رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 38 - 2 - الخميس 5/12/2024
قراءة رواية حان الوصال كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حان الوصال
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن والثلاثون
2
تم النشر يوم الخميس
5/12/2024
سألتها بهجة قاطبة:
- مشوار ايه؟
تبسمت تجيبها بمكر:
- ندوة يا بهجة، ندوة للتعريف عن انشطة الجمعية وذكر الانجازات اللي بنعملها في وقت قياسي.
❈-❈-❈
انتهى من شراء المجموعة التي يريدها، وأشياء أخرى اكثر حماسًا تحفزه على اللهو وتشعل خياله الخصب للقادم معها، ثم واصل تسكعه ليتوقف امام محل المصوغات الشهير، يطالع الواجهة رافعًا النظارة السوداء عن عينيه قبل أن يتحرك ويدلف داخله، يستقبله عامل المحل بابتسامته الودودة قبل أن ينتبه صاحب المحل، فيرحب بها بمبالغة نظرا للمعرفة القديمة وما يجمعهم من تاريخ في التعامل معه، وهو مصري يجمع بين الجنستين التركية والمصرية.
- رياض باشا، بقالنا سنين كتير اوي ماشوفناش بعض، من عهد اا.
كاد ان يذكر اسم والده ولكن استدرك سريعًا ليقطع مردفًا بغبطة:
- بس وحشتنا والله، وبسمع عنك من ولادي اخبار تفرح، دا غير مدام نجوان كمان، امتى بقى تنورونا من تأني المحل؟
تبسم ردا له:
- إنت عارفها، كل حاجتها من عندك، اكيد مع أول عودة ليها بعد السنين اللي مرت، هتيجي وتشتري منك، المهم دلوقتي انا عايز انقي لها هدية .
هلل الرجل فرحًا بقوله:
- يا ماشاء الله، دا انا هطلعلك احلى مجموعة عندي تنقي منها، حاجة سبيشيل تليق بيها، دي زوقها راقي ولا يعلى عليه.
- وعايز حاجة رقيقة تناسب واحدة في العشرين.
هتف بها قبل ان يقوم الرجل كي يأتي بمجموعة المجوهرات، ليقطب الاخير بابتسامة ماكرة:
- لمين بقى؟ ياريت اعرف الصفة او مقدار الغلاوة عشان احدد على اساسه الهدية المطلوبة
من دون تفكير، وكما حركه احساسه، نطق لسانه بما يحمله القلب:
- يبقى تجيب أغلى حاجة عندك، عشان دي أقرب لي من النفس اللي بتنفسه.
❈-❈-❈
عودة إلى الوطن
وبالتحديد داخل منزل خميس الغائب عنه منذ ايام، لا يملك الشجاعة للعودة بعد ما حدث منه او بالأصح من زوجته الثانية مع الأولى التي نالها ما نالها من صفاء حينما اقتحمت عليها منزلها كما ادعت وبلغت الشرطة، لتجعلها تبيت داخل المحبس عدة ليال حتى تنازلت لها اخيرا بعد إلحاح مقابل مبلغ كبيرا من المال تحصلت عليه، لتجعل درية الآن ممسكة برأسها المربط بمنديل قماش تندب غير قادرة على التوقف، امام اولادها الثلاثة؛
- اه يا نفوخي، يا نفوخي اه، هموت ياناس بقهرتي، نااار بتاكلني ، اخلص منها ازاااي؟
مصمصت ابنتها بشفتيها تستهجن فعلها للمرة الالف حتى تكف عن النواح:
- افضلي كدة احرقي في دمك لحد ما تنزل عليكي حاجة لا قدر الله عشان تكمل ياما، الفلوس وغارت عشان نطلعك، كنا هنعمل ايه يعني.
- تعملي ايه؟!
صاحت بها باستنكار تردف موجهة ابصارها نحو ابنيها الجالسان على الاريكة المقابلة لها بصمت ، كوضع المتفرج:
- ما هو انتي لو معاكي اخوات رجالة، مكنتيش سألتي السؤال ده؟ راجلين قد الحيطة يقعدو على امهم وهي في الحبس، مش قادرين على حتة مرة ولا تسوى، يحايلو فيها عشان تتنازل وتخرجني من السجن، بدل ما يجيبوها من شعرها ولا يخطفوا عيل من عيالها يعرفوها ان الله حق، انا يتعمل فيا كدة انا؟
زفر سمير يشيح بأبصاره للناحية الآخرى، اما سامر والذي مازال يمسك بكفه على موضع الجرح فقد لاحت على طرف شفته شبه ابتسامة خاليه من اي مرح في الرد عليها:
- ونزود علينا الفضايح صح، ما هو دا اللي ناقص، نلبس كمأن في قضايا خطف عيال عشان تكمل .
