رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 14 - 1 الأحد 1/12/2024رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 14 - 2 الأحد 1/12/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الرابع عشر
2
تم النشر يوم الأحد
1/12/2024
❈-❈-❈
تعجب فما حاجته له فهو مجرد مستأجر لإحدى ممتلكاته ولكنه لم يهتم أكثر وأغلق المكالمة بعد أن أخبرهما بانتظاره.
نظر أمامه لعروسه وابتسم لها وهي تتناول طعامها ببطئ رهيب وكأنها لا تود لتلك الجلسة أن تنتهي:
-الأكل برد وانتي قاعد تنقنقي فيه، انتي مش جعانه ولا ايه؟
ردت بعد أن تركت الملعقة من يدها:
-بصراحه عايزة اتناقش معاك في كام حاجه قولتهالي بس خايفه تتضايق.
هز رأسه مرات متتالية يؤكد لها تقبله لحديثها:
-اتكلمي في اللي عيزاه يا ملك، أنا مش عايزك تخافي مني ابدا.
أمسك راحتها بقوة وهو يضيف:
-أنا عايزك تحبيني مش تخافي مني، بس الحب ميلغيش الاحترام يعني تحبيني وتفضلي تحترميني.
أومأت توافقه وهو يتابع:
-مكنتش متخيل إن عقلك كبير كده وكنت خايف اتعب معاكي عشان تفهميني، عارف إن فرق السن بينا كبير اوي وزي ما أنتي قلقانه مني أنا كنت قلقان، بس الحمد لله اطمنت خالص ﻷن عقلك أكبر من سنك مش زي الحمارة بنتي عقلها أد عقل النملة.
ابتسمت تدافع عن صديقتها:
-متظلمهاش، ورد مشكلتها أنها معاشتش عيشه صعبه اجبرتها تكبر قبل أوانها.
وكأن حديثها ضغط على وتر حساس فرمقها بنظرة جامدة لم تهتم لها وتابعت حديثها:
-موت بابا أو زي ما كنت فاهمه إنه هجرنا خلاني اعتمد على نفسي في حاجات كتير أوي، عشان مشيلش يوسف همي اكتر ما كان شايل، وماما طبعا عاشت لنا ومفكرتش ابدا لا تتجوز ولا تفكر في نفسها، ده خلاني اعمل زيهم وأكبر بعقلي قبل سني.
قبل راحتها متمتما:
-ربنا يكملك بعقلك.
عادت لحديثها:
-أنا طبعا خايفه وقلقانه اوي من فرق السن اللي بينا، وقلقانه من مراتاتك الاتنين ليكرهوني ويعمولي مشاكل، واهي بانت من أولها وواحده فيهم قدرت تسخنك على يوسف...
قاطعها موضحا:
-محدش سخني عليه يا حبيبتي، هو اللي أذى نفسه بعملته و...
قاطعته هي ترجوه:
-انا مش هقدر أتجوزك وأنا لا عارفه مصير أخويا ولا متأكده أنك هتوفي بوعدك في حمايته ووعدك كمان بجوزاه من ورد، على اتفاقنا كان المفروض يكتبو كتابهم لما ورد تكمل 18 سنه بس..
قاطعها مجددا:
-وانا عند كلمتي بس لما ينفذ أوامر الناس اللي انا شغال معاهم عشان يقبلو بحمايتي له.
نهجت وقد تخوفت كثيرا من حديثه:
-ايه بقى أوامرهم دي، وكلمة أوامر في حد ذاتها معناها إن مفيهاش نقاش.
أومأ مؤكدا:
-ايوه يا ملك للأسف مفيهاش نقاش ولو متنفذتش هيكون التمن حياته ومش هقدر أعمله حاجه.
بكت رغما عنها فربت على كفها المسندة أمامها:
-انا حاولت أحميه وهو اللي راح رمى نفسه في حضن البوليس وخرجت حمايته من اديا.
انهارت باكية وتوسلته:
-عشان خاطري يا رشوان احميه منهم ومن نفسه، أنا مليش غيره ومش هقدر استحمل لو جراله حاجه.
