي هيحصل هو الطبيعي بين اي اتنين متجوزين.


وافقته دون الدخول معه بمناظرة كلامية قد تنتهي بخسارتها:

-مظبوط، بس أنا أصغر من اني احس ده وأكون عوزاه ومتقبلاه، معلش يا رشوان سيبني اغير هدومي على ما تجهز لنا الأكل عشان جعانه أوي، ومتخافش اللي أنت عايزه هيحصل انهاردة بس واحده واحده عليا.


تعجب من حديثها فسألها:

-كل الأكل والدبح ده ومأكلتيش حاجه؟


نفت تؤكد:

-لو مش مصدقني كلم ورد اللي معايا من الصبح، مفضتش خالص للأكل.


هز رأسه واقترب منها يداعب أسفل ذقنها:

-انا مش مجهز عشا عشان كنت مفكر هتاكلي هناك، تحبي تاكلي ايه وأنا هطلب دليڤيري.


هزت كتفها الشبه عار:

-أي حاجه على ذوقك.


غمز لها يسألها:

-ايه رأيك في سمك وجمبري عشان ننور فسفور؟


وافقته بهدوء:

-بس هجيبلك من قدوره بقى، أكله يضرب أكل حسن بالجزمة.


لم تعقب عليه فخرج وترك لها المساحة لتغيير ملابسها فارتمت على فراشها تبكي وتتمتم:

-يارب.


نزلت بعد لحظات فوجدته يتصفح هاتفه فتركه على الفور ونظر مبتسما لجمال ما ترتديه من لباس ليلي رقيق وجذاب ومئزر طويل ومفتوح يظهر ما ترتديه أسفله فابتلع ريقه وهمس:

-براحه عليا.


ابتسمت وجلست بجواره تسأله:

-الأكل هيتأخر؟


نفى بسرعة:

-ﻷ الناس هناك عارفيني وهيجيبوه بسرعة، المهم بس عايز أطلب منك طلب لحد الأكل ما ييجي.


وافقته بهزة بسيطة من رأسها فتابع:

-ارقصيلي زي ما رقتصتي في فرح حسن.


عضت على شفتها السفلى بتلقائية تشعر بالحرج والخوف بآن واحد فحرر شفتها من بين أسنانها بإبهامه وغمز لها:

-يلا.


وقفت تخلع مئزرها ولفته على وسطها تعقدة كحزام الرقص فضغط على هاتفه لتصدح أغنية راقصة لهيفاء وهبي (فاكرني هاعتبك) وبدأت هي بالرقص عليها فزادت حركاتها سخونة جسده وظل فاتحا فاهه يبتلع ريقه بين فينة وأخرى حتى انتهت الرقصة فوقف يحتضنها بشهوة زادته رغبة بتملكها الآن وحالا وقبل عنقها هامسا بلهفة:

-تعالي فوق مش قادر.


ارتبكت وتحركت معه بتثاقل ولكن رنين الباب ما أنقذها فزفر بضيق وعاد لفتح الباب وتناول الطعام من عامل التوصيل وعاد أدراجه ليضعه على المائدة:

-يلا طيب ناكلو بسرعه عشان أنا على آخرى.


اقتربت منه ورمقته بنظرة مبتسمة:

-في العجلة الندامة، كل حاجه في وقتها حلوة.


سحبت الأطعمة وتحركت صوب المطبخ:

-هرص الأكل في أطباق، جهز أنت بس السفرة.


لم يتوان بفعل ما تريده فجهز المائدة ورصت هي الأطعمة بأطباق ووضعتها وبدأ يتناول الطعام بنهم وكأنه لم يتناول طعامه لعدة أيام:

-ايوة بقى اديني طاجن البطارخ ده.


ناولته إياه فدس ملعقته به وحاول إطعامها ولكنها رفضت:

-ﻷ مش بحبه.


ابتسم بسمة واسعة:

-ده الطبق ده بيعمل شغل عالي أوي جربي بس.


ربتت على كفه:

-ألف هنا عليك.


انتهيا من الطعام ووقفت تغسل الأطباق فوقف خلفها وانحنى يقبل عنقها قبلات متتالية صعودا ونزولا على عرقها النابض فهمست بتلعثم:

-طيب مش هنشربو شاي.


أدارها وحملها صاعدا بها ﻷعلى وهو يهتف بلهفة:

-مش وقته.


 

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حارة الدخاخني للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة