رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 14 - 1 الأحد 1/12/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الرابع عشر
1
تم النشر يوم الأحد
1/12/2024
جلس على المائدة يتناول طعامه وهي جالسة أمامه شاردة بحالها، فبالرغم من مرور ثلاث سنوات على زواجهما إلا أنها لم تنس ما حدث لها بسبب هذا الزواج المدبر.
كلما جلست بمفردها تتذكر حبيبها وعشقها الوحيد الذي حاولت مرارا وتكرارا الابتعاد عنه خوفا من بطش أبيها، ولكنها فشلت لتمسكه بها مما أودى بحياته ودفعها ثمنا لعشقهما الممنوع.
نظرت أمامها لهذا الرجل الذي تزوجته ولازالت تشعر بالحنق تجاهه فهو مثال للرجل الغير مبال بأي شيي سوى عمله مع والده والذي تعلم تمام العلم أنه أحد أفرع شبكة التهريب التي يعمل بها والدها.
وما ازاد من غصتها وحنقها هو علاقاته المتعددة والتي يعترف بها على الملأ غير عابئ بأحد، وحتى أبيها لا يهتم إن اشتكت له فأصبحت حياتها فارغة وهشة لا حياة بها.
رفع وجهها عن طبقه ينظر لشرودها وتسائل:
-سرحانه في ايه يا شوشو؟
ردت بلامبالاة:
-ولا حاجه، ومن امتى الاهتمام ده؟
قوس حاجبيه وهدر بها:
-انت مفيش فايده منك، أعاملك حلو تستغربي مني أعاملك وحش تشتكيني لطوب الأرض، معاملكيش خالص تقولي متجوزة مع ايقاف التنفيذ.
صر على أسنانه وصاح:
-حيرتيني معاكي.
لم تعقب عليه فهز رأسه مستسلما لرفضها الدائم له ووقف يهندم ملابسه فسألته فورا:
-انت خارج تاني؟
أومأ يهز رأسه مرات متتالية:
-رايح لابوكي المحل، عايزه حاجه من هناك؟
ضحكت ساخرة:
-آه، هاتلي خرطوشة سجاير.
فهم سخريتها منه فقوس فمه وانحنى يقبلها فشعرت بالتقزز والرفض كعادتها ولكنه لم يهتم وهمس بأذنها:
-مفيش مجال انهارده نقضو وقت سوا كده بدل ما اسهر بره وترجعي تزعلي.
صرخت به معترضة:
-هو يا اوافق على حاجه مش عوزاها يا تروح تترمي في أحضان الأو**خ اللي بتعرفهم.
زفر زفيرا عاليا ورد بغضب:
-منا مش لاقي حقي في بيتي، عيزاني أعمل ايه؟
ردت ساخرة:
-أكدب على نفسك بس مش هتعرف تكدب عليا، أنا رضيت بقسمتي وقولت خلاص ربنا يجعله ابن حلال وينسيني السواد اللي في حياتي بسبب ابويا، بس أنت خونتني من أول شهر جواز يا تامر، مستنتش حتى يعدي على جوازنا وقت....
قاطعتها ضحكاته الساخرة والعالية:
-يعني اللي فرق معاكي أنه اللي حصل كان بعد شهر! لو بعد سنه كنتي هتقبلي؟
جعدت جبينها وهو يضيف:
-بلاش تشيليني الليلة لوحدي يا أشرقت، أنتي كنتي السبب الأول في اللي حصل، ما هو مش معقول أبقى نايم في حضن مراتي وهي بتفكر في راجل تاني واقبلها على نفسي، أنا سكت بس عشان الشغل اللي بين ابويا وأبوكي وأديني أهو كل ما احاول نبقو زوجين طبيعيين ترفضي، وندخل في نقاش طويل عريض يخلص بولا حاجه.
بكت رغما عنها فتنهد وربت على رأسها:
-طيب أنا اهو بمدلك ايدي للمرة المليون وبقولك تعالي ننسو اللي حصل مني ومنك ومن أهالينا ونبدأو صفحة جديدة يمكن الحال بينا يتصلح.
وقفت تنظر له بغل وتمتمت بصوت مسموع:
-مفيش حاجه هتتصلح، أنا بتمنى الموت كل يوم عشان أخلص من حياتي.
استمع لتمتمتها فشدد على قبضته بغيظ وتركها واقفة أمامه وغادر دون أن يعقب عليها ببنت شفة.
❈-❈-❈
نزل الدرج متجها للمعرض الكبير أسفل مقر عمله ودلف ينظر حوله يمينا ويسارا فخرج له أحد العاملين يسأله باحترام:
-اتفضل يا بيه أجيبلك حاجه؟
رد حمزة بتساؤل:
-هو المعلم مش موجود ولا ايه؟
رد العامل مبتسما له:
-ﻷ يا بيه، عقبال عندك فرحه الخميس دهون ومشغول ع الآخر بالتجهيز.
هز رأسه وسأله بفضول:
-فرحه على أخت يوسف مش كده؟
أومأ مؤكدا فسأله:
-طيب ولا يوسف موجود؟
نفى العامل فورا:
-يوسف بطل ييجي الشغل أديله شهر.
تنهد مخرجا زفيرا عاليا فسأله العامل:
-طيب لو في أيها حاجه انا في الخدمه.
وقبل أن يجيبه استمع للصوت من الخلف:
-المعلم فين يا مرعي.
هرع العامل صوبه فهو صهر رب عمله:
-ازيك يا تامر بيه، والله كنت لسه بقول للبيه إن المعلم مجاش انهارده.
رفع تامر رأسه ينظر لحمزة ومد راحته يصافحه معرفا عن نفسه:
-تامر السيوفي.
ابتسم الآخر بتكلف:
-حمزة الأسيوطي.
ظل ينظر له بتفحص وحمزة يسأله:
-متعرفش المعلم جاي امتى؟
أجابه وهو ينظر بساعته الباهظة:
-المفروض كان بينا ميعاد بس الظاهر نسي.
ابتسم ورفع هاتفه على أذنه بعد أن قام بالاتصال به:
-هشوفه فين؟
أجاب رشوان فهتف الطرف الآخر:
-حمايا العزيز، فينك كده؟
أجاب وهو يتناول طعامه:
-بتغدا، خير!
رد عليه ضاحكا ضحكة صغيرة:
-شكلك نسيت ميعادنا.
جعد وجهه فقد نسي تماما موعده:
-آخ، ده أنا نسيت خالص.
عقب عليه زوج ابنته:
-ولا يهمك يا عمي ربنا يكون في العون، طيب استناك تيجي ولا نكنسلوها؟
رد رشوان فورا:
-لا لا نكنسلو ايه؟ ده البضاعه ممكن تروح علينا، استناني بس عندك في المحل وأنا جاي.
هز رأسه موافقا:
-آه وفي ضيف عايزك كمان.
سأله بنبرة محتارة:
-مين؟
أجابه فورا:
-حمزة الأسيوطي.