حك لحيته وتنهد بهدوء:
-اهدي، أنا هتكلم معاه وربنا يسهل ينفذ طلباتهم ومحدش هيقدر يقربله بعد كده.
توسلته بعينيها:
-طيب ايه هي طلباتهم؟
ضحك مستسلما:
-مش هينفع تعرفيها يا روحي، خليكي أنتي بره الموضوع ده عشان لو دخلتي الدايره دي مش هتعرفي تخرجي منها، اسمعي كلامي.
هزت رأسها بخضوع فشعر بالانتشاء من الحديث المتبادل بينهما وهو يشعر أنه ملك العالم لمجرد نطقها ﻷحرف اسمه بتلك الرقة التي تذيبه، استمع لها تكمل نقاشها معه:
-طيب موضوع جوازنا اللي كمان 3 ايام ده؟
انتبه لها بنظرة حادة وهي تستطرد:
-مش كان اتفاقنا إن الجواز يكون بعد ما اتم 20 سنه وكمان بعد ما اتفقت معايا إن كتب الكتاب ع الضيق عشان هنعملو فرح رجعت تقول ﻷ سني ميسمحش بفرح، ومعترضتش بس كمان أنت كده منفذتش أي اتفاق كان بينا والجواز اللي عايزه كمان 3 ايام ده هيكون قبل حتى ما نستلم القسيمة لاني لسه متمش 18 سنه.
حرك لسانه داخل فمه ممتعضا وهي تضيف:
-ولا اتكلمنا في التعليم والدراسه ووضعنا بعد الجواز، انت انتهزت فرصة موضوع يوسف مع البوليس وغيرت كل اتفاقنا وأنا كده مش مبسوطه.
زفر باحتراق صدره وأشعل سيجارته ليزيد بها احتراقا على احتراق وتكلم بحدة غير مقصودة:
-انا مش عيل صغير عشان تقوليلي رجعت في كلامك معايا، بس اللي اخوكي عمله غير كل خططي وبقيت مضطر أعمل حاجات عكس اتفاقنا يا ملك.
تسائلت بحيرة:
-الجواز اللي كمان 3 ايام ده من ضمن الحاجات اللي مضطر عليها؟
أومأ مترقبا ردة فعلها فنهجت رغما عنها بشكل ملحوظ:
-أنت بتجري بالجوزا عشان قلقان تحصل حاجه تبعدنا عن بعض وده أنا فهماه كويس، وعشان تطمن من الناحية دي فأنا مش هعترض على الجواز، بس أنا كمان هيكون ليا طلبات هتنفذهالي عشان تعوضني عن كل الوعود اللي خلفت بيها معايا، وأهما هو التعليم، يعني هكمل تعليم وادخل الجامعة.
أومأ مؤكدا:
-انا قولتلك قبل كده اني موافق على ده ومش هرجع فيه؟ طلباتك ايه غيره؟
ردت مبتسمة:
-مش وقته بقى، بعد الجواز هقولك كل طلب في وقته بس توعدني وعد راجل حر أنك هتنفذه.
أومأ يعدها:
-وعد مني مرفضش طلباتك مهما كانت إلا في اللي يخص شغلي يا ملوكه، ده اللي ملكيش فيه نهائي.
أومأت موافقة:
-وانا مش ناويه اتدخل في شغلك بس عايزه منك وعد أنك هتبطل لما تقدر تبطل.
ابتسم لخوفها عليه وأومأ:
-لو سمحولي ابطل أكيد هعمل ده من غير كلام، بس أنا طلعت من وأنا عيل ابن 11 سنه ولقيت ابويا وجدي في الشغل ده ومحدش منهم لا فكر ولا عرف يبطل الشغلانه ولا حتى كان في اختيار إن عيالهم واحفادهم ميكلموش بعدهم بس...
قاطعته تستغل حديثه:
-أفهم من كلامك إني لو خلفتلك الولد اللي نفسك فيه هتشغله الشغل ده؟ ﻷ يا رشوان أنا مش موافقه ابني يدخل الحوار ده.
اتسعت بسمته لتصل لأذنيه وهمس بنبرة متغزلة:
-هاتيهولي الولد بس انتي وأنتي تشوفي رشوان تاني خالص وهعملك كل اللي تتمنيه ويحمي ابني.
