رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 38 - 1 - الخميس 5/12/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن والثلاثون
1
تم النشر يوم الخميس
5/12/2024
تألقت أمام مراَتها وتزينت رتدي طقمًا جديدًا من الملابس التي انتقتها معها تلك المرأة العزيزة على قلبها ، تذكر انها في بداية الأمر لم يعجبها الزوق الجديد، بظن منها انه لن يليق بها، ولكن خاب ظنها حينما نظرت إلى المرأة وهي ترتدي احدهم، لتكتشف نفسها وكأنها امرأة جديدة، بذلك التغير الذي يطرأ معها تدريجيًا، ان تكون امرأة راقية، ليس من أجل رجل حتى لو كان حبيبها او غيره، بل من أجلها هي وفقط، هي الاحق بالاهتمام لنفسها ، وبالطبع سوف يرتد ذلك على البقية .
صوت صفير من الخلف انتشلها من شرودها، لتلتف نجو شقيقتها الوسطى جنات:
- ايه يا عم الحلاوة دي؟ ما شاء الله عليكي يا بيبو، احنا ناقصنا بس سجادة حمرا ونمشي عليها باللبس اللي يجنن ده.
استدارت اليها بابتسامة لا تنكر سعادتها بالإطراء:
- بجد يا بت يا جنات، يعني الطقم الجديد لايق عليا ، اصل كنت خايفة اوي لا يطلع ضيق عليا بس نجوان قالتلي مقاسي، هو فعلا مقاسي ولا تفتكرتي انها بتجاملني؟
ضحكت المذكورة بشقاوة محببة تطمئنها مرددة :
- والله يا ستي ما بتجاملك، اديني حلفتلك بالله اهو ، البلوزة ماركة مشهورة اوي، والبنطلون والجاكيت كمان ، حتى الجزمة والحجاب، كلهم زوق عالي، مبينك واو، حاجة كدة اخر حاجة، وبنفس الوقت رقيقة ومتحفظة،
زوق ليدي بالفعل، والله نجوان دي عسل، ست جميلة كدة تنقلك طاقة الحب بمجرد ما تقعد معاكي.
عقبت بهجة على قولها بتفهم:
- هي فعلا كدة، وانا فاهمة قصدها كويس اوي باللي بتعمله معايا، انها تزقني في منصب مهم في الجمعية، وتساعدني ان اطور من نفسي في اللبس والشخصية دا حقها على فكرة، عشان صورتها قدام المجتمع اللي هي نشأت فيه، حتى لو هي مقالتش ولا وضحت بكدة انا لازم افهم من نفسي واحاول حتى لو لا قدر الله موضوعي انا ورياض منفعش برضو مش هخسر حاجة لما اتحسن او اتقدم في حياتي، لان في كل الاحوال دا فايدة ليا، وكفاية ابص لنفسي واشوف التغير
تابعت تشير اليها بيدها نحو ما ترتديه من الأعلى إلى الأسفل:
- وزي ما انتي شايفة قدامك اهو، بتابع الدراسة في الجامعة، وفي نفس الوقت بروح الجمعية بشكل يختلف بمية وتمانين درجة عن السنين اللي فاتو ، من عاملة على مكنة خياطة بعباية سمرا باهتة، لواحدة بلبس ماركة مشهورة على رأيك،
تأثرت جنات بشدة حتى خرج قولها بصوت مفعم بالمشاعر الصادقة داخلها:
- عشان دا مكانك الحقيقي يا بيبو، انتي اتظلمتي ونسيتي نفسك، بس عدل ربنا نصفك.، وبلبسك ده اللي يشوفك يقول انك اتولدتي هانم، والله ما بهزر.
- حبيبتي.
صدرت من بهجة لتقترب منها تقبلها بابتهاج، والتف ذراعها حول كتفيها لتضمها اليها تردف بحماس:
- حلو اوي رفع المعنويات ده، نروح نفطر بقى مع جوز المتشردين قبل ما يخلصو على الاكل.
اومأت جنات رأسها بموافقة، لكن فاجأتها بتقريب انفها منها قائلة بإعجاب:
- الله يا بيبو، انتي حتى ريحتك بقت غير، دا كدة التطور عدى اميال كمان، بقولك ايه، انا بحبك اوووي.
ضحكت ردا لها:
- وانا كمان بموت فيكي يا ام عقل شاطح
❈-❈-❈
والى اسطنبول
حيث كان يتسكع بدون سيارة، داخل المدينة التي لا يزورها إلا قليلًا رغم عشقه لها، وذلك بفضل اشغاله الكثيرة، يستمتع بأجواءها والهاتف على اذنه يتحدث معها عبره، بعد انتهاءئه لعدد من اعماله، وقد اقترب ميعاد رجوعه واشواقه اليها ازدادت اضعاف.
