-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 15 - 2 الخميس 5/12/2024

  قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس عشر

2

تم النشر يوم الخميس

5/12/2024

قاطعتها فورا:

-حسن طمني وزعق لها لما اتكلمت، وبعدين أنا وهو في نفس المركب يعني لو فكرت تفضحني هتفضح ابنها معايا.


ضحكت سالي ساخرة:

-وهو أهل الحارة لو عرفو هيشيلو حسن الغلط ولا انتي اللي هتشيلي الفضيحة لوحدك!


صرخت بها رافضة:

-فضيحة، فضيحة، في ايه ده جوزي على سنة الله ورسوله واللي حصل بينا لا هو عيب ولا حرام، لولا بس ابويا اللي مزنقها علينا.


زفرت سالي بنفور ورفض وهتفت:

-طيب ياختي متنسيش ميعاد الاستشارة عشان تتأكدي من ميعاد الولادة ونعملو حسابنا هنقولو ايه على الميعاد لما تولدي بعد الدخله ب7 شهور.


ردت بلامبالاة أغضبت أختها الكبرى:

-عادي يعني في 100 واحدة ولدت في السابع يعني مش هكون أول واحدة.


زمت سالي شفتيها للأمام وهزت رأسها ممتعضة وتركتها وغادرت منزل والديها، فلمحت حسن يقف خلف المشواة يتابع تسوية السمك فظلت ترمقه بنظرات حارقة فهمهما على الفور فترك ما بيده وتحرك صوبها فتصرخ إحدى السيدات:

-يوووه يا حسن أنت كل شويه تسيب السمك، ما تخلصنا يا بني عايزين نخلصو اللي ورانا.


رد مشيرا بيده بشكل مبتذل:

-حاضر يا حاجه الدنيا مطارتش.


وقف أمامها منتظرا توبيخها الأكيد ولكنها فاجئته بحديثها:

-سهر عندها استشاره عند الدكتوره كمان يومين، ابقى روح معاها أنت بقى وشوف هتعملو ايه.


قوس حاجبيه:

-نعملو ايه في ايه؟ غالبا هنتابع مع واحده غيرها تكون قريبه و...


قاطعته بحدة وهمس حتى لا يستمع لها أحدا من أهالي الحارة:

-تتابعو مع حد قريب عشان تعرف إنك دخلت عليها قبل الفرح! انتو حرين انا شيلت ايدي من الموضوع ده خلاص.


غادرت بدون مقدمات فتمتم ورائها:

-بت رخمه.

❈-❈-❈

وضعت الفتاة اللمسات الأخيرة على وجهها من مستحضرات التجميل وقبل أن تضع الحمرة أوقفتها ورد:

-استني متحطيش الروچ إلا لما تاكل بقى.


أحضرت لها الشطيرة ووضعت محرمة ورقية أسفلها:

-خدي كلي بقى ده أمك عامله سندوتشات تحفه.


تناولت طعامها برفقة صديقتيها ورانيا تشاكسها:

-بت يا ملك، هي امك جايبه اللحمه دي منين طعمها تحفه.


ردت ورد فوار:

-هتلاقيها من لحمة الدبيح اللي ابويا بعتهالهم.


رمقتها رانيا بنظرة رافضة لطريقتها الفظة فهتفت على الفور:

-انتي يا بت واخده مني موقف ليه كده، ملك عرفاني ومتعودة على طريقتي، انتي بس اللي بقيتي عيزاني اتعامل بحساسية زيادة عن اللزوم.


عقبت عليها:

-بذوق مش بحساسية يا ورد، انتي بقيتي قليلة ذوق و...


تركتهما تتشاجرا وأجابت هاتفها الذي صدح رنينه وكان رشوان:

-الو.


سألها بدون مقدمات وبلهفة ظاهرة:

-خلصتي؟


ردت بعد أن ابتلعت ريقها:

-لسه.


صاح بها فورا:

-ليه كل ده؟ بتعملي ايه من صباحية ربنا؟


أخفت ضيقها وردت موضحة:

-انا مش لوحدي، ولا العروسه الوحيدة في المكان .


هتف صائحا:

-قدامك اد ايه طيب أنا زهقت من القاعدة.


