-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 37 - 4 - الأحد 1/12/2024

 

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع والثلاثون

4

تم النشر يوم الأحد

1/12/2024  


داخل غرفة سامر والتي كان يدخلها ولأول مرة منذ الحادث، عائدًا من المشفى الذى قضى بها عدة أيام للعلاج ، مستندًا على ذراع شقيقه، يرافقه والدته وشقيقته، وتلك التي أقلته بسيارتها:


- اتفضلي يا لورا، هو انتي غريبة؟ دا انتي بقيتي خلاص من أصحاب البيت 

قالتها درية بتملق تحثها للتقدم حينما وجدتها تقف على مدخل الغرفة ولم تواصل الى داخلها،

فجاء ردها هي بحرج :


- مرسي يا طنت، انا اصلا ورايا مشوار.

هتف هو مناديًا بإسمها بعد أن سطحه  شقيقه على الفراش:

- تعالي يا لورا، اقعدي حتى دقيقتين قبل ما تمشي، على الاقل تاخدي واجبك،  ولا انتي شيفانا بخلا؟

- تبسمت مستجيبة لندائه قائلة:

- لا يا سيدي مش بخلا ، بس انت قولت اني مش غريبة، يعني مفيش داعي.


تكفل بالرد هذه المرة سمير بشيء من المزاح:

- لا طبعا في داعي، دا كفاية انك تعبتي نفسك ودخلتي بعربيتك الغالية الحارة المقندلة دي، وع العموم اطمني مش هنعمل غير كوباية شاي ومن غير سكر لو عايزة عشان الرجيم. 


ضحكت لمزحته، ثم قبلت في النهاية، لتأخذ جلستها السريعة على الكرسي المقابل له، ويدور بينهما حديث سريع عقب خروج درية وسحبها للبقية معها، في أفعال مكشوفة تثير دائمًا غضب ابنها، فيحاول التوضيح مبررًا:


- مااا معلش لو مستغربة عمايل والدتي، أصلها ست جاهلة وتفكيرها محدود،، ف أكيد انتي فاهمة يعني. 


مطت شفتيها بابتسامة ماكرة تدعي عدم الفهم:

- لا الحقيقية انا مش فاهمة، فهمني انت .

تضاعف الحرج بداخله حتى كاد ان يكرر المحاولة،  ولكن سريعًا ما استدرك لتلاعبها بتلك النظرات الماكرة،  فيعبر عن ضيقه:


- لورا الله يخليكي بلاش استعباط،  عشان انتي فاهمة كل حاجة، متبقيش لورا اصلا لو مجيبتهاش وهي طايرة. 


أعجبها اطراءه لتزداد ابتسامتها انتشاءًا، وتقول:

- ماشي يا سيدي، مدام نكشتني كدة انا كمان مش هعمل فيها غبية، لأن تفكير مامتك دا شيء طبيعي بالنسبة للمجتمع اللي نشأت فيه، المهم انا وانت عارفين اللي ما بينا ايه؟


استرعى انتباهه كلماتها الواضحة، كما انها اثارت فضوله ليردد خلفها باستفساره:

- ايه هو بقى اللي ما بينا يا لورا؟

- ارتياح 

خرجت منها سريعًا لتردف شارحة:

- معاك بتكلم وبعبر بسهولة عن اللي جويا، بشرح وبتكلم من غير حساب لأي شيء ، يمكن عشان انت الوحيد اللي شوفتني على حقيقتي بعيوبي، وبأخطائي،  دا غير انك بتسمعني ودي لوحدها ميزة 


أكان يأمل بإجابة غير تلك، سيكون من الجنون ان تشطح به الظنون لغير ذلك مع امرأة مثلها، وفي تلك الفترة القصيرة من معرفته بها، ولكنه لا ينكر ان مجرد القرب منها يسعده.


- ايه بقى سرحت في ايه؟

سألت تنتشله من شروده، فجاء رده بابتسامة صافية:


- اكيد مش في حاجة وحشة يا لورا،  ما هو انا كمان بحب اتكلم معاكي واسمعلك، انتي ست جميلة يا لورا، ولازم تكتشفي نفسك .


❈-❈-❈


تخطو بقدميها الى ذلك البهو الضخم في القصر التاريخي، تجول عيناها داخله وفي اجواءه برهبة وخوف، مشاعر مختلطة لا تعلم لها تفسير، تكتنفها رغبة شديدة للخروج والذهاب، ولكن اليد التي تسحبها تجعلها غير قادرة على التراجع، حتى وهي مازلت تحاول:


- نجوان هانم، خليني ارجع ربنا يخليكي. 

ألتفت اليها المذكورة هذه المرة بضيق وتصميم:

- تاني هنعيده يا بهجة، هو انا هقولها كام يا روحي،  امشي معايا عن سكات وبلاش زن بقى زي العيال الصغيرين .


- ما هو اصل يعني؟ 

- لا اصل ولا فصل، اتحركي ياللا مفيش وقت


هتفت بالاَخيرة لتعود للسير بها غير اَبهة باعتراضها، محددة وجهتها نحو إحدى الغرف الضخمة لتجفل بعدد من السيدات حول طاولة كبيرة بأوراقهم ونقاش دائر بينهما،  وكأنها داخل دائرة حكومية:


- مساء الخير اتأخرت عليكم .