عدة ايام مرت عليه، ولم يتوقف مرة عن الاتصال بها، والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة في شئونها، وكأن الفرصة التي أعطاها لنفسه في البعد عنها، أتت نتائجها بالعكس، حاول إشغال نفسه بالعمل ، او باللقاء بأقرباءه هنا، حتى الذهاب إلى النوادي الليلة والتعرف على نساء غيرها، ولكن قلبه أبى أن يدق إلا لها، يراها في كل امرأة تأتي امامه، حتى كاد ان يسلم الراية ويعلنها من هنا كي تصل الى العالم اجمع:
- أيوة يا بهجة انا كويس والحمد لله، المهم انتي طمنيني عليكي، عرفيني عاملة ايه من غيري .
سبق اجابتها ضحكة رقيقة مرحة:
- حلوة حكاية عاملة ايه من غيري دي؟ اكيد عايشة يعني والحمد لله ما جراليش حاجة، دا كلهم كان يوم بس اللي غيبتهم يا رياض مش زمن يعني.
- بالنسالك انتي مش بالنسبالي، انا بيمروا عليا كأنهم سنين صوتك دا ذاته بيزود الاشواق في قلبي، ومع ذلك برضو مش قادر ما اتصلش، ولا اسمعه، يوم عن يوم بتعلق بيكي اكتر مش العكس.
كان يصله صوت انفاسها، وصمتها المعبر بقوة عما يكتنفها، من قال ان الكلمات فقط هي المعبر في تلك الحالة، هناك ما هو اقوى، الإحساس الذي يجمع بين الطرفين، وتألف الارواح ما أعظمه
- سكتي ليه يا بهجة؟
- يعني هقول ايه؟ انت قولت كل الكلام، في انتظار رجوعك بقى.
- اممم، ماشي يا بهجة،طب بقولك ايه انا واقف دلوقتى قدام محل هدوم حريمي، عنده شوية هدوم عندي احساس انها هتجنن عليكي، ايه رأيك؟
- بجد يا رياض، طب ابعتلي كدة خليني اشوف الزوق التركي .
قالتها بلهفة وحماس جاهلة عن تلك الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على ثغره وهو يتأمل الموديل العارضة خلف الواجهة، ترتدي فستان يشبه قطعة النوم، بل اكثر عري ولكنه رائع التصميم والأناقة حتى أنه بالفعل أصبح يتخيلها ترتديه، لذلك قرر على الفور شرائه، ولكن في البداية لابد له من التسلية برد فعلها الآن، وذلك بإرسال الصورة التي التقطها حالا بكاميرا الهاتف، ليصله رد فعلها على الفور، بشهقة تسبقه:
- ايه ده؟ دا برضو فستان؟! لا سيدي مش عيزاه ولا عايزة زوقك ال...... اقفل يا رياض وروح شوف مصالحك، بلا شرا فستانين بلا كلام فارغ الحاجات دي ليها اصحابها.
ضحك بصخب ينهي المكالمة بناءًا على طلبها، يلج لداخل المحل عازمًا على أمر شرائه ومجموعة أخرى تضاعف من سعادته في مشاكستها والاستمتاع بردود افعالها الغير متوقعة.
❈-❈-❈
القت الهاتف من يدها على سطح المكتب الذي تعمل به الآن كمساعد لنائب مجلس الإدارة بالجمعية الموقرة ، بوضع اجتماعي يسهل عليها الكثير من الأمور،
لكن تلك المشاعر التي تكتسحها وتزيدها تشتتًا، في كل مرة تسمع إلى صوته، كيف تجد لها حلا كما انه هو ايضًا لا يساعدها بأفعاله، اللعنة، وهل تلك نبرة رجل يريد الفراق بالفعل .
- سرحانة في ايه يا بهجة؟
قالتها نجوان وهي تدلف اليها داخل الغرفة التي اصبحت تجمعهما سويًا لتجعلها تنتبه اليها وتجيبها:
- لا عادي يعني..... متشغليش نفسك.
قطبت تجلس على الكرسي المقابل لمكتبها واضعة قدما فوق الأخرى
- مشغلش نفسي ازاي يعني؟ ما تتكلمي يا بنت.
صمتت برهة من التفكير حتى اجابتها بتشتت:
- مش عارفة صراحة اقولك ايه؟ بس.... اصلي يعني كنت بكلم رياض قبل ما تيجي وو....
- ايه يا بنتي ، انتي هتنقطيني بالكلام، هو رياض عرف بمنصبك الجديد معايا؟
اجابت عن سؤالها تنفي برأسها، لتبزغ ابتسامة واسعة على فمها، لتقول:
- كويس اوي، انا كمان مش عايزاه يعرف دلوقتي.
قطبت بهجة وعقدت ما بين حاجبيها بريبة وحيرة متسائلة:
- طب ليه؟ ليه مش عايزاه يعرف اني بشتغل معاكي؟ ولحد امتى؟ دا خلاص قرب يرجع من سفره
تبسمت بمرح زادها اشراقًا تجيبها:
- وماله يا عبيطة لما يرجع من سفره؟ وهو احنا يعني هنفضل مخبين العمر كله، انا بس اعملهالو مفاجأة.
- مفاجأة!
- اه مفاجأة واسمعي الكلام وبطلي عبط بقى، وقومي جهزي نفسك عشان خارجين بعد ساعة كدة ورانا مشوار .