صرخت به غير تدهشه بمنطقها وعدم اكتراثها:
- وماتكمل ولا تفرقع حتى، مش احسن من لهفها لمية الف جنيه منكم، بنت الجعانة، ما صدق ولاقتلها فرصة عشان تطلع منها بمصلحة، بس اقول ايه؟ ما كله من يوز الاخص ابوكم، هو السبب في كل اللي جرا، سابها تبهدلني وتلم عليا الناس، اه يا ناري لو اطوله هو كمان، دا انا مغلولة منه غل
- اهو ذنب ناس بتخلصه ناس
غمغم بها سامر بصوت خفيض لتهدر به والدته:
- بتبرطم بتقول ايه يا واد؟ طبعا يا اخويا اعملوا ما بدالكم ما انتو حاطين أيديكم في المية الباردة.
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها، ليتبع نهج شقيقه في الصمت وتركها لولولتها حتى ولجت زوجة ابنها الاكبر، لتنتفض صارخة وكأنها وجدت ضالتها في افراع غضبها :
- وليكي عين تيجيلي برجلك يا إسراء، بعد اللي عملته بت الكل.... قريبتك ، ليكي عين يا إسراااء؟!
وقبل ان تصل اليها وجدت من يتلقفها من وسط الطريق يتصدر امامها ليمنعها عنها:
- صلي النبي ياما وسيبي إسراء في حالها، ولا انتي مقدرتيش ع الحمار هتتشطري ع البردعة
هتفت تنهره بغليل وهي تدفعه عنها:
- إنت كمان يا روح امك بتدافع عنها، دا بدل ما تجيب حقنا وتروحها على بيت ابوها، ولا تكون بلفتك هي كمان زي قريبتها ما عملت مع ابوك الاهبل؟
جز سمير على اسنانه بغيظ شديد يحاول الا يزيد عليها برد لا يعجبها، وقد فاض به من افعالها، اما إسراء والتي وقفت تشدد على طفلها بجسد يرتجف، فردت تعترض بدفاع عن نفسها:
- طب وانا ايه ذنبي؟ انا حتى معرفتهمش ببعض عشان ابقى سبب، ان كان عمي اللي لاف عليها ولا اللي لافت عليه، الاتنين كبار ومحدش فيهم فاقد الأهلية عشان نجيب الذنب ع التاني .
زمجرت درية تحاول الفكاك من ذراعي ابنها تواصل الهجوم عليها بالتجريح:
- لا يا اختي الذنب علينا احنا، احنا اللي سيبنا الدنيا كلها وروحنا لبلدكم الجعانة، ما بتصدقوا تلاقوا راجل في وشكم تلوفوا عليه .
إلى هنا ولم يعد قادرا على ذرة واحدة من التحمل، ليدفعها عنه بغضب شديد:
- لحد هنا وتوقفي ياما، عشان انا مراتي بنت ناس، واهلها مش جعانين، وكلمة تانية هتزوديها عليها، قسمًا بالله ما ادخلك بيت تاني .
- صلي على النبي يا سمير، دي لحظة غضب.
كان هذا رد شقيقه، والذي اضطر للتدخل رغم تعبه، خشية تفاقم الشجار امام زهول درية التي تصنمت محلها من الصدمة، وابنتها صارت تحاول تهدئتها:
- تعالي ياما ارجعي ريحي اعصابك، الهري دا كله هيخسرك صحتك وعيالك كمان، مش بس الفلوس.
وتحرك سمير يسحب زوجته ويخرج بها، بعدما حمل ابنه منها، ليتركها بأنفاس متدهجة، وكأنه على بعد شعرة واحدة من أن يقطع معها الى الأبد
❈-❈-❈
قارب على الانتهاء من استعداداته للسفر، فلم يتبقى سوى اشياء قليلة ينهيها قبل أن يتخذ طريقه للعودة ، أغلق الحقيبة الكبيرة بعد أن حشر بها أشيائه، ليضعها في مكان واحد مع الهدايا والمشتريات التي ابتاعها على مدار اليومين الماضيين، وعليه الآن أن يتجهز للاستحمام وتبديل ملابسه للخروج بصحبة رفيق الطفولة في احتفال صغير اعده له قبل رحلة عودته.
دلف إلى غرفة الملابس وانتقى منها حلة رائعة تليق بالمناسبة، لكن وما ان هم بخلع ما يرتديه قبل الذهاب إلى حمام غرفته، حتى دوى الهاتف باتصال من المذكور، ليجيبه على الفور متبمسًا:
- ايوة يا عدي باشا، انا كنت حالا دلوقتي داخل اخد شاور عشان اجيلك........ بتقول ايه؟....... مين؟ ناريمان! مالها ناريمان؟ ......... ايه حصل لها يعني؟
بإجفال شديد صار يستمع إلى قول الاخر، يخبره بتلك المستجدات التي طرأت على رأسه بدون سابق انذار، واحداث لم تكن في الحسبان، ليتماسك اخيرا بصعوبة يلملم شتات نفسه، يجيب على استفسار الاخر من الجهة الأخرى:
- لا طبعا مش هستني، انا هسافر حالًا عشان ادم، هو الأهم عندي دلوقتى.