القت نجوان بالتحية لترتفع جميع الرؤوس نحوها،  وكان اولهم ، تلك المرأة العجوز التي تترأس الجلسة، ترتدي العوينات الطبية في الإطلاع على مجموعة من الأوراق امامها، وقد تركتهم، لترتكز ابصارها عليها وهي تدلف بهيئتها الساحرة تخطف قلوب الحاضرات من سيدات مجتمع يرحبن بها وكأنها النجمة، تهدي لهن الابتسامات، تلقي إليهم ردودها برقة بالغة، وبيدها تسحب.....

ماهذا؟!.....


احتدت ابصارها تنظر بشرار عينيها نحو بهجة التي كانت بالكاد تدعي الثبات وهذه تقترب بها من بهيرة لتحيها اولا بقبلات زائفة:

- هاي يا بهيرة عاملة ايه يا قلبي؟

واقتربت تهمس بجوار اذنيها:

- شوفتي بقى انا بقيت مطيعة ازاي؟ بدل ما نتشحطط انا وانتي وولادنا في المحاكم على ميراثنا في القصر، وافقت بكرم اخلاقي اني اشاركك العمل الخيري واهو اخد الثواب معاكي.


الصدمة اللجمت بهيرة، حتى برقت عينيها في النظر اليها، دون ان ينبت فمها ببنت شفاه، ولكنها لم تكترث او حتى تعطيها فرصة للإستيعاب،  فقد انتصبت تلفت ابصار الجميع نحوها، بسحب مقعد لها ومقعد لبهجة تجلسها بجوارها، ثم تخاطب السيدات الحاضرات؛


- حبايب قلبي أعضاء الجمعية الموقرة، واضح ان مش كلكم عارفين بمنصبي الجديد وسطكم، بس انا هعرفكم، اصل انا بقيت نائب رئيس مجلس الإدارة،  والأمورة دي.


واشارت على بهجة تلف ذراعها حول كتفيها تستطرد:

- دي تبقى بهجة خليل المساعد بتاعي .

- المساعد بتاعك!


كان هذا صوت بهيرة التي استعادت بأسها، تستنكر بسخرية مقيته تتابع:

- مين دي اللي تبقى مساعد يا نجوان؟ انتي جايبه الجلي......

قاطعتها مؤكدة بصوت واضح:

- بهجة خليل كلية حقوق، اينعم هي لسة في الدراسة بس انا واثقة فيها وفي شطارتها.

وتوجهت نحو باقي الحضور موجهة الحديث لهم:

- وبكدة يبقى اكتمل نصاب الجمعية، نبتدي بقى الاجتماع. 


❈-❈-❈


انه لا يعنيها بشيء، هي الآن تتصرف بعملية وتعامله بصفة رسمية من أجل العمل ، العمل وفقط، حتى واسلوبه الغريب لا يعجبها، ونظراته الاغرب أيضًا. 


اصدرت صوت حمحمة بفمها لتبادره بالأسئلة، بعد أن اجلسته على المقعد المقابل لمكتبها:

- اتفضل يا دكتور، اتكلم 


- اتكلم اقول ايه بالظبط؟

قالها ببرود متناهي بعد أن ظل لفترة يتأملها بتلك الابتسامة التي تجعلها توشيك على تهشيم فكيه، حتى يكف عن عبثه:


- تتكلم عن قضية الست الوالدة اللي عايزة ترفعها على اخوها اللي اكل حقها في الورث.


تشدد على الكلمات بضيق مقصود ومع ذلك لا يتراجع هو عن نهجه معها في المراوغة:

- اه صحيح فكرتيني على قضية خالي اللي واكل ورث امي، طيب هي فعلا عايزة ترفع قضية، بس نفسها كمان يرجع من نفسه بدل المحاكم والقواضي والشحططة. 


كانت قد أمسكت الدفتر تدون به بعض الملاحظات الهامة والتي سوف تبني عليها أسس القضية،  لكن وما ان نطق بكلماته الأخيرة حتى توقفت تدفع القلم من بدها بعدم استيعاب :

- افندم حضرتك، ازاي يعني؟ افهم من كدة ان هي هترفع ولا مش هترفع؟


زاد اتساع ابتسامته يجيبها بسهولة:

- ما انا بقولك اهو يا متر، هي عايزة ترفع وفي نفس الوقت مترددة، اصل دا برضو اخوها، حتى لوا كان حرامي .


توقفت برهة تطالعه بأعين شاخصة، لتهتف بصوت بالكاد تجعله يخرج طبيعي:

- يعني عايزة ترفع ولا مش عايزة؟ هو سؤال وجاوبني عليه، بس كدة، الله يخليك.


وكأنها تتحدث في واد اخر ، اقترب برأسه فجأة نحوها، يتمعن النظر بها قائلا:

- هو انتي عنيكي لونها بني ولا اسود، انا اللي اعرفه انها سودة، ليه المرة دي شايفها بني؟


اربكها بالفعل حتى أصبحت تبحث عن صوتها :

- وانت ا انت مالك ان كانت سودا ولا خضرا حتى ، تبحلق ليه من اساسه


الصفحة التالية