رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 17 - 2 الخميس 12/12/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل السابع عشر
2
تم النشر يوم الخميس
12/12/2024
الانتظار لساعات جعله يشعر بالتعب والإرهاق وهو لا يعلم متى ستنتهي مأساة أخيه، رنين هاتفه أيضا الذي لم يتوقف من والدته التي علمت بما حدث لتواجدها بمنزل رشوان آنذاك مثل بقية نساء الحارة جعله يخبرها رغما عنه بتواجده برفقة شقيقه بالمشفى.
هاتفته للمرة العاشرة فأجاب بفروغ صبر:
-ياامه قولتلك لو في جديد حصل هقولك.
ردت ممتعضة من حدته:
-أنت بتتعصب عليا يا زفت أنت! قولتلي متجيش ياامه مش عايزين نعملو لحسن مشاكل وأديني قاعده اهو بس قلقانه وعايزه اطمن على أخوك ربنا خرجه من الورطة اللي هو فيها ولا لأ؟
رد بعد زفرة طويلة:
-ادينا قاعدين أهو وسهر لسه تحت الملاحظة.
-واخوك؟
أجابها هازا رأسه:
-قاعد جوه معاها في الأوضة هو وأختها.
سألته مجددا نفس السؤال المكرر للمكالمات التسع السابقة:
-الدكتور مقالش الحمل نزل ولا ﻷ؟
أجابها بعصبية وحدة:
-ما قولت مقالش حاجه ياامه، بقولك ايه أنتي شكلك قاعده فاضية وأنا تعبت وزهقت، اقفلي دلوقت ولما أعرف حاجه هكلمك.
أغلق معها سريعا وهو يرى الطبيب يعود أدراجه ممسكا ملفها بيده فتقدم نحوه يسأله بلهفة:
-خير يا دكتور؟
ربت الطبيب على كتفه وطرق باب الغرفة ودلف وتبعه حسين بقلق فوجد حسن يفرد جسده على السرير وسهر بداخل حضنه يمسح على طول ظهرها يهدأ من نوبة بكائها الحاد، فتنحنح بحرج واعتدل حسن وترك السرير الطبي ووقف بجوارها فمدت هي راحتها تتمسك بخاصته بقوة:
-أنا آسف، هرمون الحمل عمال ينزل وده معناه إن حصل إجهاض للأسف، ربنا يعوض عليكم.
أنهارت باكية فعاد حسن يحتضنها ويربت عليها فاستمع لهذيانها:
-ربنا بيعاقبني عشان فكرت أنزله، بس أنا والله كنت هعمل كده عشان خايفه ولما لقيتك موافق عليه فرحت وقبلت ورضيت.
تجهم وجهه ولكنه لم يظهر لها ضيقه وفكر بإرجاء الحديث بهذا الإعتراف لاحقا:
-حسن.
نادته بصوتها الضعيف والمنكسر فانحنى ممسكا راحتيها معا:
-نعم يا حبيبتي.
ردت بحزن وألم:
-انا خايفه أوي.
مسح على رأسها:
-متخافيش، كلنا معاكي.
استمع للطبيب يخبر طاقكم التمريض بتجهيزها فترك يدها المتمسكة به وسأله هامسا:
-هي هتدخل عمليات؟
أومأ مؤكدا:
-لازم عشان نعملو تنضيف ونطمنو إن مفيش نزيف.
صرخت سالي تتسائل بوجل:
-يالهوي يانا، يعني مش هنروحو انهارده؟
نفى الطبيب بالطبع:
-ﻷ طبعا، خلاص الساعه داخله على واحده بعد نص الليل وهتحتاج بعد العملية تتحط شوية في الأفاقة وبعدها تحت الملاحظة الموضوع مش سهل وكيس الحمل ثابت في مكانه برغم نزول الهرمون.
بكت سهر:
-حسن، خليك جنبي متسبتيش
ابتلع ريقه وأومأ لها وما هي إلا لحظات وكانت هي داخل العمليات ووقف هو مسندا رأسه على الحائط فاقترب منه حسين يربت على كتفه هامسا:
-قضا أخف من قضا يا أخويا، الحمد لله على كل حال.