أجابته برقة جعلته يعيد تفكير بطريقته معها:

-لو مستعجل هخليهم يكروتوني وتعالى خدني.


ابتسم فورا ورقق صوته:

-لااااا انا مش عايز كروته، بس استعجليهم شويه عشان قاعد على نار.


سألته بتلبك:

-هو مش احنا هنروحو الحارة الأول وهتقعد في الشادر مع الناس قبل ما نروحو الڤيلا؟


أومأ مؤكدا:

-ما عشان كده مستعجل، لسه فيها ولا ساعتين هنيصو فيهم مع أهل الحارة وعلى ما ياكلو العشا هنروحوا على آخر الليل.


لم يجد تعقيب منها فسألها:

-أنتي زعلانه عشان عملت قاعدة الستات عندي في البيت؟ أصل بيتكم ضيق ومكانش هيكفي أهل الحارة و...


قاطعته فورا قبل أن يستفيض بحديثه:

-لا خالص مش زعلانه، عادي متشغلش بالك.


أغلقت معه فوجدت ورد لا زالت تتشاجر  مع صديقتها فصاحب بهما:

-ما تبس بقى انتو الاتنين، في ايه؟


ابتسمت لهما وهي تردف:

-هتتخانقو يوم فرحي؟


صمتتا فعادت ملك للابتسام وهي تقول:

-خليهم يخلصو بقى أحسن العريس زهق وممكن ييجي يطربق لهم الكوافير عادي جدا.


ابتسمتا والمصففة ترد عليها:

-لا واحنا ميرضناش زعل العريس.


بدأت تصفف لها شعرها وفي تلك اللحظة اقتربت منها ورد وجلست أمامها فصاحت معترضة:

-أوعي كده خليني اشوف المراية.


تنهدت ورد وهمست لها:

-ملك، هو أنتي كويسه؟


أومأت فتابعت الأولى:

-مش مصدقاكي، أنا صاحبتك ومش هتعرفي تخبي عليا.


اقتربت رانيا منهما وجلست هي الأخرى والمصففة تتابع عملها وقد استرعى انتباهها حديثهن:

-أخيرا حسيتي بيها انها مش طبيعية.


قوست ورد فمهما تنظر لرانيا بامتعاض وعادت تحدث ملك بروية:

-عارفه انك بطلتي تتكلمي معايا من ساعه كتب الكتاب بس يا ملك حتى لو بقيتي مرات ابويا فأنتي صاحبتي الانتيم وأخت خطيبي وعمرنا ما ينفع نتفرق ابدا.


اتسعت حدقتي المصففة لمعنى حديثها وقادها فضولها للتركيز بحديثها:

-يعني تقدري تحكيلي وتشكيلي زي زمان حتى لو كان اللي مزعلك هو بابا، هسمعلك وعمري ما هاخد صفه ابدا وانتي عارفه ومتأكده من ده.


كم أرادت أن تجعلها تتوقف عن الحديث الغير مجدي وهي ذاهبة الآن لمحبسها المؤبد، فما من مخرج لها حتى وإن اشتكت لكل من يخطو خطوة بالأرض، فهي ليس لها مشتكى غير لمن بالسماء:

-هو ايه سبب الكلام ده دلوقتي؟


ردت بزفرة قوية:

-عشان أنا عارفه ومتأكده إنك مش مبسوطه من جوازك بأبويا حتى لو بتحاولي تبيني العكس.


نظرت للمرأة وللمصففة التي توقفت عن عملها لتحدق بهن بشكل مبالغ فيه وهتفت:

-هو حضرتك خلصتي كده؟


نفت بتوتر بعد أن كُشف تلصصها على الحديث وعادت لاستكمال عملها فاعترضت ملك أخيرا:

-كفايه كلام بقى وخلصوا لبس عشان رشوان زمانه جاي.


انتهت المصففة من عملها ووقفت ملك أخيرا تتعطر وترتدي حذائها ذو الكعب العالي ووقفت تتسائل ببسمة مصطنعة:

-شكلي حلو يا عيال؟


أجابتها رانيا دون تفكير:

-زي القمر يا ملوكه.

الصفحة التالية