نظر بساعة هاتفه وأشار للنادل ليحضر الحساب وهو يخبرها:
-لازم نقوم عشان في شغل متعطل وكمان مدي ميعاد ليوسف في البيت عندي.
هزت رأسها فدفع الحساب ووقف متجها لسيارته وقادها حتى محله ليجد كل من صهره وحمزة بانتظاره فنظر لملك وأشار لها للأمام:
-اقعدي على مكتب يوسف لحد ما اخلص الشغل اللي ورايا عشان اروحك على سكتي.
تحركت من أمامه دون التفوه بأي كلمة فجلس هو أمامهما ونظر للعامل ليأمره:
-هاتلي الشيشية يا بني.
التفت برأسه صوب حمزة ورحب به:
-ازيك يا استاذ حمزة، خير في حاجه في المسطح؟
نفى الأخير وأخرج من جيبه عدة أوراق وبدأ حديثه:
-المكتب عندي استورد الشحنه دي ووقفت في الجمارك مش عارف أخرجها، وولاد الحلال في المينا قالولي المعلم رشوان قولتلهم ده حبيبي.
ضحك رشوان عاليا وسحب منه أوراق الشحنة ونظر له يسأله:
-دوغري ولا فيها لوع؟
لمعت عينيه ونطق فورا:
-حد الله، دوغري يا معلم دي معدات طبيه وورقها كله سليم.
ضحك رشوان ومد راحته لزوج ابنته ليطالعها وهو يقول:
-لو ورقها سليم مكانتش وقفت في المينا يا حمزة.
حرك المعني كتفيه بحيرة:
-يمكن عشان الشركة لسه جديدة وورق الضرايب والتراخيص يعني لسه مش أحسن حاجه..
نفى تامر وهو يعيد الأوراق لوالد زوجته:
-الورق ناقص أختام يا استاذ حمزة وعشان تخلصها عايزلك شهر.
تفاجئ وصاح معترضا:
-شهر! ليه؟
ضحك الآخر عاليا:
-هو الروتين الحكومي هنا كده وطبعا كل الوقت ده بتدفع أرضيه للمينا لحد ما سعر البضاعة يبقى 3 أضعاف السعر اللي جايبها بيه.
تنفس بتوتر وهو يحرك راحتيه معترضا:
-ده يبقى خراب بيوت يا معلم، دي مش اول شحنه اجيبها بس يمكن أكون طمعت لما الشغل مشي معايا وزودت شويه، بس انا واخد عرابين من المستشفيات ومقدم خطة أسعار مقدرش ازود عنها، أنا كده هفلس من قبل ما اشتغل.
نفى رشوان موضحا:
-متقلقش، أنت تعتبر جاري ومن اللي يخصوني فأنا هساعدك عشان أنت لسه جاي من بره ومش عارف النظام هنا ماشي ازاي.
رمقه بنظرة متعجبة فوضح تامر:
-هنا يا حبيبي شخلل عشان تعدي.
تسائل بضيق:
-أدفع رشاوي يعني؟
ضحك رشوان عاليا:
-مسمهاش رشاوي بقى متوديناش في داهيه، اسمها إكراميات.
هز حمزة رأسه موافقا:
-طيب والإكراميات دي تطلع لها كام؟
رد رشوان محركا رأسه وكأنه يفكر بأمر ما:
-والله ده يتحدد على حسب حجم الشحنة وسهولة وصعوبة دخولها وتخليصها، بس الأكيد إن مهما الإكرامية كانت كبيرة فمش هتكون أكبر من الأرضية اللي هتتدفع عن كل يوم البضاعة محجوزة فيها في المينا.
أغلق عينيه مستسلما:
-الأمر لله، خلاص يا معلم شوف تؤمرني بايه وأنا تحت الطلب.
مد رشوان راحته بالأوراق الخاصه له:
-أنا مش هاخد حاجه لنفسي يا حمزة، ده أنا لسه قايلك إنك بقيت تبعي يا راجل، الفلوس كلها هتروح للناس بتوع المينا والجمارك، وعموما أنا أخدت رقم الشحنة وهشوف نظامها ايه وهرجعلك بكل التفاصيل.