لم يعلق عليه بل زفر بإجهاد فتابع حسين:
-على الأقل كده هتتجوزو من غير قلق ولا استعجال ﻷبوها يحس ويعرف بحاجه.
هز رأسه مرات متتالية فهتفت سالي برهبة بعد أن صدح هاتفها بالرنين:
-يا لهوي ده جوزي.
ابتعدت قلقا وردت عليه فصرخ بها:
-انتي فين؟ أنا رجعت البيت ملقتكيش.
ابتلعت ريقها بخوف:
-أنا أصل.
تلبكت وتلعثمت فصرخ بها:
-بقولك أنتي فين أحسن قسما بالله لهرمي عليكي يمين الطلاق دلوقت.
ردت فورا وبلهفة:
-ﻷ ﻷ، أنا في المستشفى.
لمعت عينه وسألها باهتمام:
-ليه فيكي ايه؟
أجابته بلجلجة وخوف:
-مش أنا دي سهر أختي.
مع تساؤلاته وفضوله بمعرفة الأمر لم تجد بد سوى أن تخبره:
-هي تعبت وجبتها هنا وحاليا في العمليات، بس متقولش حاجه لابويا وأمي أحسن الموضوع كبير.
لم يفهم ما يحدث فسحب حسن منها الهاتف وتكلم معه:
-تعلالي يا عماد أنا محتاجك، وزي سالي ما قالتلك متجبش سيره لحد.
لحظات وخرجت سهر من العمليات بنفس توقيت وصوله فاستمع للطبيب يطمئنه:
-الحمد لله المدام بتاعتك زي الفل وإن شاء الله ربنا يعوض عليكم.
اقترب من حسن محتضنا إياه:
-ايه يا ابو نسب الحكاية؟
رمقه حسن بنظرة حزينة ونفخ هواءً ساخنا خارجه وهتف:
-أنت زي أخويا وأكيد عارف تنشيف دماغ حماك في موضوع الجواز فأنا وسهر يعني...
صمت مطرقا رأسه فلمعت عين الآخر:
-دخلت عليها؟
أومأ وتابع:
-وكانت حامل وللأسف سقطت فأنا دلوقت مش عايز منك غير تقف معايا زي ما وقفت معاك في جوازتك وتخليه يوافق نعجلو شويه بالجواز.
هز رأسه موافقا وهو يربت على كتفه:
-متقلقش يا حسن أنا في ظهرك بس أمها وأبوها لازم يعرفوا إنها في المستشفى.
رفضت زوجته:
-ابويا لو عرف هيموتها، عمره ما هيعترف إنها مراته.
هز رأسه متفهما والتفت لحسن الذي تبع السرير الطبي الذي يحملها وتوجهوا معه لغرفتها ووضع يده أعلى كتفه يخبره:
-احنا لازم نقولولهم، على الاقل نقول جاتلها الزايدة وخلاص.
رفضت سالي مجددا:
-يا حبيبي سهر نزفت قدام الناس كلها ولو حد شم خبر بس انها في المستشفى الكلام هيكتر وكل واحد هيقول اللي جه في باله وساعتها هنتفضحوا.
زفر حسن بضيق وصاح بهم:
-خلاص يا جماعة لما تفوق من البنج ناخدها ونطلعو عندكم في البيت وساعتها يحلها ربنا.
❈-❈-❈
لم تصدق نفسها وهي تجده يفتح باب المنزل بعد أن استمعت لصوت سيارته بالخارج فوقفت تنتظره بلهفة أمام الباب مبتسمة، فابتسم هو الآخر من استقبالها له بهذا الشكل الذي يجعله دائما يتوق لها.
اقبلت إليه واحتنضته بقوة هامسة بأذنه:
-كنت متأكده أنك مش هيهون عليك زعلي خصوصا إن انهارده أصلا يومي.
ضحك عاليا وغمز لها:
-واديني جيتلك جري أهو يا ماهي عشان وحشتيني.
تعلقت أكثر بعنقه فاحتضنها بقوة ولكنها تجهمت فجأة وابتعدت عنه:
-أنت جاي ليه صحيح؟
تعجب وانتابته نوبة ضحك عالية من تغيرها المفاجئ:
-ده جنان ده ولا ايه؟ مش لسه كنتي فرحانه عشان جيتلك.
أومأت بملامح متحفظة:
-أيوه ده في العادي بس أنت فرحك كان انهاردة فايه اللي جابك؟ العروسه معجبتكش ولا موافقتش أنك تلمسها.
ابتسم بسمة واسعه غاضبة تنم عن مدى ضيقه من حديثها وهدر بها:
-انتي عقلك ضرب ولا ايه؟ ده بدل ما تترمي تحت رجليا عشان سبت عروستي وجيتلك؟
ردت بتعجب:
-ماهو مش طبيعي يعني.
اقترب منها غامزا بطرف عينه اليسرى:
-العروسه عندها ظروف وأنا واكل طاجن بطارخ يخليني أهد الحيطة اللي وراكي دي فإيه رأيك؟
ضحكت ضحكة رقيعة وسحبته من ياقة قميصه تقبله بقوة فبادلها بقوة أكبر وتحركت تسحبه وراؤها ناحية غرفة نومهما ليقض معها تلك الليلة وملامح عروسه محفورة بذاكرته لا يستطيح محوها.
اعتدل ينهج بأنفاس لاهثة وسحبها داخل حضنه وأغلق عينيه يتخليها مكان زوجته وهو يمني نفس أن هذه الليلة قريبة جداً، ولكن عليه أن يبذل مجهودا أكبر مما بذله مع تلك التي تتوسد ذراعه وكانت لا تطيقه هي الأخرى حتى جعلها عجيبنة لينة بهذا الشكل تتوق فقط لقربه.
رفعت وجهها تنظر لملامحه التي أصبحت تعشقها وهمست:
-رشوان.
لم يجب فكررت ندائها:
-رشوان أنت نمت؟
نفى وفتح عينيه ناظرا لها فهمست:
-أنت لسه بتحبني؟
أومأ مبتسما ومقبلا وجنتها:
-طبعا يا روحي وأكتر من الأول كمان.
بكت فاتسعت حدقتيه وهو يجدها تسأله:
-أومال ليه اتجوزت عليا؟
أبعدها بعد أن زفر زفرة قوية:
-تاني نفس الهري اللي ملوش لازمه، ماهيتاب... لو عيزاني ابطل آجي عندك افضلي اتكلمي في الحوار ده، وأنا أوعدك إنك هتقدري تقطعي رجلي من عندك نهائي.
صمتت ولفت ملائة الفراش على جسده ونظرت له بحزن تسأله:
-أنت هتدخل عليها؟
التفت لها بعد أن أحضر منشفة ليستعد لدخول المرحاض:
-ايوه طبعا مش مراتي.
سألته بضيق:
-ليه طيب؟ هو أنا منقصاك حاجه؟
تركها ودلف للمرحاض فوقفت وتبعته للداخل ووقفت أمامه تسأله:
-أنا مش مكفياك صح؟ أصل أنا عارفه أنك بطلت تنام مع صفية من زمان وحتى ناهد مبقتش معاها زي الأول.
أغلق صنبور المياة وجعد وجهه متسائلا:
-ايه ده؟ أنتو بتتكلمو مع بعض في الموضوع ده؟
نفت توضح:
-ﻷ طبعا، بس أنا عارفه حكاية صفية من ساعة ما جوزت بناتك وهي رفضاك، أنت اللي قلوتلي كده وناهد لما بتيجي من عندها وأنت كنت معاها بتكون يعني عادي معايا، بس لما بتكون زي انهاردة كده بعرف أنك ملمستهاش والست لما بتحب بتحس بجوزها وأنا بحبك أوي أوي.
ابتسم ومسح على شعرها ونزل براحته يكوب وجنتها وخلف أذنها فدبت قشعريرة لذيذة داخلها ولكنها سرعان ما تحولت لغصة من رده:
-انتي الأصل يا روحي والوحيدة اللي بتعرفي تبسطيني، بس العروسه برده لها حق عليا وده شرع ربنا ميزعلش حد.